تحميل
إيسوبروتيرينول للقطط

إيسوبروتيرينول للقطط: دواء لدعم عضلة القلب وتحسين وظائف الجهاز التنفسي للقطط

svg16

دواء إيسوبروتيرينول (Isoproterenol Hydrochloride) هو أحد الأدوية المنتمية إلى فئة ناهضات مستقبلات البيتا الأدرينالية غير الانتقائية، ويُعد من الأدوية القوية والمحدودة الاستخدام في الطب البيطري بسبب تأثيراته الواسعة على القلب والجهاز التنفسي.

على الرغم من ندرة استخدامه في القطط مقارنةً ببعض الأدوية الأخرى، إلا أنه يظل خياراً دوائياً مهماً في بعض الحالات الحرجة التي تحتاج إلى دعم عضلة القلب أو تحسين وظائف الجهاز التنفسي.

ينتمي الدواء إلى مجموعة الـ Sympathomimetic Agents التي تحاكي تأثير الأدرينالين في الجسم، وهو مصنف تحت تصنيف Bronchodilator / Cardiac Stimulant، وتأثيراته على مستقبلات بيتا 1 وبيتا 2 في القلب والقصبات الهوائية.

ما هو دواء إيسوبروتيرينول؟

يُعرف إيسوبروتيرينول بأنه دواء محفّز للجهاز العصبي الودي Sympathomimetic Agent، ويعمل بشكل مباشر على مستقبلات البيتا الأدرينالية.

يمتاز الدواء بأنه غير انتقائي، أي أنه ينشط مستقبلات بيتا-1 الموجودة في القلب بالإضافة إلى مستقبلات بيتا-2 الموجودة في الجهاز التنفسي والأوعية الدموية.

يعتبر موسّعاً للقصبات Bronchodilator ومحفّزاً قوياً لعضلة القلب، حيث يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وقوة الانقباض، إضافة إلى توسيع الشعب الهوائية لدى الحيوانات التي تعاني من ضيق تنفسي.

يُقدّم الدواء عادة في صورة:

  • محلول للحقن.
  • وأحياناً محاليل للتسريب الوريدي في الحالات الحرجة ولا يتوفر عادةً كحبوب أو شراب للاستخدام المنزلي، بل يُعطى في العيادات البيطرية فقط بسبب الحاجة للمراقبة اللصيقة.

آلية عمل إيسوبروتيرينول وكيف يؤثر في جسم القطة

تقوم آلية عمل الدواء على تنشيط مستقبلات بيتا-1 وبيتا-2، ما ينتج عنه سلسلة من التأثيرات الفسيولوجية القوية:

تأثيره على القلب (Beta-1)

عند تنشيط مستقبلات بيتا-1 في عضلة القلب يحدث:

  • زيادة معدل ضربات القلب (Positive chronotropic effect).
  • زيادة قوة انقباض القلب (Positive inotropic effect).
  • تحسين توصيل الإشارات داخل القلب (Positive dromotropic effect).

هذه التأثيرات تساعد القطط التي تعاني من بطء شديد في القلب أو هبوط حاد في كفاءة الضخ القلبي.

تأثيره على الجهاز التنفسي (Beta-2)

يؤدي تنشيط مستقبلات بيتا-2 إلى:

  • توسيع الشعب الهوائية.
  • تحسين دخول الهواء إلى الرئتين.
  • تقليل مقاومة المسارات الهوائية.

لهذا يُستخدم أحياناً في حالات ضيق التنفس أو تشنج القصبات.

تأثيره على الأوعية الدموية

ينشط أيضاً مستقبلات بيتا-2 في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى:

  • تمدد الأوعية الطرفية.
  • انخفاض مقاومة الأوعية.
  • انخفاض ضغط الدم أحياناً.

وهذا التأثير يستدعي مراقبة شديدة خلال إعطاء الدواء.

استخدامات إيسوبروتيرينول للقطط ولماذا يتم وصفه

رغم أن استخدام الدواء في القطط محدود، إلا أن هناك حالات سريرية معينة يجعل الطبيب البيطري فيها هذا الدواء خياراً مهماً. ومن استخداماته:

  • علاج بطء القلب الشديد (Severe Bradycardia): عندما يكون معدل نبض القطة أقل بكثير من الحد الطبيعي مع وجود خطر على الحياة، يساعد الدواء في رفع النبض بسرعة.
  • حالات توقف العقدة الجيبية أو ضعفها (Sick Sinus Syndrome): يمكن استخدام الدواء مؤقتاً حتى يتم تثبيت علاج طويل المدى أو تركيب منظم ضربات.
  • علاج تشنج القصبات الحاد: يُستخدم في حالات ضيق التنفس الناجمة عن:
    • نوبات ربو حادة.
    • تشنج قصبي شديد.
    • انسداد جزئي ناتج عن التهاب القصبات.
  • علاج الصدمة القلبية أو حالات انخفاض النتاج القلبي: عندما ينخفض ضخ الدم من القلب بشكل كبير، يمكن للدواء تحسين أداء القلب بشكل سريع.
  • كعلاج إسعافي تحت إشراف طبي: يُعطى غالباً داخل العيادة أو المستشفى البيطري، ولا يُصرف للاستخدام المنزلي.

طرق إعطاء الدواء للقطط (حقن – تسريب وريدي)

بحسب طبيعة الدواء وتأثيراته السريعة، فإن طرق إعطائه تقتصر على:

  • الحقن الوريدي المباشر (IV Bolus): يُعطى بجرعة محسوبة بدقة في الوريد لإحداث تأثير فوري عند الحاجة.
  • التسريب الوريدي المستمر (Constant Rate Infusion – CRI): في الحالات التي تتطلب تحكماً دقيقاً ومستقراً بمعدل النبض أو توسع القصبات، يفضّل الأطباء إعطاء الدواء باستخدام:
    • مضخة تسريب.
    • أو عبر محلول وريدي محمل بالدواء.
  • الحقن تحت الجلد أو العضلي: غير شائع، وغير منصوح به بسبب:
    • سرعة امتصاص غير متوقعة.
    • خطورة تغير تأثير الدواء بشكل مفاجئ.
  • لا يتوفر كأقراص أو شراب: من المهم توضيح أن هذا الدواء غير متاح في صورة حبوب أو شراب للاستخدام المنزلي.

الجرعات المناسبة للقطط واختلافها حسب الوزن والعمر والحالة الصحية

يُذكر الدواء ضمن قائمة موسعات القصبات ومنشطات القلب، وتُعطى جرعاته ضمن نطاق علاجي ضيق وبحذر شديد. وتختلف الجرعة حسب:

  • وزن القطة.
  • معدل النبض الحالي.
  • شدة الحالة.
  • ضغط الدم.
  • الاستجابة السريرية.

عادةً تدار الجرعة بالوريد بنظام التسريب الوريدي المتدرج CRI وفق بروتوكولات تحددها الحالة اللحظية للقطة، وتكون الجرعات منخفضة جداً، ويتم تعديلها كل دقائق وفق الاستجابة.

وبسبب حساسية القطط الشديدة لهذا النوع من الأدوية، فإن الطبيب البيطري هو الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد الجرعة ومراقبة تأثيرها.

موانع الاستعمال والحالات التي يُمنع فيها استخدام إيسوبروتيرينول

يُمنع استخدام الدواء في الحالات التالية:

  • أمراض القلب التي تتضمن تسارعاً شديداً: مثل:
    • تسرع القلب فوق البطيني.
    • الرجفان الأذيني لأن الدواء قد يزيد من سوء الحالة.
  • ارتفاع ضغط الدم: نتيجة تأثيره الموسّع للأوعية ثم المعوّض على القلب.
  • تضخم عضلة القلب الانسدادي (HCM – Obstructive): لأنه قد يزيد من الجهد القلبي.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: إذ تكون عضلة القلب شديدة الحساسية لمثل هذه الأدوية.
  • اضطرابات نظم القلب غير المستقرة: حيث قد يؤدي الدواء إلى تفاقم الاضطراب.
  • حالات الجفاف الشديد أو الصدمة دون تعويض سوائل: لأن تأثيره الموسّع للأوعية قد يؤدي لانهيار ضغط الدم.

التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

بحسب المراجع الدوائية، فإن الدواء قد يسبب عدة تأثيرات جانبية بسبب تنشيطه القوي لمستقبلات بيتا، ومنها:

  • تسارع القلب (Tachycardia): وهو الأكثر شيوعاً، ويستدعي ضبط الجرعة فوراً.
  • اضطرابات نظم القلب (Arrhythmias): خاصة في القطط المصابة بمرض قلبي سابق.
  • انخفاض ضغط الدم (Hypotension): نتيجة توسع الأوعية المحيطية.
  • رجفان أو ارتجاف عضلي: بسبب التحفيز الزائد للجهاز العصبي الودي.
  • القلق أو التوتر: نتيجة زيادة مستوى الكاتيكولامينات.
  • صعوبة تنفسية: في حال حدوث اختلال في معدل التنفس.

كيفية التعامل مع التأثيرات الجانبية

  • ضبط الجرعة أو إيقاف التسريب فوراً.
  • مراقبة تخطيط القلب ECG خلال الاستخدام.
  • إعطاء سوائل وريدية عند حدوث انخفاض ضغط الدم.
  • إزالة السبب أو تعديل البروتوكول العلاجي.

نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده

قبل الاستخدام

  • يجب عمل فحص سريري كامل للقطة.
  • إجراء تخطيط قلب للتأكد من عدم وجود اضطرابات سابقة.
  • قياس الضغط ومعدل النبض.
  • التأكد من عدم وجود مرض في الغدة الدرقية.
  • تقييم وظائف الكلى والكبد.

أثناء الاستخدام

  • مراقبة القطة في المستشفى البيطري فقط.
  • قياس النبض والضغط كل 5–10 دقائق.
  • مراقبة الاستجابة التنفسية.
  • تعديل الجرعة بدقة حسب الحالة.

بعد الاستخدام

  • متابعة معدل النبض والتنفس لعدة ساعات.
  • مراقبة الأكل والشرب والحركة.
  • إبلاغ الطبيب فوراً بأي تغير في السلوك أو التنفس.

أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء للقطط

  • محاولة استخدام الدواء منزلياً: وهو خطأ بالغ الخطورة، لأن الدواء مخصص للاستعمال داخل العيادة فقط.
  • إعطاء الدواء بجرعات بشرية: يسبب ذلك اضطرابات قلبية قاتلة.
  • عدم مراقبة ضغط الدم أثناء التسريب: يعد ذلك أحد أكبر الأخطاء، لأن تأثير الدواء سريع وقوي.
  • الخلط بينه وبين أدوية موسعات القصبات المخصصة للقطط: مثل:
    • ألبوتيرول.
    • تيربيوتالين لأن إيسوبروتيرينول أقوى بكثير وله مخاطر أكبر.
  • استخدامه دون تشخيص واضح: مثل استخدامه لمجرد وجود خمول أو ضيق نفس غير معروف السبب.

تحذير

دواء إيسوبروتيرينول هو دواء قوي جداً ذو تأثيرات قلبية وتنفسية واسعة، ولا يجب استخدامه مطلقاً دون إشراف طبيب بيطري مختص. أي جرعة غير محسوبة قد تسبب انخفاضاً حاداً في الضغط، اضطرابات خطيرة في القلب، وقد تؤدي إلى الوفاة.

لذلك، يجب على المربين عدم شراء هذا الدواء أو محاولة إعطائه للقطط خارج العيادة.

0 People voted this article. 0 Upvotes - 0 Downvotes.

احمد المحلي

طبيب بيطري أمتلك معرفة وخبرة واسعة في مجال صحة الحيوانات ورعايتها. أدير مدونة قطة كير المتخصصة بالقطط، أغطي فيها مواضيع مثل أمراضها وسلوكها ورعايتها.

svg

هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟

نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم

ننتظر تعليكم

تحميل
svg

الإنتقال السريع

  • 1

    إيسوبروتيرينول للقطط: دواء لدعم عضلة القلب وتحسين وظائف الجهاز التنفسي للقطط