يُعد دواء كالسيتونين سالمون (Calcitonin – Salmon) أحد الأدوية المهمة والمستخدمة في الطب البيطري لعلاج بعض الحالات الهرمونية والتمثيلية المتعلقة بالكالسيوم في الجسم.
على الرغم من أنه ليس من الأدوية الشائعة في الاستخدام اليومي، إلا أنه يُعد خياراً علاجياً مهماً في حالات محدّدة تتطلب تدخلاً سريعاً ودقيقاً.
يستعرض هذا المقال كل ما تحتاج معرفته عن هذا الدواء، بداية من تعريفه وآلية عمله، وصولاً إلى استخداماته، جرعاته، موانع استعماله، آثاره الجانبية، ونصائح مهمة قبل وبعد إعطائه للقطط.
محتوى المقالة
ما هو دواء كالسيتونين سالمون؟
كالسيتونين سالمون هو هرمون مُعاد تركيبه يُستخرج بشكل صناعي من هرمون الكالسيتونين في سمك السلمون. يُستخدم هذا الهرمون في الطب البيطري والطب البشري للتأثير على مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، عبر تقليل معدلات تحلّل العظام وخفض الكالسيوم المرتفع في الجسم .
يتميز شكل “السالمون” من الكالسيتونين بأنه أكثر فعالية بيولوجياً من الكالسيتونين البشري الطبيعي، مما يجعله خياراً مناسباً في الحالات التي تتطلب تأثيراً سريعاً وواضحاً.
كيف يعمل الدواء داخل جسم القطة؟
يعتمد تأثير كالسيتونين سالمون على عدة آليات أساسية:
- تثبيط تحطيم العظام (Osteoclast inhibition): يقوم الدواء بتقليل نشاط الخلايا المدمّرة للعظم، مما يؤدي إلى تقليل خروج الكالسيوم من العظام إلى الدم، وبالتالي خفض مستوى الكالسيوم المرتفع لدى القطة.
- زيادة طرح الكالسيوم عبر الكلى: يساعد الهرمون على تحسين الإطراح الكلوي للكالسيوم.
- خفض مستويات الفوسفور: عبر التأثير على التبادل الحيوي بين العظام والدم.
هذا التأثير السريع يجعله مناسباً لعلاج حالات فرط كالسيوم الدم، خصوصاً الناجمة عن الأورام أو اضطرابات الغدد.
استخدامات كالسيتونين سالمون للقطط
يُستخدم Calcitonin (Salmon) في علاج واحد رئيسي لدى القطط:
علاج فرط كالسيوم الدم (Hypercalcemia)
ويُستخدم بشكل خاص في الحالات التالية:
- فرط كالسيوم الدم المرتبط بالأورام (Hypercalcemia of malignancy) وهو أكثر الاستخدامات شيوعاً للدواء .
- حالات ارتفاع كالسيوم غير مستجيبة للعلاجات التقليدية.
- دعم العلاج إلى جانب السوائل الوريدية أو الأدوية المخفضة للكالسيوم الأخرى.
قد تشير إليه بعض المصادر لاستخدامات أخرى مثل داء باجيت وهشاشة العظام في البشر، لكنه ليس شائع الاستخدام لذلك في القطط.
طرق إعطاء كالسيتونين سالمون للقطط
يُعطى الدواء عن طريق الحقن فقط:
الحقن تحت الجلد (Subcutaneous – SQ)
وهو الشكل الأكثر شيوعًا في الاستخدام البيطري ويُسمح بإعطائه يومياً أو بجرعات متقطعة.
الحقن في العضلات (Intramuscular – IM)
يمكن استعماله أيضاً، لكنه أقل تفضيلاً مقارنة بالحقن تحت الجلد.
لا تتوفر للقطط أشكال فموية أو مراهم أو شراب من هذا الدواء، وفي حال وجودها في الأسواق البشرية فهي غير فعّالة عند إعطائها للحيوانات بسبب تكسير الهرمون داخل المعدة.
الجرعات الموصى بها للقطط
الجرعة المعتمدة للقطط هي 2–6 وحدة دولية/كغ تعطى تحت الجلد أو في العضل مرة واحدة يومياً، ويمكن تكرارها حسب استجابة الحالة الطبية والعلاج الأساسي المستعمل لخفض الكالسيوم .
تعديل الجرعة حسب وزن القطة
- قطة وزنها 3 كغ: 6–18 وحدة دولية.
- قطة وزنها 4 كغ: 8–24 وحدة دولية.
- قطة وزنها 5 كغ: 10–30 وحدة دولية.
مدة العلاج
- تختلف وفقاً لسبب ارتفاع الكالسيوم.
- بعض القطط تحتاج الجرعة عدة أيام فقط لاستعادة التوازن.
- في حالات الأورام قد يتكرر العلاج بشكل دوري عند عودة الارتفاع.
تقييم مستويات الكالسيوم قبل الجرعة وبعدها أمر ضروري لتجنب الهبوط الحاد في الكالسيوم.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
على الرغم من أهمية الدواء، توجد حالات يُفضل تجنب استخدامه فيها إلا عند الضرورة القصوى:
- الحساسية للكالسيتونين: أي قطة تُظهر أعراض تحسسية للهرمون أو للبروتينات السمكية يجب الامتناع عن إعطائها الدواء.
- انخفاض كالسيوم الدم (Hypocalcemia) مسبقاً: لأن الدواء قد يؤدي إلى تفاقم الحالة بشكل خطير.
- القطة الحامل أو المُرضعة: لا توجد دراسات كافية تؤكد سلامة الدواء على الحمل، لذا يجب استخدامه فقط عند الضرورة القصوى وتحت متابعة بيطرية مكثفة.
- أمراض الكلى المتقدمة: رغم أن الدواء قد يساعد في طرح الكالسيوم، إلا أن ضعف الكلى قد يزيد من مخاطر اختلال المعادن.
الآثار الجانبية المحتملة للدواء
تذكر المصادر البيطرية عدة آثار جانبية محتملة، أهمها:
- القيء والغثيان: من أكثر الأعراض شيوعاً نتيجة التأثير الهرموني على المعدة.
- التهيّج أو الألم في موضع الحقن: خصوصاً عند استخدام الحقن العضلي.
- انخفاض شديد في الكالسيوم (Hypocalcemia): وهو أخطر الآثار الجانبية وقد يؤدي إلى:
- رعشة.
- تقلصات عضلية.
- تشنجات.
- ضعف شديد.
- اضطراب ضربات القلب.
- رد فعل تحسسي: نادراً ما يحدث لكنه خطير ويتطلب إيقاف الدواء فوراً.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- مراقبة القطة بعد كل جرعة لمدة ساعة على الأقل.
- في حال القيء المتكرر يمكن للطبيب تخفيض الجرعة.
- علاج انخفاض الكالسيوم يتضمن إعطاء كالسيوم وريدي أو فموي تحت إشراف بيطري.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء
- إجراء تحليل للكالسيوم في الدم قبل بدء العلاج لتحديد الحالة بدقة.
- إبلاغ الطبيب بأي أدوية تتناولها القطة، لأن بعض الأدوية قد تتداخل مع مستوى الكالسيوم.
- قياس الكالسيوم يومياً في الأيام الأولى للعلاج.
- الالتزام بجدول الجرعات بدقة.
نصائح مهمة بعد إعطاء الدواء
- مراقبة نشاط القطة، شهيتها، وحركتها العامة.
- مراقبة ظهور أعراض انخفاض الكالسيوم مثل التشنج أو الارتجاف.
- التأكد من أن القطة تشرب كمية كافية من الماء.
- مراجعة الطبيب فوراً عند حدوث أي آثار غير طبيعية.
أخطاء شائعة عند إعطاء كالسيتونين سالمون للقطط
- إعطاء جرعة عالية دون مراقبة: قد يؤدي إلى هبوط خطير في مستوى الكالسيوم.
- خلطه مع أدوية أخرى دون استشارة الطبيب: خاصة الأدوية التي تؤثر على الكلى.
- استخدام حقن منتهية الصلاحية: الهرمون حساس جداً ويتحلل بسرعة.
- محاولة إعطائه فموياً: وهي طريقة غير فعالة لأنه يتحلل في المعدة.
- استخدامه بدون علاج السبب الأساسي لفرط الكالسيوم: الدواء يقلل مستوى الكالسيوم لكنه لا يعالج المرض المُسبب.
تحذير
يُمنع تماماً استخدام دواء كالسيتونين سالمون للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
فالدواء ذو تأثير هرموني حسّاس، وأي خطأ في الجرعة أو طريقة الإعطاء قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة القطة.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم