يُعد الكابيرغولين Cabergoline أحد الأدوية الهرمونية المهمة التي تُستخدم في الطب البيطري، وخاصة في طب القطط والكلاب، نظرًا لتأثيره المباشر على هرمون البرولاكتين المسؤول عن عمليات التكاثر والحمل والرضاعة.
يتميّز هذا الدواء بأنه من مشتقات الإرغوت وله تأثير محفّز لمستقبلات الدوبامين من نوع D2، مما يجعله فعالاً في التحكم في الحالات المرتبطة بزيادة إفراز البرولاكتين لدى الحيوانات.
دواء كابيرغولين ليس موجّهًا أساساً للقطط، ولكنه يُستخدم لها بطريقة آمنة وفعالة عند الالتزام بالجرعات البيطرية الدقيقة. ويتوفر عادة على هيئة أقراص بشرية تحتوي على تركيز 0.5 ملغ، أو كشراب بيطري في بعض الدول مثل المستحضر الأوروبي Galastop®.
محتوى المقالة
ما هو دواء كابيرغولين؟
الكابيرغولين هو دواء مشتق من الإرغوت ويعمل كمحفّز قوي لمستقبلات الدوبامين من نوع D2، ويُستعمل لخفض مستويات هرمون البرولاكتين في الدم لدى القطط والكلاب.
يُعرف بعدة أسماء تجارية مثل: Dostinex®، Galastop®، Cabaser® وغيرها. ويأتي على شكل مسحوق أبيض غير قابل للذوبان في الماء، لكنه يذوب في الكحول والكلوروفورم.
وينتمي الدواء إلى فئة الهرمونات المضادة للبرولاكتين، ويستخدم بشكل أساسي للتحكم في العمليات التناسلية، والاضطرابات المتعلقة بالحمل أو الرضاعة أو حالات الحمل الكاذب في القطط والكلاب.
يتميّز بفعاليته الممتدة، إذ أن مدة تأثيره أطول من أدوية مشابهة مثل البروموكريبتين، مع احتمالية أقل لحدوث القيء أو التأثيرات الجانبية القوية.
آلية عمل دواء كابيرغولين في جسم القطة
يعتمد تأثير الكابيرغولين على تحفيز مستقبلات الدوبامين من النوع D2 الموجودة في الغدة النخامية. وعندما يتم تحفيز هذه المستقبلات، يحدث تثبيط مباشر لإفراز هرمون البرولاكتين. هذا الهرمون مسؤول عن دعم الحمل واستمراره، وكذلك عن إفراز الحليب بعد الولادة. لذلك فإن خفضه يؤدي إلى تأثيرات مهمة تشمل تقليل الإدرار، أو إنهاء الحمل، أو تعديل الدورة التناسلية.
يمتاز الدواء بأن تأثيره طويل المدى، ما يجعل الجرعات اليومية الصغيرة فعّالة بما يكفي للتحكم في الحالة الهرمونية للقطة. كما أن هذا التأثير الممتد يساعد في تحقيق نتائج سريعة وواضحة عند استخدامه في إيقاف الإرضاع أو إنهاء الحمل.
استخدامات الكابيرغولين العلاجية للقطط
أهم استخدامات الكابيرغولين في القطط ما يأتي:
إنهاء الحمل (الإجهاض الطبي)
يُعد الكابيرغولين من الأدوية الفعّالة لإنهاء الحمل في القطط، خاصة بعد اليوم الثلاثين من التزاوج، وغالباً ما يُستخدم مع دواء كلوبروستينول (Cloprostenol) لضمان زيادة فعالية الإجهاض.
قد وُصف بروتوكول لهذا الغرض يجمع بين إعطاء الكابيرغولين فمويًا والكلوبروستينول حقنًا على مدى 7–13 يومًا لإحداث الإجهاض بشكل آمن.
تقليل إفراز البرولاكتين
يمكن وصفه للقطط التي تحتاج إلى خفض مستويات البرولاكتين، سواء بسبب مشاكل هرمونية أو رغبة في إيقاف إفراز الحليب بعد فقدان الصغار أو بعد فطامهم. فالجرعات اليومية تساهم في تقليل الحليب تدريجياً حتى يتوقف تماماً.
العلاج المساعد قبل جراحات أورام الثدي
تظهر الدراسات أن إعطاء الكابيرغولين لمدة 5–7 أيام قبل إجراء جراحة أورام الثدي لدى القطط يساعد في خفض البرولاكتين، مما يُحسّن من نتائج العملية ويقلل التورم الناتج عن إفراز الحليب.
علاج حالات الحمل الكاذب (Pseudopregnancy)
وإن كانت هذه الحالة أقل شيوعاً في القطط مقارنة بالكلاب، إلا أن استخدامها ممكن نظراً لتشابه التأثير الهرموني.
أشكال الدواء وطرق إعطائه للقطط
يتوفر الكابيرغولين بعدة أشكال دوائية، إلا أن الاستخدام الأكثر شيوعاً للقطط يكون عبر الإعطاء الفموي. وتشمل أشكاله:
أقراص فموية بشرية (0.5 mg)
هذه هي الصورة الأكثر انتشاراً عالمياً، وخاصة في الدول التي لا يتوفر فيها المستحضر البيطري. وغالباً ما يحتاج الطبيب البيطري إلى تقسيم الأقراص أو إعادة تركيبها لدى صيدلية محضّرة لضبط الجرعات الصغيرة الخاصة بالقطط.
شراب بيطري (Galastop® 50 mcg/mL)
يوجد في بعض الأسواق العالمية فقط. يستخدم للإعطاء الفموي بواسطة القطارة، وهو مناسب جداً للقطط لصعوبة تقسيم الجرعات الدقيقة. ويُنصح بعدم تبريده واستخدامه خلال 28 يومًا من فتح العبوة.
حقن (متوفر في بعض الدول فقط)
نادراً ما يستخدم في القطط، ولكن يمكن أن يكون خياراً في بروتوكولات متخصصة.
طرق الإعطاء
- يُعطى الدواء عن طريق الفم مرة واحدة يومياً.
- يُفضل إعطاؤه مع الطعام لتقليل احتمالية القيء.
الجرعات المناسبة للقطط
جرعة الكابيرغولين في القطط تتراوح بين 5 ميكروغرام/كغ مرة واحدة يومياً عن طريق الفم، وتستخدم هذه الجرعة في الحالات الآتية:
- إنهاء الحمل مع الكلوبروستينول.
- خفض البرولاكتين.
- تحضير القطة لجراحة أورام الثدي.
مثال توضيحي: قطة وزنها 4 كغ → تحتاج 20 ميكروغرام يومياً: إذا كانت الأقراص 500 ميكروغرام، فهذا يعني أن الجرعة المطلوبة هي 1/25 تقريباً من القرص، ولهذا غالباً يُعاد تركيب الجرعة في صيدلية خاصة.
مدة العلاج
- في حالات الإجهاض: 7–13 يومًا.
- في تقليل الحليب: حتى زوال الأعراض.
- قبل جراحة الأورام: 5–7 أيام.
من المهم جداً أن يكون تحديد الجرعة من قبل طبيب بيطري لأن اختلاف الوزن والحالة الصحية قد يتطلب تعديل الجرعات.
موانع الاستعمال للقطط
يُمنع استخدام الكابيرغولين في الحالات الآتية:
- الحمل الطبيعي (إلا في حال الرغبة في الإجهاض): لأنه يسبب انخفاض البرولاكتين وبالتالي يؤدي إلى الإجهاض.
- الحساسية تجاه الإرغوت: القطط التي تعاني من حساسية تجاه مشتقات الإرغوت يجب عدم إعطائها هذا الدواء.
- اضطرابات الكبد الشديدة: يجب استخدامه بحذر في القطط المصابة بأمراض كبدية، وقد يتطلب ذلك تخفيض الجرعة.
- استخدام أدوية مضادة للدوبامين (تعاكس عمل الكابيرغولين وتقلل فعاليته): مثل:
- ميتوكلوبراميد.
- الفينوثيازينات مثل acepromazine.
- القطط المرضعة: لأنه يوقف إدرار الحليب تماماً.
الآثار الجانبية المحتملة
الكابيرغولين من الأدوية الآمنة نسبياً عند الالتزام بالجرعات الصحيحة، وقد سجلت المراجع العلمية عدداً من الآثار الجانبية المحتملة:
- القيء: يُعد أكثر الآثار الجانبية شيوعاً، ويمكن الحد منه بإعطاء الدواء أثناء الطعام.
- دوار أو انخفاض ضغط الدم: هذه الظواهر سجلت لدى البشر ولكنها ممكنة أيضاً لدى الحيوانات.
- خمول مؤقت أو فقدان شهية.
- اضطرابات بسيطة في الهضم.
طريقة التعامل مع الآثار الجانبية
- وقف الدواء فوراً إذا كانت الأعراض شديدة.
- مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو إعطاء دواء مساعد.
- مراقبة ضغط الدم في بعض الحالات الخاصة.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الكابيرغولين
- يجب معرفة الوزن الدقيق للقطة قبل وصف الجرعة.
- لا تعطِ الدواء أبداً دون تشخيص واضح من الطبيب.
- يُفضل دائمًا إعطاء الجرعة مع الطعام لتجنب القيء.
- راقب القطة يومياً لتقييم أي تغير في نشاطها أو شهيتها.
- إذا كانت القطة مصابة بأمراض مزمنة، خصوصاً الكبد أو القلب، يجب إبلاغ الطبيب.
- في حالة استخدامه لإنهاء الحمل، يجب مراقبة القطة جيداً لأي علامات التهاب رحم بعد الإجهاض.
- تجنّب إعطاء أي دواء يحتوي على مضادات مستقبلات الدوبامين مع الكابيرغولين.
أخطاء شائعة عند إعطاء الكابيرغولين للقطط
- تقسيم الأقراص دون دقة: الأقراص البشرية عالية التركيز، وتقسيمها إلى أجزاء صغيرة جداً قد يؤدي إلى جرعة غير صحيحة.
- إعطاء الدواء دون تشخيص بيطري: بعض المربين يعتقدون أنه مجرد دواء لخفض الحليب، لكنه قد يسبب إجهاضاً غير مرغوب فيه.
- عدم الالتزام بالجرعات اليومية: التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى عودة إفراز الحليب أو فشل علاج الحالة.
- مزجه بأدوية معاكسة لعمله: مثل الأدوية المضادة للدوبامين التي تقلل فعاليته.
- إعطاؤه لقطة مرضعة دون رغبة في إيقاف الحليب.
- إعطاؤه لقطة مريضة بالكبد دون مراقبة.
تحذير مهم
يُمنع تماماً استخدام الكابيرغولين أو أي دواء هرموني للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
هذا الدواء يؤثر في هرمونات التكاثر وإفراز البرولاكتين، وأي استخدام خاطئ قد يسبب:
- إجهاضاً غير مرغوب فيه.
- التهابات رحم خطيرة.
- انخفاض ضغط دم زائد.
- مشاكل هضمية حادة.
- اختلالات هرمونية طويلة الأمد.
دور الطبيب البيطري هو تحديد ما إذا كانت القطة تحتاج فعلاً إلى هذا العلاج، وتحديد الجرعة المناسبة بدقة لضمان سلامتها.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم