يُعد الإيفرمكتين واحداً من أشهر الأدوية البيطرية المضادة للطفيليات، ويُستخدم منذ عقود في علاج عدد واسع من الطفيليات الداخلية والخارجية في الحيوانات.
رغم أنّه مصنف أساساً للاستخدام في الخيول، الأبقار، الأغنام، والكلاب، إلا أنّه يُستخدم أيضاً في القطط، سواء بجرعات معتمدة لبعض الاستخدامات أو بطرق “خارج النشرة” (Off-label) تحت إشراف بيطري دقيق.
يقدم هذا المقال شرحاً مفصلاً عن هذا الدواء، آلية عمله، استخداماته للقطط، جرعاته المناسبة، بالإضافة إلى التحذيرات المهمة التي يجب الانتباه إليها قبل إعطائه.
محتوى المقال
ما هو دواء الإيفرمكتين؟
الإيفرمكتين هو دواء مضاد للطفيليات ينتمي إلى عائلة الماكروسيكليك لاكتونات (Macrocyclic lactones)، وتحديداً مجموعة الأفرمكتينات.
يُعتبر دواءً واسع الطيف قادرًا على القضاء على العديد من الطفيليات الداخلية (كالديدان المعوية) والخارجية (مثل العث والبراغيث والقراد)، إضافةً إلى دوره في مكافحة ديدان القلب في القطط والكلاب.
يتوافر الدواء على هيئة محاليل حقنية، محاليل فموية، معاجين، أقراص، وبخاخات أذنية للقطط المستخدمة خصيصاً لعلاج عث الأذن.
كما توجد أقراص وقائية مخصّصة للقطط بتركيزات صغيرة جداً 55 و165 ميكروغرام، وهي معتمدة للاستخدام الوقائي ضد ديدان القلب.
آلية عمل الإيفرمكتين وكيف يؤثر في جسم القطة
يعتمد الإيفرمكتين في تأثيره على تثبيط نقل الإشارات العصبية لدى الطفيليات، مما يؤدي إلى شللها ثم موتها.
آلية العمل الأساسية تعتمد على ما يلي:
- تنشيط قنوات الكلوريد المعتمدة على الغلوتامات في الطفيليات.
- تحفيز مستقبلات GABA مما يزيد من دخول أيونات الكلوريد إلى الخلايا العصبية للطفيليات.
- يؤدي ذلك إلى فرط الاستقطاب وتوقف الإشارة العصبية وبالتالي موت الطفيل.
أما في الثدييات (ومنها القطط) فهي لا تمتلك هذه القنوات العصبية، إضافةً إلى أن الإيفرمكتين لا يعبر بسهولة الحاجز الدماغي، مما يجعل الدواء آمناً نسبياً عند استخدامه بالجرعات الصحيحة المحددة طبياً.
استخدامات الإيفرمكتين للقطط ولماذا يتم وصفه
يُستخدم الإيفرمكتين في القطط لعلاج مجموعة واسعة من الطفيليات الداخلية والخارجية. وتشمل أهم استخداماته:
- الوقاية من ديدان القلب: الإيفرمكتين من الأدوية المعتمدة للوقاية من ديدان القلب لدى القطط.
- علاج الطفيليات الخارجية: يُستخدم للقضاء على:
- عث الأذن (Otodectes cynotis).
- العث الجلدي (مثل Demodex وSarcoptes).
- البراغيث والقراد في بعض بروتوكولات العلاج خارج النشرة.
- كما أن هناك إمكانية لاستخدامه في علاج الطفيليات الخارجية بجرعات 200–400 ميكروغرام/كغ تحت الجلد أو فمويًا.
- علاج الطفيليات الداخلية (يُعطى أسبوعياً لعلاج الديدان الداخلية بنفس جرعة علاج الطفيليات الخارجية): مثل:
- الديدان المستديرة.
- بعض أنواع الديدان المعوية.
- علاج عث الأذن: يتوفر الإيفرمكتين لقطرات الأذن بتركيز 0.01% (0.1 ملغ/مل)، وتُستخدم بجرعة 0.5 مل لكل أذن.
طرق إعطاء الإيفرمكتين للقطط بالتفصيل
تختلف أشكال تقديم الدواء بحسب نوع الطفيل والحالة الصحية للقط:
- الإعطاء الفموي:
- يتوفر كمحلول فموي أو أقراص صغيرة مخصصة للقطط (لوقاية ديدان القلب).
- يُستخدم عادة لعلاج الطفيليات الداخلية والخارجية.
- الحقن تحت الجلد (SQ):
- من أكثر الطرق استخداماً في العلاجات خارج النشرة.
- يُعطى بجرعات دقيقة لأن الأدوية المخصصة للمواشي عالية التركيز وقد تسبب التسمم.
- يجب عدم إعطائه وريديًا مطلقاً.
- الاستخدام الموضعي داخل الأذن: محلول 0.01% مخصص لعلاج عث الأذن.
- الأقراص الوقائية ضد ديدان القلب: أقراص Heartgard® Feline المتوافرة بتركيزات صغيرة جداً مناسبة للقطط.
الجرعات المناسبة للقطط
تستند الجرعات المعتمدة إلى الأبحاث الدوائية الموثوقة:
- الوقاية من ديدان القلب: 24 ميكروغرام/كغ مرة كل 30 يوماً فموياً.
- علاج الطفيليات الخارجية: 200–400 ميكروغرام/كغ (0.2–0.4 ملغ/كغ) فموياً أو تحت الجلد مرة أسبوعياً أو حسب ما يحدده الطبيب بناءً على الفحص.
- علاج الطفيليات الداخلية: 200–400 ميكروغرام/كغ أسبوعياً.
- علاج عث الأذن: 0.5 مل من محلول 0.1 ملغ/مل لكل أذن.
ملاحظات مهمة حول الجرعات
- تحتاج القطط عادة جرعات أعلى من الكلاب لأن امتصاص الإيفرمكتين أقل في القطط.
- الأدوية المخصصة للأبقار أو الخيول مركزة جداً وقد تكون خطيرة إذا لم تُخفف وتُقاس بدقة.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
- لا يُعطى للقطط الصغيرة جداًرغم أن هامش الأمان كبير، إلا أن القطط الصغيرة قد تكون أكثر حساسية، وقد تظهر أعراض التسمم بدءاً من جرعات 300 ميكروغرام/كغ.
- الحذر الشديد عند استخدام حقن المواشي عالية التركيز: لأن جرعة بسيطة قد تسبب جرعة زائدة خطيرة.
- الحساسية الدوائية: نادراً ما تسجل في القطط، لكنها ممكنة.
- لا يستخدم بالتزامن مع أدوية تزيد اختراق الدواء للدماغ: مثل:
- الكيتوكونازول.
- الإيتراكونازول.
- السيكلوسبورين.
- حاصرات قنوات الكالسيوم.
- القطط المصابة بأمراض عصبية: يفضل تجنبه أو تعديله بحذر شديد.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
تشير البيانات السريرية إلى أن الإيفرمكتين آمن في معظم القطط حتى بجرعات عالية، إذ لم تظهر أعراض على القطط البالغة حتى جرعات 750 ميكروغرام/كغ.
لكن قد تظهر بعض الآثار الجانبية، خاصةً عند الجرعات العالية أو الحساسيات:
- الترنّح والاختلال الحركي (Ataxia).
- القيء.
- فرط الحساسية.
- اتساع حدقة العين.
- ارتعاشات.
- فقدان الشهية.
- خمول أو ضعف عام.
الأعراض الشديدة في الجرعات العالية جداً
- العمى المؤقت.
- السلوك غير الطبيعي.
- الشلل الجزئي.
- الارتباك أو الهياج.
التعامل مع التأثيرات الجانبية
- إيقاف الدواء فوراً.
- تقديم علاج داعم (سوائل – حماية الأعصاب – مراقبة).
- معظم القطط تتعافى خلال 2–4 أسابيع في حالات الجرعة الزائدة الحادة.
نصائح مهمة قبل استخدام الإيفرمكتين وبعده
قبل الاستخدام
- إجراء فحص بيطري شامل.
- التأكد من عدم إصابة القطة بمرض عصبي.
- قياس الوزن بدقة لتحديد الجرعة الصحيحة.
- تجنب خلط الدواء مع أدوية تؤثر في الحاجز الدماغي.
- عدم استخدام تركيزات المواشي دون إشراف متخصص.
أثناء الاستخدام
- مراقبة القطة لمدة 6–12 ساعة بعد الجرعة الأولى.
- الالتزام بمواعيد الجرعات.
- مراجعة الطبيب إذا ظهرت علامات عصبية.
بعد الاستخدام
- مواصلة العلاج حتى تأكيد الشفاء عبر الفحص (مثل كحت الجلد أو فحص البراز)
- تنظيف البيئة للقضاء على الطفيليات الخارجية المتبقية.
أخطاء شائعة عند إعطاء الإيفرمكتين للقطط
- استخدام تركيزات الأبقار أو الخيول دون تخفيف: هذه التركيزات عالية جداً وتسبب تسمماً خطيراً.
- إعطاء الدواء دون تحديد الوزن الحقيقي للقطة: الجرعة الدقيقة ضرورية للوقاية من التسمم.
- خلط الإيفرمكتين مع أدوية قد تزيد من عبوره للدماغ: مثل مضادات الفطريات.
- إعطاؤه لعلاج البراغيث كخيار أول: رغم فعاليته، إلا أن هناك بدائل أكثر أماناً وحداثة مصممة خصيصاً للقطط.
- استخدام الدواء دون فحص ديدان القلب مسبقاً: كما توصي المصادر بضرورة التأكد من الحالة قبل بدء العلاج.
تحذير مهم
يجب عدم إعطاء الإيفرمكتين أو أي دواء بيطري للقطط دون استشارة طبيب بيطري مؤهل.
يُعد هذا الدواء آمناً وفعالاً جداً عند استخدامه بالشكل الصحيح، لكنه قد يصبح خطيراً في حال سوء الاستخدام أو اختيار الجرعة غير الصحيحة، خصوصاً مع التركيزات العالية المخصصة للمواشي.
















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم