يُعد دواء استراديول سيبيونيت Estradiol Cypionate أحد مشتقات الإستروجين الطبيعية، ويأتي على هيئة مركب إستري يعمل ببطء داخل الجسم. ينتمي الدواء إلى فئة الهرمونات الجنسية الأنثوية (الاستروجينات)، ويُستخدم في الطب البيطري بشكل محدود للغاية، وخصوصاً في القطط، نظراً لارتباطه بمجموعة من المخاطر الصحية الخطيرة التي تستدعي استخدامه بحذر شديد وتحت إشراف طبيب بيطري فقط.
استراديول سيبيونيت كان يُستخدم تاريخياً كعامل لإحداث الإجهاض في القطط بعد التزاوج، إلا أن هذا الاستخدام أصبح غير مُوصى به حالياً بسبب مخاطر الدواء العالية، وعلى رأسها سمّيته الشديدة لنخاع العظم وما قد يسببه من اضطرابات دموية تهدد الحياة.
يهدف هذا المقال إلى توضيح كل ما يخص هذا الدواء، آلية عمله، استخداماته، مخاطره، جرعاته، وطريقة إعطائه، بالإضافة إلى نصائح مهمة لتفادي الأخطاء الشائعة.
محتوى المقال
ما هو استراديول سيبيونيت؟
استراديول سيبيونيت هو شكل طويل المفعول من هرمون الإستروجين الطبيعي (Estradiol)، ويتم تحضيره عن طريق ربط الإستروجين بحمض السايكلوبنتانوبروبيونيك، مما يسمح بإطلاقه ببطء داخل الجسم عند حقنه في العضل. يُباع تحت أسماء تجارية بشرية مثل:
- Depo-Estradiol®.
- Delestrogen® ويُستخدم في الطب البيطري بشكل محدود جداً.
هذا الدواء يُعد هرمون إستروجيني قوي، وله تأثيرات واسعة على الجسم والأنسجة التناسلية، والدم، والعظام، والهرمونات الأخرى.
آلية عمل استراديول سيبيونيت في جسم القطة
يعمل الدواء من خلال التأثير المباشر على مستقبلات الإستروجين في أنسجة مختلفة من الجسم، مما يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات، أبرزها:
1. التأثير على الجهاز التناسلي
يقوم الإستروجين بزيادة سماكة بطانة الرحم، ورفع نبرة (tonicity) عضلات الرحم، وزيادة إفرازات المهبل والعنق.
التأثير على الدم
تشير المصادر إلى أنّ الإستروجينات (متضمنةً استراديول سيبيونيت) لها تأثيرات خطيرة على نخاع العظم، وقد تسبب:
- فقر الدم.
- نقص الصفائح.
- نقص كريات الدم البيضاء.
- أو تطور فشل نخاع عظمي قاتل في بعض الحالات.
التأثير على الغدد الصماء
الإستروجين يؤثر على الغدة النخامية، وبالتالي على إفراز الهرمونات الجنسية الأخرى مثل الهرمون اللوتيني (LH)، مما قد يؤدي إلى تثبيط الإباضة.
التأثير على العظام
يساهم الإستروجين في تعزيز ترسب الكالسيوم في العظام وزيادة تكوينها، ولكنه قد يسرع أيضاً من انغلاق صفائح النمو.
تأثيرات على الجهاز الهضمي والثدي
الاستخدام المزمن قد يؤدي إلى تحفيز نمو الأورام في الغدد الثديية.
استخدامات استراديول سيبيونيت للقطط
بالرغم من خطورة الدواء، فقد استُخدم في بعض الحالات، أهمها:
- منع الحمل بعد التزاوج (Mismating): كان من الاستعمالات التاريخية إعطاء جرعة بعد التزاوج لمنع حدوث الحمل. إلا أنّه يجب التأكيد على عدم التوصية بهذا الاستخدام حالياً لوجود بدائل أكثر أماناً.
- تحفيز السلوك التناسلي في الحيوانات الأخرى: هذا الاستخدام يتعلق بالخيول والأبقار، وليس معتمداً في القطط.
هل له استخدامات آمنة للقطط اليوم؟
حاليًا لا يُستخدم بشكل روتيني في القطط، ولا يُنصح به إلا في حالات قليلة جداً وبضوابط صارمة، لأن مخاطره تفوق فوائده.
طرق إعطاء الدواء للقطط
الطريقة الوحيدة الموثقة لإعطاء استراديول سيبيونيت هي الحقن داخل العضل، حيث يأتي الدواء مذاباً في زيت نباتي مثل زيت بذور القطن.
لا تتوفر منه:
- حبوب.
- شراب.
- مرهم.
- أو أي شكل آخر للقطط.
وذلك لخطورة الدواء وحساسيته العالية.
جرعات استراديول سيبيونيت للقطط
جرعة واحدة تُستخدم فقط للحالات التي كان يُراد فيها تجنّب الحمل بعد التزاوج. الجرعة للقطط:
- 250 ميكروغرام/كغ IM مرة واحدة بعد 6 أيام من التزاوج.
- أو جرعة ثابتة 0.25 ملغ/قطة بعد 40 ساعة من التزاوج.
ملاحظات مهمة عن الجرعات
- الجرعة تُستخدم مرة واحدة فقط.
- الاستخدام غير مُوصى به حالياً.
- خطر فشل نخاع العظم موجود حتى بجرعات منخفضة.
- لا يجب تكرار الجرعات أبداً دون مبرر طبي قوي.
موانع استعمال استراديول سيبيونيت للقطط
يُمنع استخدام الدواء في الحالات التالية:
- الحمل: الدواء قد يسبب:
- تشوهات جنينية.
- موت الجنين.
- تثبيط نخاع العظم للجنين.
- أمراض نخاع العظم أو اضطرابات الدم: مثل:
- الأنيميا.
- نقص الصفائح.
- نقص كريات الدم البيضاء.
- وجود أورام حساسة للهرمونات (مثل أورام الثدي).
- القطط الكبيرة في السن: لأن احتمال حدوث اضطرابات الدم يزيد بشكل كبير.
- الاستخدام كعلاج للسلس البولي في القطط: غير مناسب للكلاب والقطط لهذه الحالة، وتوجد بدائل أكثر أماناً مثل DES أو الإستروجينات الأقل سمّية.
الآثار الجانبية المحتملة
يُعد استراديول سيبيونيت من أخطر الأدوية الهرمونية المستخدمة في الطب البيطري للقطط. تشمل آثاره الجانبية:
- تثبيط نخاع العظم: أخطر مضاعفاته وتشمل:
- فقر الدم.
- نزيف بسبب نقص الصفائح.
- ضعف المناعة بسبب نقص كريات الدم البيضاء.
- فشل نخاع عظمي قاتل.
- تضخم بطانة الرحم وتكوّن كيسات: قد يؤدي إلى:
- التهاب الرحم.
- تقيح الرحم.
- ظهور علامات الشبق (الاحترار): مثل المواء والقلق وتموضع التزاوج.
- سرطان الثدي: الإستروجينات قد تحفّز نمو أورام الثدي.
- احتباس السوائل وزيادة الوزن: بسبب التأثير الهرموني على الأملاح.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- إجراء تحاليل دم دورية: يتطلب الدواء متابعة:
- CBC.
- الصفائح الدموية.
- خلايا الدم البيضاء.
- مراقبة العلامات السريرية: مثل:
- الخمول.
- النزيف.
- فقدان الشهية.
- التقيؤ.
- تغير السلوك.
- التدخل السريع: عند ظهور أي علامات لسمّية نخاع العظم، يجب:
- إيقاف الدواء فوراً.
- تقديم علاج داعم.
- قد يحتاج الحيوان إلى نقل دم.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الدواء
قبل الاستخدام
- التأكد من التشخيص بدقة.
- عدم استخدام الدواء إلا للضرورة القصوى.
- إجراء فحص شامل للدم.
- تقييم مخاطر وفوائد الدواء بعناية.
بعد الاستخدام
- متابعة صحة القطة لمدة لا تقل عن 40 يوماً.
- إجراء تحاليل دم دورية.
- مراقبة أي علامات سلوكية أو جسدية غير طبيعية.
- منع القطة من التزاوج خلال فترة العلاج.
- التواصل المستمر مع الطبيب البيطري.
أخطاء شائعة يجب تجنبها
- استخدام الدواء لمنع الحمل بشكل روتيني: هذا خطأ خطير وقد يؤدي إلى موت القطة، لم يعد يُوصى بهذا الاستخدام إطلاقاً.
- استخدامه دون فحص دم مسبق.
- تكرار الجرعة دون إشراف طبي.
- إعطاء الدواء للقطط المسنة.
- خلط الدواء مع أدوية أخرى: لا يجب خلطه داخل نفس الحقنة.
تحذير مهم جداً
دواء استراديول سيبيونيت ليس دواءً آمناً للاستخدام المنزلي، ويجب عدم إعطائه للقطط نهائياً دون استشارة طبيب بيطري مختص.
الدواء قد يسبب فشل نخاع عظمي قاتل حتى بجرعات صغيرة، كما قد يسبب التهابات رحم خطيرة وأوراماً حساسة للهرمونات.
إن كنت تفكر باستخدامه لأي سبب، فاستشر الطبيب البيطري أولاً ليحدد ما إذا كان مناسباً أو إذا كانت هناك بدائل أكثر أماناً.
ختاماً
إن استراديول سيبيونيت دواء هرموني قوي للغاية، وله تأثيرات واسعة تمتد إلى الجهاز التناسلي، الدم، العظام، والغدد الصماء.
بالرغم من أنه كان يُستخدم سابقاً في منع الحمل في القطط، إلا أن معظم الأطباء البيطريين اليوم يتجنبون استخدامه تماماً بسبب مخاطره، ويوصون بالاعتماد على بدائل أكثر أماناً.
استخدام هذا الدواء دون إشراف طبي قد يعرّض حياة القطة للخطر، لذا لا بد من الالتزام الصارم بالتوجيهات الطبية وعدم اتخاذ أي خطوة دون استشارة بيطرية متخصصة.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم