يُعد دواء بيوبرينورفين هيدروكلورايد (Buprenorphine HCl) أحد أهم الأدوية المسكنة الحديثة المستخدمة في الطب البيطري، وخاصة للقطط.
ينتمي الدواء إلى مجموعة المسكنات الأفيونية الفعالة، وقد أثبت فعاليته العالية في السيطرة على الألم بدرجاته المختلفة، سواء بعد العمليات الجراحية أو في حالات الإصابة والإجهاد المزمن.
تستعرض هذه المقالة أهم المعلومات حول الدواء، آلية عمله، طرق إعطائه للقطط، الجرعات المناسبة، موانع الاستعمال، الآثار الجانبية، إضافة إلى مجموعة من النصائح المهمة لضمان الاستخدام الآمن والفعّال.
محتوى المقالة
ما هو دواء بيوبرينورفين هيدروكلورايد؟
بيوبرينورفين هيدروكلورايد هو مسكن أفيوني شبه اصطناعي يُستخدم لتخفيف الألم المتوسط إلى الشديد لدى القطط. يتميز بكونه يرتبط بقوة شديدة بمستقبلات μ-opioid في الجهاز العصبي المركزي، ما يجعله واحداً من أكثر الأدوية فعاليّة للتحكم بالألم الحاد والمزمن.
تصفه المراجع البيطرية بأنه دواء قوي طويل المفعول نسبياً، مع قدرة ممتازة على توفير تسكين مناسب دون التسبب في التهدئة المفرطة في جرعاته العلاجية.
آلية عمله وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل البيوبرينورفين عبر التأثير على الجهاز العصبي المركزي من خلال:
- الارتباط بالمستقبلات μ الأفيونية بشكل قوي جداً، ما يثبط نقل الإشارات العصبية المتعلقة بالألم.
- إحداث تأثير جزئي كمحفّز (Partial agonist)، ما يتيح له تحقيق تسكين فعّال دون الوصول إلى التأثيرات القوية جداً التي تسببها الأدوية الأفيونية الأقوى.
- إطالة مدة التأثير نظراً لقوة الارتباط بالمستقبلات، مما يوفر راحة طويلة للقطط مقارنة بأنواع أخرى من المسكنات الأفيونية.
تُظهر البيانات الدوائية أنه أكثر أماناً من غيره من الأدوية الأفيونية لدى القطط، ولا يسبب انخفاضاً حاداً في التنفس عند استخدامه بجرعاته الموصى بها.
استخداماته العلاجية للقطط
يستخدم البيوبرينورفين لعلاج العديد من الحالات، أهمها:
- تسكين الألم بعد العمليات الجراحية مثل التعقيم، جراحات الفم، أو إصلاح الكسور.
- علاج الألم الناجم عن الإصابات أو الرضوض.
- حالات الألم المزمن المرتبط بأمراض معينة، مثل التهاب المفاصل أو أمراض الأسنان المتقدمة.
- كجزء من بروتوكولات التخدير قبل الجراحة لتعزيز التسكين.
توصي المراجع البيطرية الدوائية باستخدامه كنظام مفضل لتسكين الألم في القطط بسبب أمانه النسبي وسهولة إعطائه، إضافة إلى تقبل القطط له بشكل جيد مقارنة بالأدوية الأخرى.
طرق إعطاء الدواء للقطط
تختلف طرق إعطاء البيوبرينورفين باختلاف الحالة ونوع التحضير الدوائي، ومن أبرزها:
الحقن (IV أو IM أو SC)
وهي الطريقة الأكثر استخداماً في العيادات البيطرية، حيث يبدأ مفعوله خلال وقت قصير جداً.
الإعطاء عبر الفم (Transmucosal Oral Route)
من المميزات الفريدة للدواء أنه يُمتص عبر الأغشية المخاطية تحت اللسان أو في باطن الخد لدى القطط بكفاءة جيدة كطريقة مفضلة للاستخدام المنزلي، حيث يتم وضع الجرعة داخل الفم دون بلعها، وتُمتص بشكل ممتاز عبر الأنسجة الفموية للقطط.
التحضير الممتد المفعول (Extended-release Injection)
توجد صيغة طويلة المفعول تستخدم في بعض الحالات لتوفير تسكين يستمر حتى 72 ساعة.
معلومات مهمة حول الطرق غير المتوفرة
لا توجد للبيوبرينورفين حبوب أو مراهم مخصصة للقطط، ويُفضّل الاعتماد على الحقن أو الإعطاء الفموي المخاطي فقط، لأنها الأكثر فعالية حسب الدراسات الدوائية.
الجرعات المناسبة للقطط
تختلف الجرعة حسب وزن القط، عمره، وحالته الصحية.
الجرعة العادية عبر الفم المخاطي (Transmucosal)
0.01 – 0.02 mg/kg تُعطى كل 8–12 ساعة حسب شدة الألم.
جرعة الحقن (IM أو IV أو SC)
0.01 – 0.02 mg/kg تُعطى كل 6–12 ساعة.
الجرعات الممتدة المفعول (المديدة)
تُحدد حصرياً بواسطة الطبيب البيطري.
تشير البيانات إلى ضرورة خفض الجرعة في حالات القصور الكبدي لأن البيوبرينورفين يُستقلب في الكبد، وكذلك يُستخدم بحذر لدى القطط الصغيرة جداً أو المتقدمة في العمر .
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
يجب تجنب إعطاء الدواء في الحالات التالية:
- القطط التي تعاني من حساسية معروفة للأدوية الأفيونية.
- القصور الكبدي المتوسط إلى الشديد بسبب اعتماد الدواء على الكبد في الاستقلاب.
- القطط المصابة بانخفاض شديد في ضغط الدم.
- وجود صدمة قوية أو فقدان كبير للسوائل دون إشراف طبي مباشر.
- استخدام أدوية أخرى مثبطة للجهاز العصبي المركزي دون توجيه الطبيب.
يُحذر من الجمع بين البيوبرينورفين وبعض الأدوية مثل البنزوديازيبينات أو المهدئات القوية إلا بجرعات ودقة عالية.
الآثار الجانبية المحتملة
رغم أن البيوبرينورفين يعد من أكثر المسكنات أماناً للقطط، إلا أن بعض الآثار الجانبية قد تظهر، مثل:
- النعاس أو الخمول.
- توسع الحدقة (العين تصبح واسعة بشكل ملحوظ).
- القيء أو الغثيان.
- زيادة بسيطة في ضغط الدم أو معدل ضربات القلب.
- سلوك عدواني أو هائج في حالات قليلة.
- الإمساك عند الاستخدام الطويل.
تثبيط التنفس نادر جداً في القطط، ويحدث غالباً عند الجرعات العالية أو الاستخدام مع أدوية أخرى مثبطة للجهاز العصبي.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- في حال ظهور نعاس زائد أو تهيّج شديد، يجب الاتصال بالطبيب فوراً.
- يجب مراقبة الشهية والسلوك بعد كل جرعة.
- لا يجوز إيقاف الدواء فجأة في حال استخدامه لفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
- تأكد من إعطاء الجرعة كما وصفها الطبيب دون زيادة أو نقصان.
- لا تخلط الدواء مع الطعام؛ فهو يُمتص مخاطياً وليس هضمياً عندما يُعطى بالفم.
- احرص على وضع الجرعة داخل خد القطة بلطف، وانتظر امتصاصها.
- احتفظ بالدواء في مكان آمن لأن الأدوية الأفيونية يجب التعامل معها بحذر.
- راقب القطة لمدة 30–60 دقيقة بعد إعطاء الجرعة للتأكد من عدم ظهور آثار غير طبيعية.
- إذا فاتتك جرعة، لا تعوضها بجرعة مضاعفة.
أخطاء شائعة عند إعطاء بيوبرينورفين للقطط
من الأخطاء التي قد يرتكبها بعض المربين:
- خلط الدواء مع الماء أو الطعام مما يقلل فعاليته.
- استخدامه دون وصفة بيطرية.
- الاعتقاد بأنه دواء بشري يمكن استخدامه للقطط دون مخاطر.
- الاعتماد على جرعات مأخوذة من الإنترنت دون استشارة مختص.
- إعطاء الدواء ببلعه مباشرة بدلاً من امتصاصه المخاطي، ما قد يقلل الامتصاص ويضعف تأثيره.
- تخزين الدواء في أماكن غير مناسبة، مثل تعريضه للحرارة أو الضوء.
تحذير مهم
يُعد دواء بيوبرينورفين هيدروكلورايد من الأدوية الأفيونية التي تحتاج إلى رقابة طبية صارمة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدامه دون وصفة أو متابعة من طبيب بيطري مختص. الاستخدام الخاطئ قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة القطة.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم