يُعد بوسبيرون هيدروكلورايد Buspirone HCl واحداً من الأدوية السلوكية المهمة في الطب البيطري، خصوصاً في مجال تعديل السلوك لدى القطط. وقد أثبت فعاليته في علاج حالات متعددة مثل التبول خارج صندوق الفضلات، المشكلات السلوكية الناتجة عن الخوف، والعدوان بين القطط داخل المنزل.
رغم أنه دواء بشري بالأصل، إلا أن استخدامه البيطري شائع جداً ومبني على دراسات وتجارب سريرية منشورة في مجال طب القطط.
في هذا المقال، سنتناول تعريف الدواء، آلية عمله، أهم استخداماته، طرق إعطائه، الجرعات المناسبة، الموانع، الأعراض الجانبية، إضافةً إلى نصائح هامة وأخطاء شائعة يجب تجنبها.
محتوى المقالة
ما هو دواء بوسبيرون هيدروكلورايد؟
بوسبيرون هيدروكلورايد هو دواء مضاد للقلق (Anxiolytic) من فئة الآزابيرونات (Azapirone class)، ويتميز بكونه غير مرتبط بعائلة البنزوديازيبينات، مما يجعله مختلفاً من حيث التأثير والآثار الجانبية.
الدواء لا يُسبب إدماناً ولا يملك تأثيراً مهدئاً قوياً، وهو ما يجعله مناسباً جداً للاستخدام طويل الأمد لدى القطط التي تعاني من اضطرابات سلوكية.
يُعد بوسبيرون دواءً فعالاً وآمناً بشكل نسبي للقطط، كما أنه متوفر على شكل أقراص بتركيزات 5، 10، 15، و30 ملغ.
آلية عمل بوسبيرون هيدروكلورايد في جسم القطة
يعتمد بوسبيرون في آلية تأثيره على الجهاز العصبي المركزي عبر عدة مسارات موثقة علمياً:
العمل على مستقبلات السيروتونين 5-HT1A
يوصف الدواء بأنه مُنشِّط مباشر لمستقبلات السيروتونين 5-HT1A، ما يؤدي إلى تعديل كيمياء الدماغ وتخفيف القلق. وقد ورد ذلك بوضوح في الملفات الطبية التي أكدت أنه يعمل كـ serotonin (5-HT1A) agonist.
التأثير على مستقبلات الدوبامين D2
تشير المعلومات البيطرية إلى أن الدواء يعمل جزئياً كمُعدِّل لمستقبلات الدوبامين D2 في الدماغ، مما يساهم في تحسين الاستجابات العاطفية والسلوكية.
تخفيف الاستجابات الحادة للضغط
يُلاحظ أن بوسبيرون لا يعمل فوراً، بل يحتاج من أسبوع إلى عدة أسابيع ليظهر تأثيره العلاجي، لأن آلية عمله ترتكز على تعديل تدريجي للمنظومة العصبية وليس تثبيطها مباشرة.
استخدامات بوسبيرون هيدروكلورايد للقطط ولماذا يتم وصفه
أوضحت الملفات المرفقة عدداً من الاستخدامات المعتمدة لدواء بوسبيرون في الطب البيطري، وخاصة طب القطط. ومن أبرز هذه الاستخدامات:
علاج سلوك رش البول (Urine Marking)
وهو الاستخدام الأكثر شيوعاً. وقد أكدت الدراسات فعالية الدواء في تقليل أو إيقاف سلوك رش البول، مع إمكانية عودة السلوك في بعض القطط عند إيقاف العلاج.
علاج القلق والخوف
يستخدم بوسبيرون في علاج القلق المزمن لدى القطط، وخاصة القلق الاجتماعي أو الخوف من التفاعل مع القطط الأخرى. له تأثير ممتاز في جعل القط الخجول أكثر انفتاحاً وتوازناً.
تحسين التفاعل الاجتماعي بين القطط
لوحظ أن بعض القطط التي كانت شديدة الخوف في المنازل متعددة القطط، أصبحت أكثر جرأة وثقة بعد استخدام بوسبيرون، وقد يحدث العكس بحالات قليلة (ازدياد العدوانية).
علاج الإفراط في النظافة (Overgrooming)
قد يتم وصفه عندما يكون الإفراط في اللعق مرتبطاً بالقلق وليس بمشكلة جلدية.
استخدامه كمضاد قيء في بعض الحالات (Off-label)
ورد في ملف الأدوية أنه استُخدم كمضاد قيء بجرعة 4 ملغ/كغ تحت الجلد في بعض القطط، رغم أنه ليس الاستخدام الأشيع له.
أشكال الدواء وطرق إعطائه للقطط
يتوفر بوسبيرون هيدروكلورايد في صورة:
أقراص فموية (الشكل الأساسي)
هي الشكل الأكثر شيوعاً واستخداماً. يمكن إعطاؤها مباشرة، أو سحقها وخلطها مع طعام طري.
تركيبات صيدلانية خاصة (Compounded)
قد يُحضّر الدواء في شكل:
- شراب فموي
- كبسولات صغيرة مناسبة للقطط
- لصقات أو جل جلدي (ولكن الدراسات أثبتت أن الامتصاص عبر الجلد في القطط ضعيف جداً ولا يُنصح به)
الحقن
لا توجد حقنة تجارية للدواء، لكن يمكن للطبيب البيطري استخدام تراكيب خاصة في حالات معينة، مثل علاج القيء (حسب ملف الأدوية).
الجرعات المناسبة للقطط
أشارت الملفات البيطرية إلى أن الجرعة تعتمد على وزن القطة، حالتها السلوكية، وشدة الأعراض.
الجرعة القياسية الشائعة
0.5–1 ملغ/كغ فموياً كل 8–12 ساعة
وهذه الجرعة هي الأكثر اعتماداً في الدراسات البيطرية.
جرعات مبنية على الوزن وليس الكتلة فقط
- 2.5–5 ملغ/قطة كل 12 ساعة (جرعة متوسطة).
- يمكن زيادتها إلى 5–7.5 ملغ/قطة مرتين يومياً في الحالات الشديدة.
- بعض القطط تستجيب لجرعة مرة يومياً فقط، خصوصاً الحالات الخفيفة.
مدة العلاج
- يحتاج الدواء من 1 إلى 2 أسبوع لتظهر نتائجه.
- قد يستمر العلاج 6 إلى 8 أسابيع أو أكثر بحسب الحالة.
ملاحظة مهمة: تغيير الجرعة أو إيقاف الدواء يجب أن يتم تدريجياً وتحت إشراف الطبيب البيطري.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب فيها إعطاء بوسبيرون هيدروكلورايد
هناك عدة محاذير مهمة:
- لا يُستخدم في الحيوانات الحساسة تجاه محفزات السيروتونين: كما ورد في ملف الأدوية أن الدواء ممنوع في الحيوانات التي تظهر حساسية تجاه “serotonin agonists”.
- الحيوانات التي تعاني من قصور كبدي أو كلوي شديد: لأن الدواء يُستقلب في الكبد ويُطرح عبر الكلى، لذا يجب استخدامه بحذر شديد.
- القطط العدوانية جداً: لأن الدواء قد يقلل التثبيط وقد يجعل القطة أقل خجلاً، مما قد يزيد العدوان في بعض الحالات.
- عدم استخدامه لعلاج المخاوف الحادة أو الحالات الطارئة: لأن فعاليته تحتاج وقتاً ولا يظهر تأثيره فورياً.
- عدم دمجه مع الأدوية التالية: وفق الملفات، يمنع الجمع مع:
- الـ MAOIs مثل selegiline، amitraz (خطر ارتفاع الضغط).
- مضادات SSRI مثل fluoxetine.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بحذر شديد).
التأثيرات الجانبية المحتملة عند القطط
الأدوية السلوكية غالباً ما تكون لها آثار جانبية، لكن بوسبيرون يُعتبر من الأدوية ذات الآثار الأقل.
- زيادة المودة والحنان بشكل واضح (وقد يكون ذلك مرغوباً).
- التعب أو الخمول البسيط.
- اضطرابات معدية خفيفة مثل القيء أو الإسهال.
- سلوك عدواني في بعض القطط وخاصة الخجولة جداً سابقاً.
- سلوكيات نمطية أو غير معتادة في حالات قليلة.
في حالات الجرعات الزائدة يمكن أن تظهر:
- قيء.
- دوار.
- ضيق حدقة.
- نعاس قوي. وذلك ورد بشكل واضح في الدراسات الخاصة بالجرعة السامة.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الدواء
- استشارة الطبيب البيطري ضرورية جداً: لا يُعطى الدواء دون تقييم شامل للسلوك، لأن بعض المشاكل السلوكية تكون ناتجة عن أمراض جسدية.
- مراقبة السلوك أسبوعياً: لتحديد ما إذا كانت الجرعة مناسبة.
- دمج العلاج الدوائي مع تعديل السلوك: لتحقيق نتائج أفضل، مثل تحسين البيئة، علاج القلق البيئي، تعديل العلاقات بين القطط.
- تقديم الدواء مع وجبة خفيفة: لتقليل اضطرابات المعدة.
- تجنب تغيير الجرعة أو الإيقاف المفاجئ: لمنع الانتكاس السلوكي.
- إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أخرى تتناولها القطة: لأن بوسبيرون هيدروكلورايد له تداخلات دوائية مهمة مع أدوية السيروتونين.
الأخطاء الشائعة عند إعطاء بوسبيرون هيدروكلورايد للقطط وكيفية تجنبها
- توقع نتائج فورية: الدواء يحتاج أسبوعاً أو أكثر ليبدأ مفعوله، فلا يجب إيقافه بسبب عدم ظهور نتيجة سريعاً.
- استخدامه لعلاج القلق الحاد: لا يصلح للاستخدام الطارئ.
- تجاهل العوامل البيئية والسلوكية: إعطاء الدواء فقط دون تعديل الظروف المسببة للقلق يُقلل نسبة النجاح.
- تقديم جرعة غير منتظمة: التقيد بالجدول الزمني أساس لفعاليته.
- دمجه مع أدوية ممنوعة: مثل fluoxetine أو selegiline.
تحذير مهم
يُحذر منعاً باتاً استخدام بوسبيرون HCl أو أي دواء سلوكي للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
الجرعات تختلف حسب الوزن والحالة الصحية، والتداخلات الدوائية قد تكون خطيرة، كما أن السلوكيات قد تكون مؤشراً لمرض عضوي يجب تشخيصه أولاً.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم