يُعدّ دواء باكلوفين Baclofen واحدًا من الأدوية المعروفة في الطب البشري كمُرخٍّ للعضلات، ويعمل بشكل أساسي على الجهاز العصبي المركزي.
رغم أنّ استخدامه شائع في الإنسان وبعض الحيوانات كالكلاب، إلا أنّ استعماله في القطط محدود للغاية وغير آمن في العديد من الحالات، بسبب حساسية القطط الشديدة لهذا الدواء وارتفاع خطر التسمم حتى بالجرعات الصغيرة جدًا. لذلك فإن أي استخدام له في القطط يجب أن يكون نادرًا، وتحت إشراف طبيب بيطري متخصص فقط.
يهدف هذا المقال لتقديم شرح علمي مبسّط واحترافي حول الدواء، آلية عمله، مخاطره، طريقة إعطائه، الجرعات، الأعراض الجانبية، والتحذيرات الضرورية، بما يناسب النشر في مدونة بيطرية تعليمية.
محتوى المقالة
ما هو دواء باكلوفين؟
باكلوفين هو مرخّي للعضلات يعمل على مستوى الحبل الشوكي، ويُعرف كيميائيًا بأنه مادة بلورية بيضاء إلى مائلة لِلبياض، قليلة الذوبان في الماء. يُستخدم بشكل رئيسي لتخفيف التشنجات العضلية في البشر، إضافةً إلى بعض الاستعمالات في الطب البيطري، لكن غالبًا في الكلاب وليس القطط.
لا توجد مستحضرات بيطرية خاصة بالدواء، وجميع أشكاله المتوفرة هي مستحضرات بشرية مثل:
- أقراص فموية بتركيز 10–20 ملغ.
- محاليل حقن داخل القناة الشوكية (intrathecal) بتركيزات مختلفة.
آلية عمل باكلوفين في جسم القطة
يعمل الباكلوفين من خلال:
- التأثير على مستقبلات GABA-B في الجهاز العصبي المركزي.
- تثبيط الإشارات العصبية بين الخلايا المسؤولة عن تقلص العضلات.
- خفض فرط نشاط الأعصاب الحركية في الحبل الشوكي ما يؤدي إلى ارتخاء العضلات.
هذه الآلية قد تكون مفيدة في السيطرة على بعض حالات التشنجات الشديدة، لكنها في القطط قد تؤدي إلى تثبيط زائد للجهاز العصبي المركزي وبالتالي ظهور أعراض خطيرة مثل صعوبة التنفس، انخفاض درجة الحرارة، فقدان الوعي، أو حتى الغيبوبة.
هل يستخدم باكلوفين لعلاج القطط؟
في الواقع، استخدامه في القطط نادر جدًا وغير مفضل، وفقًا للبيانات الدوائية المتاحة، فإن القطط تُظهر حساسية عالية تجاه الباكلوفين، وقد تم تسجيل العديد من حالات التسمم عند جرعات صغيرة للغاية.
لماذا يصعب استخدامه في القطط؟
- هامش الأمان ضيق للغاية.
- يظهر في القطط أعراض سمية حتى عند جرعات منخفضة جدًا.
- لا توجد جرعات بيطرية آمنة مثبتة للقطط في المراجع.
- معظم استخداماته البيطرية موجهة للكلاب (مثل علاج احتباس البول الناتج عن ارتفاع مقاومة الإحليل).
إذن، متى قد يصفه الطبيب البيطري؟
في حالات نادرة جدًا، قد يتم وصفه تحت إشراف صارم لعلاج:
- حالات تشنج عضلي حاد وصعب السيطرة عليه.
- إصابات عصبية شديدة.
- أمراض معينة تترافق مع تصلّب العضلات.
ولكن بسبب خطر السمية المرتفع فإنه يوجد بدائل أكثر أمانًا تُفضل في القطط.
أشكال الدواء وكيفية إعطائه للقطط
رغم أن الدواء غير مخصص للقطط، إلا أن الأشكال المتوفرة طبيًا تشمل:
الأقراص الفموية
- أكثر شكل متوفر.
- يمكن للطبيب أن يطلب من صيدلية بيطرية تحضير معلق فموي معاد تركيبه من الأقراص عند الحاجة.
- توجد وصفات تحضير دوائي موثقة لتحويل الأقراص إلى معلق ثابت لمدة 60 يومًا.
الحقن داخل القناة الشوكية (intrathecal)
- هذه الطريقة حصرية في الطب البشري عادة.
- لا تُستخدم نهائيًا في القطط خارج العمليات الطبية المتقدمة جدًا.
هل يُعطى كمرهم أو شراب معدّ مسبقًا؟
- لا توجد منتجات بيطرية جاهزة للقطط.
- أي استخدام يكون بإعادة تركيب الدواء من الأقراص البشرية فقط.
الجرعات المناسبة للقطط
لا توجد جرعة آمنة موثقة للقطط في المراجع البيطرية. جميع الجرعات المسجلة تخص الكلاب فقط (1–2 ملغ/كغ كل 8 ساعات).
أما في القطط، فقد تم تسجيل حالات تسمم شديدة بعد تناول كميات صغيرة جدًا وصلت إلى:
- 1.3 ملغ/كغ فقط ⬅ تسببت في أعراض حادة.
- جرعات ضئيلة ⬅ سببت فقدان التوازن والقيء واضطرابات خطيرة.
الخلاصة
- القطط تحتاج جرعات متناهية الصغر إن استخدمت (micro-doses)، وهذه لا يجب تحديدها إلا بواسطة الطبيب.
- أي خطأ بسيط في الجرعة قد يسبب تسممًا خطيرًا.
موانع الاستعمال
يُمنع أو يُتجنّب استخدام باكلوفين في القطط في الحالات التالية:
- أمراض الكبد أو الكلى ⬅ لأن إخراج الدواء يعتمد على الكليتين.
- مشاكل تنفسية ⬅ لأن الدواء يثبّط الجهاز التنفسي.
- اضطرابات عصبية مسبقة.
- القطط الصغيرة أو الضعيفة أو الكبيرة في السن.
- الحمل والرضاعة.
- استخدام أدوية أخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي.
كما يجب عدم إيقاف الدواء فجأة في حال كان يُستخدم، لأن ذلك قد يؤدي إلى تشنجات أو هذيان، كما هو موثق في الاستخدام البشري.
الأعراض الجانبية المحتملة في القطط
تُظهر الملفات المرفقة بيانات حول تأثير الدواء السمي في القطط، ومن الأعراض المسجلة:
- الترنّح (عدم التوازن).
- القيء.
- اتساع حدقة العين (mydriasis).
- انخفاض حرارة الجسم.
- الخمول الشديد.
- انخفاض الوعي.
- صعوبة أو بطء التنفس.
- تشنجات.
- فقدان الاستجابة.
- في الحالات الشديدة ⬅ غيبوبة أو وفاة.
ماذا تفعل إذا ظهرت أعراض جانبية؟
- اتصل فورًا بالطبيب البيطري: الوقت مهم جدًا.
- يمكن للطبيب القيام بإجراءات:
- تفريغ المعدة إذا كان الابتلاع حديثًا.
- تجنب المليّنات المحتوية على المغنيسيوم لأنها تزيد التثبيط العصبي.
- إعطاء سوائل وريدية لإخراج الدواء.
- دعم التنفس عبر أجهزة التنفس الصناعي عند اللزوم.
- إعطاء أدوية لعلاج التشنجات.
- استخدام مستحضر الدهون الوريدية كعلاج محتمل لأنها ترتبط بالدواء الدهني وتقلل سميّته.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء للقطط
- استخدام جرعة بشرية للقط ⬅ قد يؤدي إلى وفاة.
- الاعتماد على وصفات من الإنترنت دون الرجوع للطبيب.
- الاعتقاد بأن الجرعات الصغيرة آمنة ⬅ القطط حسّاسة للغاية.
- إعطاء الدواء مع أدوية مهدئة أخرى.
- ترك الأقراص في متناول القطة ⬅ تم تسجيل حالات تسمم نتيجة ابتلاع أقراص عن طريق الخطأ.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء
- لا تستخدم باكلوفين إلا إذا وصفه الطبيب البيطري تحديدًا للقط.
- تأكد من وزن القطة بدقة قبل حساب أي جرعة.
- التزم تمامًا بتعليمات الطبيب.
- لا تستخدم أي منتج بشري آخر ظنًا أنه مشابه.
- خزّن الدواء بعيدًا عن الحيوانات.
- راقب القطة عن قرب خلال الساعات الأولى من العلاج.
- لا توقف الدواء فجأة بدون توجيه طبي.
نصائح مهمة بعد الاستخدام
- راقب التنفس والوعي وحركة القطة.
- حافظ على تدفئة جسم القطة إذا بدا عليها انخفاض الحرارة.
- إذا ظهرت أي علامات غير طبيعية (حتى لو كانت بسيطة) تواصل مع الطبيب فورًا.
- التزم بالمواعيد المحددة للمتابعة.
تحذير
دواء باكلوفين ليس دواءً آمنًا للقطط، واستخدامه يجب أن يكون محدودًا للغاية وبإشراف بيطري صارم. لا يجوز نهائيًا استخدام أي جرعة من هذا الدواء دون استشارة طبيب بيطري مختص، لأن الحد الفاصل بين الجرعة المفيدة والجرعة السامة ضئيل جدًا في القطط.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم