تحميل
مرض الديدان القلبية في القطط

مرض الديدان القلبية في القطط

svg334
آخر تحديث للمقال: 2025-08-08

هل تعلم أن مرض الديدان القلبية (Heartworm Disease) ليس مجرد مشكلة صحية تصيب الكلاب فقط؟

القطط أيضًا ليست بمنأى عن هذا المرض الخطير الذي قد يؤدي إلى مضاعفات شديدة مثل فشل التنفس الحاد أو حتى الموت.

إذا كنت من مربي القطط، فمن الضروري أن تكون على دراية كاملة بأعراض هذا المرض، وأسبابه، وطرق الوقاية منه، والعلاجات المتاحة.

في هذه المقالة، سنأخذك في رحلة شاملة للتعرف على كل ما يتعلق بمرض الديدان القلبية في القطط، مع تقديم نصائح عملية للوقاية والرعاية الصحية.

دورة حياة الديدان القلبية

تنتقل الديدان القلبية (Dirofilaria immitis) إلى القطط من خلال لدغة البعوض الذي يحمل يرقات ديدان قلبية معدية. تبدأ دورة الحياة عندما يلدغ البعوض حيوانًا مصابًا (غالبًا كلبًا) ويأخذ معه اليرقات غير الناضجة (Microfilaria). تخضع هذه اليرقات لتطور داخل البعوض لتتحول إلى يرقات معدية قادرة على إصابة القطط عند اللدغة التالية.

عند دخول اليرقات إلى جسم القط، تبدأ بالهجرة عبر الأنسجة وتستغرق حوالي 6 أشهر للوصول إلى القلب والأوعية الدموية الرئوية.

مع ذلك، فإن دورة الحياة في القطط تختلف عن الكلاب، فالقطط تحتوي عادةً على عدد أقل من الديدان القلبية، وتكون الديدان أصغر حجمًا ولها عمر أقصر.

بالإضافة إلى ذلك، وجود Microfilaria في الدم نادر جدًا في القطط (يحدث في أقل من 20% من الحالات المصابة).

الفروقات بين الإصابة بالديدان القلبية في القطط والكلاب

على الرغم من أن معظم الدراسات تعتمد على مقارنة الإصابة بالديدان القلبية بين القطط والكلاب، إلا أن هناك اختلافات مهمة يجب ملاحظتها. في حين أن الكلاب قد تحتوي على عشرات الديدان القلبية في أجسامهم، فإن القطط غالبًا ما تحتوي على عدد قليل جدًا، أحيانًا دودة واحدة فقط.

كما أن الديدان القلبية في القطط تعيش لفترة زمنية أقصر مقارنة بالكلاب، مما يعني أن فرص الشفاء التلقائي أعلى نسبيًا.

الأعراض السريرية لمرض الديدان القلبية في القطط

تختلف الأعراض التي تظهر على القطط المصابة بالديدان القلبية عن الكلاب بشكل ملحوظ. بعض الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:

  • السعال: وهو أحد العلامات الأولى التي قد تلاحظها.
  • صعوبة التنفس (Dyspnea): قد تبدو القطط وكأنها تعاني من ضيق في التنفس.
  • ترجيع القطط: وهو عرض غير شائع لكنه مميز لهذا المرض.
  • الجلطات الدموية في الرئتين (Pulmonary Thromboembolism): يمكن أن يؤدي إلى فشل تنفسي حاد والموت.

في الحالات المزمنة، قد تظهر اضطرابات تنفسية مستمرة والتقيؤ كأعراض رئيسية. وعلى الرغم من أن الفحص البدني قد يبدو طبيعيًا في كثير من الحالات، إلا أن الطبيب البيطري قد يلاحظ زيادة في أصوات الرئة عند استخدام السماعة الطبية.

اسباب الديدان القلبية في القطط

السبب الرئيسي للإصابة هو الدودة القلبية (Dirofilaria immitis) ، ولكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة:

  • القطط التي تعيش خارج المنازل: تكون أكثر عرضة للإصابة بنسبة 2:1 مقارنة بالقطط المنزلية.
  • الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالإناث.
  • عدوى فيروس اللوكيميا القطط (FeLV): لا تعتبر عامل خطر مباشر للإصابة بالديدان القلبية.

التشخيص والفحوصات

للتأكد من إصابة قطتك بالديدان القلبية، يقوم الطبيب البيطري بإجراء مجموعة من الفحوصات، بما في ذلك:

  • أشعة X على الصدر: للكشف عن أي تغيرات في الرئتين أو القلب.
  • اختبارات الدم: للكشف عن مستضدات وأجسام مضادة متعلقة بالديدان القلبية.
  • الفحص السريري: لتحديد الأعراض مثل السعال أو ضيق التنفس.

العلاج والرعاية الصحية

حتى الآن، لا يوجد علاج طبي معتمد أو موصى به لقتل الديدان القلبية البالغة في القطط. ومع ذلك، هناك خطوات يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض وتحسين الحالة الصحية للقط:

  • الاستقرار الأولي: يتم تقديم الأكسجين التكميلي واستخدام أدوية مثل Theophylline وPrednisolone لتقليل الالتهاب.
  • علاج Doxycycline: قد يساعد في تقليل شدة التهاب الرئة الناتج عن موت الديدان.
  • الجراحة: في الحالات الشديدة، قد يتم استخراج الديدان القلبية جراحيًا باستخدام تقنيات متقدمة.

الوقاية من الديدان القلبية في القطط

الوقاية هي أفضل استراتيجية لحماية قطتك من مرض الديدان القلبية. هناك العديد من الأدوية الوقائية التي يمكن استخدامها شهريًا، مثل:

  • Ivermectin (Heartgard® للقطط) : يُعطى عن طريق الفم كل 30 يومًا.
  • Milbemycin Oxime (Interceptor®) : يُعطى عن طريق الفم أيضًا.
  • Selamectin (Revolution®) : يوضع على الجلد كل 30 يومًا.

المضاعفات المحتملة للإصابة

إذا لم يتم اكتشاف المرض ومعالجته في الوقت المناسب، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:

  • تجلط الدم في الرئتين (Pulmonary Thromboembolism).
  • فشل تنفسي مفاجئ والموت.

ختاماً

مرض الديدان القلبية في القطط هو مرض خطير ولكنه قابل للوقاية. من خلال الفهم الصحيح لأسبابه وأعراضه، واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة، يمكنك حماية قطتك من هذا الخطر الكبير.

تذكر دائمًا أن زيارة الطبيب البيطري بانتظام والاستمرار في استخدام الأدوية الوقائية يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في صحة قطتك وسعادتها.

احرص على توفير الرعاية اللازمة لقطتك لتحافظ على حياتها مليئة بالصحة والنشاط.

الأسئلة الشائعة

ما هي الديدان القلبية في القطط؟

ديدان القلب في القطط هي طفيليات تسمى Dirofilaria immitis تصيب قلب ورئتي القطة، وتبدو كأنها خيوط طويلة تشبه الإسباغتي المطبوخة، يصل طولها إلى 8-12 بوصة. 
تنتقل هذه الديدان إلى القطط عبر لدغات البعوض المصاب الذي يحمل يرقات الديدان، حيث تدخل اليرقات مجرى دم القطة وتستقر في القلب والرئتين.
على الرغم من أن ديدان القلب أقل شيوعًا في القطط مقارنة بالكلاب، إلا أن الإصابة عند القطط تكون عادة أكثر خطورة بسبب صغر حجم القلب والأوعية الدموية لديهم، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الموت المفاجئ.
كيفية الإصابة
تنتقل اليرقات من البعوض إلى القطة عند العض.
تنمو اليرقات داخل مجرى الدم وتستقر في القلب والرئتين.
قد تموت الديدان داخل القطة مسببة استجابة التهابية حادة تهدد الحياة.
أعراض ديدان القلب عند القطط
السعال المتقطع والمستمر.
صعوبة في التنفس وزيادة معدل التنفس.
القيء وقلة الشهية وفقدان الوزن.
الخمول وضعف الحركة.
التنفس بالفم المفتوح.
تراكم السوائل حول الرئتين.
في بعض الحالات، قد تحدث أعراض عصبية أو موت مفاجئ.
التشخيص
فحوصات الدم للكشف عن الأجسام المضادة ومستضدات الديدان القلبية.
الأشعة التلفزيونية (السونار) لتقييم القلب والرئتين.
رسم القلب الكهربائي للكشف عن اضطرابات في ضربات القلب.
الوقاية والعلاج
الوقاية هي الأساس، باستخدام أدوية مضادة للديدان القلبية بانتظام، خاصة للقطط التي تتعرض للبعوض.
العلاج محدود وصعب في القطط مقارنة بالكلاب، ويعتمد على دعم الحالة الصحية وتقليل الأعراض، حيث أن بعض العلاجات قد تكون خطيرة للقطط.

كيف تنتقل الديدان القلبية إلى القطط؟

تنتقل الديدان القلبية إلى القطط عن طريق لدغة البعوض المصاب بيرقات الديدان القلبية. عندما يلدغ البعوض القطة، تنقل اليرقات الصغيرة (الديدان القلبية غير الناضجة) عبر جرح اللدغة إلى مجرى دم القطة، حيث تبدأ اليرقات في النمو والاستقرار في القلب والرئتين.
البعوض يلتقط هذه اليرقات من الكلاب أو الحيوانات المصابة الأخرى، ثم ينقلها إلى القطط عند العض، لذلك القطط التي تتعرض للخارج أو التي تعيش في مناطق ينتشر فيها البعوض تكون أكثر عرضة للإصابة، ولكن حتى القطط الداخلية معرضة للإصابة لأن البعوض يمكنه دخول المنازل بسهولة.

 ما هي أعراض الإصابة بالديدان القلبية؟

أعراض الإصابة بالديدان القلبية عند القطط تتنوع وتختلف في شدتها، وتشمل بشكل رئيسي:
السعال المتقطع والمستمر، وهو من أبرز العلامات.
صعوبة في التنفس وزيادة معدل التنفس مع التنفس بالفم المفتوح.
القيء المتكرر وفقدان الشهية.
فقدان الوزن والخمول وضعف النشاط العام.
تراكم السوائل حول الرئتين مما يسبب ضيق التنفس.
صعوبة المشي والتنفس مع زيادة الجهد المبذول.
تغيرات عصبية أو تشوهات في القلب في بعض الحالات.
الموت المفاجئ أو الانهيار، وغالبًا ما تكون هذه العلامة الأولى في بعض القطط.
تتشابه أعراض ديدان القلب مع أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل الربو، مما قد يصعب التشخيص المبكر، لذا يجب مراجعة الطبيب البيطري عند ظهور هذه الأعراض لتأكيد التشخيص والعلاج المناسب.

هل يوجد علاج للديدان القلبية في القطط؟

لا يوجد حتى الآن علاج معتمد وفعال لديدان القلب عند القطط كما هو موجود للكلاب، لأن الأدوية المستخدمة في الكلاب مثل “ميلارسومين” تعتبر سامة للقطط وقد تسبب فشلًا حادًا في الرئة والموت.
خيارات العلاج المتاحة للقطط المصابة:
علاج الأعراض: مثل استخدام البريدنيزولون لتقليل الالتهاب، ومدرات البول لإزالة السوائل من الرئتين، والأكسجين والكورتيكوستيرويدات عند الأزمات التنفسية.
مضاد حيوي (دوكسيسيكلين) لقتل البكتيريا التي تعيش داخل الديدان وتزيد الالتهاب.
الإيفرمكتين بجرعة شهرية قد يُستخدم لقتل الديدان ببطء، مع احتمال حدوث رد فعل التهابي خطير.
موسعات القصبة الهوائية مثل الثيوفيلين أو ألبوتيرول لتخفيف ضيق التنفس.
الجراحة لإزالة الديدان من القلب والرئتين في الحالات الشديدة، لكنها تحمل مخاطر عالية (40% من القطط قد تعاني من انهيار أو موت أثناء الجراحة) ويجب أن تجرى فقط بواسطة متخصص وفي الحالات الحرجة.
الوقاية هي الأفضل
نظرًا لصعوبة العلاج وخطورته، فإن الوقاية الشهرية من ديدان القلب باستخدام أدوية مضادة لليرقات هي الوسيلة الأكثر أمانًا وفعالية لحماية القطط.
ملخص
لا يوجد علاج فعال وآمن لقتل الديدان البالغة في القطط.
العلاج يركز على تخفيف الأعراض ودعم القطة.
الجراحة خيار أخير للحالات الشديدة.
الوقاية الدورية هي الحل الأمثل.
لذلك يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا عند الاشتباه بالإصابة لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة.

هل تختلف الإصابة بين القطط والكلاب؟

نعم، تختلف الإصابة بالديدان القلبية بين القطط والكلاب من حيث الانتشار، الأعراض، وشدة المرض، بالإضافة إلى خيارات العلاج، ويمكن تلخيص الفروقات الرئيسية كما يلي:
انتشار الإصابة
أكثر شيوعًا وانتشارًا في الكلاب.
أقل شيوعًا، لكن القطط معرضة للإصابة أيضًا.
شدة المرض
عادة تكون الإصابة أقل خطورة، ويمكن علاجها بفعالية.
الإصابة عند القطط أكثر خطورة، وقد تكون مميتة بسبب صغر حجم القلب والأوعية الدموية.
عدد الديدان البالغة
قد تتواجد أعداد كبيرة من الديدان البالغة.
غالبًا عدد قليل من الديدان، أحيانًا دودة أو ثلاث فقط، لكنها تسبب أضرارًا شديدة.
مدة بقاء الديدان
تعيش الديدان لفترة أطول في الكلاب.
تعيش الديدان فترة أقصر في القطط، حوالي نصف مدة الكلاب.
الأعراض
تشمل السعال، الخمول، صعوبة التنفس، وفقدان الشهية.
أعراض مشابهة للجهاز التنفسي مثل الربو، مع احتمال ظهور أعراض عصبية أو موت مفاجئ.
التشخيص
فحوصات الدم للكشف عن المستضدات واليرقات.
فحوصات الأجسام المضادة والمستضدات، مع احتمال نتائج سلبية كاذبة بسبب قلة عدد الديدان.
العلاج
يوجد علاج فعال وآمن لقتل الديدان البالغة.
لا يوجد علاج معتمد وآمن لقتل الديدان البالغة، والعلاج يركز على تخفيف الأعراض ودعم القطة.
الوقاية
أدوية وقائية شهرية أو حقن سنوية فعالة.
الوقاية ضرورية ومشابهة للكلاب، مع أهمية أكبر بسبب صعوبة العلاج.
القطط أقل عرضة للإصابة بديدان القلب مقارنة بالكلاب، لكن الإصابة عندها تكون أكثر خطورة وصعبة العلاج، وغالبًا ما تسبب مضاعفات حادة قد تؤدي إلى الوفاة. لذلك، الوقاية المستمرة مهمة جدًا للقطط، حتى تلك التي تعيش داخل المنزل، لأن البعوض قادر على دخول المنازل ونقل العدوى.

 ما هو متوسط عمر القطط المصابة؟

متوسط عمر القطط المصابة بمرض ديدان القلب بعد الشفاء من المرض هو حوالي 4 سنوات، مع ضرورة مراقبة القطة بشكل مستمر وعرضها على الطبيب البيطري لإجراء الفحوصات الدورية مثل تحاليل الدم، مخططات صدى القلب، والأشعة الصدرية كل 6 إلى 12 شهرًا لضمان عدم عودة المرض أو تفاقمه.
المرض شديد الخطورة وقد يكون مميتًا، خاصة أن القطط غالبًا ما تعاني من مضاعفات حادة بسبب صغر حجم القلب والأوعية الدموية لديهم، كما أن خيارات العلاج محدودة مقارنة بالكلاب، مما يجعل المتابعة الطبية المستمرة ضرورية لتحسين جودة حياة القطة وزيادة فترة بقائها على قيد الحياة.

حول كاتب المقال

د.احمد المحلي

د.احمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية

اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.

0 People voted this article. 0 Upvotes - 0 Downvotes.
svg

هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟

نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم

ننتظر تعليكم

تحميل
svg

الإنتقال السريع

  • 1

    مرض الديدان القلبية في القطط