تحميم القطط الصغيرة يُعد عملية حساسة تتطلب فهمًا عميقًا لسلوكها الفطري واحتياجاتها الفسيولوجية، ومع هذا الفهم والتطبيق العملي سيصبح تحميم قطتك الصغيرة تجربة ممتعة لها على مدى الايام القادمة.
على عكس الكلاب، تتمتع القطط بقدرة عالية على تنظيف نفسها بنفسها، وعادةً ما تفضل الابتعاد عن الماء. لكن في بعض الحالات، قد يصبح الاستحمام ضروريًا لضمان صحة ونظافة القطة، خاصة إذا كانت متسخة بشكل كبير أو تحتاج إلى علاج طبي.
لذلك سنأخذك في هذا المقال الشامل الى كل ما تتطلبه عملية تحميم القطط الصغيرة وفوائده ومحاذيره والطريقة الصحيحة لتحميم قطتك حتى يكون الحمام بالنسبة لها روتيناً لا تخاف منه ويجلب لها الصحة والسعادة ويجنبها الامراض الجلدية في بعض الاحيان.
متى يكون الاستحمام ضروريًا للقطط الصغيرة؟
الاستحمام للقطط الصغيرة ليس ضروريًا في الأحوال العادية في الأسابيع الثمانية الأولى من حياتها، لأن أمهاتها تقوم بتنظيفها بانتظام بلعق جسدها، مما يحافظ على نظافتها ويحفّز نموها العصبي والجسماني.
ومع ذلك، هناك بعض الحالات المحددة التي يصبح فيها الاستحمام ضروريًا ومفيدًا لصحة القطط الصغيرة، بشرط أن يتم بطريقة آمنة ومدروسة وتحت ظروف محكمة. من أهم هذه الحالات:
- اتساخ فراء القطط الصغيرة بمواد ضارة أو لزجة: إذا علقت مواد سامة، أو زيوت، أو طلاء، أو فضلات جافة في فراء القطة الصغيرة، فيجب تنظيفها فورًا لأن القطة قد تلعق نفسها وتبتلع هذه المادة، مما يسبب لها تسممًا أو اضطرابًا هضميًا. في هذه الحالة يُستعمل ماء دافئ (وليس ساخن) مع شامبو مخصص للقطط الصغيرة، ويُغسل الموضع فقط دون تعريض جسمها كله للماء.
- إصابة القطط الصغيرة بالطفيليات الخارجية مثل البراغيث: في حال وجود إصابة شديدة بالبراغيث أو القمل، يمكن أن يُوصي الطبيب البيطري بالاستحمام باستخدام شامبو طبي آمن بالنسبة لعمر القطة، ثم تجفيفها بسرعة للحفاظ على حرارة جسمها. فالبراغيث في القطط الصغيرة قد تسبب فقر دم حاد أو ضعف المناعة، لذا يُعد التنظيف علاجًا مكملاً عند الضرورة.
- الإهمال من الأم أو اليُتم: إذا كانت القطة الصغيرة يتيمة أو لا تقوم الأم بتنظيفها، يحتاج المربي إلى القيام بدور الأم من خلال تنظيف الفراء بقطعة قماش مبللة دافئة. وعند وجود أوساخ لا تزول بهذه الطريقة، يمكن اللجوء إلى استحمام سريع وخفيف لتجنب التهابات الجلد أو تراكم الأوساخ التي قد تؤدي إلى العدوى.
- الحالات الطبية الخاصة: قد يوصي الطبيب البيطري بالاستحمام في بعض الحالات الجلدية، مثل التهابات فطرية أو حساسية جلدية، ولكن يتم ذلك فقط وفق إرشادات دقيقة لتجنب انخفاض حرارة الجسم أو الإجهاد.
انتبه الى النصائح المهمة التالية عند استحمام القطط الصغيرة:
- أقل من 8 أسابيع: لا يُنصح بتحميم القطط التي تقل أعمارها عن 8 أسابيع (شهرين). إذا كانت القطة متسخة جدًا أو تعرضت لمواد ضارة، فمن الأفضل مسح المناطق المتسخة بلطف باستخدام قطعة قماش ناعمة مبللة بماء دافئ فقط. تجنب غمر القطة بالماء لمنع فقدان حرارة الجسم.
- من 8 أسابيع إلى 6 أشهر: يمكن تحميم القطط في هذا العمر إذا كانت متسخة بشكل كبير أو تحتاج إلى علاج للبراغيث. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بحذر شديد وبتكرار منخفض.
- فوق 6 أشهر: تختلف تكرارية الاستحمام بناءً على نوع الفراء. القطط قصيرة الشعر قد تحتاج إلى استحمام كل 4-8 أسابيع، بينما القطط طويلة الشعر قد تحتاج إلى استحمام كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. القطط عديمة الشعر قد تحتاج إلى استحمام أسبوعي بسبب تراكم الزيوت على بشرتها.
الاستعداد لعملية الاستحمام
التحضير الجيد هو مفتاح نجاح عملية تحميم القطة الصغيرة وجعلها تجربة إيجابية قدر الإمكان. القطة ستشعر بالراحة والأمان إذا كانت جميع الأدوات جاهزة والمكان مهيئًا.
تجهيز المكان والأدوات
- اختيار مكان الاستحمام: اختر مكانًا هادئًا ودافئًا ومغلقاً وخاليًا من التيارات الهوائية. يمكن استخدام حوض صغير أو وعاء مخصص لاستحمام الحيوانات الأليفة. تأكد من أن الحوض ليس عميقًا جدًا وأن القطة تستطيع الوقوف فيه وهي مرتاحة.
- ضبط درجة حرارة الماء: املأ الحوض بماء فاتر. درجة الحرارة المثالية للماء حوالي 37–39 درجة مئوية، وهذه الدرجة قريبة من درجة حرارة جسم القطة. تجنب الماء الساخن أو البارد جدًا، فجلد القطط حساس جدًا (البرودة أو الحرارة الزائدة قد تسبب صدمة حرارية أو إجهاد القطط الصغيرة).
- اختيار الشامبو المناسب: استخدم شامبو خاص للقطط (خالي من المواد العطرية أو الكحولية)، ويفضل أن يكون مخصصًا للقطط الصغيرة أو الحساسة. الشامبو البشري أو أنواع الصابون الأخرى قد تكون قاسية على بشرة القطط وتسبب جفافًا أو تهيجًا لجلدها. تأكد من قراءة التعليمات على عبوة الشامبو.
- تحضير المناشف: جهّز مناشف ناعمة وجافة ودافئة (يمكن تدفئتها في مجفف الملابس قبل استخدامها بفترة قصيرة) لتجفيف القطة فورًا بعد الاستحمام. قد تحتاج إلى منشفة أو اثنتين.
- تحضير إسفنجة أو قطعة قماش صغيرة.
- تحضير مجفف شعر بدرجة حرارة منخفضة (اختياري).
- أدوات إضافية: احضر كوبًا صغيرًا لصب الماء، أو بخاخ ماء لطيف. قد تحتاج أيضًا إلى فرشاة خاصة بالقطط لتمشيط الفراء قبل وبعد الاستحمام.


خطوات تحميم القطط الصغيرة
تتطلب عملية تحميم القطة الصغيرة الصبر واللطف ومع الأيام تكتسب الخبرة الضرورية أيضاً. الهدف هو جعل التحميم أقل توترًا قدر الإمكان لكل من القطة ومربيها.
تحميم القطط الصغيرة خطوة بخطوة
- تهدئة القطة: قبل بدء الاستحمام، احمل قطتك الصغيرة بلطف وتحدث إليها بصوت هادئ. فاللمس اللطيف يقلل من توترها وخوفها الذي قد يؤدي إلى مقاومتها الشديدة للإستحمام.
- التعويد التدريجي: إذا كانت القطة لا تحب الماء، حاول تعويدها تدريجيًا. يمكنك البدء بذلك بوضع بعض العابها في الحوض الفارغ، ثم إضافة كمية قليلة من الماء الدافئ. اجعل الأمر يبدو وكأنه من أوقات لعبها.
- بلّ الجزء السفلي أولاً: ضع القطة برفق في الماء بحيث تبتل الأرجل والبطن أولًا. لا تصب الماء مباشرة على الرأس أو الوجه أو الأذنين، احرص على عدم غمر القطة بالكامل، خاصة إذا كانت صغيرة جدًا مع التأكد من عدم وصول الماء إلى كتفي القطة. الهدف هو تعويدها تدريجيًا على الإحساس بالماء.
- غسل الفراء بلطف: ضع كمية صغيرة من الشامبو المخصص للقطط على يديك ودلكه بلطف بأطراف الأصابع أو بقطعة قماش ناعمة على فراء القطة. ركز على المناطق المتسخة. استخدم فرشاة خاصة لفرك الشامبو برفق إذا لزم الأمر. تجنب الفرك القوي الذي قد يسبب تهيجًا. تجنب الفم، العينين، والأذنين تمامًا.
- الشطف الجيد: أزل بقايا الشامبو بالماء الدافئ النظيف الفاتر حتى تتأكد من إزالة جميع بقايا الشامبو، لأن أي بقايا قد تسبب حكة أو جفاف الجلد.
- التجفيف الفوري: لف القطة بمنشفة ناعمة وجففها جيدًا حتى يصبح الفراء شبه جاف. يمكن بعد ذلك استخدام مجفف شعر بدرجة حرارة منخفضة جدًا مع الحفاظ على مسافة آمنة (30–40 سم) لتجنب إخافتها أو التسبب في حروق على جلدها.


نصائح إضافية لضمان راحة القطة
لتحميم القطط الصغيرة بنجاح، يجب أن تكون على دراية ببعض التفاصيل الإضافية التي تضمن سلامتها وراحتها.
الاحتياطات الأساسية
- مراقبة درجة الحرارة: القطط الصغيرة معرضة بشكل كبير لانخفاض حرارة الجسم. تأكد من أن درجة حرارة الغرفة دافئة أثناء وبعد الاستحمام.
- تجنب التوتر: تجنب إجبار القطة على الاستحمام إذا كانت مقاومة بشدة. قد يزيد ذلك من توترها ويجعل التجارب المستقبلية أكثر صعوبة. إذا كانت القطة خائفة جدًا، يمكنك محاولة طرق تنظيف جافة أو استشارة طبيب بيطري.
- صحة القطة: لا تحمم القطة إذا كانت مريضة، خاملة، أو تعاني من أي مشاكل صحية. الاستحمام قد يزيد من إجهادها ويؤثر سلبًا على صحتها. استشر الطبيب البيطري أولاً.
- العناية بالقطط حديثة الولادة بدون أم: إذا كانت لديك قطط صغيرة يتيمة، فإن التنظيف يجب أن يتم بمسح جسمها بقطعة قماش مبللة بماء دافئ جدًا، مع التركيز على منطقة البطن والمناطق التناسلية لتحفيز عملية الإخراج، حيث لا تستطيع فعل ذلك بنفسها في الأيام الأولى.
مقارنة فعالية طرق تنظيف القطط
يوضح المخطط التفاعلي التالي مدى فعالية طرق التنظيف المختلفة للقطط بناءً على عوامل مثل الأمان، سهولة الاستخدام، ودرجة تقبل القطة.
كما يوضح المخطط، الاستحمام الكامل يوفر أعلى فعالية ضد الأوساخ العميقة، لكنه يأتي بتقبل أقل من القطة وصعوبة أعلى في التطبيق مقارنة بالمسح أو التمشيط الجاف. المسح بقطعة قماش مبللة يحقق توازنًا جيدًا بين الفعالية والأمان والتقبل.
أهمية العناية بفراء القطط الصغيرة
العناية بفراء القطط الصغيرة تُعد جزءًا أساسيًا من صحتها الجسدية والنفسية، وتلعب دورًا مهمًا في نموها الطبيعي وتطور سلوكها الاجتماعي.
وفيما يلي تفصيل لأهم الجوانب التي تبرز أهمية العناية بفراء القطط الصغيرة:
- الحفاظ على صحة الجلد والوقاية من الأمراض:
- فراء القطة الصغيرة يعمل كـ حاجز طبيعي يحمي الجلد من البكتيريا والطفيليات الخارجية مثل البراغيث والقمل.
- التنظيف المنتظم أو التمشيط يساعد على إزالة الأوساخ والخلايا الميتة، مما يمنع انسداد المسام وظهور التهابات جلدية.
- كما أن العناية المبكرة بالفراء تُمكّن من اكتشاف أي مشاكل جلدية (كالجروح أو الفطريات) في مراحلها الأولى قبل أن تتفاقم.
- تنظيم درجة حرارة الجسم: الفراء هو وسيلة القطة الأساسية للحفاظ على حرارة جسدها. فالقطط الصغيرة لا تستطيع تنظيم حرارتها بكفاءة حتى عمر 6 أسابيع، لذا فإن بقاء الفراء نظيفًا وجافًا يساعد على الاحتفاظ بالحرارة ومنع انخفاضها، خصوصًا بعد الولادة أو أثناء الاستحمام. في المقابل، تشابك الشعر أو تراكم الدهون قد يعيق العزل الحراري ويجعل القطة أكثر عرضة للبرد أو الإجهاد الحراري.
- المساعدة في النمو الطبيعي للفراء: التمشيط المنتظم يحفّز دوران الدم في الجلد ويُعزز نمو الشعر الصحي واللامع. كما يمنع تشابك الفراء، خصوصًا في السلالات الطويلة الشعر مثل الفارسية والهملايا، حيث يؤدي الإهمال إلى كتل شعرية مؤلمة (mats) قد تسبب التهابات جلدية أو تحدّ من الحركة.
- تقليل التوتر وتعزيز الارتباط الاجتماعي: العناية بالفراء ليست مجرد نظافة، بل هي سلوك اجتماعي وغريزي؛ فالأم تنظف صغارها باللعق لتعزيز الترابط والطمأنينة. عندما يقوم المربي بتمشيط القطة الصغيرة بلطف، فإنه يعزز الثقة ويُكوّن ارتباطًا إيجابيًا بين الإنسان والقطة، مما يقلل من السلوكيات العدوانية أو الخوف لاحقًا.
- الحد من تساقط الشعر وكرات الفراء: تمشيط القطة الصغيرة بانتظام يُقلل من كمية الشعر المتساقط الذي تبتلعه أثناء لعق نفسها. هذا يُساعد في الوقاية من تكوّن كرات الفراء (hairballs) في المعدة، وهي من أكثر المشكلات شيوعًا لدى القطط عند البلوغ. كما يقلل ذلك من انتشار الشعر في المنزل ويحافظ على نظافة البيئة.
- الوقاية من الطفيليات الخارجية:
- الفحص المنتظم للفراء يساعد في الكشف المبكر عن براغيث القطط أو القراد، خاصة في القطط الصغيرة التي تعاني من ضعف المناعة.
- التخلص السريع من هذه الطفيليات يمنع فقر الدم، الحكة، والالتهابات الجلدية التي قد تصيب القطط الصغيرة.
- تطوير سلوك العناية الذاتية: القطط الصغيرة تتعلم من أمها سلوك تنظيف الفراء. وعندما يساعدها المربي في تمشيطها في المراحل المبكرة، تتعلم كيفية تنظيف نفسها بشكل صحيح عند البلوغ. هذا يُعد تدريبًا سلوكيًا مهمًا يساعد القطة على الحفاظ على نظافتها الذاتية مستقبلاً.
تكرار الاستحمام للقطط بناءً على العمر والنوع
في حين أن القطط الصغيرة لا تحتاج إلى حمامات متكررة، فإن تكرار الاستحمام يختلف مع نمو القطة ونوع فرائها. من المهم فهم هذه الاختلافات للحفاظ على صحة جلد وفراء القطة.
العوامل المؤثرة على تكرار الاستحمام
أن تكرار استحمام القطط الصغيرة يعتمد على مجموعة من العوامل الفسيولوجية والسلوكية والبيئية، ويجب تحديده بدقة لأن الإفراط في الاستحمام قد يسبب إجهادًا نفسيًا وجفافًا جلديًا.
وفيما يلي أهم العوامل المؤثرة على تكرار الاستحمام:
- العمر ومرحلة النمو:
- القطط الصغيرة (أقل من 8 أسابيع) لا يُنصح بتحميمها إطلاقًا إلا للضرورة القصوى، لأن جهازها المناعي وقدرتها على تنظيم حرارة الجسم لم يكتمل بعد.
- بعد عمر 8 إلى 12 أسبوعًا يمكن البدء بالتنظيف الخفيف عند الحاجة فقط.
- كلما كبرت القطة، أصبحت أكثر قدرة على تحمل الاستحمام، ولكن مع بقاء الحاجة محدودة لأن القطط تنظف نفسها باللعق.
- الحالة الصحية العامة: القطة المريضة، الضعيفة، أو المصابة بعدوى جلدية لا يجب تحميمها دون إشراف بيطري. بعض الحالات الجلدية مثل الفطريات أو الحساسية قد تتطلب استحمامًا علاجيًا متكررًا باستخدام شامبو طبي محدد يقرره الطبيب البيطري. في المقابل، القطة السليمة لا تحتاج إلى استحمام أكثر من مرة كل 2–3 أشهر أو عند الضرورة.
- نوع الفراء وطوله: القطط طويلة الفراء مثل الفارسية أو الهملايا قد تحتاج إلى استحمام خفيف من حين لآخر لتجنب تشابك الشعر وتراكم الدهون. أما القطط قصيرة الفراء فغالبًا لا تحتاج إلى استحمام إلا في حالات الاتساخ أو وجود مواد ضارة على الفراء، لأن لعابها كافٍ للحفاظ على النظافة.
- الإفراط في تنظيف القطط الطويلة الفراء قد يؤدي إلى فقدان الزيوت الطبيعية وتهيج الجلد.
- السلوك والتعوّد على الماء: القطط الصغيرة التي تم تعويدها تدريجيًا على الماء منذ الصغر تتقبل الاستحمام بسهولة وبتوتر أقل. أما القطط التي تتعرض لتجارب استحمام سيئة، فتميل إلى الخوف أو العدوانية عند كل مرة لاحقة، مما يجعل الاستحمام مرهقًا نفسيًا لها ويُفضل تجنبه قدر الإمكان.
- البيئة المعيشية ونظافة المكان: القطة التي تعيش داخل المنزل وتستخدم صندوق الفضلات بانتظام، لا تحتاج إلى استحمام متكرر. أما القطط التي تتعرض للخروج في الحدائق أو الأسطح، فقد تحتاج إلى تنظيف متكرر بسبب الأتربة أو الحشرات. ومع ذلك، يُفضل دائمًا البدء بالتنظيف الجاف أو باستخدام مناديل مبللة قبل اللجوء إلى الماء.
- النظام الغذائي والحالة الجلدية:
- التغذية المتوازنة الغنية بالأحماض الدهنية (مثل أوميغا-3 و6) تجعل جلد القطة صحيًا وفراءها لامعًا، مما يقلل الحاجة إلى الاستحمام المتكرر.
- النظام الغذائي الفقير بالدهون أو البروتين قد يجعل الجلد جافًا ويفرز روائح غير محببة، مما يتطلب تنظيفًا أكثر تكرارًا بإشراف بيطري.
- توصيات الطبيب البيطري: بعض الأطباء يحددون جدول استحمام خاص حسب حالة القطة، مثل القطط ذات الجلد الدهني، أو التي تعاني من طفيليات، أو حساسية مزمنة. في هذه الحالات، يتم استخدام شامبوهات علاجية محددة وبفواصل زمنية منتظمة (كل أسبوعين أو شهر حسب الحالة).
يبين هذا الرسم البياني أن القطط عديمة الشعر تحتاج إلى استحمام متكرر أكثر من غيرها بسبب طبيعة بشرتها، بينما القطط قصيرة الشعر لا تحتاج إلا للقليل من التدخل. القطط طويلة الشعر تحتاج لعناية أكبر لمنع تشابك الفراء.
تكرار الاستحمام للقطط حسب العمر ونوع الفراء
عمر القطة | نوع الفراء | تكرار الاستحمام الموصى به | ملاحظات إضافية |
---|---|---|---|
أقل من 8 أسابيع | جميع الأنواع | غير موصى به (مسح فقط عند الضرورة القصوى) | تعتمد على الأم لتنظيفها، لا تستطيع تنظيم درجة حرارتها |
8 أسابيع - 6 أشهر | جميع الأنواع | عند الاتساخ الشديد أو الضرورة الطبية فقط | تدريب تدريجي، شامبو خاص بالقطط الصغيرة |
فوق 6 أشهر | قصير الشعر | كل 4-8 أسابيع | نادرًا ما تحتاج للاستحمام إذا كانت نظيفة ذاتيًا |
فوق 6 أشهر | طويل الشعر | كل 2-4 أسابيع | يساعد على منع التشابك والحفاظ على نظافة الفراء |
فوق 6 أشهر | عديم الشعر (مثل سفينكس) | مرة واحدة أسبوعيًا | تتراكم الزيوت على بشرتها بشكل أسرع |
تأثير الاستحمام على صحة القطط
الاستحمام له تأثير مباشر على صحة القطط الصغيرة من ناحيتين رئيسيتين: الصحة الجسدية والحالة النفسية والسلوكية.
من الناحية الجسدية، يشير الخبراء إلى أن القطط الصغيرة في أسابيعها الأولى لا تستطيع تنظيم درجة حرارة أجسامها بشكل كامل، لذلك فإن تعريضها للماء أو الاستحمام المبكر يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم (hypothermia)، وهو خطر قد يهدد حياتها. كما أن بشرتها الرقيقة لا تزال حساسة جدًا، والاستحمام المتكرر أو باستخدام شامبوهات غير مخصصة لها قد يُزيل الزيوت الطبيعية الواقية من الجلد، مما يجعلها أكثر عرضة لجفاف الجلد والالتهابات الفطرية أو البكتيرية.
أما من الجانب السلوكي والنفسي، فإن القطط الصغيرة تمر في مرحلة حرجة من التطور تُعرف بـ فترة التعلّم الاجتماعي والتعوّد الحسي (حوالي عمر 2 إلى 7 أسابيع).
أي تجربة مزعجة خلال هذه المرحلة (مثل الاستحمام العنيف أو المفاجئ) يمكن أن تُحدث ارتباطًا سلبيًا دائمًا بالماء أو باللمس البشري، وقد يؤدي ذلك إلى سلوكيات خوف أو عدوان عند البلوغ. لذلك، يوصي الأطباء البيطريون المتخصصون في سلوك القطط بتجنب تعريض الصغار لأي تجربة مائية قسرية، والتركيز بدلاً من ذلك على تنظيفها بلطف باستخدام قطعة قماش مبللة دافئة تحاكي لعق الأم.
كما تنص المراجع على أن الأم تنظف صغارها باللعق بشكل طبيعي ومتكرر، وهذا السلوك ليس مجرد تنظيف جسدي، بل هو أيضًا تحفيز عصبي ودعم مناعي يساعد على نمو القطة الصغيرة وتهدئتها. التدخل البشري المتكرر بالاستحمام قد يُعطّل هذه العملية الطبيعية ويؤثر على تطور الروابط السلوكية بين الأم وصغارها.
تُظهر العديد من مقاطع الفيديو أهمية التعامل اللطيف مع القطط أثناء الاستحمام، وكيف أن تهيئة البيئة بشكل صحيح يمكن أن يقلل من خوفها وتوترها. الفيديو التالي يقدم نصائح حول كيفية تحميم القطط الصغيرة في المنزل بطريقة آمنة وفعالة:
هذا الفيديو يقدم دليلاً مرئيًا لعملية استحمام القطط الصغيرة في المنزل، مع التركيز على التقنيات اللطيفة.
ختاماً
تحميم القطط الصغيرة يتطلب منهجًا مدروسًا ومحبة. من خلال فهم متى يجب تحميمها وكيفية القيام بذلك بأمان، يمكنك ضمان تجربة إيجابية لقطتك والحفاظ على صحتها ونظافتها.
يجب أن تتذكر دائمًا أن الصبر واللطف هما مفتاح التعامل مع القطط، وأن صحة وسلامة حيوانك الأليف يجب أن تكون الأولوية القصوى.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن استخدام شامبو الأطفال لتحميم القطط الصغيرة؟
لا، لا ينصح باستخدام شامبو الأطفال أو أي شامبو بشري لتحميم القطط. بشرة القطط مختلفة عن بشرة البشر، والشامبو البشري قد يحتوي على مواد كيميائية تسبب تهيجًا وجفافًا لبشرة القطة وتزيل الزيوت الطبيعية الضرورية لفروها. استخدم دائمًا شامبو خاصًا بالقطط، ويفضل أن يكون مخصصًا للقطط الصغيرة أو الحساسة.
ما هي درجة حرارة الماء المثالية لتحميم القطة الصغيرة؟
يجب أن يكون الماء فاترًا، وليس ساخنًا أو باردًا جدًا. درجة الحرارة المثالية للماء تتراوح بين 38-40 درجة مئوية، وهي قريبة من درجة حرارة جسم القطة. اختبار الماء بمعصمك أو بكوعك يمكن أن يساعدك على التأكد من أنها ليست ساخنة جدًا أو باردة جدًا.
هل يمكنني استخدام مجفف الشعر لتجفيف القطة الصغيرة؟
نعم، يمكنك استخدام مجفف الشعر، ولكن بحذر شديد. يجب أن يكون المجفف على أقل درجة حرارة (هواء بارد أو دافئ قليلًا) وأن يكون على مسافة كافية من القطة لتجنب إخافتها أو حرق جلدها الحساس. يفضل البدء بتجفيف القطة بمنشفة ناعمة ودافئة أولاً لامتصاص أكبر قدر ممكن من الماء، ثم استخدام المجفف إذا لزم الأمر.
ماذا أفعل إذا كانت القطة تخاف جدًا من الماء؟
إذا كانت القطة تخاف جدًا من الماء، لا تجبرها على الاستحمام. الإجبار قد يزيد من توترها ويجعلها أكثر كرهًا للمياه في المستقبل. حاول تعويدها تدريجيًا على الماء من خلال اللعب حول الحوض الفارغ ثم بوجود كمية قليلة من الماء. يمكن أيضًا استخدام المناديل المبللة المخصصة للقطط أو الشامبو الجاف كبدائل لتنظيف الفراء دون الحاجة للاستحمام بالماء الكامل. في الحالات الشديدة، استشر طبيبًا بيطريًا للحصول على نصائح إضافية.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم