هل لاحظت أن قطتك تعاني من احمرار في العينين أو تهيج في الجهاز التنفسي؟
قد تكون هذه الأعراض مؤشرًا على إصابتها بعدوى الكلاميدوفيليا (Chlamydophila felis)، وهي مشكلة شائعة تصيب القطط وتؤثر على صحتها بشكل كبير إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
تعتبر الكلاميدوفيليا عند القطط من الأمراض التنفسية المزمنة التي تتطلب عناية خاصة ومتابعة مستمرة.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل ما هو مرض الكلاميدوفيليا عند القطط، أسبابه، أعراضه، طرق علاجه، وكيف يمكنك حماية قطتك من هذه العدوى المزعجة.
محتوى المقالة
ما هي عدوى الكلاميدوفيليا في القطط؟
الكلاميدوفيليا في القطط هي عدوى تنفسية طويلة الأمد (مزمنة) تسببها بكتيريا داخل الخلايا تُعرف باسم Chlamydophila felis .
هذه البكتيريا تستهدف الجهاز التنفسي للقطط، مما يؤدي إلى التهابات في الأنسجة الرطبة حول العينين وأحيانًا في الأنف والرئتين.
الجهاز التنفسي للقطط؟
- الجهاز التنفسي العلوي : يشمل الأنف، المسالك الأنفية، الحلق، والقصبة الهوائية.
- الجهاز التنفسي السفلي : يتكون من القصبات الهوائية، القصيبات الهوائية، والحويصلات الهوائية (الجزء النهائي من المسالك التنفسية حيث يحدث تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون).
عادةً ما تكون القطط الصغيرة بين عمر 2 إلى 6 أشهر أكثر عرضة للإصابة، لكن يمكن أن تتأثر القطط في أي عمر.
الأعراض المرتبطة بعدوى الكلاميدوفيليا
قد تكون القطط المصابة بالعدوى خالية تمامًا من الأعراض (عدوى تحت سريرية)، ولكن عند ظهور المرض السريري، فإن الأعراض غالبًا ما تكون نتيجة الإصابة المتزامنة بعوامل مرضية أخرى مثل الفيروسات.
من أبرز الأعراض:
- التهاب العين (Conjunctivitis):
- احمرار العينين مع زيادة إنتاج الدموع.
- تجنب الضوء وظهور رمش تشنجي.
- التهاب ملتحمة العين بشكل حبيبي، يبدأ في عين واحدة ثم قد يمتد إلى العين الأخرى.
- مشاكل الجهاز التنفسي العلوي:
- عطس القطط المستمر.
- التهاب الأنف مع إفرازات أنفية خفيفة.
- السعال الخفيف.
- أعراض أخرى:
- فقدان الشهية بشكل متغير.
- صعوبة في التنفس بسبب التهاب الحويصلات الهوائية والقصيبات الهوائية.
- أصوات تنفس غير طبيعية عند الاستماع باستخدام السماعة البيطرية.
أسباب الإصابة بالكلاميدوفيليا
- العامل الأساسي: بكتيريا Chlamydophila felis .
- أنواع أخرى من البكتيريا: بعض أنواع البكتيريا المشابهة قد تزيد من خطورة الإصابة.
عوامل الخطر
- الإصابة المتزامنة بعدوى أخرى تؤثر على الجهاز التنفسي، مثل الفيروسات.
- عدم تطعيم القطط ضد الأمراض التنفسية.
- وجود القطط في أماكن مزدحمة مثل مراكز التبني أو مزارع تربية القطط.
العلاج وكيفية التعامل مع الكلاميدوفيليا
الرعاية الصحية
- يتم علاج القطط المصابة كمرضى خارجيين ( الرعاية المنزلية) في معظم الحالات.
- الحفاظ على نظافة الأنف والعينين بإزالة الإفرازات بلطف باستخدام قطعة قطنية نظيفة ومبللة بالماء الدافئ.
- لا يحتاج المريض عادةً إلى دعم علاجي إضافي (مثل إعطاء السوائل) إلا في حال وجود مضاعفات بسبب العدوى المتزامنة مع الإصابة.
النشاط
- يجب عزل القطط المصابة عن باقي القطط لمنع انتشار العدوى.
- تجنب السماح للقطط المصابة بالخروج إلى الخارج لحمايتها من التوتر والعدوى الإضافية.
النظام الغذائي
استمر في تقديم نظام غذائي طبيعي ومغذي لدعم مناعة القطة أثناء فترة العلاج.
المعالجة الدوائية
- المضادات الحيوية المأخوذة عن طريق الفم (علاج جهازي): مثل التتراسايكلين (Tetracycline) والدوكسيسايكلين (Doxycycline) .
- المضادات الحيوية الموضعية: مرهم للعين يحتوي على التتراسايكلين (Tetracycline) .
ملاحظة هامة : المضادات الحيوية الأخرى عادةً أقل فعالية من التتراسايكلين.
متابعة الرعاية
- يجب مراقبة تحسن حالة القطة الصحية أثناء سير العلاج.
- إذا لم تظهر أي استجابة للعلاج خلال أسبوعين، يجب استشارة الطبيب البيطري لتقييم الحالة وإجراء تعديلات على خطة العلاج.
الوقاية من الكلاميدوفيليا عند القطط
- التطعيم:
- اللقاحات متوفرة لتقليل شدة ومدة العدوى، لكنها لا تمنع الإصابة تمامًا.
- ناقش مع الطبيب البيطري الحاجة إلى تطعيم قطتك ضد هذا المرض بناءً على مستوى تعرضها للخطر.
- نظافة البيئة:
- تأكد من نظافة مكان تواجد القطط بشكل منتظم.
- تجنب الاكتظاظ في الأماكن التي تعيش فيها القطط.
المضاعفات المحتملة
ردود فعل سلبية للقاح: قد يحدث مرض سريري خفيف بعد إعطاء لقاحات معدلة حية، لكنه نادر الحدوث.
المسار المتوقع للإصابة والتشخيص
غالبًا ما يكون مسار المرض طويل الأمد (مزمنًا)، يستمر لأسابيع أو حتى أشهر إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن التشخيص يكون جيدًا إذا تم الالتزام بالعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة والمتابعة المستمرة.
ختاماً
الكلاميدوفيليا عند القطط ليست فقط عدوى تنفسية مؤقتة، بل قد تتحول إلى مشكلة صحية مزمنة إذا تم إهمالها. لذلك، من الضروري أن يكون مربّي القطط على دراية بأعراض هذه العدوى وأسبابها وكيفية التعامل معها.
من خلال اتباع خطوات الوقاية المناسبة، مثل التطعيم والحفاظ على نظافة البيئة، يمكنك حماية قطتك من هذه العدوى والتأكد من أنها تستمتع بصحة جيدة وحياة سعيدة.
إذا لاحظت أي أعراض مشبوهة على قطتك، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري فورًا.
صحة قطتك هي أولوية، ولا يوجد أفضل من الوقاية والتدخل المبكر لضمان راحتها وسعادتها.
الأسئلة الشائعة
ما هي الكلاميدوفيليا عند القطط؟
الكلاميدوفيليا عند القطط هي عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا من نوع Chlamydophila felis، وتُعرف أيضًا باسم الكلاميديا القططية. هذه العدوى تؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي العلوي والعينين، وتسبب التهابًا في الملتحمة (التهاب العين) مع إفرازات مائية أو صديدية من العين، بالإضافة إلى أعراض تنفسية مثل سيلان الأنف، العطس، والتهاب الحلق.
تنتقل العدوى عادةً بين القطط عن طريق الاتصال المباشر أو من خلال ملامسة الإفرازات الملوثة، ويمكن أن تنتشر في البيئات التي تتواجد فيها عدة قطط مثل الملاجئ أو العيادات البيطرية. الكلاميديا عند القطط أكثر شيوعًا في القطط الصغيرة أو الضعيفة المناعة.
الأعراض الرئيسية تشمل:
احمرار العينين مع إفرازات مائية أو صديدية.
التهاب ملتحمة العين يبدأ في عين واحدة ثم قد ينتقل إلى الأخرى.
سيلان الأنف والعطس.
أحيانًا فقدان الشهية والخمول.
في بعض الحالات، قد تتأثر الأعضاء التناسلية أو الجهاز التنفسي السفلي.
العلاج يتم عادة باستخدام المضادات الحيوية المناسبة تحت إشراف الطبيب البيطري، مع ضرورة العزل وتقليل انتشار العدوى بين القطط.
الكلاميديا مرض معدٍ لكنه قابل للعلاج، والوعي بأعراضه وطرق انتقاله يساعد في الوقاية والسيطرة عليه في القطط.
كيف تنتقل الكلاميدوفيليا بين القطط؟
تنتقل الكلاميدوفيليا عند القطط بشكل رئيسي عبر:
الاتصال المباشر بين القطط: عندما تتقارب القطط أو تلعب معًا، تنتقل البكتيريا من القطط المصابة إلى السليمة من خلال ملامسة إفرازات العين أو الأنف الملوثة.
البيئات الملوثة: مثل العيادات البيطرية، الملاجئ، أو المنازل التي تتواجد فيها عدة قطط، حيث تبقى البكتيريا حية على الأسطح أو الأدوات المشتركة مثل أطباق الطعام والشرب.
انتقال عبر الإفرازات: مثل إفرازات العين والأنف التي تحتوي على البكتيريا، والتي يمكن أن تنتقل عند لمسها أو عن طريق الهواء في بعض الحالات.
تناول الطعام أو الماء الملوث: قد يؤدي إلى انتقال العدوى إذا كانت القطط تشرب من مصادر ملوثة.
تُعد القطط الصغيرة والضعيفة المناعة أكثر عرضة للإصابة، كما أن إدخال قطط جديدة إلى المنزل دون فحص صحي يزيد من خطر انتشار العدوى.
لذلك، الوقاية تشمل العزل الفوري للقطط المصابة، النظافة الجيدة، وتعقيم الأدوات والأسطح، مع مراقبة القطط الجديدة قبل دمجها مع المجموعة.
انتقال الكلاميدوفيليا من القطط إلى الإنسان نادر الحدوث، لكنه ممكن عبر الاتصال المباشر مع القطط المصابة أو ملامسة إفرازاتها، لذا يُنصح باتخاذ تدابير وقائية عند التعامل مع القطط المرضى.
ما هي أعراض الكلاميدوفيليا عند القطط؟
أعراض الكلاميدوفيليا عند القطط تشمل بشكل رئيسي مشاكل في العين والجهاز التنفسي العلوي، وتظهر كما يلي:
التهاب العين (التهاب الملتحمة):
احمرار العينين مع زيادة إنتاج الدموع، وقد تلاحظ القطة تجنب الضوء وظهور رمش تشنجي. يبدأ الالتهاب عادة في عين واحدة ثم قد ينتقل إلى الأخرى، مع إفرازات مائية في البداية تتحول لاحقًا إلى إفرازات أكثر لزوجة وصديدية، وقد تظهر تقرحات في القرنية إذا لم يُعالج المرض سريعًا.
مشاكل الجهاز التنفسي العلوي:
عطس مستمر، التهاب الأنف مع إفرازات أنفية خفيفة، وسعال خفيف في بعض الحالات.
أعراض أخرى:
فقدان الشهية بشكل متغير، صعوبة في التنفس إذا تأثرت الحويصلات الهوائية والقصيبات الهوائية، وأصوات تنفس غير طبيعية عند الفحص بالسماعة البيطرية. أحيانًا قد تظهر حمى خفيفة وخمول.
تظهر الأعراض غالبًا في القطط الصغيرة بين عمر 2 إلى 6 أشهر، لكنها قد تصيب القطط في جميع الأعمار، ويمكن أن تكون العدوى أحيانًا بدون أعراض ظاهرة (عدوى تحت سريرية).
هذه الأعراض تستدعي مراجعة الطبيب البيطري لتشخيص الحالة بدقة وبدء العلاج المناسب بالمضادات الحيوية لمنع تفاقم المرض وانتشاره بين القطط الأخرى.
هل يمكن أن تنتقل الكلاميدوفيليا من القطط للإنسان؟
انتقال الكلاميدوفيليا (الكلاميديا) من القطط إلى الإنسان يُعتبر نادرًا جدًا، ولا يحدث إلا في حالات خاصة عند التفاعل المباشر مع القطط المصابة أو ملامسة إفرازاتها الملوثة.
طرق انتقال العدوى المحتملة من القطط للإنسان تشمل:
الاتصال المباشر مع القطط المصابة، مثل اللمس أو التقبيل.
التعرض للجسيمات الهوائية التي تحتوي على البكتيريا، مثل استنشاق فضلات القطط أو السوائل التنفسية الملوثة.
التلامس مع الأسطح أو الأشياء الملوثة بالبكتيريا في البيئة المحيطة.
رغم ذلك، فإن البشر أقل عرضة للإصابة بالكلاميديا من القطط مقارنة بحيوانات أخرى، وحالات الإصابة عند الإنسان نادرة جدًا. الفئات الأكثر عرضة تشمل أصحاب القطط، الأطفال، كبار السن، وأصحاب المناعة الضعيفة أو الأمراض المزمنة.
بالتالي، الكلاميدوفيليا عند القطط ليست مرضًا شائع الانتقال إلى الإنسان، ويمكن تقليل خطر الإصابة باتباع تدابير وقائية مثل غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القطط المصابة، وتجنب ملامسة إفرازاتها مباشرة.
المصادر
Upper Respiratory Infection (Chlamydia) in Cats – PetMD
Chlamydial Conjunctivitis in Cats s
Chlamydial Conjunctivitis in Cats (Feline Pneumonitis)
Chlamydiosis in Animals – Infectious Diseases
حول كاتب المقال


د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.














هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم