اسباب انخفاض سكر القطط واعراضه وعلاجه

انخفاض سكر القطط، المعروف طبيًا باسم “نقص سكر الدم” (Hypoglycemia)، هو انخفاض غير طبيعي في تركيز الجلوكوز (السكر) في دم القطة . 
الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة في جسم القطة، والدماغ بشكل خاص يعتمد عليه بشكل حيوي لأداء وظائفه؛ لذا فإن انخفاض مستوياته يؤثر على وظائف الدماغ وقد يؤدي إلى الضعف، النعاس، الارتباك، الغيبوبة، وقد تكون حالة مهددة للحياة، خاصة للقطط الصغيرة .
أسباب انخفاض سكر القطط:
ينتج انخفاض سكر الدم عن حالات كامنة تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، إطلاقه، أو تخزينه، حيث إن الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم . 
من أبرز هذه الأسباب:
داء السكري وجرعات الأنسولين الزائدة: القطط المصابة بداء السكري التي تتلقى حقن الأنسولين قد تصاب بنقص سكر الدم إذا تلقت جرعة زائدة من الأنسولين أو تداخلت جرعتان .
أمراض البنكرياس:
أورام البنكرياس: خاصة الأورام التي تشمل الخلايا التي تفرز الأنسولين، حيث تزيد المستويات الزائدة من الأنسولين من خفض الجلوكوز في الدم .
أمراض الكبد:
أورام الكبد: قد تؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بسبب اختلال تخزين الجليكوجين .
تلف وتندب الكبد: يؤثر على قدرة الكبد على تحويل الجليكوجين المخزن إلى جلوكوز .
مرض تخزين الجليكوجين: وهي حالة وراثية نادرة تمنع العضلات والكبد من تخليق الجليكوجين المخزن بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم الجليكوجين بدلاً من تحويله إلى جلوكوز .
اضطرابات الغدد الصماء:
مرض أديسون (قصور الغدد الكظرية): يؤثر على إنتاج هرمون الكورتيزول الذي يوازن تأثيرات الأنسولين .
اضطرابات هرمونية ناجمة عن سرطان القطط لا تشمل البنكرياس .
نقص تناول الجلوكوز:
فقدان الشهية أو سوء التغذية الشديد أو الجوع: يؤدي إلى نقص الجلوكوز المتاح للجسم .
القيء الغزير أو المتكرر: يمنع امتصاص الجلوكوز من الطعام .
استهلاك الجلوكوز بشكل مفرط:
التمرين المفرط أو اللعب الطويل: يستهلك كميات كبيرة من الجلوكوز .
الحمل .
السرطان .
الالتهابات البكتيرية الشديدة (تسمم الدم) .
زيادة حقيقية في عدد خلايا الدم الحمراء .
القطط الصغيرة: تكون أكثر عرضة لنقص سكر الدم .
انخفاض سكر الدم هو مؤشر على مشكلة صحية أساسية تتطلب علاجًا سريعًا لمنع تطور الحالة إلى مستويات خطيرة .

أعراض انخفاض سكر الدم عند القطط التحذيرية تشمل علامات واضحة يمكن ملاحظتها مبكرًا، وهي:
النوبات والتشنجات العضلية اللا إرادية، والتي قد تظهر بشكل مفاجئ.
شلل جزئي في الأطراف الخلفية، مما يسبب مشية غير مستقرة أو صعوبة في الحركة.
الضعف العام والخمول والاكتئاب، حيث تصبح القطة أقل نشاطًا وتميل للنوم أكثر.
سلوك غير طبيعي مثل الارتباك، العصبية، أو حركات الرأس اللاإرادية.
زيادة الشهية رغم وجود ضعف عام، وأحيانًا زيادة الوزن.
زيادة التبول والعطش، مع عدم تحمل التمارين والنشاط.
التنفس السريع والغثيان والرعشة.
اتساع حدقة العين.
النعاس والارتباك، وقد تتطور الحالة إلى الغيبوبة والموت إذا لم تُعالج بسرعة.
هذه الأعراض قد تكون متقطعة في البداية، لكنها تشير إلى حاجة ماسة لفحص طبي بيطري عاجل لتشخيص السبب وعلاج انخفاض سكر الدم قبل تفاقم الحالة.

القطط الأكثر عرضة لـ انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia) هي:
القطط الصغيرة والرضع: بسبب احتياجاتها العالية للطاقة وعدم قدرة جسمها على تخزين الجلوكوز بشكل كافٍ، مما يجعلها أكثر عرضة لنقص السكر عند الجوع أو المرض.
القطط المصابة بمرض السكري: خاصة إذا تلقت جرعات زائدة من الأنسولين أو حدث تداخل في الجرعات، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم.
القطط التي تعاني من أورام في البنكرياس: خصوصًا الأورام التي تفرز الأنسولين بشكل مفرط، مما يسبب انخفاضًا مستمرًا في السكر.
القطط التي تعاني من أمراض الكبد: مثل التهاب الكبد الحاد، تليف الكبد، أو اضطرابات تخزين الجليكوجين التي تؤثر على قدرة الكبد على تنظيم السكر في الدم.
القطط التي تعاني من اضطرابات هرمونية: مثل قصور الغدد الكظرية (مرض أديسون) أو اضطرابات أخرى تؤثر على توازن الأنسولين والجلوكوز.
القطط التي تعاني من سوء التغذية أو الجوع الشديد: نقص تناول الطعام يؤدي إلى انخفاض الجلوكوز المتاح للطاقة.
القطط التي تمارس نشاطًا مفرطًا أو تمرينات شاقة: إذ يستهلك الجسم الجلوكوز بشكل أسرع مما يتم تعويضه.
القطط الحوامل أو المصابة ببعض أنواع السرطان أو العدوى الشديدة: حيث تزداد متطلبات الطاقة أو يحدث استهلاك مفرط للجلوكوز.
بالإضافة إلى ذلك، القطط التي تعاني من أمراض مزمنة أو تتلقى أدوية تؤثر على الأنسولين أو الأيض تكون أكثر عرضة لانخفاض سكر الدم.

في حالة انخفاض سكر القطط الطارئ في المنزل، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات الإسعافية السريعة قبل التوجه للطبيب البيطري، وهي:
فرك شراب الذرة أو محلول ديكستروز 50% على أنسجة الفم وبطانة الخد بلطف، حيث يمتص السكر من خلال الأغشية المخاطية بسرعة، مما يساعد على رفع مستوى السكر في الدم مؤقتًا.
إعطاء القطة الطعام فورًا بمجرد أن تستعيد القدرة على البلع، ويفضل أن يكون طعامًا يحتوي على نسبة معتدلة من الدهون، البروتين، والكربوهيدرات المعقدة لتثبيت مستوى السكر.
مراقبة القطة عن كثب لملاحظة أي علامات تكرار الأعراض أو تفاقمها.
عدم محاولة إعطاء الأدوية عن طريق الفم أثناء النوبة أو إذا كانت القطة غير قادرة على البلع، لأن ذلك قد يسبب اختناقًا.
نقل القطة إلى الطبيب البيطري بأسرع وقت ممكن لتلقي العلاج المناسب، مثل التسريب الوريدي بالديكستروز، وفحص السبب الأساسي لانخفاض السكر.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كانت القطة تستجيب ولا تعاني من القيء، يجب تقديم وجبات صغيرة ومتكررة كل 3 إلى 5 ساعات تحتوي على مكونات غذائية متوازنة، مع تجنب السكريات البسيطة التي قد تسبب تقلبات حادة في مستوى الجلوكوز.

علاج انخفاض سكر الدم الحاد عند القطط في العيادة البيطرية يشمل:
الإسعاف الفوري برفع مستوى السكر في الدم عبر التسريب الوريدي بمحلول ديكستروز (سكر الجلوكوز) بتركيز 50% أو 2.5% حسب حالة القطة وشدة الانخفاض، وذلك لرفع مستوى الجلوكوز بسرعة في الدم.
علاج المرض الأساسي المسبب لانخفاض السكر، مثل ضبط جرعات الأنسولين في القطط المصابة بالسكري، أو علاج الأورام أو أمراض الكبد إذا كانت هي السبب.
تقييد نشاط القطة حسب حالتها الصحية لتقليل استهلاك الجلوكوز.
تقديم نظام غذائي مناسب يحتوي على وجبات معتدلة الدهون والبروتين والكربوهيدرات المعقدة، مع زيادة تكرار الوجبات لمنع تذبذب مستوى السكر.
في بعض الحالات التي يكون فيها السبب ورمًا في البنكرياس أو شريانًا مختصرًا غير طبيعي، قد تتطلب القطة إجراء جراحة لإزالة السبب.
المتابعة المستمرة لمستويات الجلوكوز في الدم لضبط العلاج وتجنب نوبات انخفاض السكر المتكررة.

نعم، يمكن الوقاية من انخفاض سكر الدم عند القطط باتباع خطوات مهمة تركز على التحكم في العوامل المسببة، خاصة لدى القطط المصابة بمرض السكري، وتشمل:
إدارة مرض السكري بشكل دقيق:
من خلال الالتزام بالعلاج بالأنسولين المناسب والجرعات المضبوطة تحت إشراف الطبيب البيطري، إذ أن الجرعات الزائدة قد تسبب انخفاضًا حادًا في السكر.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن:
يفضل تقديم نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتين والدهون، حيث يساعد هذا النظام في تحسين تنظيم نسبة السكر في الدم وتقليل تقلباته.
كما يُنصح بتقديم وجبات صغيرة ومتكررة للحفاظ على مستوى ثابت للجلوكوز، خاصة للقطط الصغيرة أو التي تعاني من مشاكل في التمثيل الغذائي.
المراقبة المستمرة لمستوى السكر في الدم:
إجراء فحوصات دورية لمتابعة مستويات الجلوكوز، وضبط جرعة الأنسولين بناءً على النتائج لتجنب نقص السكر.
تجنب فترات الصيام الطويلة:
خاصة للقطط المصابة بالسكري أو القطط الصغيرة، حيث يؤدي الجوع لفترات طويلة إلى انخفاض مستويات السكر بسرعة.
مراقبة نشاط القطة وتعديل التمارين:
النشاط المفرط قد يستهلك الجلوكوز بشكل سريع، لذا يجب ضبط مستوى النشاط حسب حالة القطة الصحية.
التعامل السريع مع أي أعراض تحذيرية:
مثل الضعف، الرعشة، أو التشنجات، بوضع محلول سكري أو شراب حلو على لثة الفم والاتصال بالطبيب البيطري فورًا.
التشخيص المبكر والعلاج المناسب:
الكشف المبكر عن مرض السكري أو أي اضطرابات أخرى تساعد في الوقاية من مضاعفات انخفاض السكر.

للتعامل مع قطة مصابة بالسكري وتجنب انخفاض سكر الدم، يجب اتباع خطوات دقيقة تشمل:
إعطاء الأنسولين بانتظام ووفق الجرعات المقررة من الطبيب البيطري، مع الالتزام بجدول الحقن (عادة كل 12 ساعة) وعدم تغيير الجرعات أو التوقيت دون استشارة الطبيب.
اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتين والدهون، حيث يساعد هذا النظام في تحسين تنظيم مستوى السكر في الدم وتقليل تقلباته، ويفضل تقديم وجبات صغيرة ومتكررة أو السماح بالتغذية الحرة حسب توصية الطبيب.
مراقبة القطة بشكل دوري، من خلال متابعة وزنها، شهيتها، استهلاكها للماء، ونشاطها، بالإضافة إلى فحوصات دورية لمستوى الجلوكوز في الدم لضبط جرعة الأنسولين حسب الحاجة.
تجنب فترات الصيام الطويلة، لأن الجوع قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر، لذا يجب التأكد من توفر الطعام بانتظام.
تسجيل ملاحظات يومية عن توقيت الأنسولين، نوع وكمية الطعام، وأي تغيرات في سلوك القطة، لمساعدة الطبيب البيطري في تقييم الحالة وضبط العلاج.
التصرف السريع عند ظهور أعراض انخفاض السكر مثل الضعف، الرعشة، أو التشنجات، من خلال إعطاء القطة محلول سكري أو شراب ذرة على لثة الفم فورًا، ثم التوجه للطبيب البيطري.
الالتزام بالمتابعة الطبية المنتظمة لضمان استقرار الحالة وتجنب المضاعفات.