تعد مشاكل الإمساك من أكثر الاضطرابات الهضمية شيوعاً لدى القطط، وقد تتراوح بين إمساك بسيط عابر إلى حالات أكثر تعقيداً مثل الانسداد القولوني أو تضخم القولون المزمن. وهنا يأتي دور الملينات (Laxatives) كخيار علاجي مهم يساعد في تليين البراز وتحفيز حركة الجهاز الهضمي.

يعتمد الأطباء البيطريون على عدة أنواع من الملينات، لكن أبرزها وأكثرها أماناً وفعالية للقطط هو اللاكتيولوز Lactulose.

تهدف هذه المقالة إلى تقديم شرح دقيق ومبسط حول الملينات المناسبة للقطط، مع التركيز على اللاكتيولوز من حيث طريقة عمله، استخداماته، جرعاته، موانع الاستعمال، آثاره الجانبية، وأهم النصائح لضمان العلاج الآمن.

ما هو اللاكتيولوز وما دوره كملين للقطط؟

اللاكتيولوز Lactulose هو سكر صناعي غير قابل للامتصاص في الأمعاء الدقيقة، ويُستخدم كملين أسموزي (Osmotic Laxative) يساعد على زيادة كمية الماء داخل القولون وبالتالي تليين البراز وتسهيل خروجه.

يُعد اللاكتيولوز من أكثر الملينات أماناً للاستخدام في القطط، خصوصاً في حالات الإمساك المزمن أو المرتبط بالجفاف أو بطء حركة الأمعاء.

يُصرف عادةً على شكل محلول فموي (شراب) بنكهة يسهل قبولها، ويُستخدم على نطاق واسع في المعالجات البيطرية.

آلية عمل اللاكتيولوز وكيف يؤثر في جسم القطة

تستند فعالية اللاكتيولوز إلى ثلاث آليات رئيسية:

زيادة امتصاص الماء داخل القولون

يتخمر اللاكتيولوز في القولون بواسطة البكتيريا النافعة، منتجاً أحماضاً عضوية خفيفة. هذه الأحماض تزيد الضغط الأسموزي داخل القولون، مما يؤدي إلى سحب الماء نحو تجويف الأمعاء. هذا الماء الزائد يلين البراز ويزيد حجمه، فيحفز حركة الأمعاء الطبيعية.

تحسين حركة الجهاز الهضمي

تخمر اللاكتيولوز وما ينتج عنه من تغيّر في بيئة القولون يعزز من الانقباضات الداعمة لحركة البراز، مما يساعد على التخلص من الإمساك بشكل طبيعي.

تأثيرات مفيدة إضافية

في الطب البشري يُستخدم اللاكتيولوز لتقليل مستويات الأمونيا في الدم، ورغم أن هذا الاستخدام أقل شيوعاً في القطط، إلا أن تأثيره اللطيف على الجهاز الهضمي يجعله خياراً آمناً في أغلب الحالات.

استخدامات الملينات للقطط ولماذا يتم وصفها

يتم وصف اللاكتيولوز والملينات عموماً في الحالات الآتية:

• علاج الإمساك بأنواعه:
  • الإمساك البسيط الناتج عن الجفاف أو قلة الحركة.
  • الإمساك الناتج عن الشعر المتراكم داخل الجهاز الهضمي.
  • الإمساك المزمن بسبب بطء حركة القولون.
• حالات تضخم القولون (Megacolon): يعد اللاكتيولوز جزءاً أساسياً من البروتوكول العلاجي للقطط المصابة بتضخم القولون، حيث يعمل على تليين البراز ومنع تراكم الكتل الصلبة.
• دعم الهضم لدى القطط كبيرة السن: تقل حركة الجهاز الهضمي مع التقدم في العمر، مما يجعل الملينات أحد الحلول المساعدة.
• خلال فترات التعافي بعد العمليات الجراحية: خصوصاً عمليات الحوض أو البطن التي قد يرافقها بطء مؤقت في حركة الأمعاء.

أشكال الملينات المتاحة للقطط وطرق إعطائها

• اللاكتيولوز (Lactulose) – شراب فموي: وهو الشكل الأساسي المستخدم في القطط. يتم إعطاؤه بواسطة سرنجة فموية أو من خلال خلطه بكمية صغيرة من الطعام.
• ملينات أخرى: قد يستخدم الأطباء البيطريون أنواعاً أخرى في الممارسة العملية مثل:
  • ملينات التشحيم مثل الزيوت المعدنية (تُستخدم بحذر شديد).
  • ملينات الألياف مثل الـ Psyllium.
  • ملينات أسموزية أخرى مثل PEG 3350.

لكن اللاكتيولوز يبقى الأكثر توثيقاً وأماناً للقطط، كما ورد في المصدر العلمي المذكور.

الجرعات المناسبة للقطط

الجرعة الموصى بها للقطط من اللاكتيولوز هي 0.5 – 1 مل لكل كغ من وزن القطة، تعطى فموياً مرتين يومياً.

وقد يتم تعديل الجرعة بناءً على عدة عوامل:

• وزن القطة: القطط الصغيرة تحتاج جرعات أقل، بينما قد تحتاج القطط الكبيرة لجرعات أعلى لضمان الفعالية.
• شدة الإمساك:
  • الحالات البسيطة قد تحتاج الحد الأدنى من الجرعة.
  • الحالات الشديدة قد تستلزم الحد الأعلى أو زيادة عدد مرات الإعطاء.
• العمر والحالة الصحية: القطط كبيرة السن أو التي تعاني من مشاكل كبدية أو كلوية يجب متابعتها عن قرب.
• الاستجابة للعلاج: يعدل الطبيب الجرعة بشكل تدريجي حتى يتم الوصول إلى ليونة براز مناسبة دون حدوث إسهال.

موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الملين فيها

على الرغم من أمان اللاكتيولوز، إلا أن هناك حالات يجب فيها تجنب استخدامه:

• الاشتباه في وجود انسداد معوي كامل: الملينات قد تزيد من الضغط داخل الأمعاء وتفاقم الحالة.
• الإسهال أو التهيج المعوي: استخدام الملينات في هذه الحالات قد يؤدي إلى فقدان سوائل أكبر.
• الحساسية تجاه مادة اللاكتيولوز: وهي حالات نادرة جداً.
• أمراض معينة في الجهاز الهضمي تتطلب تدخلاً جراحياً: مثل الانغلاف أو الانسداد بالجسم الغريب.

التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

تشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً:

• الإسهال: يظهر عند زيادة الجرعة. الحل هو تقليل كمية الدواء تدريجياً.
• الغازات والانتفاخ: تظهر نتيجة تخمر اللاكتيولوز داخل القولون. عادةً تكون خفيفة وتختفي.
• الجفاف: في حال حدوث إسهال متكرر، فقد تفقد القطة سوائل إضافية، مما يتطلب متابعة وعلاجاً سريعاً.
• تغير الشهية: نادراً ما يحدث، ولكنه قد يظهر في بعض القطط الحساسة.

عند ظهور أي أعراض غير طبيعية، يجب إيقاف الدواء فوراً واستشارة الطبيب البيطري.

نصائح مهمة قبل استخدام الملينات وبعده

• تأكد من تناول القطة كميات كافية من الماءالملينات الأسموزية تحتاج ماءً لإتمام عملها.
• تقديم غذاء غني بالألياف عند الإمكان: يزيد من فعالية العلاج ويساعد على تنظيم حركة الأمعاء.
• تجنب تغيير الجرعة دون استشارة الطبيب: زيادة الجرعة قد تؤدي إلى إسهال شديد وفقدان السوائل.
• مراقبة براز القطة خلال الأيام الأولى للعلاج: وذلك لضبط الجرعة بناءً على الاستجابة.
• إعطاء الدواء في موعد محدد يومياً: للحفاظ على انتظام حركة الجهاز الهضمي.

أخطاء شائعة عند إعطاء الملينات للقطط وكيفية تجنبها

• إعطاء الزيوت المعدنية مباشرة في الفم: قد يسبب ذلك استنشاق الزيت ودخوله الرئتين، مما يؤدي إلى التهاب رئوي خطير.
• استخدام الملينات البشرية دون استشارة بيطرية: بعض الأنواع قد تكون سامة جداً للقطط.
• الاعتماد على الملينات فقط دون علاج السبب: قد يكون الإمساك علامة على مرض أعمق مثل الجفاف أو ألم المفاصل أو تضخم القولون.
• التوقف عن العلاج فجأة قبل تنظيم حركة الأمعاء: مما قد يؤدي إلى عودة الإمساك.

تحذير

جميع المعلومات الواردة هنا مقدمة لغرض التوعية البيطرية فقط.

لا يجب استخدام أي نوع من الملينات أو تعديل الجرعات دون استشارة الطبيب البيطري المختص، فكل قطة تختلف عن الأخرى في العمر، الوزن، التاريخ الطبي، والاستجابة للأدوية.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.