تربية القطط ليست مجرد هواية وتسلية، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب فهمًا عميقًا لاحتياجات حيوانك الأليف.
أحد الأمراض التي قد تهدد حياة قطتك هو تراكم الدهون في الكبد ، المعروف طبيًا بـ” الكبد الدهني” (Feline Hepatic Lipidosis).
هذا المرض يُعد من أكثر أمراض الكبد شيوعًا لدى القطط، خاصةً تلك التي تعاني من السمنة أو فقدان الشهية المفاجئ.
إذا كنت تبحث عن دليل شامل لفهم هذا المرض وكيفية التعامل معه، فأنت في المكان الصحيح.
سنقدم لك كل ما تحتاج إلى معرفته حول أسباب تراكم الدهون في الكبد، أعراضه، وأفضل استراتيجيات العلاج والوقاية.
محتوى المقالة
ماذا يعني تراكم الدهون في كبد القطط؟
تراكم الدهون في كبد القطط هو حالة مرضية خطيرة تتميز بتراكم الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد، مما يؤدي إلى انخفاض شديد أو توقف تدفق الصفراء (ركود الصفراء) واضطرابات في وظائف الكبد.
غالبًا ما يكون هذا المرض نتيجة لفقدان الشهية المطول أو سوء التغذية، خاصةً لدى القطط البدينة.
دور الكبد في الجسم
الكبد هو أكبر غدة في جسم القطط، ويقوم بوظائف متعددة مثل إنتاج الصفراء (سائل ضروري لهضم الدهون)، وإنتاج الألبومين (بروتين رئيسي في الدم)، وتنقية المواد السامة مثل الأمونيا. عندما يتعرض الكبد لتراكم الدهون، تتأثر هذه الوظائف بشكل كبير، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
أسباب تراكم الدهون في كبد القطط
أكثر من 85% من القطط المصابة بهذا المرض تعاني من اضطرابات تسبب فقدان الشهية أو سوء امتصاص العناصر الغذائية. فيما يلي أهم الأسباب:
- الأمراض الأولية:
- التشوه الوعائي البابي الجهازي (Portosystemic Shunt): حالة تؤدي إلى تدفق غير طبيعي للدم بين الوريد البابي والدورة الدموية دون المرور عبر الكبد.
- التهاب القنوات الصفراوية أو انسداد القناة الصفراوية المشتركة.
- وجود حصوات في القنوات الصفراوية أو المرارة.
- أمراض الجهاز الهضمي:
- التهاب الأمعاء أو التهاب البنكرياس.
- السرطان، مثل الليمفوما.
- أمراض المسالك البولية:
- التهاب الكلى البيني المزمن أو الفشل الكلوي.
- العوامل العامة:
- السمنة.
- فقدان الوزن السريع.
- نقص فيتامين B12.
أعراض تراكم الدهون في كبد القطط
إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من هذا المرض، فعليك البحث عن الأعراض التالية:
- فقدان الشهية ونزول وزن القطط: القطط المصابة غالبًا ما ترفض الطعام تمامًا.
- يرقان القطط: اصفرار اللثة والجلد بسبب زيادة مستويات البيليروبين في الدم.
- الخمول والضعف: قد تتطور الحالة إلى انهيار تام.
- التغيرات السلوكية: مثل وضع غير طبيعي للرأس والعنق (انحناء الرقبة).
- ترجيع القطط والإسهال: قد تظهر هذه الأعراض نتيجة خلل في الجهاز الهضمي.
- تضخم الكبد: يمكن الشعور بذلك عند لمس البطن.
تشخيص المرض
تشخيص تراكم الدهون في الكبد يتطلب زيارة الطبيب البيطري، الذي يقوم بالخطوات التالية:
- الفحص السريري: لتقييم الحالة العامة للقطة.
- تحليل الدم: لقياس مستويات إنزيمات الكبد والبيليروبين.
- التصوير الطبي: مثل الأشعة فوق الصوتية لفحص الكبد.
- الخزعة الكبدية: قد تكون ضرورية لتأكيد التشخيص.
علاج تراكم الدهون في كبد القطط
العلاج يعتمد على عدة محاور رئيسية:
الرعاية الصحية في المستشفى البيطري
- السوائل المتوازنة: لتصحيح الجفاف ومستويات الإلكتروليتات.
- مكملات البوتاسيوم والفوسفات: لتحسين وظائف الجسم.
- فيتامين K1: لدعم تخثر الدم.
النظام الغذائي
- التغذية القسرية: باستخدام أنابيب التغذية عبر الأنف أو المريء.
- نظام غذائي عالي البروتين والسعرات الحرارية : يجب توفير 60-90 كيلو كالوري لكل كيلوجرام من وزن الجسم المثالي يوميًا.
- مكملات غذائية: مثل L-carnitine، التورين، وفيتامين B12.
المعالجة الدوائية
- الميتوكلوبراميد: لتقليل الغثيان وتحسين حركة المعدة.
- SAMe: لدعم وظائف الكبد.
الوقاية
للوقاية من تراكم الدهون في الكبد، يجب:
- تجنب السمنة: الحفاظ على وزن صحي للقطط.
- مراقبة تناول الطعام: خاصة أثناء برامج إنقاص الوزن.
- تقليل التوتر: لأن الإجهاد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشهية.
المضاعفات المحتملة للإصابة
- خلل أو انسداد أنبوب التغذية : يمكن معالجته باستخدام عصير البابايا أو مشروب غازي.
- اعتلال الدماغ الكبدي : نادر لكنه خطير.
- فشل الكبد : قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم العلاج.
ختاماً
تراكم الدهون في كبد القطط هو مرض خطير ولكنه قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا واتباع خطة علاجية دقيقة.
كمالك أو مربي لقطة، فإن دورك الأساسي هو ملاحظة أي تغييرات في سلوكها أو صحتها والتصرف سريعًا.
تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن توفير نظام غذائي متوازن وبيئة خالية من التوتر يمكن أن يحمي قطتك من هذا المرض الخطير.
إذا كنت تشك في أن قطتك تعاني من أي أعراض، فلا تتردد في استشارة طبيب بيطري فورًا. صحة قطتك هي أولويتك الأولى.
الأسئلة الشائعة
ما هو مرض تراكم الدهون في كبد القطط؟
مرض تراكم الدهون في كبد القطط، المعروف طبيًا بـ”الكبد الدهني” (Feline Hepatic Lipidosis)، هو حالة مرضية خطيرة تتميز بتراكم الدهون الثلاثية داخل خلايا الكبد، مما يؤدي إلى اضطراب شديد في وظائف الكبد، مثل توقف أو انخفاض تدفق الصفراء (ركود الصفراء).
يحدث هذا المرض غالبًا عندما تتوقف القطة عن الأكل لفترة طويلة، خاصة إذا كانت تعاني من السمنة أو فقدان الشهية المفاجئ، حيث يبدأ الجسم بتحويل الدهون المخزنة إلى الكبد بشكل مفرط، والكبد غير قادر على معالجتها وتحويلها إلى طاقة، فتتراكم الدهون داخل خلايا الكبد، مما يسبب تضخم الكبد وتلفه.
أسباب المرض الرئيسية:
فقدان الشهية المطول أو سوء التغذية، خصوصًا في القطط البدينة.
أمراض أخرى مثل التهاب القنوات الصفراوية، انسداد القناة الصفراوية، حصوات المرارة.
أمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء أو البنكرياس.
أمراض مزمنة مثل السكري، الفشل الكلوي، السرطان.
اضطرابات في التمثيل الغذائي والهرمونات.
محاولات تخفيف الوزن السريعة أو تجويع القطط.
أعراض تراكم الدهون في الكبد عند القطط:
فقدان الشهية الشديد ورفض الأكل.
فقدان الوزن السريع.
اليرقان (اصفرار الجلد والعينين).
الخمول والضعف العام.
تغيرات سلوكية مثل انحناء الرقبة.
القيء والإسهال.
تضخم الكبد يمكن الشعور به عند لمس البطن.
أهمية المرض:
إذا لم يعالج بسرعة، قد يؤدي إلى فشل كبدي حاد ومضاعفات تهدد حياة القطة.
العلاج:
يتطلب علاجًا طبيًا عاجلاً يشمل تغذية قسرية، دعم السوائل، مكملات غذائية، وأدوية لتحسين وظائف الكبد، ويجب أن يتم تحت إشراف طبيب بيطري متخصص.
ما هي أسباب تراكم الدهون في كبد القطط؟
أسباب تراكم الدهون في كبد القطط (الكبد الدهني) متعددة، وأكثرها شيوعًا يرتبط بفقدان الشهية أو سوء التغذية لفترة طويلة، خاصة لدى القطط البدينة. من أبرز الأسباب:
فقدان الشهية المطول أو توقف القطة عن الأكل، مما يدفع الجسم إلى تحويل الدهون المخزنة إلى الكبد بشكل مفرط، والكبد غير قادر على معالجتها بشكل صحيح.
السمنة، حيث تكون القطط البدينة أكثر عرضة لتطور هذا المرض.
التشوه الوعائي البابي الجهازي (Portosystemic Shunt): حالة تؤدي إلى تدفق غير طبيعي للدم بين الوريد البابي والدورة الدموية دون المرور عبر الكبد، مما يؤثر على وظائف الكبد.
التهاب القنوات الصفراوية أو انسداد القناة الصفراوية المشتركة، ووجود حصوات في القنوات الصفراوية أو المرارة.
أمراض الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء أو التهاب البنكرياس.
الأورام مثل الليمفوما التي تؤثر على الكبد.
أمراض المسالك البولية مثل التهاب الكلى البيني المزمن أو الفشل الكلوي.
نقص فيتامين B12 الذي يؤثر على التمثيل الغذائي للدهون.
الاضطرابات الهرمونية مثل مرض السكري وفرط نشاط الغدة الدرقية، والتي تؤثر على التمثيل الغذائي للدهون وتزيد من تراكمها في الكبد.
التوترات والتغيرات المفاجئة في النظام الغذائي، ومحاولات تخفيف الوزن السريعة أو تجويع القطط، مما يحفز الكبد على تحويل الدهون المخزنة إلى طاقة بشكل مفرط وغير متوازن.
تناول بعض الأدوية أو المواد السامة التي تضر بالكبد.
ما هي أعراض مرض الكبد الدهني عند القطط؟
أعراض مرض الكبد الدهني عند القطط تشمل مجموعة من العلامات التي تشير إلى تدهور وظيفة الكبد نتيجة تراكم الدهون، وأبرزها:
فقدان الشهية لفترة طويلة قد تمتد لأسابيع، مما يؤدي إلى رفض القطة تناول الطعام تمامًا.
فقدان الوزن السريع نتيجة سوء التغذية.
القيء المتكرر والإسهال، وأحيانًا الإمساك.
الهزال والضعف العضلي العام.
الكآبة وتغيرات في السلوك مثل الانطواء أو العصبية.
انحناء الرأس والرقبة إلى الأسفل بشكل غير طبيعي.
اصفرار العين واللثة (اليرقان) بسبب تراكم صبغة البيليروبين.
سيلان اللعاب.
في المراحل المتقدمة قد تحدث الإغماءات وفقدان الوعي.
تضخم الكبد يمكن أن يُشعر به عند لمس البطن.
قد تظهر أيضًا علامات مثل زيادة العطش والتبول، وانتفاخ البطن.
هذه الأعراض تتطلب مراجعة طبية بيطرية عاجلة، لأن مرض الكبد الدهني قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة القطة إذا لم يُعالج بسرعة.
كيف يتم تشخيص تراكم الدهون في كبد القطط؟
يتم تشخيص تراكم الدهون في كبد القطط (مرض الكبد الدهني) من خلال عدة خطوات وفحوص طبية تشمل:
التاريخ الطبي والفحص السريري: يبدأ الطبيب البيطري بجمع معلومات مفصلة عن بداية ظهور الأعراض، مثل فقدان الشهية، فقدان الوزن، واليرقان، مع فحص الحالة العامة للقط وتقييم حجم الكبد.
تحاليل الدم: تشمل فحص الكيمياء الحيوية لقياس مستويات إنزيمات الكبد (مثل ALT، AST، الفوسفاتاز القلوي)، ومستوى البيليروبين، بالإضافة إلى تعداد الدم الكامل للكشف عن وجود اضطرابات في خلايا الدم أو علامات فشل كبدي.
تحليل البول: للكشف عن وجود بيليروبين في البول أو علامات أخرى تدل على مشاكل في الكبد.
التصوير الإشعاعي والموجات فوق الصوتية: يستخدم الطبيب الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية لفحص حجم وشكل الكبد، والتأكد من وجود تضخم أو تراكم للدهون، وكذلك فحص القنوات الصفراوية والمرارة.
خزعة الكبد: تعتبر الطريقة الأدق لتأكيد التشخيص، حيث يتم أخذ عينة من نسيج الكبد بواسطة إبرة موجهة بالموجات فوق الصوتية، لفحص مدى تراكم الدهون وتقييم تلف خلايا الكبد، واستبعاد العدوى أو الأورام.
هذه الفحوصات مجتمعة تساعد في تأكيد تشخيص مرض الكبد الدهني وتحديد مدى تطور المرض، مما يمكن الطبيب من وضع خطة علاجية مناسبة.
ما هو علاج مرض الكبد الدهني عند القطط؟
علاج مرض الكبد الدهني عند القطط يعتمد على عدة محاور رئيسية تهدف إلى دعم الكبد وتحسين حالة القطة، وتشمل:
الرعاية الطبية في المستشفى البيطري
إعطاء السوائل الوريدية أو تحت الجلد لتعويض الجفاف وتصحيح اختلال الإلكتروليتات.
مكملات مثل فيتامين K1 لدعم تخثر الدم، والبوتاسيوم والفوسفات لتحسين وظائف الجسم.
التغذية القسرية
نظرًا لأن القطة غالبًا ما ترفض الأكل، يتم توفير التغذية عبر أنابيب خاصة (الأنف أو المريء) لضمان حصولها على السعرات الحرارية اللازمة.
نظام غذائي عالي البروتين والسعرات الحرارية (60-90 كيلو كالوري لكل كيلوجرام من وزن الجسم المثالي يوميًا).
إضافة مكملات غذائية مثل L-carnitine، التورين، وفيتامين B12 لدعم الكبد والتمثيل الغذائي.
الأدوية
أدوية مضادة للغثيان مثل ميتوكلوبراميد لتحسين حركة المعدة وتقليل القيء.
مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية إذا كان هناك التهاب أو عدوى.
مكملات مثل SAMe لدعم وظائف الكبد.
تغيير النظام الغذائي
تقديم نظام غذائي منخفض الدهون، غني بالبروتين عالي الجودة، مع تقليل الكربوهيدرات والملح لتخفيف العبء على الكبد.
إطعام القطة كميات صغيرة ومتكررة.
التدخل الجراحي
في حالات نادرة قد تحتاج القطة لجراحة لعلاج أسباب ثانوية مثل انسداد القنوات الصفراوية أو الأورام.
المتابعة المستمرة
مراقبة وزن القطة وحالتها الصحية بشكل دوري مع الطبيب البيطري لضبط العلاج حسب الحاجة.
العلاج المبكر والمكثف يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير، ويجب الالتزام بتوجيهات الطبيب البيطري بدقة لضمان تعافي القطة وتجنب المضاعفات الخطيرة.
كم تستغرق فترة علاج الكبد الدهني؟
فترة علاج مرض الكبد الدهني عند القطط تتراوح عادة بين 3 إلى 6 أسابيع، وتعتمد على شدة الحالة واستجابة القطة للعلاج. إذا نجت القطة من المرحلة الحرجة في الأيام الأولى من العلاج، فإن فرص الشفاء تكون جيدة جدًا مع الالتزام بالرعاية الطبية والتغذية المناسبة.
خلال هذه الفترة، يتطلب العلاج عادة:
المكوث في المستشفى البيطري لمراقبة الحالة، خاصة في البداية.
توفير السوائل الوريدية والتغذية القسرية لضمان حصول القطة على السعرات اللازمة.
استخدام الأدوية والمكملات لدعم الكبد وتحسين وظائفه.
متابعة دقيقة من الطبيب البيطري مع فحوصات دورية لمراقبة تحسن الحالة.
بعد الخروج من المستشفى، تستمر الرعاية المنزلية بتقديم نظام غذائي خاص، ومتابعة الوزن، وتجنب التوتر.
الالتزام بتعليمات الطبيب البيطري والرعاية المستمرة ضروريان لتحقيق الشفاء التام وتقليل خطر الانتكاس.
المصادر
Hepatic Lipidosis in Cats (Fatty Liver Syndrome in Cats)
Feline Hepatic Lipidosis – Digestive System
Hepatic Lipidosis in Cats (Fatty Liver Disease)
Feline Hepatic Lipidosis: Therapeutic Considerations
حول كاتب المقال


د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.














هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم