يُعدّ إيموديبسايد (Emodepside) واحداً من الأدوية الحديثة نسبيّاً في الطب البيطري والمصممة خصيصاً لمكافحة الطفيليات الداخلية عند القطط، خصوصاً الديدان المعوية مثل الأسطوانيات (Roundworms) و الخطافية (Hookworms).
في الغالب يُستخدم الدواء ضمن تركيبة دوائية جاهزة تجمع بين إيموديبسايد + برازيكوانتيل (Praziquantel) تحت الاسم التجاري المعروف Profender®، حيث توفر هذه التركيبة تغطية واسعة تشمل الديدان الأسطوانية والديدان الشريطية معاً.
هذا المقال يقدم دليلاً تفصيلياً حول هذا الدواء، بطريقة مبسّطة للقارئ وغير المختص، لكنه غني بالمعلومات الدقيقة.
ما هو دواء إيموديبسايد؟
إيموديبسايد (Emodepside) هو دواء مضاد للديدان من الجيل الجديد، ينتمي إلى مجموعة من المركبات تُعرف باسم Depsipeptides، وتتميز بقدرتها على استهداف الجهاز العصبي للديدان بآلية تختلف عن معظم مضادات الطفيليات التقليدية.
لا يتوفر الدواء عادةً بشكل منفرد للقطط، بل يأتي دائماً ضمن تركيبة Topical Spot-On تحتوي على إيموديبسايد مع برازيكوانتيل، والمستخدمة خصيصاً للقضاء على الديدان الخطافية (Ancylostoma tubaeforme) والديدان الأسطوانية (Toxocara cati) وكذلك الديدان الشريطية (Dipylidium caninum وTaenia taeniaeformis).
يُعد الدواء آمناً عند الاستخدام الصحيح، وهو مُصمم للاستخدام الموضعي فقط، مما يجعله خياراً مثالياً للقطط التي تواجه صعوبة في تناول الأدوية الفموية.
آلية عمل إيموديبسايد وكيف يؤثر في جسم القطة
يمتلك الإيموديبسايد آلية فريدة وفعّالة جداً في القضاء على الديدان. إذ يرتبط الدواء بمستقبلات خاصة تشبه Latrophilin-like receptors تقع في الموصل العصبي العضلي للديدان، مما يؤدي إلى سلسلة معقّدة من التفاعلات العصبية تسفر عن:
- زيادة في مستويات الكالسيوم داخل الخلايا.
- تنشيط الفقاعات العصبية التي تطلق ببتيدات مثبِّطة للحركة.
- توقف حركة عضلات الدودة وشللها بشكل تام.
- وفاة الديدان ثم طردها من جسم القطة.
يؤدي هذا التأثير إلى شللٍ رخو للديدان (Flaccid Paralysis)، ما يجعل الدواء فعالاً ضد المراحل البالغة والغير بالغة للديدان الأسطوانية، وهو أمر لا توفره بعض مضادات الديدان التقليدية.
أما برازيكوانتيل المرافق له، فيعمل عبر التأثير على غشاء الديدان الشريطية وزيادة نفاذيته لأيونات الكالسيوم، مما يسبب موتها وانفصالها عن جدار الأمعاء.
الدمج بين المادتين يمنح القطط تغطية طبية واسعة وآمنة ضد العديد من الطفيليات الداخلية.
الاستخدامات العلاجية لإيموديبسايد ولماذا يتم وصفه للقطط
يُستخدم إيموديبسايد (مع برازيكوانتيل) لعلاج الحالات التالية عند القطط:
- إصابات الديدان الأسطوانية (Roundworms): Toxocara cati يعالج كلًّا من البالغات واليرقات (L4).
- إصابات الديدان الخطافية (Hookworms): Ancylostoma tubaeforme يعالج البالغات والمراحل اليرقية.
- إصابات الديدان الشريطية (Tapeworms):
- Dipylidium caninum
- Taenia taeniaeformis
يصف الأطباء البيطريون هذا الدواء عندما:
- تظهر على القطة أعراض مثل الإسهال، فقدان الوزن، القيء المتكرر، أو وجود ديدان ظاهرة في البراز.
- عند نتائج إيجابية في تحليل البراز Coprological Examination.
- كأسلوب وقائي في بيوت الإيواء أو المنازل التي تحتوي على أكثر من قطة.
- في حالات صعوبة إعطاء الدواء عبر الفم.
ميزة أخرى مهمة هي أن جرعة واحدة غالباً ما تكون كافية، ويمكن إعادة تطبيق العلاج بعد 30 يوماً فقط في حال حدوث إعادة عدوى.
طرق إعطاء إيموديبسايد للقطط
يُعطى إيموديبسايد للقطط بطريقة واحدة فقط:
الاستخدام الموضعي (Spot-On)
وهي الطريقة الوحيدة المعتمدة للقطط. إذ يتم وضع الجرعة على الجلد مباشرة بين لوحي الكتف أو على مؤخرة الرقبة بحيث لا تتمكن القطة من لعق المكان، وتأتي الجرعة ضمن أنبوبة جاهزة للاستخدام.
خطوات التطبيق الصحيحة
- يُفَرَّق الشعر على منطقة العنق حتى يظهر الجلد.
- تُوضع كمية الدواء كاملة على الجلد مباشرة.
- يمنع لمس المنطقة حتى تجف تماماً.
- يجب منع القطط الأخرى من لعق القطة المعالجة لمدة لا تقل عن ساعة واحدة وفقاً للإرشادات.
لا يوجد شكل دوائي حبوب أو شراب أو حقن للقطط في الأسواق، والطريقة الوحيدة هي العلاج الموضعي.
الجرعات المناسبة للقطط حسب الوزن والعمر
الجرعة الموصى بها لعلاج القطط هي:
- الجرعة: 3 mg/kg من إيموديبسايد + 12 mg/kg من برازيكوانتيل تُطبّق كجرعة واحدة موضعية على الجلد.
- العمر والوزن الأدنى المسموح به:
- العمر: 8 أسابيع فما فوق.
- الوزن: أكثر من 1 كجم (استخدام الدواء قبل هذا العمر/الوزن غير مُثبت أمانه).
الجرعة حسب الأوزان الشائعة
- القطط الصغيرة (1–2 كجم): أنبوبة صغيرة.
- القطط متوسطة الحجم (2.5–5 كجم): أنبوبة متوسطة.
- القطط الكبيرة (>5 كجم): أنبوبة كبيرة أو أكثر حسب توصية الطبيب.
لا يُنصح أبداً بتقسيم الأنابيب أو مشاركة الأنبوبة بين قطتين؛ لأن الجرعة محسوبة بدقة.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
لا توجد موانع استعمال صارمة، ولكن هناك حالات يجب تجنب الدواء فيها أو استخدامه بحذر شديد:
- القطط أقل من 8 أسابيع أو أقل من 1 كجم (سلامة الاستخدام غير مؤكدة)
- القطط المريضة أو الضعيفة أو المصابة بأمراض جهازية (يجب استشارة الطبيب).
- القطط الحوامل أو المرضعات (سلامة الاستخدام لم تُدرس).
- القطط المصابة بالديدان القلبية أو المشتبه إصابتها بها يجب أخذ الحيطة عند الاستخدام.
- حالات الحساسية لمكونات التركيبة الدوائية.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
الآثار الجانبية المتوقعة معظمها بسيطة ومؤقتة، وتشمل:
الآثار الجانبية الشائعة
- زيادة اللعاب (1.7%).
- القيء (1%).
- الخمول (1.7%).
- الحكة أو حكّ مكان التطبيق (2.5%).
- الإسهال (0.5%).
- تساقط شعر خفيف في مكان التطبيق (1.3%).
- سلوك عصبي بسيط أو قلق خفيف (1.2%).
جميع هذه الأعراض غالباً ما تزول من تلقاء نفسها خلال ساعات.
الآثار الجانبية النادرة والخطيرة
- ارتعاشات أو رعشات.
- فقدان شهية شديد.
- مشاكل عصبية (نادرة جداً).
- تورم في الوجه أو الأطراف (حساسية).
في حال ظهور هذه العلامات، يجب مراجعة الطبيب البيطري فوراً.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
قبل الاستخدام
- إجراء فحص براز لتحديد الطفيل بدقة.
- التأكد من الوزن الصحيح للقطة لاحتساب الجرعة.
- عدم استحمام القطة قبل العلاج مباشرة.
- اختيار منطقة لا تستطيع القطة لعقها.
بعد الاستخدام
- منع القطط الأخرى من ملامسة القطة المعالجة لمدة ساعة على الأقل. (كما يؤكد المرجع على ضرورة منع اللعق لأنه قد يسبب قيئاً أو سيلان لعاب)
- عدم استحمام القطة لمدة 48 ساعة بعد التطبيق.
- متابعة القطة لساعات للتأكد من عدم وجود رد فعل تحسسي.
- تنظيف المنزل وتعقيم صندوق الفضلات لمنع إعادة العدوى.
أخطاء شائعة عند إعطاء إيموديبسايد وكيفية تجنبها
- وضع الدواء على الشعر بدلاً من الجلد مباشرة يؤدي ذلك إلى ضعف الامتصاص. ولذلك تكون نصيحتنا: فرق الشعر جيداً حتى يظهر الجلد.
- السماح للقطط الأخرى بلعق مكان التطبيق قد يسبب آثاراً جانبية فموية خطيرة. نصيحتنا: عزل القطة ساعة على الأقل.
- استخدام الدواء على القطط الصغيرة أقل من 8 أسابيع غير آمن.
- تكرار الجرعة بشكل غير صحيح الجرعة لا تُكرر إلا بعد 30 يوماً عند الحاجة فقط.
- استخدام الدواء المخصص للكلاب على القطط خطأ خطير قد يسبب تسمماً.
- تقسيم الأنبوبة بين عدة قطط يؤدي لجرعة ناقصة وغير فعّالة.
- استعماله مع أدوية تؤثر على بروتين P-glycoprotein الإيموديبسايد هو أحد ركّاب هذا البروتين، ولذلك قد تحدث تفاعلات (خاصة مع الإيفرمكتين أو السيكلوسبورين).
تحذير مهم
❗ يجب عدم استخدام أي دواء للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص. فالتشخيص الخاطئ أو الجرعة غير الدقيقة قد يؤديان إلى تسمم القطة أو فشل العلاج.
الطبيب وحده من يستطيع تحديد الدواء والجرعة وفق الحالة الصحية والعمر والوزن.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم