يُعد Atipamezole HCl أحد أهم الأدوية البيطرية المستخدمة في طب الحيوانات الصغيرة، وخاصة القطط، نظرًا لدوره الحيوي في عكس تأثيرات المهدئات والمنومات من فئة محفزات مستقبلات ألفا-2 الأدرينالية مثل Medetomidine و Dexmedetomidine. هذا الدواء لا يُستخدم كمهدّئ أو مسكن، بل كـ”مضاد” يعيد القطة إلى وضعها الطبيعي بعد التخدير أو التهدئة.
يستخدم الأطباء البيطريون هذا الدواء بكثرة في غرف العمليات والإجراءات التشخيصية التي تتطلب تخديرًا مؤقتًا، وذلك لأنه يسمح بعودة الحيوان إلى وعيه بسرعة وأمان.
محتوى المقالة
ما هو دواء اتيبامازول؟
يُصنَّف اتيبامازول كـ حاصر لمستقبلات ألفا-2 الأدرينالية (Alpha-2 Adrenergic Antagonist) ويُباع تجاريًا تحت الاسم المعروف Antisedan®.
وفقًا للمراجع البيطرية، فهو يعمل على إبطال أو عكس الأثر الدوائي للأدوية المهدئة التي تعتمد على تنشيط مستقبلات ألفا-2 في الجهاز العصبي، مثل medetomidine وdexmedetomidine، حيث يمنح القطة استيقاظًا أسرع وتعافيًا آمنًا.
الدواء يأتي عادةً في شكل حقن بتركيز 5 mg/mL، ويُستخدم غالبًا عن طريق الحقن العضلي (IM).
آلية عمل الدواء وكيف يؤثر في جسم القطة
لفهم دور Atipamezole، من المهم معرفة كيف تعمل المهدئات من نوع alpha-2 agonists. هذه المهدئات تعمل على مستقبلات معينة في الدماغ لإحداث:
- تهدئة (sedation).
- انخفاض ضغط الدم.
- انخفاض معدل التنفس.
- تسكين للألم.
- نقص في النشاط العصبي.
هنا يأتي دور Atipamezole الذي يعمل بطريقة عكسية تمامًا:
كيف يعمل؟
- يقوم بمنافسة المهدئات على مستقبلات ألفا-2 في الجهاز العصبي.
- يلغي تأثيرها عبر إزاحتها من المستقبلات.
- يؤدي ذلك إلى:
- رفع مستوى الوعي.
- زيادة معدل ضربات القلب والتنفس.
- عودة ضغط الدم إلى وضعه الطبيعي.
- زوال تأثير المسكنات التي سببتها المهدئات.
هذا ما أكده المرجع:
“يقلل Atipamezole من التأثيرات المهدئة، يخفض انخفاض ضغط الدم الناتج عن المهدئات، ويزيد معدل القلب والتنفس.”
استخدامات Atipamezole العلاجية للقطط
يُستخدم الدواء في القطط في حالات محددة وواضحة، وهي:
عكس تأثير المهدئات (Medetomidine/Dexmedetomidine)
وهو الاستخدام الأساسي والمثبت للدواء. بعد إجراء عملية بسيطة أو فحص يتطلب تهدئة، يقوم الطبيب بحقن الجرعة المناسبة، فتستيقظ القطة خلال 5 – 10 دقائق غالبًا.
عكس التهدئة الناتجة عن بعض الأدوية الأخرى
قد يُستعمل لعكس تأثيرات أدوية أخرى من فئة alpha-2 مثل:
- Xylazine.
- Amitraz (كعلاج لحالات التسمم به).
المساعدة في علاج تسمم “Amitraz” المستخدم في علاج الطفيليات
عند حدوث تسمم نتيجة ابتلاع المنتج أو امتصاصه الجلدي، يمكن للدواء أن يعكس آثاره المهدئة الخطيرة.
طرق إعطاء Atipamezole للقطط
بناءً على المعلومات المتوفرة في المراجع، فإن طرق الإعطاء المتوفرة هي:
الحقن العضلي (IM)
وهي الطريقة الأكثر شيوعًا والأكثر أمانًا وفعالية للقطط.
الحقن الوريدي (IV)
يمكن استخدامه في القطط أيضًا وفق الجرعات الموصى بها، لكن يُفضَّل عادةً الحقن العضلي لتجنّب الاستيقاظ المفاجئ والسريع جدًا الذي قد يصيب القطة بالهلع أو السقوط.
الدواء لا يأتي في صورة حبوب أو شراب أو مراهم للقطط، وليس معدًّا للاستعمال المنزلي.
كل الاستعمالات هي استخدامات بيطرية خالصة داخل العيادة.
الجرعات المناسبة للقطط
أوضحت المراجع الجرعات المحددة بشكل صريح للقطط وذلك لعكس تأثير Medetomidine حيث يُعطى نفس حجم (Volume) جرعة المهدّئ التي أُعطيت للقطة ولكن من Atipamezole.
مثال:
إذا أخذت القطة 0.3 mL من medetomidine → فإنها تأخذ 0.3 mL من Atipamezole.
كذلك لعكس تأثير Dexmedetomidine، الجرعة: 0.2 mg/kg IM أو IV.
ملاحظة مهمة: الدواء يبدأ بالعمل خلال 5 – 10 دقائق وعادةً ما تستعيد القطة وعيها بشكل كامل خلال فترة قصيرة.
الجرعة حسب الوزن والعمر والحالة الصحية
- يُقلِّل الطبيب الجرعة في القطط الكبيرة في السن أو المريضة.
- القطط المصابة بأمراض كبدية أو كلوية يجب التعامل معها بحذر لأن الدواء يُستقلب في الكبد ويُطرح عبر الكلى.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنّب إعطاء الدواء فيها
- الحمل والرضاعة: لا يُنصح باستخدام Atipamezole في القطط الحوامل أو المرضعات لعدم توفر بيانات سلامة كافية.
- القطط الضعيفة أو الكبيرة جدًا في السن: يجب الحذر لأنه قد يسبب استيقاظًا سريعًا غير متوقع.
- القطط التي خضعت لإجراءات مؤلمة: لأن الدواء يعكس أيضًا التأثير المسكن للمهدّئات، وقد تستيقظ القطة وهي تتألم. لذلك يجب توفير مسكنات إضافية.
- تجنب إعطائه مع أدوية معينة: لأنه يعكس عمل الأدوية التالية:
- Xylazine.
- Medetomidine.
- Dexmedetomidine.
- Amitraz.
- لذلك لا يجوز إعطاؤه إلا عند الرغبة في عكس مفعولها.
التأثيرات الجانبية المحتملة
رغم أن الدواء آمن نسبيًا، إلا أن بعض الآثار الجانبية قد تظهر بعد إعطائه:
- قيء أو إسهال.
- لعاب مفرط (Hypersalivation).
- ارتجاف – اهتزاز – رعشة.
- قلق أو توتر أو سلوك عدواني بسيط: قد يحدث بسبب الاستيقاظ المفاجئ.
- انخفاض عابر في ضغط الدم.
كيف نتعامل مع الآثار الجانبية؟
- الحفاظ على القطة في مكان آمن لمنع السقوط.
- مراقبتها لمدة 30 – 60 دقيقة بعد إعطاء الدواء.
- التواصل مع الطبيب إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
قبل الاستخدام
- التأكد من أن القطة صائمة إذا كانت تحت التخدير.
- التأكد من عدم وجود حمل أو رضاعة.
- تقييم صحة القلب والتنفس قبل الإجراء.
- إخبار الطبيب بأي أدوية تتناولها القطة.
- تحديد الجرعة بدقة بناءً على وزن القطة.
بعد الاستخدام
- مراقبة القطة حتى تستعيد نشاطها بالكامل.
- منعها من القفز أو الحركة المفرطة خلال ساعة من الاستيقاظ.
- توفير مسكنات للألم إذا كانت العملية مؤلمة لأن Atipamezole يزيل التأثير المسكن.
- إبقاء القطة في مكان دافئ لأن انخفاض الحرارة شائع بعد التخدير.
- حمل القطة عند نقلها لمنع السقوط بسبب اختلال التوازن المؤقت.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء وكيفية تجنبها
- إعطاؤه من قبل أصحاب الحيوانات (خطأ كبير): الدواء مخصص للاستخدام البيطري فقط.
- إعطاؤه بجرعات غير محسوبة: الجرعة تعتمد على حجم جرعة المهدئ لذلك أي خطأ قد يؤدي لاستيقاظ عنيف أو غير كافٍ.
- عكس المهدئات بعد عملية مؤلمة بدون إعطاء مسكنات: قد تستيقظ القطة وهي تعاني ألمًا شديدًا.
- عدم مراقبة القطة بعد إعطائه: الاستيقاظ السريع قد يسبب سقوطًا أو ارتباكًا.
- إعطاؤه لقطط تعاني أمراض كبد أو كلى دون مراقبة: لأنه يُستقلب في الكبد ويطرح عن طريق الكلى.
تحذير مهم جدًا
لا يجب على الإطلاق استخدام اتيبامازول في المنزل أو دون إشراف طبيب بيطري مختص.
الدواء قد يسبب استيقاظًا مفاجئًا وخطرًا على الحيوان إذا أُعطي بشكل خاطئ أو في توقيت غير مناسب.
يجب التأكيد على أن الدواء يُستخدم تحت إشراف بيطري فقط داخل العيادة.
ختاماً
إن اتيبامازول دواء مهم وأساسي في العيادات البيطرية الحديثة، إذ يسمح بتقليل فترة تعافي القطط بعد التهدئة أو التخدير عبر عكس تأثير المهدئات من فئة alpha-2.
وعلى الرغم من سلامته، إلا أن استخدامه يجب أن يكون حصريًا وتحت إشراف مباشر من طبيب بيطري، مع مراعاة الجرعات الدقيقة والاحتياطات الصحية لضمان استيقاظ القطة بأمان وراحة.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم