هل لاحظت وجود كتل غريبة على جلد قطتك أو تغيرات في سلوكها؟
قد تكون هذه العلامات مؤشرًا على إصابتها بأورام الخلايا البدينة (Mast Cell Tumors)، وهي من الحالات الشائعة التي تصيب القطط. تعتبر الخلايا البدينة جزءًا مهمًا من الجهاز المناعي، لكن عندما تتحول إلى أورام، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة قطتك.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كل ما تحتاج لمعرفته عن أورام الخلايا البدينة عند القطط، بما في ذلك الأسباب، الأعراض، التشخيص، والخيارات العلاجية المتاحة.
هدفنا هو تقديم معلومات دقيقة وسهلة الفهم لمربي القطط، مع الحفاظ على الجانب العلمي الضروري لتثقيف القارئ.
محتوى المقالة
ما هي أورام الخلايا البدينة؟
أورام الخلايا البدينة (Mast Cell Tumors) هي نوع من الأورام ينشأ من خلايا نسيج الضام التي تحتوي على حبيبات داكنة مليئة بمواد كيميائية مثل الهيستامين (Histamine).
تلعب هذه الخلايا دورًا رئيسيًا في استجابات الجسم المناعية والالتهابات.
يمكن أن تظهر هذه الأورام في مناطق مختلفة من جسم القط، مثل الجلد، الطحال، أو الجهاز الهضمي.
تُصنف هذه الأورام إلى ثلاث درجات بناءً على درجة التمايز (Differentiation)، وهو مدى تشابه الخلية السرطانية مع الخلية الطبيعية:
- الدرجة 1 (متمايزة جيدًا): التشخيص عادةً ما يكون إيجابيًا.
- الدرجة 2 (متوسطة التمايز): تتطلب مراقبة دقيقة وعلاجًا متقدمًا.
- الدرجة 3 (غير متمايزة): تشخيصها سيء، وغالبًا ما تكون أكثر عدوانية.
هل جميع القطط معرضة للإصابة؟
بعض السلالات مثل السيامي (Siamese) تكون أكثر عرضة للإصابة بأورام الخلايا البدينة الجلدية. يتم تشخيص الشكل الجلدي غالبًا عند القطط في عمر 10 سنوات تقريبًا، بينما يظهر الشكل النسيجي المرتبط بالطحال أو الجهاز الهضمي عند القطط الصغيرة بعمر حوالي 2.4 سنة. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن حالات في القطط التي تقل أعمارها عن سنة واحدة وحتى في القطط الكبار التي تصل إلى 18 سنة.
اعراض أورام الخلايا البدينة عند القطط
تعتمد الأعراض على موقع الورم ودرجته. إليك بعض العلامات الشائعة التي قد تلاحظها:
- فقدان الشهية: غالبًا ما يكون هذا أول عرض ظاهر، خاصة إذا كان الورم موجودًا في الطحال.
- القيء والإسهال: قد يحدث نتيجة لأورام الخلايا البدينة في الجهاز الهضمي.
- كتل جلدية : توجد عادةً تحت الجلد، وقد تكون صغيرة وصلبة أو كبيرة ومتعددة. قد تظهر بدون شعر أو بسطح مقرح.
- تضخم الطحال: إذا كان الورم موجودًا في الطحال، فقد تلاحظ انتفاخًا في منطقة البطن.
- تورم في الأمعاء: في حالة الأورام المعوية، قد تلاحظ تسمكًا جزئيًا في جدار الأمعاء.
أسباب الإصابة وأهم عوامل الخطر
حتى الآن، لا يوجد سبب واضح لظهور أورام الخلايا البدينة عند القطط. ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة:
- عوامل وراثية: بعض السلالات مثل السيامي تكون أكثر عرضة.
- التهابات سابقة: قد تلعب الالتهابات دورًا في تحفيز نمو الأورام.
- العمر: القطط الكبيرة سنًا تكون أكثر عرضة للإصابة بالأورام.
خيارات العلاج المتاحة
الجراحة
الجراحة هي الخيار الأول لعلاج أورام الخلايا البدينة الجلدية. ينصح بإزالة الورم مع حواف واسعة (حوالي 3 سم) لضمان إزالة كاملة. بالنسبة للأورام الموجودة في الطحال، يتم إجراء عملية استئصال الطحال (Splenectomy).
العلاج الكيميائي
يستخدم العلاج الكيميائي عادةً بعد الجراحة، خاصة في الحالات المتقدمة. الأدوية الأكثر شيوعًا تشمل:
- بريدنيزون (Prednisone) : يساعد في تقليل حجم الورم قبل الجراحة.
- فينبلستين (Vinblastine) ولوموستين (Lomustine) : تُستخدم لعلاج الأورام العدوانية.
- سيميتيدين (Cimetidine) : يُستخدم لمنع إطلاق الهيستامين.
العلاج الإشعاعي
في بعض الحالات، قد يكون العلاج الإشعاعي خيارًا لعلاج الأورام الجلدية التي لا يمكن التحكم بها جراحيًا.
الرعاية اللاحقة والمتابعة
بعد العلاج، من المهم مراقبة صحة قطتك عن كثب:
- تقييم أي كتل جديدة: حتى لو كانت صغيرة، يجب فحصها مجهريًا.
- فحص العقد الليمفاوية بانتظام: للكشف عن أي انتشار محتمل للورم.
- إجراء فحوصات دورية: مثل فحص العد الدموي الكامل وإنزيمات الكبد إذا كان القط يتلقى علاجًا كيميائيًا.
المضاعفات المحتملة للإصابة
على الرغم من فعالية العلاجات، إلا أن هناك بعض المضاعفات التي قد تحدث:
- نزيف داخلي: خاصة إذا كان الورم موجودًا في الطحال.
- التهاب الجهاز الهضمي: نتيجة لإطلاق الهيستامين.
- التئام الجروح ببطء: إذا لم يتم إزالة الورم بشكل كامل.
المسار المتوقع للإصابة والتشخيص
يعتمد التشخيص النهائي على موقع الورم ودرجته:
- الأورام الجلدية: التشخيص عادةً ما يكون إيجابيًا، مع معدل انتكاس منخفض.
- الأورام المعوية: التشخيص سيء، حيث نادرًا ما تتجاوز فترة البقاء على قيد الحياة 4 أشهر.
- دوران الخلايا البدينة في الدم: يعتبر من الحالات الخطيرة، وغالبًا ما يحتاج إلى علاج كيميائي طويل الأمد.
ختاماً
فهم أورام الخلايا البدينة عند القطط هو الخطوة الأولى نحو ضمان حياة صحية وسعيدة لصديقك المفضل.
إذا لاحظت أي علامات غير طبيعية على جلد قطتك أو تغيرات في سلوكها، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري فورًا.
مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكنك تحسين جودة حياة قطتك وزيادة فرص الشفاء.
تذكر دائمًا أن الوقاية أفضل من العلاج، لذا قم بإجراء الفحوصات الدورية لقطتك وحافظ على نظام غذائي صحي.
الأسئلة الشائعة
ما هي أورام الخلايا البدينة عند القطط؟
أورام الخلايا البدينة (Mast Cell Tumors) هي نوع من السرطان ينشأ من خلايا تُسمى الخلايا البدينة (Mast Cells) .
تُعد هذه الخلايا جزءًا من الجهاز المناعي وتوجد عادة في الأنسجة الضامة .
تحتوي الخلايا البدينة على حبيبات مليئة بمواد كيميائية مثل الهيستامين، والتي تلعب دورًا في الاستجابات الالتهابية والحساسية .
يمكن أن تظهر هذه الأورام في مناطق مختلفة من جسم القطة، مثل الجلد، الطحال، أو الجهاز الهضمي .
تُصنّف أورام الخلايا البدينة إلى ثلاث درجات بناءً على مدى تشابه الخلايا السرطانية مع الخلايا الطبيعية (التمايز):
الدرجة 1 (متمايزة جيدًا): تكون الخلايا قريبة الشبه بالخلايا الطبيعية وعادةً ما يكون التشخيص إيجابيًا .
الدرجة 2 (متوسطة التمايز): تتطلب مراقبة وعلاجًا دقيقًا .
الدرجة 3 (غير متمايزة): تكون الخلايا مختلفة جدًا عن الخلايا الطبيعية، ويشير هذا إلى تشخيص سيء وتكون أكثر عدوانية .
تُعد أورام الخلايا البدينة ثاني أكثر أورام الجلد شيوعًا في القطط .
على الرغم من أنها قد تكون حميدة في بعض الأحيان، إلا أنها تمتلك القدرة على التطور بشكل خبيث .
بعض السلالات مثل السيامي تكون أكثر عرضة للإصابة بالنوع الجلدي .
ما هي أسباب الإصابة بأورام الخلايا البدينة؟
أسباب الإصابة بأورام الخلايا البدينة عند القطط غير محددة بشكل دقيق، لكنها ترتبط بعدة عوامل محتملة تشمل:
عوامل وراثية: بعض السلالات مثل السيامي (Siamese) تكون أكثر عرضة للإصابة بأورام الخلايا البدينة الجلدية، مما يشير إلى دور الجينات في زيادة الخطورة.
التهابات سابقة أو مزمنة: قد تلعب الالتهابات دورًا في تحفيز نمو هذه الأورام.
التقدم في العمر: تزداد احتمالية الإصابة مع تقدم عمر القطة، حيث يظهر الشكل الجلدي غالبًا عند القطط في عمر حوالي 10 سنوات، بينما قد تظهر الأورام الداخلية في أعمار أصغر.
العوامل البيئية: مثل التعرض للسموم أو المواد الكيميائية قد تسهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام، بما في ذلك أورام الخلايا البدينة.
نشاط غير منضبط للخلايا البدينة: حيث تتحول هذه الخلايا المناعية إلى خلايا سرطانية تطلق مواد كيميائية مثل الهيستامين تسبب الالتهاب وتكوين الأورام.
أورام الخلايا البدينة عند القطط تنجم عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية، الالتهابية، والبيئية، مع زيادة خطر الإصابة لدى بعض السلالات والعمر المتقدم.
ما هي أعراض أورام الخلايا البدينة الجلدية؟
أعراض أورام الخلايا البدينة الجلدية عند القطط تشمل:
ظهور كتل أو نتوءات تحت الجلد، قد تكون صغيرة وصلبة أو كبيرة ومتعددة.
قد تظهر هذه الكتل بدون شعر أو مع سطح مقرح أو متقرح.
الأورام تكون غالبًا عقيدات منفردة، لكنها قد تكون متعددة في بعض الحالات.
قد تلاحظ احمرار أو تورم موضعي في مكان الورم، خاصة عند التلاعب به، بسبب إفراز مواد كيميائية مثل الهيستامين (علامة دارييه).
في بعض الحالات، قد تكون الأورام حاكّة وتسبب انزعاجًا للقطة.
قد تظهر قرح أو جروح لا تلتئم في مكان الورم.
في الحالات المتقدمة أو المنتشرة، قد يصاحبها أعراض عامة مثل فقدان الشهية، القيء، الإسهال، وفقر الدم إذا انتشرت الأورام داخليًا.
الأورام الجلدية عادةً تظهر على الرأس والرقبة، وقد تكون متقرحة أو غير متقرحة، وتختلف في الحجم والشكل حسب درجة الورم.
ما هي أعراض أورام الخلايا البدينة الداخلية؟
أعراض أورام الخلايا البدينة الداخلية عند القطط تختلف حسب موقع الورم، لكنها غالبًا تشمل:
فقدان الشهية، وهو من الأعراض المبكرة والشائعة، خاصة إذا كان الورم في الطحال.
القيء والإسهال، خصوصًا إذا كانت الأورام في الجهاز الهضمي، مما يسبب اضطرابات معوية.
تضخم الطحال، قد يظهر كانتفاخ أو تورم في منطقة البطن.
تورم أو سماكة في جدار الأمعاء، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم والامتصاص.
فقدان الوزن والضعف العام بسبب تأثر الحالة الصحية.
خمول وتعب نتيجة لتأثير الورم على وظائف الجسم.
قد تظهر أعراض عامة للسرطان مثل نزيف داخلي أو اضطرابات في وظائف الأعضاء المصابة.
هذه الأعراض تشير إلى وجود ورم داخلي يؤثر على الأعضاء الحيوية، ويتطلب التشخيص المبكر والفحص البيطري لتحديد موقع الورم ونوعه ووضع خطة علاجية مناسبة.
ما هي مراحل تطور أورام الخلايا البدينة؟
مراحل تطور أورام الخلايا البدينة عند القطط تُصنف عادةً بناءً على درجة تمايز الخلايا السرطانية، وهي تعكس مدى تشابه الخلايا الورمية مع الخلايا الطبيعية، وتشمل:
الدرجة 1 (متمايزة جيدًا):
الخلايا الورمية تشبه إلى حد كبير الخلايا الطبيعية.
عادةً ما يكون الورم محدودًا وغير عدواني، مع توقع جيد للعلاج والشفاء.
الدرجة 2 (متوسطة التمايز):
الخلايا أقل تشابهًا بالخلايا الطبيعية مقارنة بالدرجة الأولى.
الورم قد يكون أكثر عدوانية ويحتاج إلى متابعة وعلاج دقيق.
الدرجة 3 (غير متمايزة):
الخلايا تختلف كثيرًا عن الخلايا الطبيعية، وتظهر علامات عالية على النمو السريع والعدوانية.
هذا النوع من الأورام عادةً ما يكون أكثر خطورة مع احتمالية أكبر للانتشار والتكرار.
تتطور الأورام من ظهور كتل صغيرة تحت الجلد أو في الأنسجة المصابة، وقد تتضخم مع الوقت وتسبب أعراضًا موضعية أو عامة حسب موقع الورم (الجلد، الطحال، الجهاز الهضمي). في المراحل المتقدمة، قد يؤدي الورم إلى فقدان الشهية، القيء، الإسهال، وتدهور الحالة العامة للقطة.
التشخيص المبكر وتحديد درجة الورم مهمان جدًا لاختيار العلاج المناسب، الذي قد يشمل الجراحة، العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي، مع مراقبة مستمرة للحالة.
حول كاتب المقال


د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم