يُعد إيتراكونازول (Itraconazole) واحداً من أهم الأدوية المضادة للفطريات المستخدمة في الطب البيطري، وخاصة في علاج الالتهابات الفطرية العميقة والمستعصية لدى القطط.
يتميّز الدواء بفعاليته العالية، وقدرته على استهداف مجموعة واسعة من الفطريات، مما يجعله خياراً علاجياً رئيسياً في حالات مثل داء الرشاشيات وداء السودوموناس الفطري وداء الهستوبلازما وغيرها.
محتوى المقال
ما هو دواء إيتراكونازول؟
إيتراكونازول هو دواء مضاد للفطريات من فئة الأزولات (Azoles)، يُستخدم عبر الفم لعلاج مجموعة واسعة من الإصابات الفطرية التي تصيب القطط.
يعمل الدواء عبر وقف نمو الفطريات ومنع تكاثرها، ويُعد أكثر أماناً وفعالية مقارنةً ببعض مضادات الفطريات القديمة مثل الكيتوكونازول.
يُستخدم الدواء على نطاق واسع في الممارسات البيطرية بفضل قدرته على الوصول إلى الأنسجة المصابة وتراكمه فيها لفترة طويلة، ما يساعد على القضاء على العدوى بشكل كامل.
إيتراكونازول فعّال ضد العديد من الفطريات الجلدية والعميقة، وهو خيار مفضل في داء الرشاشيات في القطط، وداء بلاستوميسس، وسعفة القطط وغيرها .
آلية عمل إيتراكونازول وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل الإيتراكونازول من خلال تثبيط تصنيع الإرغوستيرول (Ergosterol)، وهو مكوّن أساسي في جدار الخلايا الفطرية. وعند تعطيل إنتاج هذا المكوّن، تصبح الخلايا الفطرية ضعيفة وغير قادرة على البقاء، مما يؤدي إلى موتها تدريجياً.
ويتميّز الدواء بالخصائص التالية:
- امتصاص جيد عند إعطائه مع الطعام، حيث يزداد توافره الحيوي.
- توزع ممتاز في الجلد والأنسجة الدهنية، مما يجعله فعالاً بشكل خاص في التهابات الجلد الفطرية.
- عمر نصفي طويل يسمح بإعطاء الدواء مرة واحدة يومياً.
- يتم استقلابه في الكبد ويخرج غالباً عبر البراز.
هذه الخصائص تجعل الدواء فعالاً جداً في علاج العدوى التي تحتاج فترات علاج طويلة، كما تساعد على الحصول على تركيزات علاجية مستقرة.
استخدامات إيتراكونازول للقطط ولماذا يتم وصفه
يُستخدم إيتراكونازول لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات الفطرية في القطط، من أهمها:
- علاج سعفة القطط (Dermatophytosis): وهو أحد أشهر الاستخدامات، وخاصة عند الإصابة بفطر Microsporum canis.
- علاج الفطريات العميقة (حالات يصعب علاجها وتتطلب دواءً قوياً ذو قدرة على الوصول إلى الأنسجة العميقة) مثل:
- داء الرشاشيات (Aspergillosis).
- داء الهستوبلازما (Histoplasmosis).
- داء الكرِبتوكوكاس (Cryptococcosis).
- العدوى الفطرية في الجهاز التنفسي: التي قد تظهر بشكل سعال مزمن أو صعوبات تنفس.
- الفطريات الجهازية: وخصوصاً في القطط صغيرة العمر أو ضعيفة المناعة.
طرق إعطاء إيتراكونازول للقطط
يأتي إيتراكونازول عادة في شكل كبسولات أو محلول فموي، ولم تشر المصادر المرفقة إلى وجوده البيطري كحقن أو مرهم للاستخدام في القطط.
الكبسولات
- تُعطى عادة مرة واحدة يومياً.
- يجب إعطاؤها مع الطعام لضمان أفضل امتصاص.
المحلول الفموي (Oral Solution)
- غالباً يكون أكثر امتصاصاً لدى القطط من الكبسولات.
- يُفضّل استخدامه في حالات سعفة القطط لضمان فعالية أعلى.
ملاحظات مهمة عند الإعطاء
- يجب الالتزام الصارم بجرعات الطبيب.
- لا يجوز سحق الكبسولات إلا إذا سمح الطبيب.
- العلاج قد يحتاج أسابيع إلى أشهر حسب نوع العدوى وشدتها.
الجرعات المناسبة من إيتراكونازول للقطط
تعتمد الجرعة على وزن القطة ونوع الفطريات وحالتها الصحية. فالجرعات البيطرية الشائعة للقطط تكون غالباً: جرعة فموية: 5–10 ملغ/كغ مرة واحدة يومياً.
عوامل يجب مراعاتها عند تحديد الجرعة
- وزن القطة: القطط الصغيرة تختلف عن البالغة.
- وجود أمراض كبدية: لأن الدواء يُستقلب في الكبد.
- شدة ونوع العدوى: العدوى الجلدية تحتاج جرعات أقل من العدوى العميقة.
- مدة العلاج: قد تمتد لعشرات الأسابيع في الفطريات الجهازية.
بروتوكولات شائعة الاستخدام
- سعفة القطط: غالباً 5 ملغ/كغ يومياً لمدة 3–6 أسابيع.
- داء الرشاشيات والهستوبلازما: قد يحتاج إلى 10 ملغ/كغ واستمرار العلاج لشهور.
موانع استعمال إيتراكونازول للقطط
يجب تجنب استخدام الدواء في الحالات التالية:
- القطط المصابة بأمراض كبدية متقدمة، لأن الدواء يُستقلب في الكبد.
- القطط الحوامل إلا عند الضرورة القصوى.
- الاستخدام مع أدوية معينة قد تسبب تفاعلات خطيرة.
- الحساسية السابقة من الأدوية المضادة للفطريات من عائلة الأزولات.
كما يجب الحذر عند إعطاء الدواء للقطط الصغيرة جداً أو كبار السن.
التأثيرات الجانبية المحتملة لإيتراكونازول
هناك مجموعة من الآثار الجانبية الممكنة للدواء، من أبرزها:
- مشاكل الجهاز الهضمي:
- فقدان الشهية.
- قيء.
- إسهال.
- آثار كبدية: قد يسبب الدواء ارتفاعاً في إنزيمات الكبد، لذلك ينصح بإجراء فحص دوري للكبد أثناء العلاج، خصوصاً عند استخدامه لفترات طويلة.
- تساقط الشعر وتقشر الجلد: خاصة عند الاستخدام الطويل، نتيجة تراكم الدواء في الجلد.
- الخمول والضعف العام.
كيف نتعامل مع الآثار الجانبية؟
- إيقاف الدواء فوراً في حال ظهور اصفرار في العيون أو فقدان الشهية الشديد.
- إبلاغ الطبيب بأي تدهور صحي مفاجئ.
- إجراء تحاليل وظائف الكبد كل 3–6 أسابيع أثناء العلاج الطويل.
لذا يجب مراقبة القطة أثناء العلاج بإيتراكونازول.
نصائح مهمة قبل استخدام إيتراكونازول وبعده
- إعطاء الدواء مع الطعام لزيادة الامتصاص.
- عدم إيقاف العلاج مبكراً حتى لو تحسنت القطة.
- إجراء فحوصات كبد دورية خاصة عند العلاج الطويل.
- التأكد من تخزين الدواء في مكان معتدل الحرارة.
- الالتزام الشديد بالجرعة اليومية وعدم مضاعفتها عند نسيان جرعة.
أخطاء شائعة عند إعطاء إيتراكونازول للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء الدواء على معدة فارغة: يقلل من الامتصاص… الحل: إعطاؤه بعد وجبة.
- إيقاف العلاج بمجرد تحسن الأعراض: الفطريات قد تعود بقوة… الحل: الالتزام بالمدة التي يقررها الطبيب البيطري.
- سحق الكبسولات دون استشارة الطبيب: قد يغيّر ذلك من امتصاص الدواء.
- الاعتماد على جرعات بشرية أو وصفات منزلية: يشكل ذلك خطراً كبيراً على صحة القطة.
- عدم إجراء فحوصات الكبد خلال العلاج الطويل.
تحذير
إيتراكونازول دواء قوي وله تأثيرات محتملة على الكبد، لذلك لا يجوز استخدامه للقطط دون استشارة طبيب بيطري متخصص.
الجرعات تختلف باختلاف الحالة، وأي استعمال غير مُراقب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم