يُعدّ دواء إفيدرين سلفات (Ephedrine Sulfate) أحد الأدوية المحفِّزة للجهاز العصبي الودي (Sympathomimetic)، ويُستخدم في الطب البيطري بعدة أغراض أهمها علاج سلس البول الناتج عن ضعف المصرة البولية، إضافةً إلى استخدامه كدواء رافع للضغط في بعض حالات التخدير أو الصدمات.
على الرغم من أن استخدامه أصبح أقل شيوعاً في السنوات الأخيرة، لا يزال هذا الدواء مفيداً في مواقف معينة عند القطط.
المقال التالي يقدم شرحاً مفصلاً للدواء، آلية عمله، الجرعات، الموانع، الأعراض الجانبية، وطريقة الاستخدام الآمن.
محتوى المقال
ما هو دواء إفيدرين سلفات؟
إفيدرين سلفات هو مركّب دوائي منبه لمستقبلات ألفا وبيتا الأدرينرجية في الجسم، ويعمل على زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي.
يتوفر الدواء على شكل محلول للحقن بتركيز 50 mg/mL أو كبسولات فموية بتركيز 25 mg في الصيدليات البشرية، ولا توجد له منتجات بيطرية مخصّصة للقطط.
يستخدم الدواء بشكل أساسي في القطط لعلاج:
- سلس البول الناتج عن ارتخاء المصرة البولية.
- انخفاض ضغط الدم خلال التخدير أو الصدمات.
- بعض حالات احتقان الأنف أو تضيق القصبات (أقل شيوعاً).
كما يُعدّ من الأدوية التي تمتاز بسرعة الامتصاص سواء عند إعطائه فموياً أو حقناً.
آلية عمل إفيدرين في جسم القطة
تقوم آلية عمل إفيدرين على تحفيز إطلاق النورإبينفرين من النهايات العصبية، ما يؤدي إلى تنشيط مستقبلات:
- Alpha-adrenergic.
- Beta1-adrenergic.
- Beta2-adrenergic (بدرجة أقل).
وينتج عن ذلك تأثيرات متعددة تشمل:
- زيادة انقباض الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم.
- زيادة معدل نبض القلب.
- توسّع الشعب الهوائية بدرجة بسيطة.
- انخفاض احتقان الأنف.
- تنبيه خفيف للجهاز العصبي المركزي.
- زيادة قوة المصرة البولية ومنع تسرب البول.
وتكمن أهميته لدى القطط في قدرته على شدّ عضلة المصرة البولية وبالتالي تقليل سلس البول، خصوصاً لدى القطط التي تعاني من ارتخاء المصرة لأسباب عصبية أو هرمونية.
كما أن الدواء يُمتص بسرعة ويُطرح عن طريق الكلى، بينما قد يختلف معدل الإطراح حسب درجة حموضة البول.
الاستخدامات العلاجية للدواء عند القطط
علاج سلس البول (Urethral Sphincter Hypotonus)
يُعتبر هذا هو الاستخدام البيطري الأكثر شيوعاً لإفيدرين لدى القطط. حيث يعمل الدواء على زيادة انقباض المصرة البولية من خلال تنشيط مستقبلات ألفا، مما يقلل من تسرب البول.
رفع ضغط الدم أثناء التخدير أو الصدمة
يستخدم إفيدرين كـ Vasopressor، خصوصاً عندما يحدث انخفاض ضغط الدم أثناء التخدير أو بعده. يعطي الدواء ارتفاعاً سريعاً في الضغط نتيجة تحفيز المستقبلات الأدرينرجية، وقد يُكرر حسب الحاجة.
علاج احتقان الأنف وتضيق القصبات
مع أن هذا الاستخدام أصبح أقل شيوعاً، إلا أن بعض الأطباء قد يستخدمونه في حالات احتقان الأنف الشديد أو تضيق القصبات، نظراً لقدرته على:
- تقليل الاحتقان.
- تحسين فتح الممرات الهوائية.
لكن فعاليته في هذه الحالات محدودة مقارنة بأدوية أحدث.
طرق إعطاء إفيدرين للقطط
بناءً على طبيعة الدواء وصيغته المتاحة، يمكن إعطاؤه للقطط بأي من الطريقتين التاليتين:
الإعطاء الفموي (PO)
عند توفر الكبسولات البشرية بتركيز 25 mg، يمكن تقسيم الجرعة المناسبة حسب وزن القطة. هذا الشكل هو الأكثر استخداماً لعلاج سلس البول.
يمتاز بإمكانية استخدامه على المدى المتوسط وإعطائه في المنزل.
الحقن العضلي (IM) أو تحت الجلد (SQ)
يُستخدم هذا الشكل في الحالات الطارئة لرفع ضغط الدم، بجرعة ثابتة تُكرر حسب الحالة.
لا يُنصح باستخدام الحقن بشكل متكرر دون إشراف طبيب بيطري بسبب تأثيراته القوية على القلب والضغط.
الجرعات المناسبة للقطط
- لعلاج سلس البول: 2 – 4 mg/kg كل 12 ساعة عن طريق الفم
- كدواء رافع للضغط (Vasopressor): 0.75 mg/kg حقناً IM أو SQ ويُعاد حسب الحاجة.
اختلاف الجرعة حسب وزن القطة:
| وزن القطة | جرعة سلس البول (2–4 mg/kg) | جرعة الرافعة للضغط (0.75 mg/kg) |
|---|---|---|
| 2 كغ | 4–8 mg | 1.5 mg |
| 3 كغ | 6–12 mg | 2.25 mg |
| 4 كغ | 8–16 mg | 3 mg |
| 5 كغ | 10–20 mg | 3.75 mg |
عوامل تؤثر على الجرعة
- عمر القطة (يُخفَّض للقطط الكبيرة).
- وجود أمراض قلب أو ضغط.
- أمراض الغدة الدرقية.
- وجود أمراض كلوية (لتأثر الإطراح البولي).
- استخدام أدوية أخرى محفزة للجهاز الودي.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنّب الدواء فيها
ذكرت المصادر البيطرية أن إفيدرين يُمنع أو يُستخدم بحذر شديد عند القطط في الحالات التالية:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: خصوصاً:
- اضطرابات النظم القلبية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب الاحتقانية.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: القطط المصابة بفرط نشاط الغدة تكون حساسة للمنبهات الأدرينرجية وقد يحدث تسارع شديد في ضربات القلب.
- الزرق (Glaucoma): قد يرفع إفيدرين ضغط العين.
- تضخم البروستاتا: قد يفاقم أعراض الانسداد البولي.
- السكري غير المنضبط: لأن الدواء يرفع نسبة السكر في الدم.
- الحمل والإرضاع: الدواء يُفرز في الحليب وقد يؤثر على القطط الصغار.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
من الوارد ظهور بعض الأعراض الجانبية بسبب النشاط الأدرينرجي القوي للدواء، ومنها:
- تسارع نبض القلب (Tachycardia): الأكثر شيوعاً
- ارتفاع ضغط الدم.
- القلق أو فرط النشاط.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة الحرارة أو اللهاث.
- ارتعاش بسيط في العضلات.
- القيء في بعض الحالات.
متى يجب مراجعة الطبيب فوراً؟
- نبض سريع جداً أو غير منتظم.
- صعوبة تنفس.
- ارتخاء شديد أو خمول.
- تقيؤ متكرر.
- نزيف أو بول دموي.
نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده
قبل الاستخدام
- إجراء فحص شامل للقلب والضغط.
- التأكد من عدم وجود فرط في نشاط الغدة الدرقية.
- إخبار الطبيب بأي دواء تتناوله القطة (خاصة محفزات الجهاز الودي).
- البدء بأقل جرعة فعالة ثم زيادتها تدريجياً إذا لزم.
أثناء الاستخدام
- مراقبة معدل ضربات القلب بشكل دوري.
- مراقبة ضغط الدم عند القطط المعرضة لمشاكل قلبية.
- الالتزام الشديد بجدول الجرعات.
- إعطاء الفموي مع الطعام إن سبب اضطراب معدي.
بعد الاستخدام
- ملاحظة أي تغيرات في السلوك (مثل القلق أو فرط النشاط).
- عدم إيقاف العلاج المفاجئ عند استخدامه لسلس البول، إلا بعد استشارة الطبيب.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء الجرعة بوزن تقريبي غير دقيق: القطط تحتاج جرعات دقيقة جداً، لذلك يجب وزن القطة قبل وصف الدواء.
- خلط الدواء مع أدوية مشابهة بدون استشارة: مثل: Pseudoephedrine أو Phenylpropanolamine وكلها أدوية متشابهة في التأثير لكنها تختلف في الأمان والجرعات.
- استخدام الدواء لاحتقان الأنف دون إشراف: رغم تأثيره، إلا أن مخاطره على القلب تجعل هذا الاستخدام غير منصوح به.
- إعطاء جرعات متقاربة جداً: هذا يزيد من خطر التسارع القلبي وارتفاع الضغط بشكل خطير.
- استخدام حقن بشرية دون معرفة التركيز: حقن إفيدرين غالباً بتركيز 50 mg/mL، وهو تركيز مرتفع جداً للقطط.
تحذير مهم
❗ يُمنع تماماً استخدام دواء إفيدرين سلفات للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص. فهو دواء ذو تأثيرات قوية على القلب والجهاز العصبي، وقد يسبب مضاعفات خطيرة إذا تم استخدامه بجرعات غير صحيحة أو في الحالات غير المناسبة.
إذا كنت تفكر في استخدامه لعلاج سلس البول أو لانخفاض الضغط لدى قطتك، فإن الطبيب البيطري هو الوحيد القادر على:
- تحديد الجرعة.
- تقييم المخاطر.
- مراقبة التأثيرات الجانبية.
- اختيار بدائل أكثر أماناً عند الحاجة.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم