يُعدّ دواء إيبسبراتل Epsiprantel أحد الأدوية البيطرية شائعة الاستخدام في علاج الطفيليات الداخلية لدى القطط، وبشكل خاص الديدان الشريطية.
مع انتشار هذه الطفيليات بين القطط التي تعيش في البيوت وتتعرّض للحشرات أو القوارض، أصبح من الضروري توعية مالكي القطط بأهمية معرفة هذا الدواء، آلية عمله، دواعي استعماله، طرق إعطائه الصحيحة، وموانع استخدامه، إضافة إلى التحذيرات المهمة لتجنب أي مخاطر على صحة الحيوان.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح علمي دقيق بلغة بسيطة تساعد القارئ غير المختص على فهم جميع الجوانب المتعلقة بدواء إيبسبراتل.
محتوى المقال
ما هو دواء إيبسبراتل؟
دواء إيبسبراتل هو طارد للديدان يُستخدم بشكل رئيسي لعلاج الديدان الشريطية في القطط والكلاب. ينتمي إلى فئة الأدوية المضادة للطفيليات الداخلية Anticestodal Drugs، أي تلك المتخصصة في القضاء على الديدان الشريطية داخل الجهاز الهضمي.
الدواء فعّال تحديداً ضد الأنواع التالية من الديدان الشريطية في القطط:
- Dipylidium caninum.
- Taenia taeniaeformis.
يتميّز إيبسبراتل بأن امتصاصه من القناة الهضمية محدود جداً، ما يعني أنه يعمل بشكل موضعي تقريباً داخل الأمعاء دون تأثيرات جهازية واسعة.
آلية عمله وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل إيبسبراتل عبر استهداف الديدان الشريطية مباشرة داخل الأمعاء. وتتمثل آلية عمله الأساسية في:
- إحداث انكماش وتقلص شديد في الديدان: يقوم الدواء بإحداث اضطراب في توازن الكالسيوم داخل خلايا الديدان، ما يؤدي إلى شللها السريع وانكماش جسمها.
- تفكك جسم الدودة داخل الأمعاء: بعد شللها، يحدث تمزق في القشرة الخارجية للديدان الشريطية، مما يسمح بتفككها وهضمها لاحقاً داخل الجهاز الهضمي للقطة دون الحاجة لخروج الدودة كاملة.
- عدم امتصاصه إلى الدم: يتميز إيبسبراتل بأن معدل امتصاصه من القناة الهضمية منخفض جداً، وبالتالي فإن تأثيراته محصورة داخل الأمعاء فقط. هذا يقلل من احتمال حدوث آثار جانبية جهازية خطيرة.
الاستخدامات العلاجية للدواء ولماذا يُوصف للقطط
يُوصف إيبسبراتل للقطط في الحالات التالية:
- علاج الديدان الشريطية: وهو الاستخدام الأساسي للدواء، خصوصاً للأنواع الأكثر شيوعاً مثل Dipylidium وTaenia.
- حالات الإصابة الناتجة عن البراغيث: غالباً ما تنتقل الديدان الشريطية للقطط عبر ابتلاع برغوث مصاب، ولذلك قد يرافق وصف الدواء توصية بعلاج البراغيث.
- وقاية القطط التي تخرج للشارع: القطط التي تتعرض للقوارض أو الحشرات تكون أكثر عرضة للديدان الشريطية، ويعد إيبسبراتل خياراً فعالاً في علاجها.
- علاج القطط المصابة دون أعراض: قد يُكتشف وجود أجزاء من الديدان في الفضلات أو حول منطقة الشرج، حتى لو لم تظهر أعراض، وهنا يُستخدم الدواء بعد التشخيص.
طرق إعطاء الدواء للقطط
يأتي إيبسبراتل بشكل رئيسي في صورة أقراص فموية. ولا يتوفر عادة على هيئة شراب أو حقن أو مراهم.
الأقراص الفموية
- يمكن إعطاؤها مباشرة عبر الفم.
- أو مزجها مع كمية صغيرة من الطعام إذا كانت القطة لا تتقبل الأدوية بسهولة.
- تُعطى الجرعة كجرعة واحدة فقط في أغلب الحالات.
نصائح أثناء إعطاء الأقراص
- تأكد من أن القطة قد ابتلعت القرص بالكامل.
- لا تدمج الدواء مع وجبة كبيرة لتجنب القيء.
- في حال تقيؤ القطة بعد وقت قصير من إعطاء الجرعة، يجب إبلاغ الطبيب لمعرفة ما إذا كان ينبغي إعادة الجرعة.
الجرعات المناسبة للقطط
الجرعة العلاجية القياسية 5.5 ملغ لكل كغ من وزن القطة كجرعة واحدة فقط لعلاج الديدان الشريطية.
أمثلة على الجرعات حسب الوزن
- قطة 2 كغ ⬅ 11 ملغ.
- قطة 4 كغ ⬅ 22 ملغ.
- قطة 5 كغ ⬅ 27.5 ملغ.
- قطة 6 كغ ⬅ 33 ملغ.
ملاحظات مهمة
- يجب الالتزام بالمنتج المخصص للقطط لأن أقراص الكلاب قد تحتوي على تراكيز مختلفة.
- لا يُستخدم إلا مرة واحدة عادةً، لكن قد يوصي الطبيب بتكرار الجرعة بعد 2–3 أسابيع في حالات العدوى المتكررة.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
رغم أمان إيبسبراتل، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجب أخذ الحذر فيها:
- الحساسية المسبقة تجاه الدواء: إذا كانت القطة قد تعرضت لرد فعل تحسسي سابق تجاه إيبسبراتل أو أدوية مشابهة.
- القطط الصغيرة جداً: لا يُنصح باستخدامه للقطط الأصغر من 7 أسابيع حسب التوجيهات العامة لمنتجات طاردات الديدان.
- القطط المريضة بشدة: مثل حالات الجفاف، الهزال، أمراض الكبد أو الكلى المتقدمة، إلا بعد تقييم بيطري دقيق.
- الحمل والرضاعة: لا توجد دراسات كافية حول أمان استخدامه أثناء الحمل أو الرضاعة، ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل إعطائه.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
بشكل عام، يُعد إيبسبراتل من الأدوية الآمنة جداً، وتحدث الآثار الجانبية في حالات قليلة ولفترة قصيرة فقط.
أكثر التأثيرات الجانبية شيوعاً
- القيء الخفيف قد يحدث بعد الجرعة، وغالباً يختفي دون تدخل.
- الإسهال البسيط نتيجة تفكك الديدان داخل الأمعاء.
- الخمول المؤقت لا يستمر عادة لأكثر من ساعات.
- انخفاض الشهية إذا استمر لأكثر من يومين يجب مراجعة الطبيب.
متى يجب القلق؟
- استمرار القيء أو الإسهال لأكثر من 24 ساعة.
- وجود دم في البراز.
- ظهور تورم في الوجه أو صعوبة في التنفس (علامات حساسية).
- عدم تحسن الحالة بعد أسبوع.
نصائح مهمة قبل وبعد الاستخدام
قبل الاستخدام
- احصل على تشخيص بيطري للتأكد من أن الطفيل هو دودة شريطية وليس نوعاً آخر من الديدان.
- عالج البراغيث في المنزل لأن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى عودة الإصابة.
- زن القطة بدقة لضبط الجرعة.
- لا تعطِ القطة أي دواء آخر لمكافحة الطفيليات دون استشارة الطبيب لأن بعضها قد يتفاعل مع الدواء.
بعد الاستخدام
- راقب القطة لمدة 24 ساعة بعد الجرعة.
- حافظ على نظافة مكان نوم القط وتنظيف فضلاته.
- اتبع خطة الطبيب لعلاج البراغيث والوقاية المستقبلية.
- كرّر الجرعة إذا أوصى الطبيب بذلك في الإصابات الشديدة.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء وكيفية تجنبها
- إعطاء جرعة غير مناسبة: الخطأ الأكثر شيوعاً هو تقدير الجرعة دون وزن القطة بدقة. الحل: استخدم ميزاناً منزلياً أو اطلب من الطبيب وزن القطة.
- استخدام منتجات غير مخصصة للقطط: قد تحتوي منتجات الكلاب على جرعات أكبر وقد تكون خطرة. الحل: التزم بمنتج القطط فقط.
- توقّع خروج الديدان كاملة بعد العلاج: بما أن إيبسبراتل يؤدي إلى تحلل الديدان داخل الأمعاء، فلن ترى أعراضاً واضحة بعد الجرعة. الحل: لا تقلق إذا لم ترَ أجزاء من الديدان، فهذا طبيعي.
- إيقاف علاج البراغيث: إذا لم يتم القضاء على البراغيث، ستعود الديدان الشريطية بسرعة. الحل: عالج البراغيث بالتزامن مع علاج الديدان.
- إعطاء الدواء على معدة فارغة تماماً: قد يزيد ذلك من فرص القيء. الحل: أعطِ الدواء مع كمية بسيطة من الطعام.
تحذير مهم
يجب عدم استخدام أي دواء بيطري دون استشارة طبيب بيطري مؤهل. فالطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تشخيص نوع الديدان بشكل دقيق، وتحديد الجرعة المناسبة، والتأكد من عدم وجود مشكلات صحية قد تجعل الدواء خطراً على القطة.
ختاماً
دواء إيبسبراتل يُعد من أفضل وأأمن الخيارات لعلاج الديدان الشريطية في القطط، بفضل فعاليته العالية وقلّة آثاره الجانبية، إضافة إلى أنه يعمل داخل الأمعاء دون تأثير كبير على باقي أعضاء الجسم.
مع ذلك، يتطلب الاستخدام الصحيح له فهماً الجوانب الأساسية المتعلقة بالجرعات، وطريقة الإعطاء، وموانع الاستخدام، والعناية اللاحقة للعلاج.
إن التزامك بهذه الإرشادات، واستشارة الطبيب البيطري عند الحاجة، يضمن لقطة منزلك حياة صحية خالية من الطفيليات.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم