تحميل
اعراض طاعون القطط

اعراض طاعون القطط المبكرة والمتقدمة وطرق تجنب هذا المرض الفتاك

svg36

ستحصل من خلال قراءة مقالنا على دليل شامل لمعرفة اعراض طاعون القطط، من الحمى إلى المضاعفات الخطيرة، وكيفية التعامل معها بكل فعالية.

مرض طاعون القطط، المعروف علميًا باسم داء البانلوكوبينيا (Feline Panleukopenia) أو “الوباء الأسود”، هو مرض فيروسي شديد العدوى يهدد حياة القطط، خاصة تلك التي لم يتم تحصينها أو الصغيرة بالعمر. يُسببه فيروس FPV، ويؤثر بشكل كبير ومدمر على الجهاز الهضمي والجهاز المناعي للقطة.

فهم أعراض هذا المرض أمر بالغ الأهمية للتشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع، مما يمكن أن ينقذ حياة قطتك المصابة.

اعراض طاعون القطط العامة والشائعة

علامات مرض طاعون القطط المبكرة

تتشارك العديد من القطط المصابة بطاعون القطط في مجموعة من الأعراض العامة التي غالبًا ما تكون أولى المؤشرات على الإصابة بالمرض.

من الضروري الانتباه لهذه العلامات لأنها يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر للإصابة وأخذ فرصة أفضل للعلاج قبل أن يتطور المرض إلى أشكال أشد خطورة.

فيروس البانلوكوبينيا شديد العدوى وقاتل، خاصة للقطط الصغيرة غير المطعمّة. والأعراض غالباً ما تظهر بشكل مفاجئ وشديدة، لذلك من الضروري الانتباه لهذه العلامات:

  1. خمول القطط المفاجئ: تصبح القطة فجأة فاقدة للنشاط بشكل مطلق، تفقد اهتمامها بكل شيء، وتقضي معظم وقتها مستلقية في مكان منعزل، وتبدو مكتئبة وضعيفة.
  2. فقدان الشهية التام: ترفض القطة تناول أي طعام، حتى الأطعمة التي تحبها بالعادة.
  3. القيء المستمر: القيء هو أحد الأعراض الرئيسية والمميزة لـ البانلوكوبينيا FPLV. غالباً ما يكون القيء شديداً ومتكرراً، وقد يحدث بعد فترة قصيرة من تناول أي شيء (ماء أو طعام).
  4. الإسهال: يمكن أن يبدأ الإسهال بشكل مبكر من الاصابة ويكون خفيفاً ثم يتطور ليصبح شديداً ومتكرراً، قد يكون البراز مائياً مصفراً، مخاطياً، أو قد يحتوي الاسهال على دم (أهم أسباب و علاج إسهال القطط مع دم).
  5. الحمى: غالباً ما ترتفع درجة حرارة القطة بشكل كبير في المراحل المبكرة للمرض، إذ قد تبدو القطة “ساخنة” عند لمسها.
  6. الجفاف : نتيجة للقيء والإسهال وفقدان الشهية، يحدث الجفاف بسرعة. يمكن ملاحظة علامات الجفاف كجفاف الفم واللثة، غور العينين، وفقدان مرونة الجلد (عند شد جلد الرقبة، لا يعود لمكانه بسرعة).
  7. ألم في البطن: قد تبدو القطة متألمة عند لمس بطنها، وقد تتخذ وضعية منحنية أو ترفض أن يمسها أحد.
  8. الضعف العام: القِطط المصابة تصبح ضعيفة جداً لدرجة أنها قد تجد صعوبة في الوقوف أو المشي.
  9. التغيرات السلوكية المفاجئة (غالبًا العلامة الأولى للمرض):
    • الخمول الشديد والمفاجئ: هذا هو المؤشر الأول والأهم. القطة التي كانت نشطة ومرحة تصبح فجأة هادئة، فاقدة للاهتمام باللعب، وتنام لساعات طويلة في مكان واحد. تبدو مكتئبة أو حزينة.
    • الاختباء: تبدأ القطة في البحث عن أماكن منعزلة ومظلمة للاختباء فيها، مثل تحت الأثاث أو في الخزانة.

الإسهال علامة مبكرة للمرض ولكن مع القطط الصغيرة أو الكبيرة بالسن يمكن أن يكون بدء الإسهال مفاجئًا بحيث تحدث وفاة القطط قبل أن يدرك المالك أن القط مريض. قد يبدو كما لو كان القط تعرض للتسمم.
فيروس البانلوكوبينيا (FPLV) يهاجم خلايا الجهاز الهضمي ونخاع العظم. بالتالي يسبب نقص خلايا الدم البيضاء (Panleukopenia) مما يجعل القطة معرضة بشدة للعدوى البكتيرية الثانوية، والتي يمكن أن تزيد من خطورة الحالة وتؤدي إلى مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي البكتيري.

الحمى وتغيرات درجة الحرارة

تُعد الحمى العالية، والتي قد تكون متقلبة، إحدى أولى علامات مرض طاعون القطط والأكثر شيوعًا عند اصابة القطط بفيروس البانلوكوبينيا. يمكن أن ترتفع درجة حرارة القطة بشكل مفاجئ، مما يشير إلى استجابة أجهزة الجسم المناعية للعدوى الفيروسية.

تمر تغيرات حرارة الجسم في ثلاث مراحل:

  • بداية الإصابة (المرحلة الحادة الأولى): غالبًا يحدث ارتفاع شديد في درجة الحرارة (حمّى)، وقد تصل درجة حرارة القطط إلى 40–41° مئوية. تظهر في بداية الاصابة (اليومين 1–3 من العدوى) وهذا الارتفاع هو نتيجة نشاط الفيروس الحاد المسبب للالتهاب وبسبب هذا الألتهاب يتنشط الجهاز المناعي (استجابة مناعية أولية لإنتاج السيتوكينات مثل IL-1، TNF)ومحاولة الجسم مقاومة الفيروس.
  • مع تفاقم الحالة: بعد اليوم 4–5 من العدوى، تنخفض الحرارة فجأة إلى ما دون المستوى الطبيعي (تصل أحيانًا إلى أقل من 37.5° درجة مئوية). هذه العلامة تُعد مؤشرًا سيئًا، إذ يحدث فقدان سوائلٍ حادٍّ (نتيجة القيء والإسهال) وانهيار في عمليات الاستقلاب، يدل هذا الانخفاض على أن الفيروس تسبّب في إنهاك الجهاز المناعي وفي حدوث جفاف شديد وصدمة انتانية.
  • ارتباط مسار المرض بالحرارة: استمرار الحمى المعتدلة قد يعطي فرصة للجسم لمكافحة العدوى، لكن الهبوط الحاد في الحرارة غالبًا ما يرتبط بتدهور الحالة وسوء الإنذار عند القطة.

الجدول التالي يوضح مسار حرارة جسم القطة خلال الإصابة:

المرحلةترتيب الايام من وقت الاصابةحرارة الجسمالدلالة
الطبيعية38.0 – 39.2 °Cوضع طبيعي
الحمى (Hyperthermia)1–339.5 – 41.0 °Cاستجابة التهابية أولية
الانخفاض (Hypothermia)≥ 4< 37.0 °Cفقد سوائل أو صدمة إنتانية (إنذار خطر جداً)

إذن، التأثير الأساسي هو تقلب الحرارة بين ارتفاع شديد في البداية ثم انخفاض واضح لاحقًا إذا لم تتم السيطرة على الحالة، وهذا التذبذب يُعتبر من العلامات الإكلينيكية المميزة للبانلوكوبينيا.

فقدان الشهية والخمول العام

الإصابة بفيروس البانلوكوبينيا القططي (FPLV) تُحدث تأثيراً ملحوظاً على شهية القطط ونشاطها العام، فالفيرةس يتسبب في إتلاف الأمعاء الدقيقة (خاصة الخلايا الجدارية) مما يؤدي إلى التهاب ومغص وغثيان، فقدان السوائل والتغذية الناجم عن القيء والإسهال يزيد من إعياء وضعف وفرط تعب القطط المصابة (بسبب الاستجابة المناعية الجهازية).

بشكل عام تتجلى الاعراض السرسرية لهذا المرض الفتاك كالتالي:

  1. علامات فقدان الشهية:
    • يحدث فقدان كامل للشهية (Anorexia) بصورة مبكرة جدًا من الإصابة، يبدأ الانخفاض غالباً خلال الـ 24–48 ساعة الأولى من العدوى ويُعتبر من العلامات الكلاسيكية للمرض.
    • قد تمتنع القطة تماماً عن الأكل وحتى عن الأطعمة المفضلة لديها لمدة تصل إلى 3–5 أيام في الحالات الشديدة وذلك بسبب الحمى، والغثيان الناتج من إصابة الأمعاء، والتسمم الداخلي.
    • تحلل الكبد الدهني (يحدث في هذه الحالة تجمع سوائل في تجويف البطن نتيجة لضعف تخثر الدم) إذا استمرّ الامتناع أكثر من 48 ساعة.
  2. مظاهر تراجع النشاط العام:
    • خمول ملحوظ (Lethargy)، رغبة القطة في الانطواء والاختباء، فهي تقضي معظم الوقت مستلقية وتتحرك فقط عند الضرورة.
    • ضعف عام، ارتخاء العضلات، رفض الحركة أو القفز، وتتلاشى رغبتها في اللعب والاستجابة للمؤثرات، إذ يكون الجسم مثقلًا بفعل الفيروس والجفاف.
    • انخفاض درجة الوعي في الحالات الحرجة أو المصحوبة بجفاف شديد. في الحالات المتقدمة، قد تدخل القطة في حالة انهيار مع قلة الحركة بشكل ملحوظ.
  3. تطور الحالة مع الوقت:
المرحلةأيام العدوى تقريباًالشهيةالنشاط العام
في المرحلة المبكرة1–2نقص جزئي (50–75% من المعتاد)خمول طفيف، يلعب قليلًا
شديدة أو في ذروة الاصابة2–4فقدان شبه تام (0–25% من المعتاد)خمول شديد، انبطاح معظم اليوم
تعافٍ أولي5–7استعادة تدريجية (25–75%)نشاط متزايد تدريجيًا، يقفز ويلعب برفق

الاعراض الهضمية

تُحدث إصابة القطط بفيروس البانلوكوبينيا (FPLV) تأثيرًا قوياً ومباشرًا على الجهاز الهضمي، لأن الفيروس يستهدف بشكل خاص الخلايا سريعة الانقسام، وأهمها الخلايا المبطنة لجدار الأمعاء الدقيقة. وتكون النتائج لذلك كالتالي:

  • تلف الطبقة المبطنة للأمعاء: يُدمّر الفيروس الخلايا الظهارية (epithelial cells) في بطانة الأمعاء الدقيقة، خاصة في في تجاويف الزغابات المعوية والأخاديد. هذا يؤدي إلى تآكل وانكماش الزغابات، مما يقلل من قدرة الأمعاء على امتصاص الغذاء والماء لانخفاض مساحة سطح الامتصاص من الامعاء.
  • التغيّرات النسيجية: انحسار أو انعدام تام للزغابات المعوية. إضافة الى التهاب وتقرّح بطانة الأمعاء مع تسرّب وفقدان البروتينات والسوائل (أحياناً تجد نزفاً دموياً في جدار الأمعاء).
  • الإسهال الحاد: بفعل فقدان الامتصاص، يبدأ إسهال شديد مائي أو دموي أحيانًا، وغالبًا يكون مصحوبًا برائحة كريهة نتيجة نمو البكتيريا الانتهازية داخل الأمعاء المتضررة.
  • التقيؤ: التهاب الأمعاء مع تأثير السموم الداخلية يؤدي إلى حدوث قيء متكرر، وهو أحد الأعراض الأكثر شيوعًا ويُساهم في تفاقم الجفاف.
  • فقدان البروتين والسوائل: تلف الجدار المعوي يُسبب فقدان القطة كميات كبيرة من البروتينات، الماء، والأملاح المعدنية مع البراز والقيء، ما يؤدي إلى جفاف، هبوط وزن سريع، وضعف شديد.
  • زيادة القابلية للعدوى البكتيرية الثانوية: مع تدمير الحاجز الطبيعي للأمعاء، تدخل البكتيريا إلى مجرى الدم (septicemia)، وهي من أهم أسباب الوفاة في هذه الحالة من العدوى.

العدوى البكتيرية الثانوية شائعة أثناء الاصابة. ويمكن أن تكون هذه العدوى البكتيرية ، وليس الفيروس نفسه ، سبب الوفاة للقطط المصابة بالفيروس.

تتبع التغيرات الحاصة في الجهاز الهضمي مساراً زمنياً من بداية الاصابة كالتالي:

• اليوم 1–2: شروع الفيروس بالتكاثر في الأمعاء الدقيقة (قيء خفيف).
• اليوم 2–4: ذروة التلف في الزغابات (إسهال مائي أو دموي وفقد سوائل حاد).
• اليوم 5–7: إمّا تعافٍ الجهاز الهضمي الجزئي مع بدء تجدد الزغابات (بالخلايا الجذعية الباقية) أو تدهور سريري (صدمة، توسع البطن، انتفاخ).

نتيجة التأثير والتخريب السابق الذكر في الجهاز الهضمي نلاحظ الأعراض السريرية التالية للجهاز الهضمي:

العرضالوصف
القيء (Vomiting)عادة ما يبدأ مبكراً، قد يكون مصحوباً بدم أو مفرزات صفراء
الإسهال (Diarrhea)مائي أحياناً دموي، رائحة كريهة، يؤدي لفقدٍ حاد للسوائل
ألم بطني (Colic)ملاحَظ عند الضغط الخفيف على بطن القطة
انتفاخ البطننتيجة تراكم الغازات والسوائل
الجفاف وفقد الأملاحأعراضه: غمز العين، جفاف اللثة، انخفاض العطش

تعتبر أبرز الأعراض المميزة لطاعون القطط هي المشاكل الحادة في الجهاز الهضمي. من قيء متكرر قد يكون مصحوبًا بإسهال شديد، والذي قد يحتوي على الدم في الحالات المتقدمة. يؤدي هذا الإسهال والقيء المستمر إلى فقدان السوائل الحاد والجفاف الشديد، مما يفاقم من حالة الضعف العام للقطة.

تأثيرات طاعون القطط على أجهزة الجسم المختلفة

مع تطور المرض، يمكن أن يؤثر طاعون القطط على أنظمة متعددة في جسم القطة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض أكثر تحديدًا وخطورة تتطلب اهتمامًا بيطريًا فوريًا.

تأثيره على العقد اللمفاوية

ذكرنا في فقرة سابقة أن فيروس البانلوكوبينيا يستهدف الخلايا ذات الانقسام السريع، مثل الخلايا الجذعية في نخاع العظم والخلايا الليمفاوية في العقد الليمفاوية. مما يؤدي إلى تدمير الخلايا الليمفاوية الأولية (lymphoblasts) في العقد الليمفاوية، خاصة في الأعضاء مثل الطحال، العقد الليمفاوية، والنسيج اللمفاوي المرتبط بالأمعاء (GALT).

بسبب توقف انقسام الخلايا الليمفاوية وتلفها، تُلاحظ حالة ضمور في العقد الليمفاوية (lymphoid depletion). هذا الضمور يظهر خاصة في الفحوصات النسيجية (الباثولوجية) كنقص شديد في عدد الخلايا الليمفاوية داخل هذه العقد.

بالطبع تلف هذه العقد الليمفاوية سيؤدي إلى ضعف شديد في الجهاز المناعي، مما يجعل القطط معرضة أكثر للعدوى الثانوية (البكتيرية أو الفطرية). وهذا يفسر سوء حالة القطط المصابة بالطاعون، حيث لا يمكنها مقاومة ومواجهة أي عدوى حتى البسيطة منها.

لابد أن نستنتج أن تدمير الخلايا الجذعية في نخاع العظم و الأنسجة الليمفاوية سيؤدي إلى انخفاض حاد في جميع أنواع خلايا الدم البيضاء (Pancytopenia) أيضاً، بما في ذلك اللمفاويات، ما يُضعف الاستجابة المناعية بشكل كارثي وخطير.

مشاكل الجهاز التنفسي

فيروس البانلوكوبينيا FPV نفسه لا يسبب مشاكل تنفسية بشكل أساسي أو مباشر. لكن في الحالات التي يصيب فيها الطاعون الجهاز التنفسي (الطاعون الرئوي)، تظهر أعراض مثل السعال وأصوات رئوية غير طبيعية، كالقرقرة والصفير. يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في التنفس وزيادة معدل ضربات القلب، مما يشير إلى تدهور الحالة الرئوية.

هذا الفيروس شديد العدوى يستهدف بشكل أساسي الخلايا سريعة الانقسام في الجسم، وتحديدًا:

  • نخاع العظم: مما يؤدي إلى انخفاض حاد في جميع أنواع خلايا الدم البيضاء (وهذا هو معنى “Panleukopenia”).
  • بطانة الأمعاء: مما يسبب أعراضًا هضمية حادة مثل القيء الشديد والإسهال الدموي.
  • الجهاز العصبي: خاصة المخيخ في القطط الصغيرة المصابة في الرحم.

إذن، كيف يمكن أن تظهر المشاكل التنفسية؟

تظهر المشاكل التنفسية في حالة الإصابة بفيروس البانلوكوبينيا FPV كمضاعفات ثانوية للإصابة وليس كعرض أساسي للمرض. وهذا يحدث هذا بسبب:

  1. انهيار الجهاز المناعي: عندما يدمر الفيروس خلايا الدم البيضاء، يصبح جسم القطة عاجزًا تمامًا عن مقاومة أي عدوى أخرى.
  2. العدوى البكتيرية الثانوية: البكتيريا التي تكون موجودة بشكل طبيعي في البيئة أو حتى في الجهاز التنفسي للقطة ولا تسبب مشاكل في العادة، تجد الفرصة سانحة لتتكاثر وتسبب عدوى خطيرة.
  3. الالتهاب الرئوي (Pneumonia): هذه العدوى البكتيرية الثانوية يمكن أن تتطور بسهولة إلى التهاب رئوي حاد. ستظهر على القطة أعراض مثل صعوبة التنفس، السعال، والتنفس السريع.

لابد القول أنه إذا وصلت القطة المصابة بالبانلوكوبينيا FPV إلى مرحلة ظهور أعراض تنفسية، فهذا يعني أن حالتها حرجة جدًا وفرص نجاتها من الموت قد انخفضت بشكل كبير ☹.

هنا يجدر الاشارة هنا القول أن الطاعون الحقيقي للقطط (Yersinia pestis) هو المرض الذي يسبب المشاكل التنفسية بشكل مباشر وخطير جدًا. فعندما تصاب القطة ببكتيريا الطاعون (Yersinia pestis)، يمكن للمرض أن يتخذ ثلاثة أشكال، أحدها هو الطاعون الرئوي (Pneumonic Plague) الذي تظهر معه الاعراض التنفسية النموذجية.

يحدث هذا المرض إما بشكل أساسي نتيجة العدوى (عن طريق استنشاق الرذاذ من حيوان مصاب آخر) أو كمضاعفات للطاعون الدبلي عندما تنتشر البكتيريا عبر الدورة الدموية وتصل إلى الرئتين. وتكون الأعراض التنفسية حادة وشديدة:

  • صعوبة شديدة في التنفس.
  • تنفس سريع وسطحي.
  • سعال، قد يكون مصحوبًا ببصاق دموي.
  • حمى عالية جدًا.
  • تدهور سريع جدًا في الحالة العامة للقطة.

الطاعون الرئوي في القطط (Yersinia pestis) معدٍ للغاية وقاتل للبشر. يمكن أن ينتقل بسهولة إلى المالك أو الطبيب البيطري عبر الرذاذ التنفسي (العطس أو السعال) من القطة المريضة.

حتى نميز بين المرضين أعددنا جدول للمقارنة بين فيروس البانلوكوبينيا FPV (طاعون القطط) و الطاعون الحقيقي (عدوى بكتيريا Yersinia pestis):

الميزةفيروس البانلوكوبينيا FPV (طاعون القطط)الطاعون الحقيقي (عدوى بكتيريا Yersinia pestis)
المسببفيروس (Feline Parvovirus)بكتيريا (Yersinia pestis)
الأعراض الرئيسيةقيء، إسهال دموي، جفاف، خمول، انهيار مناعيحمى، خمول، تورم مؤلم في الغدد الليمفاوية (الدُبْل)
المشاكل التنفسيةغير مباشرة وثانوية. تحدث بسبب ضعف المناعة وتؤدي إلى التهاب رئوي بكتيري في المراحل المتأخرة.مباشرة وأساسية في شكل الطاعون الرئوي، وتكون الأعراض حادة (سعال، صعوبة تنفس)
الانتقال للإنسانلا ينتقل للإنسان.نعم، ينتقل وهو خطير جدًا، خاصة الشكل الرئوي.

لذلك، عند الحديث عن “طاعون القطط” والمشاكل التنفسية حصراً، من الضروري تحديد أي مرض تقصده. لكن بشكل عام، المرض الذي يشتهر بتأثيره التنفسي المدمر والمباشر هو الطاعون البكتيري الحقيقي، وليس فيروس البانلوكوبينيا FPV.

تأثير الطاعون على سلوك القطط

إصابة القطط بفيروس البانلوكوبينيا (FPLV) تؤثر بشكل كبير على سلوك القطط، ويرجع ذلك إلى التأثيرات الفيزيولوجية والمناعية والدماغية (العصبية) الشديدة التي يسببها الفيروس، خاصة في الإصابة الحادة أو عند الإصابة خلال مراحل النمو الحرجة (القطط الصغيرة).

سلوك القطط البالغة المصابة بالعدوى الحادة

عند إصابة قطة بالغة أو شابة بالفيروس، تظهر تغيرات سلوكية واضحة نتيجة المرض العام:

السلوكالسبب
العزلة والانطواء (Hiding)بسبب الشعور بالمرض (sickness behavior) الناتج عن الاستجابة المناعية.
الخمول الشديد (Lethargy)ناتج عن الحمى، الجفاف، ونقص الطاقة بسبب القيء والإسهال.
الرفض التام للطعام (Anorexia)التهاب الأمعاء والجفاف يسببان فقدان الشهية التام.
الاستلقاء في أماكن باردة (مثل البلاط)بسبب ارتفاع درجة الحرارة (الحمى).
العدوانية أو التوتر عند التعامل معهابسبب الألم أو الشعور بالضيق الشديد.
البكاء أو التذمر (Vocalization)قد يظهر عند الشعور بالألم البطني أو عدم الراحة.

هذه التغيرات السلوكية تُعد جزءاً من “سلوك المرض” (Sickness Behavior) الذي تُظهره الحيوانات عند الإصابة بعدوى شديدة.

سلوك القطط المصابة أثناء الحمل أو الرضاعة

إذا أصيبت الأم الحامل بـ FPLV، فإن القطط الصغيرة التي تنجو قد تعاني من تغيرات سلوكية دائمة بسبب الضرر الدماغي الحاصل:

✅ نقص تنسج المخيخ (Cerebellar Hypoplasia – CH)
  • يحدث عندما يُصاب الجنين بالفيروس خلال الأسبوع 15–21 من الحمل.
  • المخيخ (المسؤول عن التوازن والتنسيق الحركي) لا يتطور بشكل طبيعي.
التغيرات السلوكية والحركية
  • عدم اتزان (Ataxia): مشية غير منسقة، كأن القطة “تشبه حالة السكران”.
  • رعشة (Tremors): خاصة أثناء الحركة أو محاولة التركيز (مثل الأكل).
  • صعوبة في القفز أو الصعود.
  • تحسن طفيف مع الوقت: لا يتحسن المرض، لكن الجراء تتعلم التكيف مع عجزها.
  • السلوك العقلي (الذكاء، التفاعل الاجتماعي) يكون طبيعياً في معظم الحالات.

القطط المصابة بـ نقص تنسج المخيخ تكون ودودة وذكية، لكنها تحتاج رعاية خاصة بسبب ضعف التوازن.

السلوك بعد شفاء القطط من العدوى

  • القطط التي تنجو من العدوى (خاصة إذا تم علاجها مبكراً) قد:
    • تعود إلى سلوكها الطبيعي بعد التعافي التام (بعد أسابيع).
    • تُظهر حساسية متزايدة للإجهاد أو فقدان الثقة بالبيئة مؤقتاً.
    • تتجنب الطعام لفترة بعد الشفاء بسبب الارتباط السلبي بالقيء (Conditioned Aversion).

تأثير طاعون القطط FPLV على السلوك الاجتماعي للقطط مع البشر

  • أثناء المرض: القطط تصبح منعزلة وترفض التفاعل مع اصحابها.
  • بعد الشفاء: تعود معظم القطط بعد الشفاء من الإصابة إلى طبيعتها الاجتماعية.
  • في حالات نقص تنسج المخيخ: القطط قد تكون أكثر تعلقاً بالإنسان بسبب صعوبات الحركة، وقد تُظهر سلوكاً “طفولياً” أو تعتمد على اصحابها أكثر من القطط الأخرى.
الحالةالتغيرات السلوكية
العدوى الحادة (بالغ)خمول، عزلة، رفض الطعام، تجنب التلامس، بكاء، استلقاء دائم
العدوى أثناء الحمل (الجراء)رعشة، عدم توازن، صعوبة في الحركة، لكن السلوك العقلي طبيعي
بعد الشفاءتحسن تدريجي، قد يبقى بعض الخوف أو الحذر
نقص تنسج المخيخ (CH)سلوك حركي غير طبيعي، لكن الذكاء والودية يبقيان

مضاعفات الاصابة أثناء الحمل وتأثيره على الجهاز التناسلي

إصابة القطط بفيروس البانلوكوبينيا (FPLV) يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة جداً على الجهاز التناسلي وحمل القطط، خاصة إذا حدثت العدوى أثناء الحمل أو عند القطط غير المطعّمة.

عند القطط الإناث (الإناث البالغة)

لا يُعتبر فيروس البانلوكوبينيا FPLV فيروساً يستهدف بشكل مباشر الخلايا التناسلية مثل المبيضين في الحالة الطبيعية. لكن في حالات العدوى الشديدة، قد يحدث تثبيط عام لوظائف الجسم، بما في ذلك:

  • ضعف عام، نقص شديد في خلايا الدم البيضاء (Pancytopenia).
  • جفاف، إعياء، توقف في الدورة الهرمونية أو التبويض بسبب تأثير إجهاد المرض الشديد.
  • قد يؤدي المرض الشديد إلى تأخير أو إيقاف مؤقت للدورة التناسلية.

عند القطط الذكور

لا توجد أدلة قوية على أن فيروس البانلوكوبينيا FPLV يسبب عقمًا دائمًا أو تلفًا مباشرًا في الخصيتين. لكن في الحالات الشديدة، قد يحدث:

  • انخفاض في إنتاج الحيوانات المنوية مؤقتاً بسبب الإجهاد العام والحمى.
  • تأثير غير مباشر على الخصوبة بسبب الضعف الشديد.

تأثير طاعون القطط على الحمل (عدوى أثناء الحمل)

هذا هو الجزء الأكثر خطورة وتأثيراً:

التأثيرات على الجنين أثناء الحمل

إذا أصيبت القطة الحامل بفيروس البانلوكوبينيا، فإنه يمكن أن يعبر المشيمة ويصل إلى الجنين، خاصة إذا حدثت العدوى خلال الثلث الثاني من الحمل (حوالي الأسبوع 15–21 من الحمل)، حيث يكون دماغ الجنين في طور النمو السريع.

يمكن أن ينتقل فيروس البانلوكوبينيا إلى الأجنة قبل الولادة أوبعد الولادة بفترة قصيرة. في مثل هذه الحالات ، نسبة الوفيات في القطط الصغيرة ستكون 90 في المائة.

متلازمة شلل المخيخ (Cerebellar Hypoplasia)

يستهدف الفيروس في هذه الإصابة الخلايا الجذعية المتنامية بسرعة في الدماغ الجنيني، خصوصاً المخيخ المسؤول عن التوازن والتنسيق الحركي. مسبباً التأثيرات التالية:

  • تطور غير كامل للمخيخ (نقص تنسج المخيخ).
  • ولادة قطط تعاني من ارتعاش (رعشة) أثناء الحركة، عدم توازن، مشية غير منسقة (Ataxia).
  • هذه الأعراض تظهر بعد الولادة، وتكون دائمة (لكنها لا تتفاقم مع مرور الوقت).

نتائج أخرى محتملة:

  • إجهاض تلقائي أو ولادة مبكرة.
  • وفاة الجنين داخل الرحم.
  • ولادة قطط ميتة أو ضعيفة جداً.
  • في بعض الحالات: تكوين غير طبيعي في العين (مثل صغر العين)، بسبب تأثير الفيروس على الأنسجة النامية.

هل ينتقل الفيروس عبر السائل المنوي؟

  • لا توجد أدلة قوية على أن FPLV يُفرز بشكل منتظم في السائل المنوي أو الإفرازات التناسلية.
  • انتقال الفيروس يكون برئيسي عن طريق البراز، الإفرازات الأنفية، أو من الأم المصابة إلى الجنين عبر المشيمة.
  • لذلك، العدوى التناسلية المباشرة (مثل الأمراض المنقولة جنسياً) ليست من طرق الانتقال الرئيسية.

يمكن تلخيص تأثير طاعون القطط على الجهاز التناسلي:

الجانبالتأثير
الجهاز التناسلي للإناثلا تأثير مباشر، لكن العدوى الشديدة قد تؤدي إلى توقف مؤقت في الوظيفة التناسلية
الجهاز التناسلي للذكورلا تأثير مباشر، قد يحدث ضعف مؤقت في الخصوبة بسبب المرض الشديد
الحملخطير جداً: قد يؤدي إلى إجهاض، وفاة الجنين، أو ولادة قطط تعاني من شلل المخيخ
العدوى الانتقالية عبر الجهاز التناسليغير شائعة، الانتقال يكون عبر البراز أو من الأم إلى الجنين

تشخيص الطاعون عند القطط

التشخيص التفريقي واستبعاد الامراض الاخرى

يجب استبعاد الأمراض المشابهة عند تشخيص طاعون القطط (البانلوكوبينيا FPLV) وذلك بسبب أن هناك عدة أمراض وحالات صحية قد تظهر عليها أعراض مشابهة لأعراض طاعون القطط، مما قد يسبب تشخيص خاطئ وعلاج غير مناسب. لذلك، من الضروري التأكد من التشخيص الصحيح لضمان تقديم العلاج المناسب وتحسين فرص الشفاء.

لماذا يجب استبعاد الأمراض المشابهة؟

  1. تشابه الأعراض مع أمراض أخرى:
    أعراض طاعون القطط مثل الإسهال، القيء، الحمى، فقدان الشهية، والضعف العام قد تظهر أيضاً في أمراض أخرى مثل:
    • التسمم الغذائي أو الكيميائي.
    • التهابات فيروسية أو بكتيرية أخرى (مثل فيروس الكاليسي، فيروس التهاب الأنف والحنجرة القططي، السالمونيلا، الكولاي).
    • الطفيليات المعوية (مثل الديدان أو البروتوزوا).
    • أمراض الجهاز الهضمي غير المعدية (مثل التهاب الأمعاء أو انسداد الأمعاء).
  2. اختلاف طرق العلاج:
    • طاعون القطط (FPLV) مرض فيروسي لا يُعالج بالمضادات الحيوية بشكل مباشر، بل يعتمد العلاج على دعم القطط المصابة (سوائل، مضادات للقيء، مضادات للالتهاب، تغذية مناسبة).
    • أما التسمم أو العدوى البكتيرية فقد تتطلب علاجاً مختلفاً مثل إزالة السموم أو استخدام مضادات حيوية.
  3. تجنب مضاعفات المرض الخطيرة على صحة وحياة القطط:
    التشخيص الخاطئ قد يؤدي إلى تأخير العلاج الصحيح، مما يزيد من خطر المضاعفات الصحية أو الوفاة.
  4. الوقاية والسيطرة على المرض:
    معرفة المرض الحقيقي تساعد في اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، مثل التطعيم ضد FPLV أو التحكم في مصادر التسمم أو العدوى.

الفحص السريري عند الطبيب البيطري

يُعتبر الفحص السريري للقطط المشتبه بإصابتها عند الطبيب البيطري خطوة أساسية في عملية تشخيص إصابتها بالطاعون البانلوكوبينيا (FPLV) لدى القطط أو نفي الإصابة، وذلك للأسباب التالية:

  • تقييم الحالة العامة للقط:
    • يساعد الفحص السريري في معرفة مدى تأثر القط بالمرض (شدة الأعراض، درجة الجفاف، فقدان الوزن، درجة الضعف).
    • يمكن للطبيب تقييم العلامات الحيوية مثل درجة الحرارة، معدل التنفس، معدل ضربات القلب، ومستوى الوعي.
  • تمييز طاعون القطط عن أمراض أخرى:
    • الأعراض الأولية لطاعون القطط قد تتشابه مع أمراض أخرى (التسمم، التهابات فيروسية أو بكتيرية، طفيليات).
    • الفحص السريري الدقيق يساعد الطبيب في استبعاد هذه الأمراض أو تحديد الحاجة لإجراء فحوصات إضافية.
  • تحديد مدى تقدم المرض: بعض علامات الفحص مثل وجود جفاف شديد، التهاب في الفم، تضخم الغدد اللمفاوية، أو تغيرات في الجهاز الهضمي تساعد في معرفة مدى تقدم المرض وخطورته.
  • توجيه الفحوصات المخبرية: بناءً على نتائج الفحص السريري، يقرر الطبيب البيطري إجراء فحوصات إضافية مثل تحليل الدم، فحص البراز، أو اختبارات فيروسية لتأكيد التشخيص.
  • وضع خطة علاجية مناسبة:
    • الفحص السريري يمكن الطبيب من تحديد نوع العلاج اللازم (سوائل، مضادات للقيء، مضادات حيوية داعمة، تغذية خاصة).
    • يساعد في مراقبة استجابة القط للعلاج وتعديل الخطة حسب الحاجة.
  • تقديم نصائح وقائية: بعد التشخيص، يمكن للطبيب تقديم إرشادات للوقاية من انتشار المرض للقطط الأخرى، مثل العزل، التطعيم، وتعقيم البيئة.

الاختبارات التشخيصية

تشخيص الطاعون البانلوكوبينيا (FPLV) لدى القطط يعتمد على مجموعة من الفحوصات التشخيصية تساعد في تأكيد الإصابة وتحديد شدة المرض. ومن أبرز هذه الاختبارات:

  1. فحوصات الدم:
    • تحليل تعداد الدم الكامل (CBC): يُظهر عادة انخفاضًا ملحوظًا في عدد الكريات البيضاء (اللوكوبينيا)، وهو أمر شائع في حالات الإصابة بفيروس الطاعون. كما يمكن أن يكون هناك انخفاض في عدد الكريات الحمراء وزيادة مؤشرات الجفاف.
    • فحوص الكيمياء الحيوية: تساعد على تقييم وظائف الكبد والكلى ومستوى الإلكتروليتات، مما ينبه الطبيب البيطري إلى وجود تغيرات تدل على تأثير العدوى على الأجهزة الحيوية واستجابة الجسم للتعرض للإصابة.
  2. اختبار الفيروس السريع:
    • اختبارات الكشف المباشر عن الأنتيجين: تستخدم هذه الاختبارات عادة عينات من البراز أو القيء للكشف عن وجود الفيروس باستخدام تقنيات المستضد/الأجسام المضادة. يتميز هذا الاختبار بسرعة النتائج، مما يسمح باتخاذ قرارات علاجية مبكرة.
    • دقة الاختبار: رغم أن هذه الاختبارات سريعة وسهلة الاستخدام، إلا أنه قد تحتاج الحالات المشتبه بها إلى تأكيد إضافي باستخدام فحوصات أخرى مثل تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) في حال كان هناك شك في نتيجة الاختبار السريع.
  3. تقييم النتائج مع التاريخ السريري: يجب ربط نتائج هذه الفحوصات مع العلامات السريرية والتاريخ المرضي للقط؛ حيث أن الأعراض النمطية مثل القيء، والإسهال (ربما دموي)، وفقدان الشهية، مصحوبة باللوكوبينيا تؤكد التشخيص وتساعد في استبعاد أمراض معدية أخرى أو حالات التسمم.
  4. أهمية الفحوصات التكميلية في التخطيط العلاجي: تساعد نتائج الفحوصات في تحديد مدى شدة حالة القط وتأثير المرض على وظائف الجسم، مما يساهم في وضع خطة علاجية مناسبة تشمل العلاج الداعم والسوائل وإجراءات مكافحة الجفاف والالتهابات الثانوية.
  5. اختبارات إضافية:
    • PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل): للكشف عن الحمض النووي للفيروس بدقة عالية لتأكيد التشخيص في الحالات الغامضة.
  6. تحليل البراز لاستبعاد الطفيليات أو العدوى البكتيرية المصاحبة.
  7. فحوصات كيمياء الدم لتقييم وظائف الأعضاء.

طرق علاج طاعون القطط

العلاجات الداعمة

العلاجات الداعمة تلعب دورًا محوريًا في إدارة مرض الطاعون البانلوكوبينيا (FPLV) عند القطط وقد تكون الوسيلة الوحيدة لانقاذ قططنا المصابة، نظرًا لعدم وجود علاج مضاد للفيروس محدد.

تهدف هذه العلاجات إلى دعم وظائف الجسم وتعويض السوائل والأملاح التي فقدتها القطط نتيجة القيء والإسهال، مما يساعد في تقليل مضاعفات الإصابة وتحسين قدرة القط على التعافي.

فيما يلي أهم مكونات العلاجات الداعمة:

  1. السوائل الوريدية (IV Fluids):
    • التعويض عن الجفاف: تُستخدم السوائل الوريدية لتعويض فقدان السوائل الناتج عن القيء والإسهال، وتحسين الدورة الدموية.
    • اختيار نوع المحلول: غالبًا ما تُستخدم محاليل متوازنة مثل محلول رينجر ليكتات، أو محاليل الصوديوم كلوريد، مع تعديل التركيز بناءً على حالة القط ودرجات الجفاف المُلاحظة.
    • المتابعة الدقيقة: يجب مراقبة العلامات الحيوية مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم للتأكد من فعالية العلاج والتعديل عند الحاجة.
  2. تعويض الأملاح والإلكتروليتات:
    • استعادة التوازن الإلكتروليتي: نتيجة لفقدان الأملاح من خلال القيء والإسهال، يحتاج القط إلى تعويض الإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد لضمان استقرار الوظائف الحيوية.
    • المراقبة المختبرية: يتم تحديد مستويات الإلكتروليتات بصورة دورية عبر فحوصات الدم لتوجيه جرعات التعويض بشكل دقيق ومنع المضاعفات المرتبطة بالاختلالات.
  3. العناية المركزة والدعم الإضافي:
    • المراقبة المستمرة: تشمل متابعة الحالة السريرية للقط مثل درجة الحرارة، معدل التنفس، ومستوى الوعي لضمان استقرار الحالة واتخاذ الإجراءات العلاجية السريعة عند الحاجة.
    • الدعم الغذائي: في بعض الحالات، قد يحتاج القط إلى تغذية داعمة (مثلاً عبر الأنابيب) إذا لم يستطع تناول الطعام بشكل طبيعي، مما يساعد على سد النقص الغذائي ودعم الجهاز المناعي.
    • العلاجات المصاحبة: يمكن استخدام مضادات القيء أو مضادات الإسهال تحت إشراف الطبيب البيطري لتخفيف أعراض المرض، إضافة إلى مضادات حيوية لعلاج أو منع العدوى البكتيرية الثانوية.
  4. أهمية المتابعة والتقييم الدوري:
    • يُعد تقييم الاستجابة للعلاج ومراقبة الحالة بشكل دوري من الأمور الحيوية لتعديل العلاج حسب تطور الحالة، سواء كان ذلك بتغيير معدل السوائل الوريدية أو تعديل جرعات تعويض الأملاح.

تساهم العلاجات الداعمة مثل السوائل الوريدية وتعويض الأملاح في استقرار حالة القط المصاب بالطاعون البانلوكوبينيا (FPLV) وتحسين فرص التعافي، كما تُعد خطوة أساسية ضمن خطة علاجية شاملة يقوم بتحديدها الطبيب البيطري بناءً على الحالة الصحية العامة والنتائج المخبرية.

الأدوية المساندة

عند إصابة القطط بطاعون القطط البانلوكوبينيا (FPLV)، لا يوجد علاج دوائي مضاد مباشر للفيروس، لذلك يعتمد العلاج على الأدوية المساندة التي تساعد في تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات، خاصة العدوى الثانوية التي قد تحدث بسبب ضعف جهاز المناعة.

مضادات القيء (Antiemetics)

يمكن إعطاء القطط المصابة مضادات القيئ لتحسين قدرتها على الاحتفاظ بالسوائل والطعام لتجنب حدوث الجفاف.

ومن هذه الادوية (يجب ان تُوصف من الطبيب البيطري):

  • ميتيكلوبراميد (Metoclopramide): يساعد على تحفيز حركة المعدة وتقليل القيء.
  • أوندانسيترون (Ondansetron): يستخدم في حالات القيء الشديد أو المقاوم.
  • ماروبان (Maropitant): مضاد للقيء فعال وآمن للقطط.

المضادات الحيوية تجنباً للعدوى الثانوية

بسبب العدوى الثانوية التي قد تصيب القطط نتيجة لإنخفاض كفاءة جهازها المناعي الناتجة عن الفيروس يمكن الاستعانة ببعض المضادات الحيوية لتجنب الالتهابات الثانوية في الجهاز التنفسي، الهضمي أو في مجرى الدم:

  • أموكسيسيلين مع حمض الكلافيولانيك (Amoxicillin-Clavulanate).
  • إنروفلوكساسين (Enrofloxacin).
  • دوكسيسيكلين (Doxycycline).
  • سيفالوسبورينات (Cephalosporins).

لابد من تذكيرك دائماً أن الأدوية الذكورة يجب ان تُوصف من طبيب بيطري لتحديد الجرعة ومدة العلاج.

الرعاية المنزلية والمتابعة البيطرية

التكامل بين الرعاية المنزلية والمتابعة البيطرية هو التصرف الاساسي لضمان تحسن حالة القط المصاب بالطاعون البانلوكوبينيا (FPLV) وتقليل مضاعفاته، وذلك للأسباب التالية:

  1. الدور الحيوي للرعاية المنزلية:
    • تهيئة بيئة مريحة وآمنة: يجب توفير مكان هادئ ودافئ مع أقل قدر ممكن من التوتر للقط؛ لأن تقليل الإجهاد يساعد في دعم الجهاز المناعي وتحسين الاستجابة للعلاج.
    • مراقبة الحالة الغذائية والسوائل: تُعد متابعة تناول الطعام والماء أمرًا شديد الأهمية لتجنب الجفاف. يمكن توفير طعام خفيف وسهل الهضم وفقًا لتوصيات الطبيب البيطري، كما ينبغي التأكد من أن القط يحصل على السوائل الكافية.
    • تنفيذ تعليمات الرعاية الداعمة: يتضمن ذلك إعطاء الأدوية في مواعيدها المحددة (مثل مضادات القيء أو المضادات الحيوية) ورصد علامات التحسن أو التدهور في الحالة، كفقدان الوزن والضعف العام.
    • المحافظة على النظافة والتعقيم: نظافة المكان يمكن أن يساعد في تقليل فرص تطور العدوى الثانوية. وينبغي تعقيم أي أدوات أو أسطح يستخدمها القط خصوصًا إذا كان يتعايش مع قطط أخرى.
    • تسجيل التغيرات: تدوين الملاحظات اليومية عن سلوك القط، معدلات التقيؤ أو الإسهال، واستجابته للعلاج يساعد في تقييم الاستجابة وتقديم معلومات قيمة للطبيب البيطري أثناء المتابعة.
  2. أهمية المتابعة البيطرية المستمرة:
    • المراقبة الدقيقة للحالة الصحية: تساعد الزيارات الدورية للطبيب البيطري على تقييم حالة القط بشكل شامل، مثل مراقبة العلامات الحيوية والفحوصات المخبرية لتحديد مدى استجابة الجسم للعلاج المقدم.
    • تعديل خطة العلاج حسب الحاجة: اعتمادًا على التطورات التي يستجيب لها القط للعلاج، قد يقوم الطبيب البيطري بتعديل الجرعات أو نوعية الأدوية المساندة. متابعة الحالة تتيح اكتشاف أي مضاعفات مبكرًا مثل تفاقم الجفاف أو ظهور عدوى ثانوية.
    • تشخيص المشكلات المُحتملة عند تدهور الحالة: المتابعة تساعد في التمييز بين استمرار أعراض الطاعون وبين ظهور مشكلات صحية جديدة مثل الالتهابات البكتيرية أو إصابات أخرى، مما يحسن فرص التدخل السريع والفعال.
    • الدعم والاستشارة: يتيح التواصل المستمر مع الطبيب البيطري الحصول على المشورة والتوجيه فيما يتعلق بالرعاية المنزلية، مثل تعديل نوعية الطعام أو التعامل مع القلق الناتج عن التغيرات السلوكية للقط.

باختصار، تُكمل الرعاية المنزلية الجهود العلاجية التي يبدأها الطبيب البيطري، حيث توفر بيئة داعمة وتحافظ على استقرار حالة القط، بينما تضمن المتابعة البيطرية رصد التقدم العلاجي وإجراء التعديلات اللازمة بسرعة. هذا التكامل بين الرعاية في المنزل والمتابعة الطبية الدورية يعزز فرص التعافي الكامل ويقلل من المخاطر المرتبطة بمرض الطاعون البانلوكوبينيا (FPLV).

الوقاية

لوقاية القطط من الإصابة بطاعون القطط البانلوكوبينيا (FPLV)، يجب اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تقلل من خطر التعرض للفيروس وانتشاره. إليك أهم طرق الوقاية:

  • التطعيم الدوري:
    • التطعيم هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من FPLV.
    • يجب تطعيم القطط الصغيرة بدءًا من عمر 6-8 أسابيع، مع إعطاء جرعات معززة (تنشيطية) كل 3-4 أسابيع حتى عمر 16 أسبوعًا.
    • بعد ذلك، يتم إعطاء جرعات معززة سنوية أو حسب توصية الطبيب البيطري.
  • العزل والحجر الصحي:
    • عزل القطط الجديدة أو المصابة عن باقي القطط لفترة كافية (عادة 2-4 أسابيع) للتأكد من عدم حملها للفيروس.
    • تجنب الاختلاط المباشر مع قطط غير معروفة الحالة الصحية.
  • النظافة والتعقيم:
    • تنظيف وتعقيم أماكن إقامة القطط بانتظام باستخدام مطهرات فعالة ضد الفيروس (مثل الكلور المخفف أو بيروكسيد الهيدروجين).
    • تعقيم أوعية الطعام والماء، وأدوات اللعب، والفراش.
    • غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القطط، خاصة المصابة أو المشتبه بإصابتها.
  • تجنب الأماكن المزدحمة: تقليل تعرض القطط لأماكن تجمع القطط الكبيرة مثل ملاجئ الحيوانات أو الأسواق، حيث يزداد خطر انتقال العدوى.
  • التغذية الجيدة والرعاية الصحية العامة:
    • توفير تغذية متوازنة لتعزيز مناعة القط.
    • متابعة الفحوصات الدورية مع الطبيب البيطري للحفاظ على صحة القط.
  • مراقبة الحالة الصحية للقطط: الانتباه لأي أعراض مرضية مبكرة مثل فقدان الشهية، الإسهال، أو القيء، والتوجه للطبيب البيطري فوراً.
  • تخفيف التوتر والضغط: تُظهر الدراسات أن الإجهاد قد يؤثر على الجهاز المناعي، لذا فإن توفير بيئة هادئة وآمنة ومناسبة للقطط يمكن أن يقلل من فرص إصابتها بالأمراض المعدية.
إجراء الوقايةالهدف
التطعيم الدوريحماية القط من الإصابة بالفيروس
العزل والحجر الصحيمنع انتقال العدوى بين القطط
النظافة والتعقيمالقضاء على الفيروس في البيئة
تجنب الأماكن المزدحمةتقليل فرص التعرض للفيروس
التغذية والرعاية الصحيةتعزيز مناعة القط
المراقبة الصحية المستمرةالكشف المبكر والعلاج السريع

باتباع هذه الإجراءات، يمكن تقليل خطر إصابة القطط بطاعون القطط البانلوكوبينيا (FPLV) بشكل كبير، والحفاظ على صحة وسلامة القطط في المنزل أو الملاجئ.

ختاماً

مرض طاعون القطط خطير ويمكن أن يكون مميتًا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه مبكرًا. لكن فهم الأعراض، سواء كانت عامة أو متقدمة، أمر حيوي لتقديم الرعاية البيطرية اللازمة في الوقت المناسب.

الوقاية من خلال التطعيم المنتظم والحفاظ على بيئة صحية والزيارات الدورية للطبيب البيطري هي أفضل وسيلة دفاع ضد هذا المرض.

تذكر دائمًا أن سرعة الاستجابة عند ملاحظة أي أعراض يشتبه إنها اعراض طاعون يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في إنقاذ حياة قطتك.

الأسئلة الشائعة

ما هو طاعون القطط؟

طاعون القطط، المعروف أيضًا بداء البانلوكوبينيا، هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب القطط، خاصة غير المحصنة، ويؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الهضمي والمناعي.

ما هي أبرز أعراض طاعون القطط؟

أبرز الأعراض تشمل الحمى، فقدان الشهية، الخمول، القيء والإسهال الشديد (الذي قد يكون مصحوبًا بالدم)، وتضخم العقد اللمفاوية.

ما هي فترة حضانة المرض؟

تتراوح فترة حضانة طاعون القطط عادةً بين يوم إلى أربعة أيام من الإصابة بالعدوى.

كيف يمكن الوقاية من طاعون القطط؟

الوقاية الأساسية تتمثل في التطعيم الدوري للقطط، الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بها، وتجنب تعرضها للقطط المصابة أو غير المحصنة.

0 People voted this article. 0 Upvotes - 0 Downvotes.
svg

هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟

نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم

ننتظر تعليكم

تحميل
svg

الإنتقال السريع

  • 1

    اعراض طاعون القطط المبكرة والمتقدمة وطرق تجنب هذا المرض الفتاك