يُعد الكلورتتراسيكلين (Chlortetracycline) أحد المضادات الحيوية القديمة المنتمية إلى مجموعة التتراسيكلينات، وهي مجموعة واسعة الطيف تُستخدم في علاج العديد من أنواع العدوى البكتيرية.
رغم أن استخدام هذا الدواء في القطط ليس شائعاً مقارنةً بمشتقات أحدث مثل الدوكسيسيكلين، إلا أنّه يظل خياراً علاجياً في بعض الحالات المحددة عند توفره، خصوصاً ضد بعض البكتيريا الحساسة مثل المايكوبلازما والريكتسيا والسبيروكيتات والكلامييديا.
المقال التالي يضع بين يديك دليلاً متكاملاً عن هذا الدواء، يشرح آلية عمله، استخداماته، طريقة إعطائه، الجرعات الممكنة، محاذير الاستعمال، الآثار الجانبية، ونصائح مهمة لتفادي الأخطاء.
محتوى المقال
ما هو دواء الكلورتتراسيكلين؟
الكلورتتراسيكلين هو مضاد بكتيري واسع الطيف ينتمي لفئة “التتراسيكلينات”. تم تطويره ليكون قادراً على إيقاف نمو العديد من أنواع البكتيريا عبر تأثيره المثبِّط للبروتينات داخل الخلية البكتيرية.
يمكن استخدامه في الحيوانات الصغيرة مثل القطط في حالات العدوى الحساسة له، رغم أنّ استعماله الأكثر انتشاراً هو في الحيوانات الكبيرة وفي إضافات الأعلاف المخصصة للماشية والدواجن.
توفيره على شكل أقراص أو مساحيق أو مراهم، يجعله دواءً متعدد الاستخدامات، إلا أن التطبيق الموضعي والعلاجات المحددة هي الأكثر شيوعاً في القطط، بينما الاستعمال الجهازي (الفموي أو الحقني) نادر بسبب توفر بدائل أفضل وأقل إحداثاً للآثار الجانبية.
آلية عمل الكلورتتراسيكلين في جسم القطة
يعتمد الكلورتتراسيكلين في تأثيره المضاد للبكتيريا على منع تصنيع البروتينات داخل الخلايا البكتيرية. وتحديداً:
- يرتبط بشكل عكسي بوحدة 30S من الريبوسوم البكتيري.
- يمنع ارتباط الحمض النووي الناقل (tRNA) بالريبوسوم.
- يعطِّل عملية إطالة سلسلة الببتيد.
- يؤدي هذا إلى تثبيط نمو البكتيريا (bacteriostatic) وليس قتلها مباشرة.
أشارت المصادر الدوائية البيطرية إلى أنه قد يرتبط أيضاً بوحدة 50S الريبوسومية ويؤثر على نفاذية الغشاء البكتيري في بعض الحالات.
وهذه الآلية تجعل الدواء فعالاً ضد بكتيريا متنوعة، بما فيها:
- المايكوبلازما.
- الريكتسيا.
- اللولبيات (spirochetes).
- الكلايميديا.
- بعض أنواع البكتيريا إيجابية الغرام.
بينما تكون فعاليته ضعيفة ضد العديد من بكتيريا الجهاز الهضمي وسلبية الغرام مثل E. coli وKlebsiella بسبب المقاومة الشائعة.
لماذا يُوصف الكلورتتراسيكلين للقطط؟
رغم ندرته في القطط، إلا أنه قد يُستخدم في ظروف معينة لعلاج:
- عدوى المايكوبلازما وهي من الحالات التي تستجيب بشكل جيد لمجموعة التتراسيكلينات.
- عدوى الكلايميديا رغم أن الدوكسيسيكلين هو الخيار الأول، إلا أن الكلورتتراسيكلين يظل فعالاً عند توفره أو عند وجود مانع لاستخدام البدائل.
- بعض أنواع التهابات العين البكتيرية خصوصاً عند استخدام الكلورتتراسيكلين كمرهم موضعي.
- التهابات الجهاز التنفسي الناتجة من بكتيريا حساسة للدواء.
استخدامه في القطط والحيوانات الصغيرة نادر لأن امتصاصه محدود مقارنة بالتتراسيكلينات الأحدث مثل الدوكسيسيكلين، ولأن احتمال ظهور آثار جانبية أعلى في القطط تحديداً.
أشكال الدواء وطريقة إعطائه للقطط
تتوفر عدة أشكال من الكلورتتراسيكلين حسب الصناعات الدوائية، إلا أن الاستخدامات في القطط تقتصر عادة على:
الشكل الفموي (حبوب أو مسحوق)
وهو الشكل الأقل استخداماً، نظراً لعدم تحمّل القطط له جيداً وظهور تهيجات معوية واضحة بعد تناوله كما ورد في المصادر .
المرهم أو القطرات العينية
يغلب استخدامها في حالات:
- التهاب ملتحمة العين البكتيري.
- عدوى الكلايميديا العينية.
وهي آمنة نسبياً لأنها موضعية ولا تصل بكميات كبيرة إلى الدم.
المساحيق المضافة للطعام
غير شائعة في القطط، لكنها موجودة في الأسواق للأعلاف الحيوانية .
الحقن
غير مستعملة تقريباً في القطط لهذا النوع، بعكس الماشية.
الجرعات المناسبة للقطط
تختلف الجرعة باختلاف الحالة ونوع الشكل الدوائي، إلا أنّ الجرعات المذكورة في المصادر البيطرية للقطط هي:
- الجرعة الفموية: 25 mg/kg كل 6–8 ساعات للقطط، هذه الجرعة نظرية وتُستخدم فقط عند الضرورة وبإشراف طبي دقيق، نظراً لأن القطط لا تتقبله جيداً وقد تظهر أعراض هضمية شديدة.
- الجرعة الموضعية:تُطبَّق حسب تعليمات الشركة المصنعة (عادةً من 2 إلى 3 مرات يومياً في حالات التهابات العين).
ملاحظات مهمة حول الجرعات
- يجب تعديل الجرعات في حالات القصور الكلوي أو الكبدي لأن التتراسيكلينات تُطرح أساساً عبر الكلى وقد تتراكم عند ضعف الوظيفة .
- لا يُستخدم في القطط الصغيرة جداً لأنه قد يؤثر على تكوين الأسنان والعظام.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب الدواء فيها
فرط الحساسية للتتراسيكلينات
وهي مانع مطلق لاستخدام الدواء .
الحمل
لأن الدواء قد يسبب:
- تغيير لون الأسنان لدى الأجنة.
- تشوهات عظمية وقد شددت المصادر أن الحمل هو من الحالات التي يجب فيها تجنب الدواء إلا للضرورة القصوى.
أمراض الكلى أو الكبد
لأن الدواء قد يتراكم ويتسبب في:
- ارتفاع مادة البولينا BUN.
- مضاعفات كبدية خاصة مع تكرار الجرعات أو استخدامها بجرعات عالية.
صغار القطط
لأنه يؤثر في:
- نمو العظام.
- تطور الأسنان وقد يسبب اصفرارها أو تغيّر لونها إلى درجات داكنة.
إعطاؤه مع مكملات أو أطعمة غنية بالكالسيوم أو المغنيسيوم أو الحديد
لأن هذه العناصر تمنع امتصاصه بشكل كبير جداً عبر ارتباطها به (chelating) .
التأثيرات الجانبية المحتملة في القطط
اضطرابات الجهاز الهضمي
- قيء.
- إسهال.
- فقدان شهية.
- مغص وقد أشارت المصادر إلى أن القطط لا تتحمل التتراسيكلينات الفموية جيداً، وقد تظهر علامات الحمى والاكتئاب وفقدان الشعر في بعض الحالات.
تأثير على الأسنان والعظام
خصوصاً في:
- القطط الصغيرة.
- الأجنة داخل الرحم وقد يؤدي إلى تلوّن الأسنان الدائم بظلال صفراء أو بنية أو رمادية.
تأثر الكلى
ارتفاع البولينا أو تفاقم الفشل الكلوي إذا كان موجوداً مسبقاً.
الحساسية الضوئية
حتى في القطط، قد يسبب الدواء حساسية للشمس كما أشارت المصادر العامة للتتراسيكلينات.
فرط نمو الفطريات والبكتيريا غير الحساسة (superinfection)
نتيجة الاستعمال الطويل.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
قبل استخدام الدواء
- إجراء فحص سريري من قبل الطبيب البيطري.
- التأكد من عدم وجود حساسية سابقة للتتراسيكلينات.
- تجنب الاستخدام في القطط الصغيرة جداً أو الحوامل.
- إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أخرى تتناولها القطة.
- التحقق من وظائف الكلى والكبد عند الحاجة.
أثناء الاستخدام
- إعطاء الجرعة في موعدها وعدم مضاعفتها.
- عدم إعطائه مع الحليب أو الطعام الغني بالكالسيوم (الفترة الفاصلة يجب أن تكون 1–2 ساعة).
- مراقبة ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل القيء الشديد أو الخمول.
- الالتزام بالمدة التي يحددها الطبيب وعدم إيقاف العلاج مبكراً.
بعد انتهاء العلاج
- مراقبة القطة لأيام إضافية لأي أعراض غير معتادة.
- التأكد من أن القطة تستعيد شهيتها وحيويتها.
- عدم الاحتفاظ بالدواء للاستخدام دون وصفة مستقبلية.
أخطاء شائعة عند إعطاء الكلورتتراسيكلين للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاؤه مع الحليب أو منتجات الكالسيوم: يمنع امتصاصه تماماً.لذلك يجب فصل الجرعة عن الطعام بساعتين على الأقل.
- استخدامه في القطط الصغيرة: خطأ شائع وخطير لأنه قد يؤثر على نمو الأسنان والعظام.
- خلط الدواء مع أدوية أخرى دون استشارة الطبيب: مثل الأمينوغليكوزيدات أو البنسلينات، والتي قد تتداخل معه من حيث الفعالية .
- إعطاؤه في حالات القصور الكلوي دون مراقبة: قد يؤدي إلى تراكم خطير للدواء في الجسم.
- عدم إكمال مدة العلاج: ما يؤدي إلى مقاومة بكتيرية.
تحذير مهم
لا يجب أبداً استخدام دواء الكلورتتراسيكلين أو أي مضاد حيوي آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
الاستخدام الخاطئ قد يؤدي إلى:
- مقاومة بكتيرية.
- تسمم دوائي.
- تفاقم الحالة الصحية.
كما أن تحديد الجرعة وطريقة الإعطاء يعتمد بشكل مباشر على وزن القطة، عمرها، حالتها الصحية، ونوع العدوى.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم