علاج التهاب الرحم القيحي عند القطط

التهاب الرحم القيحي عند القطط (Pyometra) هو حالة مرضية خطيرة تحدث نتيجة تجمع القيح والصديد داخل تجويف الرحم بسبب عدوى بكتيرية ثانوية، وغالبًا ما تكون مضاعفة لحالة تسمى تكاثر بطانة الرحم الكيسي، حيث تزداد سماكة بطانة الرحم بشكل غير طبيعي وتتكون أكياس مملوءة بالسوائل.
أسباب التهاب الرحم القيحي عند القطط:
التغيرات الهرمونية المرتبطة بدورة الشبق، خاصة ارتفاع هرمون البروجسترون الذي يزيد من سماكة بطانة الرحم ويمنع تصريف السوائل والبكتيريا.
القطط التي تجاوزت عمر 6 سنوات، خاصة التي لم تلد أو لم تُعقم.
استخدام أدوية هرمونية مثل الإستروجين أو البروجستوجين.
بقايا رحمية بعد عمليات استئصال المبايض والرحم قد تؤدي إلى تراكم القيح.
أعراض التهاب الرحم القيحي:
في حالة عنق الرحم المفتوح: خروج إفرازات مهبلية تحتوي على قيح أو دم، قد تكون واضحة أو يصعب ملاحظتها بسبب تنظيف القطة لنفسها.
في حالة عنق الرحم المغلق: لا يمكن تصريف القيح، مما يؤدي إلى تضخم الرحم وانتفاخ البطن، مع ظهور أعراض عامة مثل الخمول، فقدان الشهية، الحمى، القيء، زيادة التبول والعطش، وأحيانًا تسمم الدم.
الاكتئاب والخمول العام.
انتفاخ البطن وألم عند اللمس.
التشخيص:
الفحص السريري والملاحظة السريرية للأعراض.
تحاليل الدم التي تظهر ارتفاع خلايا الدم البيضاء ودلائل على الالتهاب أو التسمم.
التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد حجم الرحم وتجمع السوائل.
العلاج:
التدخل الجراحي هو العلاج الأساسي، ويتمثل في استئصال المبيض والرحم (التعقيم)، ويفضل أن يتم التشخيص مبكرًا لتسهيل العملية وتقليل المضاعفات.
بعد الجراحة، تحتاج القطة إلى رعاية طبية تشمل إعطاء مضادات حيوية ومسكنات، مع مراقبة دقيقة لفترة التعافي.
في بعض الحالات النادرة، قد يُستخدم العلاج الطبي المحافظ، لكنه أقل نجاحًا ويحمل مخاطر عالية.
التهاب الرحم القيحي حالة طبية طارئة ومهددة لحياة القطط، ويجب التعامل معها بسرعة تحت إشراف طبيب بيطري متخصص.

أسباب التهاب الرحم القيحي عند القطط ترتبط بشكل رئيسي بالتغيرات الهرمونية والعدوى البكتيرية، ويمكن تلخيصها كالتالي:
التحفيز المستمر لهرمون البروجستيرون بعد كل دورة شبق، سواء تم التزاوج أم لا، حيث يؤدي ارتفاع البروجستيرون إلى زيادة سماكة بطانة الرحم وتكوين أكياس مملوءة بالسوائل (تكاثر بطانة الرحم الكيسي).
عدم حدوث حمل بعد دورات الشبق المتكررة، مما يجعل بطانة الرحم سميكة وغير قادرة على التخلص من السوائل، فتتراكم وتوفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا، خاصة بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli).
فتح عنق الرحم خلال فترة الشبق أو بعد التبويض، مما يسمح بدخول البكتيريا من المهبل إلى الرحم بسهولة.
استخدام أدوية هرمونية مثل حقن الإستروجين أو البروجستين لتنظيم الحمل أو الشبق، التي تؤدي إلى خلل هرموني يزيد من خطر الإصابة.
القطط الكبيرة في السن، وخاصة التي لم تلد أو لم تُعقم، تكون أكثر عرضة للإصابة.
تراكم القيح في بقايا الرحم بعد عمليات استئصال المبايض والرحم في بعض الحالات.
منع دخول خلايا الدم البيضاء إلى الرحم أثناء الشبق، مما يقلل من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى.
التهاب الرحم القيحي يحدث نتيجة تفاعل بين التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى تكاثر غير طبيعي لبطانة الرحم، وتراكم السوائل التي تهيئ بيئة مناسبة لنمو العدوى البكتيرية داخل الرحم.

أعراض التهاب الرحم القيحي عند القطط تختلف حسب حالة عنق الرحم، وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:
1. التهاب الرحم القيحي المفتوح
إفرازات مهبلية دموية أو صديدية قد تكون ذات رائحة كريهة.
خمول واضح وفقدان الشهية.
كثرة التبول والعطش.
زيادة في حجم البطن.
اللّعق المفرط للمنطقة التناسلية.
2. التهاب الرحم القيحي المغلق
لا توجد إفرازات مهبلية مرئية لأن عنق الرحم مغلق ولا يسمح بتصريف القيح.
انتفاخ بطن القطط نتيجة تجمع القيح داخل الرحم.
خمول شديد، فقدان وزن، وتجفاف.
في الحالات المتقدمة: قد يحدث اختناق تنفسي، صدمة، أو إغماء.
قيء وإسهال في بعض الحالات.
زيادة التبول والعطش نتيجة تأثير السموم البكتيرية على الكلى.
أعراض عامة مشتركة
حمى وارتفاع درجة الحرارة.
اكتئاب وضعف عام.
فقدان الشهية.
تغير لون اللثة إلى شاحب أو أزرق في الحالات الشديدة.
هذه الأعراض تشير إلى حالة طبية طارئة تتطلب مراجعة الطبيب البيطري فورًا لتشخيص الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

العلاج الجراحي لالتهاب الرحم القيحي عند القطط يتمثل في استئصال المبايض والرحم بالكامل، وهو العلاج المفضل والأكثر أمانًا خاصة في القطط التي لا تستجيب للعلاج الطبي أو التي لا يُرغب في تكاثرها.
تفاصيل العلاج الجراحي:
يُجرى استئصال المبايض والرحم لإزالة مصدر العدوى والقيح، مما يمنع تمزق الرحم وانتشار الالتهاب إلى تجويف البطن (التهاب الصفاق).
العملية تكون أكثر تعقيدًا مقارنة بعملية التعقيم الروتينية، خاصة إذا كان الرحم متضخمًا وهشًا بسبب تراكم القيح.
يجب توخي الحذر أثناء الجراحة لتجنب تمزق الرحم وتسرب القيح، وفي حال حدوث ذلك يتم غسل تجويف البطن بمحلول ملحي معقم.
بعد الجراحة، تحتاج القطة إلى رعاية طبية تشمل إعطاء مضادات حيوية ومسكنات، ومتابعة دقيقة لفترة النقاهة التي قد تمتد لأسبوعين أو أكثر.
الاستئصال الجراحي يمنع تكرار الإصابة ويوقف التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى تضخم بطانة الرحم.
متى يُلجأ للجراحة؟
عندما لا تستجيب القطة للعلاج الطبي بالبروستاغلاندين.
في حالات تراكم القيح داخل الرحم سواء كان عنق الرحم مفتوحًا أو مغلقًا.
عند وجود مضاعفات خطيرة تهدد حياة القطة.
باختصار، الجراحة هي العلاج النهائي والفعّال لالتهاب الرحم القيحي عند القطط، وتُعد الخيار الأمثل لحماية صحة القطة ومنع مضاعفات المرض.

نعم، يوجد علاج دوائي بديل عن الجراحة لالتهاب الرحم القيحي عند القطط، لكنه ليس الخيار الأمثل في جميع الحالات، ويُستخدم عادةً للقطط التي يُرغب في استمرار تكاثرها أو في الحالات التي يكون فيها حجم الرحم طبيعيًا ومستوى هرمون البروجسترون منخفضًا**.
العلاج الدوائي يشمل:
المضادات الحيوية: تُعطى بناءً على نتائج زراعة البكتيريا واختبار الحساسية، أو بشكل مبدئي مضادات واسعة الطيف مثل الأموكسيسيلين-كلافولانات، السيفالوسبورينات، أو إنروفلوكساسين، ويستمر العلاج عادة لمدة 14 يومًا بعد العلاج الهرموني.
البروستاغلاندين F2α: هرمون يُستخدم لتحفيز انقباض عضلات الرحم، فتح عنق الرحم، وتفريغ محتويات الرحم من القيح، مع تقليل مستوى البروجسترون. يُعطى تحت الجلد بجرعات محددة لمدة 2 إلى 5 أيام، مع إعادة تقييم الحالة بعد أسبوعين.
أدوية مساعدة أخرى: مثل أجلبريستون أو كاربيرجولين التي تعزز فعالية البروستاغلاندين.
ملاحظات مهمة:
العلاج الدوائي لا يعالج التغيرات الأساسية في بطانة الرحم، ولذلك قد يعود المرض أو تتكرر الإصابة.
قد يسبب العلاج الهرموني بعض الآثار الجانبية مثل سيلان اللعاب، القيء، كثرة التبرز، اللهاث، وآلام البطن.
العلاج الدوائي يتطلب متابعة دقيقة من الطبيب البيطري، ويُفضل استخدامه فقط في القطط المرغوب في تكاثرها مستقبلًا.
في كثير من الحالات، يكون العلاج الجراحي (استئصال المبيض والرحم) هو الخيار الأكثر أمانًا وفعالية لمنع تكرار المرض ومضاعفاته.
العلاج الدوائي خيار ممكن لكنه محدود ومرتبط بحالات معينة، بينما الجراحة تظل العلاج الأمثل لمعظم القطط المصابة بالتهاب الرحم القيحي.

مضاعفات التهاب الرحم القيحي غير المعالج عند القطط قد تكون خطيرة ومهددة للحياة، وتشمل:
تمزق الرحم: تراكم القيح داخل الرحم يؤدي إلى تمدد وتضخم الرحم، مما قد يسبب تمزقه وتسرب القيح إلى تجويف البطن، مما يسبب التهاب الصفاق (التهاب الغشاء البطني) وهو حالة طبية طارئة.
العدوى الجهازية (تسمم الدم): انتشار البكتيريا والسموم من الرحم إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تسمم الدم والصدمة الإنتانية، وهي حالة تهدد حياة القطة.
فشل الأعضاء**: نتيجة للتسمم والعدوى، قد تتأثر الكلى والكبد وأعضاء أخرى، مما يؤدي إلى فشل وظيفي متعدد.
انخفاض عام في الحالة الصحية: يشمل خمول شديد، فقدان الشهية، فقدان الوزن، زيادة العطش والتبول، وقيء مستمر.
مضاعفات جراحية لاحقة: في حال تأخر العلاج، قد تصبح الجراحة أكثر تعقيدًا بسبب هشاشة الرحم والتصاقات في تجويف البطن.
بسبب هذه المخاطر، يعتبر التهاب الرحم القيحي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا بيطريًا سريعًا، وعادةً ما يكون العلاج الجراحي (استئصال المبايض والرحم) هو الخيار الأنسب لإنقاذ حياة القطة.

معدل نجاة القطط بعد علاج التهاب الرحم القيحي يعتمد بشكل كبير على سرعة التشخيص وفعالية العلاج، لكنه عمومًا جيد إذا تم التدخل الطبي في الوقت المناسب، خاصة عند استخدام العلاج الجراحي (استئصال المبايض والرحم).
في الحالات التي تُشخّص مبكرًا ويُجرى فيها استئصال المبايض والرحم بسرعة، تصل معدلات النجاة إلى نسبة عالية جدًا، قد تتجاوز 85-90%، مع توفير الرعاية الطبية المناسبة بعد العملية مثل المضادات الحيوية والدعم الغذائي والسوائل الوريدية.
في الحالات المتأخرة أو التي لا تُعالج جراحيًا، خاصة إذا كان عنق الرحم مغلقًا، ينخفض معدل النجاة بشكل كبير بسبب خطر تمزق الرحم وانتشار العدوى في تجويف البطن (التهاب الصفاق) والتسمم الدموي، مما قد يؤدي إلى وفاة القطة.
العلاج الدوائي بالبروستاغلاندين والمضادات الحيوية قد يكون خيارًا في حالات محدودة، لكن فرص النجاح أقل مقارنة بالجراحة، وقد تتكرر الإصابة عند عدم استئصال الرحم.
المتابعة المستمرة بعد العلاج ضرورية لضمان تعافي القطة ومنع المضاعفات أو التكرار، حيث تستمر إعطاء المضادات الحيوية لعدة أسابيع بعد العلاج الجراحي أو الطبي.
بالتالي، التدخل الجراحي المبكر مع الرعاية البيطرية الجيدة هو العامل الحاسم في رفع معدل نجاة القطط المصابة بالتهاب الرحم القيحي.