دواء الوبورينول للقطط: دليل شامل لصحة قطتك

يُعد الوبورينول (Allopurinol) من الأدوية المعروفة في الطب البشري، ويُستخدم بشكل رئيسي لخفض مستويات حمض اليوريك في الجسم.

رغم أن استخدامه شائعاً في الكلاب وبعض الكائنات الأخرى، إلا أنه قد يُستخدم أحياناً في القطط لعلاج حالات محددة، خصوصًا المتعلقة باضطرابات الأيض أو العدوى الطفيلية النادرة. ورغم محدودية الدراسات على القطط، فإن الدواء معروف بآليته وتأثيراته وطريقة عمله جيدًا.

المعلومات التالية ستعرض لك كل ما تحتاج لمعرفته حول هذا الدواء، لكن تذكّر دائمًا أن إعطاء أي دواء للقطط يجب أن يتم تحت إشراف طبيب بيطري فقط.

ما هو دواء الوبورينول؟

الوبورينول هو دواء ينتمي إلى فئة مثبطات إنزيم الزانثين أوكسيديز (Xanthine Oxidase Inhibitors)، ويعمل على الحد من إنتاج حمض اليوريك في الجسم. كما يُعد دواءً مهماً في التحكم باضطرابات الاستقلاب الخاصة بالبيورينات.

يُستخدم الدواء في الحيوانات كـ مُخفِّض لليوريك أسيد، وقد استُخدم في الكلاب والطيور والزواحف، وقد يُلجأ إليه في حالات معينة للقطط رغم ندرة ذلك .

آلية عمل الوبورينول وكيف يؤثر في جسم القطة

يعمل ألوبورينول عبر تثبيط إنزيم الزانثين أوكسيداز المسؤول عن تحويل مركبات البيورين (الهيبوكسانثين والزانثين) إلى حمض اليوريك. بإيقاف هذه العملية، يقل تراكم حمض اليوريك في الدم والبول.

في الجسم، يتحوّل الدواء إلى مركّب نشط يدعى أوكسيبورينول (Oxypurinol)، والذي يتمتع بنشاط طويل الأمد ومُثبِّط للإنزيم أيضًا .

كما أظهر الدواء قدرة خاصة على التأثير على طفيليات الليشمانيا، حيث يقوم الطفيل بدمج مركبات خاطئة مشتقة من الدواء في الـRNA، مما يؤدي إلى إنتاج بروتينات غير سليمة وبالتالي تثبيط نمو الطفيل، وهذه الآلية هي التي جعلت الدواء شائعاً في علاج الليشمانيا لدى الكلاب وليس القطط تحديدا .

استخدامات الدواء في القطط ولماذا يتم وصفه

رغم أن الاستخدامات الأساسية لألوبورينول في الحيوانات تشمل الكلاب بشكل رئيسي، إلا أنه قد يُوصف للقطط في سياقات محدودة، منها:

• الحالات المتعلقة بارتفاع حمض اليوريك: قد يُستخدم الدواء في حالات نادرة للقطط المصابة باضطرابات تؤدي إلى ارتفاع حمض اليوريك، أو في حال وجود ميل لتكوين “يورولات” (حصوات حمض اليوريك). رغم أن هذا الاستخدام غير شائع في القطط، إلا أن آلية العمل تسمح بذلك.
• الطفيليات أو الأمراض الاستوائية: لا تصاب القطط غالباً بمرض الليشمانيا مثل الكلاب، ولكن في بعض الدول قد تُصاب عدوى طفيلية مشابهة. وفي هذه الحالات النادرة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام ألوبورينول، لكنه ليس خيارًا شائعًا ولا يُستخدم دون تشخيص دقيق.
• حالات طبية يُحددها الطبيب فقط: قد يتم اللجوء إليه في حالات استقلابية معينة أو كعلاج مساعد، لكن كل هذه الاستخدامات تعتمد على تقييم الطبيب البيطري تبعًا للفحوصات.

أشكال الدواء وطرق إعطائه للقطط

يتوفر الوبورينول عادة في شكل:

• أقراص فموية (الشكل الأكثر شيوعًا).
• مسحوق يمكن تجزئته أو طحنه (حسب تعليمات الطبيب).
• لا توجد منه تركيبات للحقن أو المراهم للاستخدام البيطري.

يتم إعطاؤه للقطط عن طريق الفم فقط، ويمكن إعطاؤه مع الطعام لأن الطعام لا يؤثر على امتصاصه بشكل كبير وفق الدراسات على الحيوانات الأخرى مثل الكلاب.

جرعات الوبورينول للقطط

لا توجد جرعات ثابتة أو معتمدة للقطط لأنها ليست من الأنواع التي يُستخدم فيها الدواء عادةً.

وبسبب محدودية الأبحاث، يعتمد الطبيب البيطري على الجرعات المستخلصة من دراسات الكلاب والحيوانات الأخرى مع تعديلها بما يناسب القطة، وحالتها الصحية، ووظائف الكبد والكلى.

ما يجب معرفته عن الجرعات

• يتم حساب الجرعة دائمًا حسب وزن القطة.
• يُستخدم الدواء بحذر شديد في القطط بسبب حساسية الكلى لديها.
• قد تتراوح الجرعات بشكل عام بين 5–15 mg/kg حسب الحالة، لكن الطبيب فقط هو من يحدد الجرعة الملائمة.

✦ تنبيه مهم: أي استخدام بدون إشراف طبي قد يؤدي لمضاعفات شديدة في الكلى أو تراكم مركبات غير ذائبة.

موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنّب إعطاء الدواء فيها

هناك عدة حالات يمنع فيها استخدام الوبورينول أو يجب الحذر الشديد معها:

• الحساسية أو تفاعلات سابقة مع الدواء: يُمنع استخدامه في الحيوانات التي أظهرت حساسية تجاهه مسبقًا.
• القصور الكلوي: إذا كانت القطة تعاني من ضعف في الكلى، فيجب تقليل الجرعة أو تجنب الدواء لأن نصف عمر الأوكسيبورينول يزداد بشكل كبير، مما قد يسبب تراكمًا خطيرًا في الجسم .
• أمراض الكبد: يُستخدم بحذر شديد إذا كانت القطة تعاني من اختلال في وظائف الكبد.
• عدم جدوى الدواء في حالات معينة: الدواء غير فعّال في إذابة حصوات اليورات في بعض الحالات لدى الحيوانات، ما يشير إلى أنه ليس حلًا مناسبًا لكل حالات الحصوات.

الآثار الجانبية المحتملة

تشير المعلومات المتوفرة إلى أن الآثار الجانبية عادة ما تكون معدومة أو بسيطة في الحيوانات التي تتناول الدواء مع نظام غذائي منخفض بالبيورين. لكن في القطط قد تظهر بعض التأثيرات التالية:

اضطرابات الجهاز الهضمي

• قيء.
• إسهال.
• فقدان الشهية. هذه هي التأثيرات الأكثر شيوعًا، وفقًا للآثار الجانبية المسجلة في الأنواع الحيوانية الأخرى مثل الكلاب .

مشاكل في الكلى

قد يؤدي تراكم مركبات الزانثين (بسبب تثبيط التحول الطبيعي لليوريك أسيد) إلى تكوين حصوات جديدة إذا كانت القطة تتناول غذاءً غنيًا بالبيورين.

تفاعلات حساسية

رغم ندرتها، قد تحدث:

• طفح جلدي.
• ارتفاع إنزيمات الكبد.
• تفاعلات جهازية.

نصائح مهمة قبل استخدام الدواء

• إجراء فحوصات للكلى والكبد: لأن الدواء يُطرح عن طريق الكلى، وأي خلل قد يؤدي إلى تراكم قد يكون خطيرًا.
• تعديل النظام الغذائي: قد يحتاج الطبيب إلى وضع القطة على نظام غذائي منخفض البيورينات لتجنب تكوين حصوات من نوع الزانثين.
• تقييم الأدوية الأخرى: لأن ألوبورينول يتفاعل مع عدد كبير جدًا من الأدوية (مثل سيكلوسبورين، أدوية السرطان، المدرات، الورفارين، وغيرها) .

نصائح بعد إعطاء الدواء

• مراقبة القطة لظهور أي أعراض غير طبيعية مثل القيء الشديد أو الخمول.
• متابعة تحاليل البول للتحقق من عدم تكوُّن حصوات جديدة.
• عدم تغيير الجرعة دون إعلام الطبيب.
• المحافظة على رطوبة جسم القطة بزيادة شرب الماء.

أخطاء شائعة عند إعطاء ألوبورينول للقطط

• إعطاء الدواء دون تشخيص:وهو من أخطر الأخطاء، فالدواء قد يؤدي إلى تكوين حصوات مختلفة إذا استُخدم دون داعٍ.
• عدم الالتزام بالجرعة: جرعات أعلى من اللازم قد تسبب:
  • إرهاقًا للكلى.
  • تراكم الأوكسيبورينول.
  • حصوات مؤلمة.
• عدم الانتباه للنظام الغذائي: الغذاء الغني بالبيورين قد يسبب مشاكل خطيرة مع الدواء.
• دمج الدواء مع أدوية أخرى دون استشارة: الدواء له تفاعلات كثيرة؛ مثل مضاعفة سمية سيكلوسبورين أو مضاعفة تأثير مميّعات الدم.

تحذير

❗ يُمنع منعًا باتًا استخدام أي دواء، بما في ذلك ألوبورينول، دون استشارة طبيب بيطري مختص.

فالقطط كائنات حساسة جدًا للأدوية، والجرعات الخاطئة أو الاستخدام غير المبرر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الفشل الكلوي.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.