يُعد الإسهال من أكثر المشاكل الهضمية التي تواجه القطط الصغيرة، وهو عرض ناتج عن اضطراب في وظيفة الجهاز الهضمي يؤدي إلى زيادة في تكرار تبرز القطط الصغيرة أو ليونة زائدة في البراز. اسباب اسهال القطط الصغيرة متعددة، وتختلف حسب عمرها ونظامها الغذائي والحالة الصحية العامة لها.
من أبرز الأسباب الطفيليات الداخلية (مثل Toxocara cati وCystoisospora felis وGiardia spp)، وهي تصيب الأمعاء الدقيقة وتؤدي إلى تهيج بطانتها وفقدان السوائل والمواد الغذائية.
كما تُعد العدوى الفيروسية مثل فيروس البانليكوبينيا (Feline Panleukopenia Virus) من الأسباب الخطيرة، إذ تسبب تدمير الخلايا المعوية وفقدان الشهية والجفاف السريع.
إضافةً إلى ذلك، قد يكون سبب اسهال القطط الصغيرة تغير مفاجئ في النظام الغذائي أو تقديم أطعمة غير مناسبة لعمرها، كمنتجات الألبان لإفتقار القطط الصغيرة إلى الإنزيم اللازم لهضمها.
تشير بعض الحالات إلى تسبب الحساسية الغذائية أو النقص في إنزيمات الهضم إلى إعاقة امتصاص العناصر الغذائية.
كما يمكن أن يُحفز التوتر، أو الانتقال إلى بيئة جديدة، أو الإصابة بالبكتيريا (مثل E. coli وSalmonella)، ظهور الإسهال الحاد أو المزمن.
إن تحديد سبب اسهال القطط الصغيرة بدقة يتطلب فحصًا سريريًا وتحاليل للبراز للتوجه الى العلاج المناسب، ويُعتبر الإسهال في القطط الصغيرة علامة يجب التعامل معها بكل جدية لما قد يسببه من جفاف سريع وضعف عام وتأخر في النمو، مما يجعل التشخيص المبكر والرعاية الطبية الفورية عنصرين أساسيين للحفاظ على حياة القطة وسلامتها.
يناقش مقالنا الشامل اسباب اسهال القطط الصغيرة الشائعة بالإضافة إلى أفضل الأساليب للتشخيص والعلاج الدوائي أو بالطرق المتاحة في منازلنا لعلاج اسهال القطط الصغيرة والبالغة.
اسباب اسهال القطط الصغيرة الغذائية
الأسباب الغذائية لإسهال القطط الصغيرة تتعلق بالنظام الغذائي وطريقة تقديم الطعام للقطط الصغيرة، ويمكن تلخيصها تفصيليًا كما يلي:
- التغيّر المفاجئ في نوع الغذاء أو مكوناته: الانتقال السريع بين نوعين مختلفين من الطعام (مثل من الحليب إلى طعام صلب أو من نوع تجاري لآخر) يؤدي إلى اضطراب البكتيريا النافعة بالأمعاء وفقدان التوازن الميكروبي، مما ينتج عنه اسهال القطط الصغيرة المؤقت أو المستمر.
- فرط التغذية أو تناول كميات زائدة: تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة يسبب تحميلًا على الجهاز الهضمي غير الناضج للقطط الصغيرة، فيتسبب بسوء هضم ونقص امتصاص، ما يؤدي إلى براز لين أو إسهال مائي.
- عدم تحمّل اللاكتوز: بعد الفطام، يقل إنتاج إنزيم اللاكتاز المسؤول عن هضم سكر الحليب، ما يجعل تناول الحليب أو منتجاته (خاصة حليب الأبقار) يؤدي إلى تخمّر الأمعاء وإسهال غازي ومائي بسبب تراكم اللاكتوز غير المهضوم.
- الأطعمة الغنية بالدهون أو البروتين الحيواني المركز: الأنظمة عالية اللحوم أو الدهون تُحدث اختلالًا في توازن الفلورا المعوية وتزيد من نمو بكتيريا (Clostridium perfringens)، مما يؤدي إلى إسهال القطط الصغيرة الدهني أو المدمى في بعض الحالات.
- الأطعمة الفاسدة أو غير المخصصة للقطط: تناول طعام ملوث أو متحلل أو غير مخصص للحيوانات الأليفة (مثل بقايا الطعام البشري أو اللحوم النيئة) قد يؤدي إلى تسمم غذائي بكتيري يسبب إسهالًا حادًا أو مزمنًا.
- نقص الألياف أو التوازن الغذائي: قلة الألياف القابلة للتخمّر أو الإفراط في البروتين يؤدي إلى بطء امتصاص الماء في القولون أو اضطراب الحركة المعوية، فينتج عنه إسهال غذائي مزمن قابل للتحسن عند تعديل النظام الغذائي
ابتلاع الاجسام الغريبة والأسباب التشريحية
الطبيعة الفضولية للقطط الصغيرة تجعلها معرضة لابتلاع مواد غريبة قد تسبب لها الإسهال أو القيء. في معظم الحالات، تسبب هذه الأجسام الانسدادات أو التداخل المعوي (intussusception) أو القيء.
كلما كان السبب التشريحي بعيداً على طول الجهاز الهضمي (بداية من الفم الى نهايته في القولون والشرج)، زاد احتمال أن يكون الإسهال هو العلامة السريرية الرئيسية.
تتضمن الأسباب الميكانيكية أو التشريحية للإسهال التي يجب أخذها في الاعتبار لدى القطط الصغيرة: التشوهات في نمو وتطور اعضاء الجهاز الهضمي (مثل متلازمة القولون القصير)، الخلل الوظيفي الميكانيكي (مثل الانسداد أو التداخل المعوي)، أو المواد الغريبة (مثل العظام، الخيوط، النباتات، أو الشعر).
بشكل عام، يتطلب تشخيص هذه الحالات استخدام الأشعة السينية أو تقنيات تصوير شعاعية أخرى، ولكن يمكن تشخيص ابتلاع الخيوط أحيانًا عن طريق العثور على الخيط عالقًا عند قاعدة اللسان أو من خلال الجس للتداخل المعوي.
تتطلب معظم هذه المشاكل التدخل الجراحي لحلها، وغالبًا ما تسترد القطط الصغيرة عافيتها وتعود الى حالتها الطبيعية، باستثناء حالات تشوهات اعضاء الجهاز الهضمي.
اسباب اسهال القطط الصغيرة المرضية
الجيارديا (Giardia)
تُعتبر طفيليات الجيارديا (Giardia) سبب شائع للإسهال في القطط بشكل عام والقطط الصغيرة بشكل خاص، حيث يبلغ معدل الانتشار هذا الطفيلي بين القطط حوالي 4%، لكن معدل الإصابة يمكن أن يصل إلى 12% في ملاجئ القطط.
في العديد من القطط البالغة، تكون اعراض عدوى الجيارديا غير ظاهرة أو مؤقتة، ولكن في القطط الصغيرة، ترتبط العدوى بشكل كلاسيكي بظهور مفاجئ لـ اسهال مع رائحة كريهة، لونه باهتًا ولزج القوام.
تشخيص الجيارديا سيكون واضحًا نسبيًا عندما يتم التعرف على الطور النشط (trophozoites) أو الأكياس (cysts) في المسحة البرازية الحديثة أو باستخدام تقنية التعويم.
صورة تحت المجهر توضح اكياس طفيلي الجيارديا:


مع ذلك، وبسبب التخلص المتقطع من الأكياس (cysts)، واحتمالية الخلط بينها وبين مواد أخرى في البراز، فإن حساسية هذا الأسلوب لا تتجاوز 50%. وترتفع الحساسية إلى 90% إذا تم استخدام تعويم السكر المفرد أو إذا تم فحص ثلاث عينات برازية باستخدام كبريتات الزنك.
مؤخرًا، يتم اختبار سريع (SNAP Giardia test kit) من شركة IDEXX Laboratories للكشف عن بروتين جدار كيس الجيارديا (GCWP-1) في براز الكلاب والقطط لاستخدامها كاختبار تشخيصي داخل العيادات البيطرية.
علاج الجيارديا في القطط والقطط الصغيرة
لم يتغير علاج الجيارديا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ويتضمن العلاج الدوائي المضاد للطفيليات الأولية مع السيطرة على البيئة المحيطة والمنتشر بها الطفيلي.
دواء الميترونيدازول (Metronidazole) بجرعة 25 مجم/كجم عن طريق الفم كل 12 ساعة لمدة 7 أيام فعال عند المعالجة في القطط. ومع ذلك، ينصح بالحذر عند استخدام هذه الجرعة لمدة تزيد عن 5-7 أيام، حيث إن سمية الميترونيدازول تصبح أكثر احتمالاً للظهور.
كما أن الفينبندازول (Fenbendazole) كان أيضاً فعالًا في القطط بجرعة 50 مجم/كجم عن طريق الفم كل 12 ساعة لمدة 5 أيام.
في دراسة حالة سريرية، كانت القطط مصابة بعدوى مشتركة مع الكريبتوسبوريديوم (Cryptosporidium)، وكانت استجابتها للعلاج أقل من الحالة المثالية (50%). ومع ذلك، قد يكون ضعف الفعالية نتيجة للإصابة المزدوجة، وبالتالي فإن فعالية الفينبندازول الحقيقية ضد الجيارديا غير معروفة بشكل دقيق.
أيضاً، تم علاج القطط المصابة بمزيج يحتوي على فيبانتل (Drontal® Plus، Bayer Animal Health)، لكن ينصح بالحذر هنا لأن هذا الدواء غير معتمد للاستخدام في القطط، وذلك بسبب ظهور أعراض عصبية أثناء استخدامه للقطط.
السيطرة على الجيارديا في البيئة المحيطة بالقطط
بما أن إعادة العدوى هي السبب الرئيسي لاستمرار أو تكرار العدوى في المنزل أو المزرعة أو الملجأ، فإن تدابير السيطرة على البيئة أمر ضروري. تشمل هذه التدابير:
- تطهير البيئة: تنظيف جميع الأرضيات، الأقفاص، صناديق الرمل، وأي أسطح كانت على تماس مع البراز باستخدام مطهرات تحتوي على الأمونيوم الرباعي أو الكلوروكس.
- تنظيف الفراء: غسل أو حلاقة القطط ذات الشعر الطويل.
- عزل الحيوانات المصابة: عزل الحيوانات المصابة أثناء مرحلة الإسهال لمنع العدوى عبر التنظيف الذاتي أو أشكال أخرى من التلامس.
التطعيم ضد الجيارديا
اللقاح التجاري المتاح (GiardiaVax®، Fort Dodge Animal Health) لا يمنع اسهال القطط الصغيرة بسبب الجيارديا أو التخلص من أكياسها (cysts)، ولكنه قد يقلل من شدة المرض ويقلص فترة التخلص منها.
بناءً على الدراسات التي أجراها احد خبراء الطب البيطري (Lappin) لتقييم فعالية هذا اللقاح، فإنه تم استخلاص النصيحة بألا يُوصى باستخدامه روتينيًا في القطط المنزلية.
نظرًا لأن الجيارديا مرض مشترك مع البشر (ممكن أن ينتقل من القطط)، فإن الإهتمام والمعرفة المناسبة حول كيفية التعامل مع القطط والقطط الصغيرة المصابة مهم أيضًا لها ولصحة عائلتنا.
التريكوموناس (Trichomonosis)
العدوى بالتريكوموناس (Trichomonosis)، التي تسببها طفيليات (Tritrichomonas foetus)، تم التعرف عليها مؤخرًا كمسبب للأمراض في القطط الصغيرة والبالغة أيضاً.
هذا الطفيلي الأولي يصيب الماشية أيضاً، مما يؤدي إلى الموت المبكر للأجنة والإجهاض، ومرض الهرمونات الأنثوية (pyometra).
في القطط، يصيب هذا الطفيلي الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة ويسبب إسهالًا مزمنًا في الأمعاء الغليظة يتميز بزيادة الإفرازات المخاطية، الشعور بالحاجة الملحة للتبرز، مع وجود دم في البراز (hematochezia)، وزيادة عدد مرات التبرز.
معظم القطط المصابة غالباً ما تكون بصحة جيدة، نشيطة ومتيقظة. العلامات الوحيدة الخارجية للمرض هي وجود احمرار أو تورم حول فتحة الشرج، وألم أثناء التبرز.
يتم تشخيص معظم الإصابات في القطط الصغيرة التي تعاني من إسهال مزمن (متوسط العمر 9 أشهر)، ولكن مع ذلك يمكن أن تحدث العدوى في أي عمر، والقطط التي تتعرض لهذا الطفيلي من المحتمل أن تصاب به، ومن المرجح أن تكون العدوى مستمرة.
تشخيص العدوى
يمكن تشخيص هذه العدوى باستخدام أحد الأساليب الأربعة التالية، مرتبة حسب سهولة الاستخدام والتكلفة:
- الفحص المباشر للبراز بحثًا عن الطور النشط (trophozoites): هذا الفحص لديه أقل حساسية (14%)، ويمكن ان يرتكب المخبريين قليلي الخبرة أخطاء في التشخيص. ومع ذلك، لا يزال هذا هو أسهل وأسرع طريقة للحصول على تشخيص نهائي.
- زراعة البراز للكشف عن الكائن الحي (باستخدام مجموعة InPouchTF®، Biomed Diagnostics): هذه الطريقة أكثر حساسية من الفحص البرازي، لكنها تستغرق ما يصل إلى 12 يومًا لنمو الكائن الحي لتأكيد التشخيص. يمكن إرسال العينات إلى المختبر لزراعتها، أو يمكن الحصول على مجموعات الزرع واستخدامها في العيادة البيطرية.
- تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للبراز: يجب إرسال العينة إلى مختبرات متخصصة (مثل مختبر الدكتور Gookin في جامعة ولاية نورث كارولينا). يعتبر هذا الفحص الأكثر حساسية وخصوصية ولكنه أيضًا أكثر تكلفة وتستغرق النتائج وقتًا أطول للحصول عليها.
- أخذ خزعة من الغشاء المخاطي للقولون: هذا الخيار هو الأكثر توغلًا ونادرًا ما يستخدم إلا في الحالات المعقدة.
علاج التريكومونيازيس
يعتبر علاج القطط المصابة بالتريكومونيازيس صعب، باعتبار أنه لا يوجد دواء معتمد ومتاح بسهولة. تم استخدام الميترونيدازول والعديد من المضادات الحيوية الأخرى في القطط المصابة تجريبيًا وطبيعيًا، لكنها غير فعالة تمامًا في القضاء على العدوى بشكل تام.
نظرًا لأن أعضاء العائلة الدوائية للنتروإميدازول (nitroimidazole) من المضادات الحيوية فمن المتوقع أن تكون فعالة ضد التريكوموناس، وقد تم اختبار أدوية أخرى من هذه العائلة للمعالجة.
الرونيدازول (Ronidazole) هو مضاد حيوي يستخدم في العلاج. ومع ذلك، فإن هذا الدواء غير معتمد للاستخدام في القطط وقد يكون له تأثيرات سامة على الكبد والجهاز العصبي. لذلك، يجب استخدامه فقط بعد التأكد من التشخيص وإدراك أصحاب القطط للمخاطر المرتبطة بالعلاج.
جميع المضادات الحيوية والأدوية المضادة للطفيليات الأخرى، بما في ذلك التايلوسين، الإنروفلوكساسين، الأزيثروميسين، والفبندازول، لم تثبت فعاليتها ضد (T. foetus)، وفي بعض القطط قد تؤدي حتى إلى تفاقم الإسهال عن طريق تغيير تركيب الفلورا الطبيعية للأمعاء أو تأخير الشفاء السريري.
التحسن وتلاشي الأعراض يحدث في العديد من القطط المصابة، عادةً بحلول سن الثانية، حتى بدون علاج. ومع ذلك، فإن البراز ذو الرائحة الكريهة المرتبطة بالتريكومونيازيس يقلل من قبول المالكين أو (هواة تربية القطط أو ستات المنازل) القطط المصابة كحيوانات أليفة داخل المنزل.
الكوكسيديا
طفيلي (Cryptosporidium parvum) هو طفيلي يصيب الخملات الدقيقة لظهارة الأمعاء للقطط الصغيرة والقطط التي تعاني من نقص المناعة.
يمكن أن تتراوح الأمراض الناتجة عن هذه العدوى من حالة حامل بدون ظهور للأعراض، إلى مرض خفيف ومؤقت، إلى متلازمة سوء الامتصاص المزمنة والمهددة للحياة.
في بعض القطط البالغة، يمكن لهذا الكائن أن يسبب التهابات معوية مشابهة لتلك المرصودة في مرض الأمعاء الالتهابي الكلاسيكي (IBD)، وبما أن هذه الكائنات صغيرة جدًا، فإنها قد لا يتم تشخيصها إلا باستخدام صبغات خاصة.
بما أن الكريبتسبوريديا شائعة للغاية في القطط (8% إلى 87% حسب الاختبارات المصليّة)، يجب أن يتم التشخيص عن طريق الكشف عن الكائن الحي في البراز باستخدام اختبار ELISA أو فحوصات التألق المناعي (IFA) على البراز.
يمكن رؤية الكائنات في البراز تحت المجهر بتكبير عالي، لكنها صغيرة جدًا (< 4 ميكرومتر) ويمكن تفويتها بسهولة ما لم تُستخدم صبغات خاصة أو تقنية IFA. ومع ذلك، مثل العديد من الطفيليات الكوكسيدية، يتم التخلص من هذه الكائنات بشكل متقطع، مما يعقد عملية التشخيص لأن القطط المصابة قد تكون نتيجتها سلبية باستخدام IFA.
ملاحظة: تقنية IFA (Immunofluorescent Antibody Assay) تعتمد على استخدام أجسام مضادة مفلورة ترتبط بطفيليات الكوكسيديا في عينات البراز أو الأنسجة، وتُظهرها تحت المجهر الفلوري لتأكيد التشخيص بدقة عالية.
الإجراءات الوقائية
بما أن الكريبتسبوريديا مرض مشترك (Zoonotic)، يجب اتخاذ الاحتياطات المناسبة، مثل ارتداء القفازات وتنظيف أي أدوات باستخدام مطهرات (مثل الكلور)، عند التعامل مع البراز الملوث.
علاج الكوكسيديا عند القطط الصغيرة
علاج القطط الصغيرة والبالغة المصابة بالكوكسيديا أمر صعب للغاية، حيث إن الأدوية التي يُزعم أنها فعالة ضد هذا الكائن إما سامة أو غير فعالة في القطط (مثل الباروموميسين والنتراسوكسانيد).
المضادات الحيوية الشائعة مثل التايلوسين والميترونيدازول وغيرها من مضادات الميكروبات المستخدمة بشكل شائع غير فعالة في القضاء على هذا الكائن. قد تساعد في تحسين الحالة إذا كان هناك عدوى بكتيرية ثانوية مرافقة للكوكسيديا، لكنها غالبًا ما تكون غير مجدية الفعالية في معظم الحالات.
يعتبر الأزيثروميسين (5 إلى 10 مجم/كجم عن طريق الفم كل 24 ساعة) فعالًا عند استخدامه في البشر، وعلى الرغم من أن فعاليته في القطط غير معروفة، فإنه يجب أخذه في الاعتبار كعلاج محتمل عند الضرورة.
الأسباب الفيروسية للإسهال في القطط الصغيرة
تتضمن الأسباب الفيروسية للإسهال التي يجب أخذها في الاعتبار في القطط الصغيرة عددًا من الأمراض الفيروسية، مثل: فيروس بانلوكوبينيا القطط، كالسيفيروس النزفي، الروتا فيروس، الأستروفيروس، كورونا فيروسات الأمعاء، وحمى الصفاق المعديّة (FIP).
يعتبر فيروس بانلوكوبينيا القطط أهم فيروس معوي سريريًا ضمن هذه المجموعة ويؤثر بشكل رئيسي على القطط الصغيرة غير المطعمة، مما يؤدي إلى ارتفاع حرارتها، اكتئابها، فقدان الشهية، القيء والإسهال.
يتم التشخيص عادةً بناءً على العلامات السريرية والتاريخ المرضي، ولكن يمكن استخدام اختبار مستضد فيروس البارفو الخاص بالكلاب لتأكيد تشخيص بانلوكوبينيا القطط لأنه يتفاعل مع الفيروس.
من المعلوم أن لا علاج للفيروسات وإنما الإعتماد الكلي لوقاية قططنا من الاصابة بها هو الالتزام بجدول التطعيمات الضرورية والتطعيمات المعززة، وفي حال الاصابة تتركز المعالجة على تخفيف الاعراض ومعالجة الإلتهابات البكتيرية المصاحبة للعدوى الفيروسية.
الأسباب البكتيرية للإسهال
اهم البكتيرية المسببة لإسهال القطط الصغيرة: السالمونيلا، الكامبيلوباكتر، العدوى الكلوستريدية، وأحيانًا ييرسينيا، مرض تايزر (Bacillus piliformis)، وعدوى الإشريكية القولونية (colibacillosis).
تشخيص الإصابة بهذه العدوى البكتيرية كسبب للإسهال في القطط الصغيرة أو البالغة أمر صعب للغاية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن مسببات الأمراض هذه يمكن عزلها بمعدلات متشابهة من البراز المصاحب للإسهال وغير المصاحب له.
علاج اسهال القطط الصغيرة بسبب العدوى البكتيرية
علاج الإسهال البكتيري في القطط الصغيرة يركز على العلاج الدوائي والدعم العام، كما يلي:
العلاج بالمضادات الحيوية
- الإشريكية القولونية:
- الحالات الخفيفة تُعالج غالبًا بالسوائل والدعم الغذائي فقط.
- في الحالات الشديدة أو النزفية يمكن استخدام:
- أموكسيسيلين (Amoxicillin) أو تريميثوبريم-سلفا (Trimethoprim-sulfa).
- تجنب الاستخدام العشوائي للمضادات لتفادي المقاومة.
- السالمونيلا:
- في معظم الحالات تكون العدوى محدودة ذاتيًا، ولا يُنصح بالمضادات إلا عند وجود حمى، تسمم دموي، أو في القطط الصغيرة وضعيفة المناعة.
- الأدوية المقترحة: أموكسيسيلين-كلافولانيك أسيد أو فلوروكينولونات (تحت إشراف طبيب بيطري فقط).
- العزل ضروري لتقليل العدوى داخل المنزل.
- كلوستريديوم بيرفرنجنز / ديفيسيل (Clostridium perfringens / difficile):
- العلاج المفضل هو ميترونيدازول (Metronidazole) بجرعة 7.5 ملغ/كغ مرتين يوميًا لمدة 5–7 أيام.
- يمكن استخدام تيليوسين (Tylosin) في بعض الحالات المزمنة.
- يوصى بتغيير النظام الغذائي إلى وجبات خفيفة قليلة الدهون أثناء العلاج.
دائماً ودائماً نوصي باستشارة الطبيب البيطري عندما يتعلق الأمر باستخدام العلاجات الدوائية لمعرفة جرعاتها ومدة العلاج.
العلاج الداعم
- تعويض السوائل والأملاح:
- إعطاء محاليل وريدية أو تحت الجلد حسب درجة الجفاف.
- يمكن استخدام محاليل الجلوكوز مع الإلكترولايتات في القطط الصغيرة.
- تعديل النظام الغذائي:
- إيقاف الطعام 12–24 ساعة في الحالات الحادة ثم تقديم حمية لطيفة (مثل طعام مخصص للهضم الحساس).
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون أو الحليب خلال فترة العلاج.
- العناية المعوية:
- استخدام بروبيوتيك لاستعادة التوازن البكتيري.
- الحفاظ على النظافة البيئية وغسل الأواني باستمرار لتقليل إعادة العدوى.
- المراقبة والمتابعة: في حال استمرار الإسهال لأكثر من 3 أيام رغم العلاج، يُنصح بإجراء زرع بكتيري وتحليل براز متقدم (PCR أو IFA) لتحديد العامل المسبب بدقة.
الديدان الداخلية
يُعدّ إسهال القطط الصغيرة بسبب الديدان الداخلية من المشاكل الهضمية الشائعة في الأعمار المبكرة للقطط، ويحدث نتيجة إصابة الأمعاء بالديدان المستديرة أو الخطافية (مثل Toxocara cati و Ancylostoma tubaeforme)، التي تتطفل في الأمعاء الدقيقة وتسبب اضطراباً في امتصاص السوائل والعناصر الغذائية.
تُصاب القطط الصغيرة عادةً بالديدان من حليب الأم الحاملة لليرقات أو من ابتلاع البيوض المنتشرة في البيئة. هذه الطفيليات تسبب التهابات معوية مزمنة تؤدي إلى:
- إسهال متكرر أو لين البراز، أحيانًا مائل إلى اللون الغامق نتيجة النزف المعوي.
- انتفاخ البطن وملامح ألم بطني (colicky pain).
- ضعف عام ونقص وزن وسوء حالة الفراء.
- تقيؤ الديدان أو انسداد معوي في الحالات الشديدة.
التشخيص يعتمد على فحص البراز بطريقة الطفو (fecal flotation) التي تكشف عن بيوض الديدان المستديرة (شكلها كروي بقشرة خارجية مموجة) أو بيوض الديدان الخطافية (بيض بيضاوي أصغر حجمًا). قد يُلاحظ أيضًا فقر دم تجديدي ونقص بروتين الدم نتيجة فقدان الدم والمواد الغذائية.
يتضمن علاج القطط الصغيرة عند اصباتها بالديدان المسببة للإسهال:
- إعطاء مضادات الديدان (Anthelmintics) مثل:
- بيرانتل (Pyrantel) بجرعة 5–10 ملغ/كغ عن طريق الفم مرة واحدة.
- فنبندازول (Fenbendazole) بجرعة 25–50 ملغ/كغ يوميًا لمدة 3 أيام.
- تكرار العلاج بعد 2–3 أسابيع للقضاء على الأطوار الجديدة.
- يمكن استخدام سيلامكتين (Selamectin) كعلاج وقائي شهري ضد الديدان الخارجية والداخلية.
كما يُنصح بالعناية بالنظافة، وتعقيم بيئة القطة وصندوق الفضلات بانتظام، ومنع تناول الفئران أو الجيف لتجنب إعادة العدوى.
ماذا افعل عند اصابة قطتي الصغيرة بالاسهال؟
هناك مجموعة من إجراءات الرعاية المنزلية والعلاجات الداعمة عند إصابة القطط الصغيرة بالإسهال، وتهدف بشكل أساسي إلى تعويض السوائل، وتنظيم التغذية، وتجنب العدوى الثانوية.
🔹 إجراءات الرعاية المنزلية:
- العزل المؤقت: يجب إبقاء القطة المصابة في مكان دافئ ونظيف بعيدًا عن القطط الأخرى لتقليل خطر العدوى ومنع فقدان الحرارة.
- مراقبة الحرارة والترطيب: يُقاس درجة حرارة الجسم بانتظام، ويجب الحفاظ عليها ضمن النطاق الطبيعي (37.7–39°C). في حال انخفاضها، تُستخدم وسادة تدفئة أو زجاجة ماء دافئ مغطاة بالقماش.
- تعويض السوائل: الجفاف هو أخطر مضاعفات الإسهال، ويُعالج بتقديم الماء النظيف باستمرار، أو محاليل الإماهة الفموية الخاصة بالقطط. أما في الحالات المتوسطة، فيوصى باستخدام محاليل إلكتروليت منزلية تحتوي على الصوديوم والبوتاسيوم والجلوكوز بجرعات صغيرة ومتكررة.
- النظافة البيئية: يجب تنظيف صندوق الفضلات يوميًا وتعقيم أوعية الطعام والماء لمنع إعادة العدوى.
🔹 العلاجات المنزلية والداعمة:
- التغذية: عند توقف الإسهال الحاد، يُستأنف إطعام القطة وجبات صغيرة سهلة الهضم مثل الدجاج المسلوق والأرز أو أغذية بيطرية مخصصة للإسهال.
- مكملات البروبيوتيك: يُنصح بإضافتها لدعم التوازن الميكروبي في الأمعاء.
- الأدوية المساعدة: يمكن إعطاء مضادات الديدان وفق توصية الطبيب البيطري، خصوصًا في حالات الإصابة بطفيليات مثل Giardia أو Isospora التي تُعد من أهم مسببات الإسهال في الصغار.
الاستجابة للعلاج المنزلي تعتمد على سرعة التدخل وشدة الحالة، ومع استمرار الإسهال لأكثر من 24–48 ساعة أو ظهور علامات الجفاف أو الخمول، يجب مراجعة الطبيب البيطري فورًا لتقييم الحاجة إلى سوائل وريدية أو مضادات حيوية داعمة.
يمكنك مشاهدة المقطع التالي لمربية قطط خبيرة وازاي عالجت قططها الصغيرة المصابة بالاسهال:
ختاماً
في ختام مقالنا عن إسهال القطط الصغيرة، يجب التأكيد على أن هذا السهال ليس مجرد اضطراب عابر في الجهاز الهضمي، بل قد يكون مؤشرًا لمشاكل داخلية بسبب العوامل الممرضة الطفيلية، والفيروسية، والغذائية، وحتى المناعية.
عند اصبة قططنا الصغيرة بالاسهال يجب إجراء تقييم شامل لحالتها، بما في ذلك نظامها الغذائي ووجباتها، والفحوص المخبرية، وتحليل البراز لتحديد العامل المسبب بدقة.
كما أن فقدان السوائل نتيجة الإسهال السريع يشكل خطرًا كبيرًا على حياة القطط الصغيرة نظرًا لحساسيتها العالية للجفاف وعدم قدرتها على تنظيم توازن الماء والأملاح بكفاءة القطط البالغة.
الوقاية تبدأ بالعناية بالتغذية السليمة، والإلتزام بجدول التطعيمات الأساسية، والتخلص من الديدان الداخلية بشكل دوري منذ الأسابيع الأولى من العمر.
يُعد التدخل المبكر والمتابعة مع الطبيب البيطري خطوة أساسية لتفادي مضاعفات اسهال القطط كفقر الدم وسوء الامتصاص وتأخر النمو.
بذلك، يمكن القول إن موضوع الإسهال في القطط الصغيرة يمثل فرصة لصاحب الحيوان لمراجعة وتفهم أسس الرعاية الصحية والغذائية، ومعرفة كيفية ضمان بيئة نظيفة وداعمة لنمو قط سليم ومعافى مدى الحياة.
الأسئلة الشائعة
ما اسباب اسهال القطط الصغيرة؟
اسباب اسهال القطط الصغيرة تشمل تغيّر النظام الغذائي المفاجئ، أو العدوى البكتيرية والطفيليات، أو الحساسية من بعض الأطعمة. كما يمكن أن ينتج عن الإجهاد أو تناول الحليب غير المناسب. تحديد السبب بدقة يساعد في العلاج السريع ومنع الجفاف والمضاعفات الصحية.
كيف يمكن علاج اسهال القطط الصغيرة في المنزل؟
لعلاج اسهال القطط الصغيرة في المنزل، يُنصح بإيقاف الطعام الصلب مؤقتًا وتقديم الماء النظيف فقط لتجنب الجفاف. يمكن تقديم طعام سهل الهضم بعد التحسّن، مثل الدجاج المسلوق أو الأرز. إذا استمر الإسهال لأكثر من 24 ساعة، يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا.
هل اسهال القطط الصغيرة خطير؟
قد يكون اسهال القطط الصغيرة خطيرًا إذا استمر لفترة طويلة، إذ يؤدي إلى فقدان السوائل والمعادن بسرعة بسبب صغر حجم جسمها. الخطر يزداد عند وجود خمول أو دم في البراز. لذلك، المراقبة الدقيقة والعلاج المبكر أمران ضروريان لتفادي المضاعفات.
متى يجب زيارة الطبيب عند إصابة القطة الصغيرة بالإسهال؟
يجب زيارة الطبيب عند استمرار اسهال القطط الصغيرة لأكثر من 24–48 ساعة، أو إذا ترافق مع قيء، دم في البراز، أو فقدان الشهية. في هذه الحالة، قد يحتاج الطبيب لفحص البراز أو إجراء تحاليل لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب.
لماذا تعاني القطط الصغيرة من الإسهال بعد تغيير الطعام؟
تُصاب القطط الصغيرة بالإسهال بعد تغيير الطعام لأن جهازها الهضمي حساس لأي تبدّل مفاجئ في نوعية الغذاء. لذلك يُنصح بتغيير الطعام تدريجيًا على مدى 5–7 أيام لتجنّب اسهال القطط الصغيرة وتحسين عملية الهضم.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم