تعتبر عملية اخصاء القطط من أهم الإجراءات الطبية التي يجب أن يكون على دراية بها كل محب للقطط الأليفة. ليس فقط لأسباب صحية وسلوكية، بل أيضًا للمساهمة في السيطرة على الأعداد الزائدة من القطط في المجتمع والتخلص من ظاهرة رمي القطط في الشوارع اللانسانية.
في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل عملية اخصاء القطط، فوائدها، التحضيرات اللازمة، وكيفية العناية بالقط بعد العملية.
محتوى المقالة
ما هو اخصاء القطط؟
إخصاء القطط أو تعقيم القطط هو إجراء جراحي يُستخدم لمنع قدرة القطط على التزاوج والإنجاب.
في الذكور، يُعرف هذا الإجراء بالخصي، حيث تُزال الخصيتان، مما يمنع إنتاج الحيوانات المنوية ويقلل من السلوكيات المرتبطة بالذكورة مثل رش البول، والعدوانية، والتجول بحثًا عن إناث للتزاوج.
بالنسبة للإناث، يُعرف الإجراء باسم التعقيم، حيث يتم إزالة المبايض والرحم، مما يمنع حدوث الحمل ويقلل من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض مثل سرطان الرحم والمبيض وأورام الغدد الثديية.
يُعتبر الإخصاء (تعقيم القطط) أحد الإجراءات الأساسية التي تساعد في التحكم في تعداد القطط ومنع زيادة عدد الحيوانات الأليفة الضالة، كما يُحسن من سلوك القطط ويقلل من المشاكل الصحية التي قد تواجهها. هذه الجراحة تُجرى عادةً تحت التخدير الكامل، ولا تتطلب فترة استشفاء طويلة في المشفى البيطري.
بالإضافة إلى الفوائد الصحية، فإن الإخصاء يسهم في تقليل المخاطر المرتبطة بالمعارك الحاصلة بين القطط، ومنع الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وهو جزء من الرعاية المسؤولة للقطط الأليفة.
فوائد اخصاء القطط
منع التكاثر العشوائي
يُعد اخصاء القطط من أهم الوسائل للسيطرة على الزيادة في اعداد القطط، سواء كانت أليفة أو ضالة. فعندما تُترك القطط بدون تعقيم، فإنها تتكاثر بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى زيادة عددها بشكل كبير وغير متحكم فيه.
هذا التكاثر العشوائي يتسبب في ولادة أعداد هائلة من القطط التي قد لا تجد من يتبناها أو يوفر لها الرعاية المناسبة، مما يؤدي إلى معاناتها من الجوع، الأمراض، ومواجهة المخاطر في الشوارع.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب هذه المشكلة في ضغوط على موارد المجتمع مثل الملاجئ والجمعيات الخيرية المخصصة لرعاية الحيوانات.
من خلال إخصاء القطط، يمكننا الحد من هذه المشكلة بشكل فعال، والحد من معاناة القطط الضالة، والحد من المشكلات التي تواجهها المجتمعات في إدارة تعداد القطط.
تحسين سلوك القطط وتقليل المشاكل المرتبطة بالتزاوج
إحدى فوائد اخصاء القطط الذكور الرئيسية هي القدرة على التحكم في السلوكيات غير المرغوب فيها التي تُظهرها القطط غير المعقمة.
عادة ما تُظهر القطط الذكور سلوكيات عدوانية عند وصولها لمرحلة البلوغ، مثل رش البول لتحديد منطقتها الإقليمية أو الدفاع عن أراضيها ضد القطط الذكور الآخرين، وقد تدخل في معارك مع قطط أخرى، مما يعرضها لخطر الإصابة والجروح.
هذه السلوكيات تجعل من الصعب أحيانًا التعايش مع القطط في المنزل، وخاصة في المساحات الصغيرة.
بعد الإخصاء، يتوقف إفراز هرمونات التستوستيرون، مما يؤدي إلى تقليل هذه السلوكيات العدوانية بشكل كبير، ويصبح القط أكثر هدوءًا واستقرارًا ☺، مما يجعله أكثر قابلية للعيش في بيئة منزلية.
الحد من انتشار الأمراض
الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي بين القطط تمثل خطرًا كبيرًا، خاصة بالنسبة للقطط التي تتجول بحرية خارج المنزل.
من بين هذه الأمراض فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV) وفيروس اللوكيميا القططية (FeLV)، اللذين يمكن أن ينتقلا من خلال المعارك أو التزاوج مع القطط المصابة.
إخصاء القطط يقلل بشكل كبير من احتمالية تعرّضها لهذه الأمراض، حيث إن القطط المعقمة تكون أقل رغبة في التجول والبحث عن شريك للتزاوج، وبالتالي يقل تعرضها واختلاطها مع القطط المصابة. هذا الإجراء يساعد في الحفاظ على صحة القطط وحمايتها من عدوى الأمراض الخطيرة.
الوقاية من الأمراض المزمنة
من الفوائد الصحية الأخرى المهمة لإخصاء القطط هو التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. بالنسبة للذكور، يقلل الإخصاء من احتمالية الإصابة بسرطان الخصيتين وأمراض البروستاتا التي قد تكون شائعة لدى القطط غير المعقمة.
أما بالنسبة للإناث، فإن التعقيم يحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بسرطان المبيض والرحم، وكذلك التهابات الجهاز التناسلي مثل التهاب الرحم القيحي.
هذه الأمراض يمكن أن تكون خطيرة جدًا ومكلفة العلاج، ولذلك فإن الإخصاء يمثل إجراءً وقائيًا يحمي صحة القطط على المدى الطويل ويقلل من تكاليف تربية القطط.
تحسين جودة الحياة والحد من الضغوط
القطط غير المعقمة تعاني في كثير من الأحيان من الضغط النفسي والجسدي المرتبط برغبتها المستمرة في التزاوج. خاصةّ أن الرغبة في التزاوج و التكاثر قوية للغاية لدى القطط.
هذا التوتر يؤثر على سلوكها اليومي، وقد يجعلها تصدر أصواتًا عالية ومزعجة أو تحاول الهروب من المنزل بحثًا عن شريك للتزاوج. أولئك الذين عايشوا قطة في حالة شبق يدركون جيدًا أصل المعنى الحقيقي لمصطلح “مواء القطط”!
بعد اخصاء القطط، تختفي هذه الرغبات والضغوطات، مما يجعل القطط أكثر هدوءًا واستقرارًا. ستجد أن القط المعقم أكثر سعادة وراحة (ريح باله😅)، مما يُحسن من حالتها النفسية ويزيد من قدرتها على التكيف مع الحياة المنزلية والاستمتاع بالوقت مع أصحابه.
يمكن أن نذكر فائدة وفي سياق مختلف عن تحسين جودة الحياة، أن تعقيم القط الذكر يسهم في التخلص من رائجة “القط الذكر البالغ” وهي رائحة قوية جدًا في الذكور غير المخصية.
تقليل هروب القطط من المنزل
القطط الذكور غير المعقمة غالبًا ما تُغادر منازلها لفترات طويلة بحثًا عن إناث للتزاوج، وهذا يعرضها لخطر الضياع أو التعرض لحوادث السيارات أو الهجمات من الحيوانات الأخرى.
أيضاً، القطط الذكور المخصية غالبًا ما تكون أكثر مودة وتركز على القرب والتودد مع أصحابها. كما أن خصي قطك يقلل من احتمالية رش البول ذي الرائحة القوية في منزلك لتحديد منطقته الإقليمية.
هذه السلوكيات تجعل من الصعب على أصحاب القطط الحفاظ على أمانها. من خلال الإخصاء، يقل ميل القط للتجول والابتعاد عن المنزل، مما يضمن سلامته ويبقيه قريبًا من البيئة المنزلية.
إطالة العمر الافتراضي للقطط
القطط المعقمة تتمتع عادةً بحياة أطول وأكثر صحة من القطط غير المعقمة. يعود ذلك إلى تقليل التعرض للمخاطر المرتبطة بالمعارك والقتال مع القطط الأخرى، والإصابات، والأمراض المنقولة جنسيًا.
كما أن عملية اخصاء القطط تقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل سرطان القطط، مما يعني أن القطط المعقمة تعيش لفترة أطول ويتمتع أصحابها بوقت أطول معها، مما يعزز من العلاقة بينهم.
توفير التكاليف والعناية الصحية
على الرغم من أن إجراء عملية اخصاء القطط يتطلب بعض المال، إلا أنه يساعد في تجنب التكاليف العالية المرتبطة بعلاج الأمراض والإصابات التي قد تحدث نتيجة سلوكيات القطط غير المعقمة.
هذا يعني أن أصحاب القطط يمكنهم توفير المال على المدى الطويل من خلال تقليل احتمالية تعرض قططهم للأمراض والمشاكل الصحية.
الحد من المشاكل المتعلقة بالولادة
عند عدم تعقيم القطط، يمكن أن يحدث التزاوج غير المخطط له، خاصة إذا تمكنت القطة من الهرب من المنزل أو تزاوجت مع قطط ضالة.
هذا بالطبع يؤدي إلى ولادة قطط صغيرة قد لا تجد منازل توفر لها الرعاية، مما يزيد من مشكلة القطط الضالة ويؤثر على المجتمع ككل. فالإخصاء يمثل حلاً فعالًا لهذه المشكلة، حيث يمنع حدوث التكاثر غير المرغوب فيه بشكل كامل.
خطوات عملية اخصاء القطط
تُجرى عملية اخصاء القطط بشكل روتيني في العيادات البيطرية وتساهم في تحسين صحة القطط وسلوكها، سنتناول بالتفصيل الخطوات الأساسية التي يتم اتباعها خلال عملية إخصاء القطط:
الفحص البيطري المبدئي
قبل بدء عملية اخصاء القطط، يخضع القط لفحص شامل من قبل الطبيب البيطري للتأكد من حالته الصحية العامة. يتم التحقق من حالة القلب والرئتين والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى فحص الدم للكشف عن أي مشاكل صحية أو أمراض قد تؤثر على قدرة القط على تحمل العملية الجراحية والتخدير.
هذا الفحص الأولي ضروري لضمان أن القط في حالة جيدة تسمح بإجراء العملية بأمان.
تحضير القط للجراحة
قبل إجراء العملية الجراحية، يُطلب من صاحب القط عادةً الامتناع عن إطعام قطه لمدة 8-12 ساعة، والامتناع عن تقديم الماء لمدة ساعتين تقريبًا قبل العملية. فهذا يساعد في تقليل مخاطر التقيؤ أثناء التخدير ويضمن استقرار حالة القط أثناء الجراحة.
بعد ذلك، يقوم الطبيب البيطري بتنظيف المنطقة الجراحية وحلق الفراء حول الأعضاء التناسلية للقط لضمان بيئة معقمة خالية من البكتيريا في مكان إجراء الشق الجراحي وما حوله.
التخدير
تُعد خطوة التخدير من الخطوات الأساسية في عملية إخصاء القطط، حيث يتم استخدام التخدير العام لضمان أن القط لا يشعر بالألم أثناء الجراحة.
عادة مايتم يتم وضع قسطرة وريدية (أنبوب صغير في الوريد) في الساق الأمامية للقط قبل التخدير. ثم إدخال أنبوب في القصبة الهوائية بمجرد دخول القط في حالة نوم عميق لتقديم السوائل الوريدية (المحلول المغذي) والأكسجين أثناء العملية.
هذا الإجراء يتيح للفريق البيطري إعطاء الأدوية مباشرة إلى مجرى الدم في حال حدوث أي مضاعفات.
يتم بالعادة إعطاء التخدير عادة عن طريق الحقن أو الاستنشاق، ويظل القط تحت تأثير التخدير طوال مدة العملية.
خلال هذه المرحلة، يراقب الطبيب البيطري علامات الحيوية للقط مثل معدل ضربات القلب والتنفس للتأكد من أن التخدير يعمل بشكل صحيح وأن القط في حالة مستقرة.
إجراء العملية الجراحية
بعد التأكد من أن القط تحت التخدير بشكل كامل، يبدأ الطبيب البيطري في إجراء العملية الجراحية.
تختلف خطوات العملية بين الذكور والإناث:
- في الذكور ✅: يتم عمل شق صغير في كيس الصفن، ويتم استخراج الخصيتين بعناية. يتم قطع الحبل المنوي وربطه لمنع النزيف، ثم تُزال الخصيتان. بعد ذلك، يتم ترك الشق مفتوحًا في معظم الحالات، حيث يلتئم من تلقاء نفسه خلال فترة قصيرة.
- في الإناث ✅: تكون العملية أكثر تعقيدًا، حيث يتم إجراء شق صغير في البطن للوصول إلى المبيضين والرحم. يتم ربط الأوعية الدموية بعناية لمنع النزيف، ثم تُزال المبايض والرحم بالكامل. بعد ذلك، يُغلق الشق الجراحي باستخدام غرز جراحية، والتي قد تكون قابلة للذوبان أو تحتاج إلى إزالتها بعد فترة زمنية محددة.
في المقطع التالي توضيح ومشاهد من عملية اخصاء القطط الذكور:
مراقبة القط أثناء الإفاقة من التخدير
بعد الانتهاء من العملية، يتم نقل القط إلى منطقة الإفاقة، حيث تتم مراقبته عن كثب حتى يتلاشى تأثير التخدير ويعود إلى وعيه. يتم التأكد من استقرار معدل التنفس وضغط الدم، بالإضافة إلى مراقبة أي علامات ألم أو عدم ارتياح.
في هذه المرحلة، يُمكن تقديم مسكنات الألم للقط لضمان راحته خلال فترة الإفاقة.
ما هي المخاطر المرتبطة بعملية خصي القطط؟
- النزيف:
- الأوعية الدموية التي تزود الخصيتين بالدم تحتاج إلى الربط قبل إزالة الخصيتين.
- إذا ارتخت الأربطة بعد الجراحة، قد يحدث نزيف، وغالبًا ما يظهر هذا في أول 12 ساعة بعد الجراحة.
- إذا حدثت هذه المشكلة، فقد يكون من الضروري إجراء جراحة لإعادة ربط الخيوط الجراحية.
- التدخل في الجرح: إذا لعقت القطط جروحها، قد تتعرض الجروح لخطر الفتح أو الإصابة بالعدوى.
- مخاطر التخدير: ظهرت الدراسات أن خطر الوفاة تحت التخدير في القطط السليمة حوالي 1 من كل 900 عملية، وهو أعلى من معدل المخاطر لدى البشر.
يتم التقليل من مخاطر التخدير من خلال الإدارة الدقيقة والمراقبة المستمرة لدرجة الحرارة، ومعدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، وضغط الدم، ومستوى ثاني أكسيد الكربون، وردود فعل القط طوال وقت العملية.
العناية بالقط بعد عملية الاخصاء
العناية بالقط بعد عملية الإخصاء تعتبر مرحلة هامة لضمان تعافي القط بشكل سليم وسريع.
خلال هذه المرحلة، يحتاج القط إلى رعاية خاصة ومتابعة دقيقة لتجنب أي مضاعفات محتملة، ولضمان تعافيه الكامل بعد الجراحة.
في الفقرات التالية خطوات تفصيلية لكيفية العناية بالقط بعد عملية اخصاء القطط.
توفير مكان هادئ ومريح للراحة
من المهم جدًا بعد العملية (تعود القطط إلى المنزل في نفس يوم العملية) توفير مكان هادئ ودافئ للقط ليتمكن من الراحة والاسترخاء. يُفضل أن يكون هذا المكان بعيدًا عن الضوضاء، والحركة، والحيوانات الأخرى، لضمان شعور القط بالراحة والأمان.
يُفضل أيضًا وضع القط في مكان منخفض، بحيث لا يحتاج إلى القفز أو تسلق الأماكن المرتفعة، مما يقلل من فرص إصابته بالجرح أو تعرضه لأي مضاعفات.
مراقبة القط خلال الساعات الأولى بعد العملية
بعد العملية، يظل القط تحت تأثير التخدير لفترة من الوقت، لذلك قد يبدو مترنحًا أو غير متوازن. من الضروري مراقبته خلال هذه الساعات الأولى للتأكد من أنه يتعافى بشكل طبيعي.
يجب أن تُلاحظ أي علامات غير طبيعية مثل التنفس السريع، النزيف، أو الانتفاخ حول منطقة الجرح. في حال لاحظت أي أعراض غير معتادة، يجب الاتصال بالطبيب البيطري على الفور.
منع القط من لعق الجرح
يعتبر لعق الجرح من أكثر الأمور التي يمكن أن تتسبب في حدوث عدوى أو فتح الجرح. لضمان عدم قيام القط بذلك، يُنصح باستخدام طوق الحماية المعروف باسم “Buster Collar” والذي يضع حول رقبة القط ليمنعه من الوصول إلى منطقة الجرح.
قد يكون هذا الطوق مزعجًا للقط في البداية، ولكنه ضروري لحمايته من إصابة الجرح بالعدوى.
متابعة حالة الجرح والعناية به
من المهم تفقد الجرح بانتظام للتأكد من عدم وجود أي علامات للعدوى مثل الاحمرار، التورم، أو خروج إفرازات غير طبيعية. إذا لاحظت أي تغيرات في الجرح، يجب الاتصال بالطبيب البيطري فورًا.
يمكن أن يوصي الطبيب البيطري باستخدام محلول مطهر لتنظيف الجرح بلطف في حال كانت هناك حاجة لذلك، ولكن يجب تجنب استخدام أي منتجات دون استشارة الطبيب.
تقديم الطعام والماء
من الطبيعي أن يكون القط فاقدًا للشهية في اليوم الأول بعد العملية بسبب تأثير التخدير، ولكن من المهم التأكد من تقديم الماء النظيف والطعام بعد بضع ساعات من العملية.
قد ترغب في تقديم وجبة خفيفة وسهلة الهضم لتجنب أي اضطرابات في المعدة. إذا استمر فقدان الشهية لمدة تزيد عن 24 ساعة، يجب استشارة الطبيب البيطري.
توفير الراحة والدفء للقط
بعد عملية اخصاء القطط، قد يشعر القط بالبرودة نتيجة تأثير التخدير. تأكد من توفير بطانية دافئة له ليشعر بالراحة والدفء. كما يُفضل إبقاؤه في مكان مريح بعيدًا عن التيارات الهوائية الباردة، خصوصًا خلال أول يومين بعد العملية.
الحد من النشاط البدني
يجب تقليل نشاط القط خلال فترة التعافي لتجنب أي ضغط على منطقة الجرح. يُنصح بمنع القفز أو الجري أو اللعب الشديد لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام بعد العملية.
إذا كان لديك أكثر من حيوان أليف في المنزل، فقد تحتاج إلى عزل القط المعقم مؤقتًا لتجنب أي تصادمات أو لعب قد يؤثر على جرحه.
إعطاء الأدوية الموصوفة بدقة
قد يصف الطبيب البيطري بعض الأدوية للقط بعد عملية الإخصاء، مثل المضادات الحيوية أو مسكنات الألم. من المهم جدًا اتباع تعليمات الطبيب بدقة وإعطاء القط الأدوية في الأوقات المحددة.
لا تتوقف عن إعطاء الدواء حتى لو بدا أن القط يشعر بالتحسن، حيث يمكن أن يساعد هذا في منع حدوث أي عدوى أو مضاعفات.
مراقبة سلوك القط وتغيراته
خلال فترة التعافي، قد تلاحظ بعض التغيرات في سلوك القط، مثل قلة النشاط أو الرغبة في النوم لفترات أطول. هذه الأمور تعتبر طبيعية في الأيام الأولى بعد العملية.
إذا لاحظت أن القط يظهر علامات الألم المفرط، أو يعاني من صعوبة في التنفس، أو يبدو عليه الضعف الشديد، يجب التواصل مع الطبيب البيطري فورًا.
المتابعة مع الطبيب البيطري
يُفضل تحديد موعد متابعة مع الطبيب البيطري بعد 7 إلى 10 أيام من العملية للتأكد من أن القط يتعافى بشكل جيد، وللتحقق من التئام الجرح بشكل صحيح.
خلال هذه الزيارة، يمكن للطبيب البيطري إزالة الغرز إذا كانت غير قابلة للذوبان، والإجابة على أي استفسارات أو مخاوف قد تكون لديك حول صحة القط.
العناية بالتغذية بعد الإخصاء
بعد عملية الإخصاء، تقل معدلات النشاط البدني للقط، وبالتالي يحتاج إلى نظام غذائي متوازن يتناسب مع هذه المرحلة.
يجب تقديم طعام غني بالعناصر الغذائية ومناسب للقطط المعقمة لتجنب زيادة الوزن. هناك أنواع خاصة من الأطعمة المتوفرة في الأسواق والتي تُصمم خصيصًا للقطط المعقمة، فهي تحتوي على نسبة أقل من الدهون والسعرات الحرارية.
تقديم الحب والاهتمام للقط
عملية اخصاء القطط قد تكون تجربة مرهقة للقط، لذلك من المهم تقديم الدعم والحب له خلال فترة التعافي. اقضِ وقتًا إضافيًا معه، وتأكد من تقديم الاهتمام والحنان، مما يساعده على الشعور بالأمان والراحة.
شائعات حول تعقيم القطط
غالبًا ما يقلق الناس من أن حيواناتهم الأليفة التي تم تعقيمها أو خصيها ستكتسب وزنًا زائدًا. ومع ذلك، فإن عملية التقدم في العمر تؤثر على زيادة الوزن أكثر من أي عامل آخر.
صحيح أن انخفاض مستويات الهرمونات قد يقلل من نشاط حيوانك الأليف، ولكن الحل بسيط: قدم له كميات أقل من الطعام وخصص له وقتًا لمزيد من التمارين.
هناك أيضًا خرافة تقول إن الإناث بحاجة إلى إكمال دورة شبق واحدة قبل إجراء التعقيم. لكن من المؤكد إنه لا يوجد أي سبب طبي يدعم هذه الفكرة.
في الواقع، كلما قلت دورات الشبق التي تمر بها قطتك قبل تعقيمها، زادت درجة حمايتها من سرطان الغدد الثديية. نظرًا لأن القطط مربيّة فعالة للغاية، فقد يكفي خروجها مرة واحدة أثناء الشبق لتصبح أمًا للقطط الصغيرة.
هل تقلق من أن يفقد قطك الذكر شخصيته بعد الخصي؟ لا داعي للقلق! إذا فقد أي شيء، فسيكون ذلك فقط في رغباته الجنسية وسلوكيات التحديد المرتبطة بها (رش البول).
ختاماً
عملية اخصاء القطط هي خطوة مهمة نحو تحسين صحة وسلوك القطط الأليفة.
من خلال التحضير الجيد والرعاية المناسبة بعد العملية، يمكن لأصحاب الحيوانات الأليفة ضمان تعافي قططهم بسرعة وسهولة.
في النهاية، تعتبر عملية اخصاء القطط استثمارًا طويل الأجل في صحة وسعادة قططنا الأليفة.
الأسئلة الشائعة
ما هو العمر المناسب لاخصاء القطط؟
العمر المناسب لتعقيم (أو إخصاء) القطط عادةً يكون بين 4 إلى 6 أشهر من العمر، حيث تكون القطط قد أكملت جزءًا مهمًا من نموها الجسماني الأساسي وقبل دخولها مرحلة النضج الجنسي. هذا التوقيت مثالي لأنه يساعد على:
منع التكاثر غير المرغوب فيه، إذ تبدأ بعض القطط في النضج الجنسي والتزاوج عند عمر 4-5 أشهر.
تقليل السلوكيات المرتبطة بالهرمونات مثل الرش بالبول، العدوانية، والمواء المستمر.
تقليل مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التناسلي وسرطان الثدي عند الإناث، وسرطان الخصيتين والبروستاتا عند الذكور.
تحسين السلوك وجعل القطط أكثر هدوءًا وأقل رغبة في التجوال بعيدًا.
في بعض الحالات الخاصة مثل القطط التي تعيش في ملاجئ أو بيئات معرضة لمخاطر التكاثر، قد يُوصى بالتعقيم في عمر أبكر من 4 أشهر بعد استشارة الطبيب البيطري.
إذا لم تُعقم القطط في هذا العمر، يمكن إجراء العملية في مراحل عمرية لاحقة، ولكن قد تكون العملية أكثر تعقيدًا والتعافي أطول.
هل عملية اخصاء القطط مؤلمة للقطط؟
عملية إخصاء القطط ليست مؤلمة أثناء الجراحة نفسها، لأن القطة تخضع لتخدير عام يجعلها غير واعية ولا تشعر بأي ألم خلال الإجراء.
أما بعد انقضاء مفعول التخدير، فقد تشعر القطة ببعض الألم أو التورم في منطقة الجراحة، وهو أمر طبيعي ويمكن التحكم فيه عادةً باستخدام مسكنات الألم التي يصفها الطبيب البيطري.
الألم بعد العملية يكون عادةً محدودًا ومؤقتًا، وتتعافى معظم القطط خلال 7-10 أيام مع مراقبة الجرح وتقديم الرعاية اللازمة.
تظهر بعض التغيرات السلوكية مثل الخمول أو تغير الشهية أثناء فترة التعافي، وهذه أيضًا أعراض عادية.
ما هي المخاطر المحتملة للعملية؟
عملية تعقيم القطط آمنة نسبيًا وشائعة، لكنها قد تصحب ببعض المخاطر والمضاعفات المحتملة التي يجب الانتباه إليها، وتشمل:
الالتهاب أو العدوى في موضع الجرح: يظهر ذلك على شكل احمرار، تورم، أو إفرازات قد تكون قيحية بسبب عدم نظافة الجرح أو لعق القط له بشكل مفرط.
فتح الجرح أو تمزق الغرز: قد يحدث إذا قامت القطة بحركات عنيفة مثل القفز أو لعق مكان الجرح، مما قد يستدعي التدخل البيطري وإعادة الخياطة.
النزيف الداخلي (نادر): قد تعاني بعض القطط نزيفًا داخليًا قد يسبب خمولًا، شحوبًا أو ضعفًا يستلزم رعاية طبية عاجلة.
رد فعل تحسسي تجاه التخدير: قد تتعرض القطة لحساسية تجاه أدوية التخدير مع أعراض مثل القيء، الارتباك، أو صعوبة التنفس، لكن هذه الحالات نادرة.
تورم بسيط في مكان الجرح: شائع ويزول خلال أيام، إلا إذا كان مصحوبًا بعلامات التهاب.
تغيرات سلوكية مؤقتة: خمول أو فقدان شهية خلال 24-48 ساعة بعد العملية أمر طبيعي.
زيادة الوزن لاحقًا: بسبب انخفاض معدل الأيض وزيادة الشهية بعد التعقيم، مما يتطلب مراقبة النظام الغذائي والنشاط البدني.
مضاعفات نادرة أخرى: مثل تمزق الجدار البطني، التهابات داخلية، صعوبة التبول عند الذكور، أو تأخر التئام الجرح.
معظم هذه المخاطر يمكن تقليلها باتباع تعليمات الطبيب البيطري، اختيار عيادة وبيطري ذوي خبرة، والاهتمام بالرعاية اللاحقة للعملية.
هل سيتغير سلوك القط بعد عملية اخصاء القطط؟
بعد عملية إخصاء أو تعقيم القطط، يحدث تغيير ملحوظ في سلوك القطط يرجع بشكل رئيسي إلى تقليل مستويات الهرمونات الجنسية التي تتحكم بالسلوكيات المرتبطة بالتزاوج والتكاثر.
من أبرز التغيرات السلوكية التي قد تلاحظها:
انخفاض العدوانية والصراعات: تقل الرغبة في الشجار مع القطط الأخرى، مما يجعل القط أكثر هدوءًا وسلماً.
انخفاض سلوك الرش والتوسيم بالبول: حيث تقل علامات الإشارة مثل رش البول في أنحاء المنزل خاصة عند الذكور.
انخفاض الرغبة في التجوال والهروب: القطط المعقمة عادةً تميل للبقاء في محيط المنزل، مما يقلل تعرضها للمخاطر الخارجية.
زيادة الهدوء والاستقرار: تصبح القطط أكثر استرخاء وأقل قلقًا، مع تراجع في السلوكيات المرتبطة بفترة الحيض أو التزاوج.
ممكن بعض القطط تستمر في الرش بعد التعقيم، لكنه أقل شيوعاً ويمكن مناقشة الحالة مع الطبيب البيطري إذا استمر هذا السلوك.
التغيرات تختلف من قطة لأخرى بناءً على العمر، الصحة، والبيئة التي تعيش فيها، لكن بشكل عام التعقيم يؤدي إلى تحسين السلوك وجعله أكثر ملاءمة للعيش في المنزل ويقلل المشاكل المرتبطة بالسلوكيات الجنسية والعنف.
بجانب التغيرات السلوكية، قد تظهر أعراض عابرة بعد الجراحة مثل الخمول المؤقت أو فقدان الشهية خلال الأيام الأولى، وهي طبيعية وتزول مع تعافي القطة.
كيف يمكنني مساعدة قطتي في الشفاء بعد العملية؟
خطوات مساعدة قطتك على الشفاء بعد عملية التعقيم
لمساعدة قطتك على التعافي بعد عملية التعقيم بشكل صحي وآمن، اتبع هذه الإرشادات الدقيقة:
1. مراقبة الجرح والعناية به: افحص موضع الجرح يوميًا بحثًا عن أي علامات احمرار شديد، تورم، أو إفرازات غير طبيعية.
لا تسمح للقطة بلعق أو عض الجرح. استخدم طوق إليزابيث (الطوق الواقي) لحماية الجرح حتى تمام التئامه.
إذا لاحظت فتح الغرز أو نزيفًا أو قيحًا، عليك استشارة الطبيب البيطري فورًا.
2. توفير بيئة هادئة وآمنة: خصّص مكانًا هادئًا ونظيفًا بعيدًا عن الضوضاء والحيوانات الأخرى ليساعد القطة على الاسترخاء.
قدّم فراشًا مريحًا يسهل الوصول إليه وابقِ كل الاحتياجات الضرورية (ماء، طعام، صندوق الفضلات) قريبة من القطة.
3. الحد من النشاط البدني: قيّد حركة القطة، خاصة القفز أو اللعب العنيف، لمدة أسبوع على الأقل بعد العملية.
يمكنك وضعها في غرفة أو مساحة صغيرة لمنعها من الحركة المفرطة حتى يلتئم الجرح.
4. التغذية والماء: من الطبيعي فقدان شهية القطة ليوم بعد العملية، لكن يجب توفير ماء وطعام سهل الهضم حين تعود شهيتها.
قدّم وجبات صغيرة متعددة خلال اليوم وراقب مدى تناولها للطعام والشراب.
5. الالتزام بالأدوية وإرشادات الطبيب: أعطِ القطة الأدوية (مثل المضادات الحيوية أو المسكنات) حسب تعليمات الطبيب البيطري وبالجرعة الكاملة.
اتبع أي تعليمات بخصوص إزالة الغرز أو زيارة المتابعة كما يوصي الطبيب.
6. مراقبة السلوك والصحة العامة: لاحظ أي تغيّرات غير طبيعية مثل الخمول الشديد، القيء المتكرر، صعوبة التبول أو ارتفاع الحرارة.
إذا استمر فقدان الشهية أو الخمول لأكثر من يومين، تواصل مع الطبيب فورًا.
7. الوقاية من زيادة الوزن: راقب وزن القطة لأن معدل الأيض يقل بعد العملية وقد تزداد الشهية.
اختر طعامًا مخصصًا للقطط المعقمة وامنحها النشاط والتحفيز المناسبين لمنع السمنة.
باتباع هذه النصائح الدقيقة، تساعد قطتك على التعافي بسرعة وأمان بعد الجراحة، وتقلل خطر المضاعفات وتدعم صحتها ونشاطها على المدى الطويل.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
- International Cat Care
- ASPCA – Cat Behavior
- ?Neutering or sterilising a cat
- Neutering in Cats
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم