يُعد التخدير في القطط خطوة دقيقة وحساسة تتطلب اختيار الدواء المناسب لضمان أعلى درجات الأمان، وهنا يأتي الألفاكسالون Alfaxalone كأحد أهم وأحدث الأدوية المستخدمة في التخدير البيطري للقطط بشكل خاص.
يتميز الألفاكسالون بقدرته على التسبب بتخدير سريع وفعّال مع درجة جيدة من الأمان مقارنة ببعض البدائل التقليدية. في هذا المقال سنقدم لك دليلاً مفصلاً ومبسّطاً حول هذا الدواء، يشمل تعريفه، آلية عمله، استخداماته، الجرعات، المحاذير، التأثيرات الجانبية، بالإضافة إلى نصائح مهمة لأصحاب القطط.
محتوى المقالة
ما هو دواء الألفاكسالون؟
الألفاكسالون هو ستيرويد عصبي مُعدّ خصيصاً ليعمل كمخدّر عام للقطط والكلاب. وعلى الرغم من أنه مشتق ستيرويدي، فإنه لا يمتلك أي تأثيرات هرمونية؛ بل يعمل فقط على الجهاز العصبي ليُحدث فقداناً للوعي واسترخاءً عاماً يُناسب الإجراءات الطبية المختلفة.
يتوافر الألفاكسالون عادةً على شكل محلول للحقن بتركيز 10 ملغ/مل، ويُستخدم داخل العيادات البيطرية فقط، لأنه يتطلب بيئة مجهّزة وأخصائيّاً قادراً على مراقبة الوظائف الحيوية للقطة.
آلية عمل الألفاكسالون داخل جسم القطة
تعمل مادة الألفاكسالون من خلال التأثير على مستقبلات GABA-A في الدماغ، وهي المستقبلات المسؤولة عن تثبيط الإشارات العصبية. يقوم الدواء بـ:
- زيادة تدفّق أيونات الكلور عبر غشاء الخلية العصبية مما يؤدي إلى تثبيط نشاط الخلايا العصبية وتقليل استجابتها.
- إحداث تأثير مخدّر ومنوّم قوي من خلال هذا التثبيط العصبي العميق.
- يتميز بأنه لا يوفر تسكيناً للألم وحده، لذلك غالباً ما يتم دمجه مع مسكنات أخرى في الإجراءات المؤلمة.
كما أنّ جسم القطة يستقلب الألفاكسالون عبر الكبد (مرحلة أولى وثانية)، ويُطرح عبر الكلى والجهاز الهضمي بدون تراكم واضح حتى مع إعطاء جرعات متعددة.
لماذا يتم وصف الألفاكسالون للقطط؟
يستخدم الألفاكسالون في عدة حالات وإجراءات عادةً داخل العيادة البيطرية، ومن أهم استخداماته:
التخدير العام لإجراء العمليات
يُعتبر من أفضل الأدوية لبدء التخدير قبل استعمال الغازات المخدّرة، وذلك لفعاليته وسرعة تأثيره وأمانه النسبي.
تسهيل الفحوصات الطبية التي تحتاج تخديراً
مثل:
- فحص الفم والأسنان.
- الأشعة السينية.
- تنظير المثانة.
- فحص الجروح العميقة.
تخدير القطط القلقة أو العدوانية
إذ يمكن إعطاؤه عضلياً في بعض الحالات للحصول على تهدئة عميقة تسهّل التعامل.
التخدير لإجراء عمليات قصيرة جداً
مثل:
- قصّ الأظافر في القطط شديدة المقاومة.
- تنظيف جروح بسيطة.
- وضع قسطرة وريدية.
كجزء من بروتوكول التخدير المتوازن
حيث يتم دمجه مع مهدئات أو مسكنات أخرى لتقليل كميات الأدوية المطلوبة وزيادة الأمان.
أشكال إعطاء الألفاكسالون للقطط
الألفاكسالون متوافر حصراً كمحلول حقني فقط، ولا يوجد منه أقراص أو شراب أو مرهم.
الحقن الوريدي IV
وهو الأكثر شيوعاً، ويستخدم عادةً في:
- بدء التخدير قبل التنبيب (وضع أنبوب القصبة الهوائية).
- الحفاظ على التخدير بجرعات إضافية عند الحاجة.
يتميز بسرعة التأثير خلال ثوانٍ قليلة.
الحقن العضلي IM
يُستخدم عند:
- صعوبة التعامل مع القطة.
- عدم إمكانية الوصول إلى الوريد.
يُعطي تهدئة عميقة وقد يصل لدرجة التخدير الخفيف.
الحقن المتكرر أو التسريب الوريدي
لحفظ مستوى التخدير أثناء الإجراءات التي تمتد لأكثر من 10 دقائق.
جرعات الألفاكسالون للقطط
جرعة الاستحثاث (بدء التخدير) IV
من 2 إلى 5 ملغ/كغ تعطى ببطء خلال 20–30 ثانية وحتى الوصول إلى العمق المخدّر المطلوب.
الجرعات للمحافظة على التخدير
بعد وضع أنبوب القصبة، يمكن إعطاء جرعات صغيرة متكررة، ويصل مجموع الجرعة عادةً إلى 5–12 ملغ/كغ حسب مدة العملية.
جرعة التخدير العميق بالحقن العضلي IM
من 5 إلى 10 ملغ/كغ وتُستخدم عادةً لتخدير القطط العدوانية أو العصبية.
عوامل تؤثر على الجرعة
- العمر: القطط الأكبر قد تحتاج جرعات أقل.
- الحالة الصحية: القطط المصابة بأمراض الكبد أو الكلى تُعطى جرعات أقل.
- الوزن: يجب حساب الجرعة بدقة لكل كيلوغرام.
- الأدوية المرافقة: بعض المهدئات تقلل جرعة الألفاكسالون المطلوبة.
موانع استعمال الألفاكسالون
يجب تجنب استخدام الدواء في الحالات التالية:
- الاستخدام المشترك مع أدوية التخدير الوريدية الأخرى: لأن الجمع بينها قد يزيد خطر توقف التنفس.
- القطط التي تعاني من قصور شديد في الكبد: إذ يقلّ تكسير الدواء ويزيد خطر تراكمه.
- القطط المصابة بأمراض خطيرة أو المنهكة: يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعة أو اختيار دواء آخر.
- القطط الصغيرة أقل من 12 أسبوعاً: لأن أمان الدواء غير مثبت لهذه الفئة.
- الحساسية الدوائية، وإن كانت نادرة.
التأثيرات الجانبية المحتملة للألفاكسالون
- توقف التنفس المؤقت (Apnea): هو التأثير الأخطر، ويحدث في حوالي 19% من القطط بعد الحقن. متوسط مدة توقف التنفس قد يصل إلى 60 ثانية.
- انخفاض معدل التنفس أو ضيق النفس.
- اضطرابات نظم القلب: عادةً تكون مرتبطة بنقص الأكسجين أثناء التخدير.
- الإثارة الحركية أثناء الاستيقاظ من التخدير: خاصة إذا لم تُستخدم مهدئات مرافقة.
- انخفاض ضغط الدم في الجرعات العالية.
- غياب التسكين: الألفاكسالون يسبب التخدير فقط، وليس تسكين الألم، ولذلك يُدمَج عادةً مع مسكنات.
كيفية التعامل مع التأثيرات الجانبية
- مراقبة التنفس بشكل مستمر خلال وبعد التخدير.
- توفير الأكسجين عند أي انخفاض في التنفس.
- استعمال أجهزة مراقبة القلب أثناء العمليات.
- استخدام مهدئات مناسبة أثناء الإفاقة لتقليل الإثارة.
- عدم ترك القطة وحدها بعد التخدير حتى تتعافى تماماً.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الألفاكسالون
قبل التخدير
- يجب صيام القطة 6–8 ساعات قبل الإجراء.
- إخبار الطبيب بأي أدوية تتناولها القطة.
- إعلام الطبيب في حال وجود أمراض مزمنة.
أثناء التخدير
- يُفضّل أن يُستخدم الألفاكسالون فقط داخل عيادة مجهّزة بالأوكسجين وأجهزة الإنعاش.
بعد التخدير
- ضع القطة في مكان دافئ وهادئ.
- راقب التنفس والحركة لمدة 3 ساعات على الأقل.
- امنع الأطفال أو الحيوانات الأخرى من الاقتراب منها.
- قد تتصرف القطة بغرابة أو تظهر عليها علامات الارتباك لبضع ساعات، وهذا طبيعي.
أخطاء شائعة عند إعطاء الألفاكسالون للقطط
- محاولة أصحاب القطط استخدام الدواء في المنزل ❌: هذا خطير جداً، فالدواء قد يسبب توقف التنفس ويتطلب معدات خاصة.
- إعطاء جرعات غير محسوبة ❌: حتى زيادة بسيطة قد تُسبب مضاعفات خطيرة.
- استخدامه دون تقييم الحالة الصحية للقطة ❌.
- عدم دمجه مع مسكنات في الإجراءات المؤلمة ❌: لأن الألفاكسالون لا يوفر تسكيناً بحد ذاته.
- إعطاؤه سريعاً جداً في الوريد ❌: الحقن السريع يزيد احتمال توقف التنفس.
ختاماً
الألفاكسالون دواء تخدير فعال وآمن نسبياً للقطط، لكنه يتطلب خبرة طبية ومعدات خاصة، ولا يجوز استخدامه إطلاقاً خارج العيادة البيطرية.
لا تُعط أي دواء لقطتك (خاصة أدوية التخدير) دون استشارة الطبيب البيطري، لأن المخاطر قد تكون قاتلة في حال سوء الاستخدام.
إذا كنت تفكر في إجراء فحص أو عملية لقطتك وتريد معرفة إن كان الألفاكسالون خياراً مناسباً، فتحدث مع الطبيب البيطري ليحدد الدواء الأنسب بناءً على وزنها، عمرها، وحالتها الصحية.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم