اورانوفين: دواء لعلاج أمراض المناعة عند القطط

يُعد دواء اورانوفين Auranofin أحد المركّبات الذهبية المستخدمة أساسًا في الطب البشري لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.

في السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام باستخدامه في الطب البيطري (خاصة في القطط) بعد ظهور دراسات تشير إلى فائدته في بعض الحالات الخاصة، خصوصًا تلك المرتبطة بالتهابات الجهاز المناعي أو بعض الإصابات الطفيلية النادرة.

ورغم أنّه ليس دواءً بيطريًا معتمدًا رسميًا للقطط، إلا أنّ بعض الأطباء البيطريين قد يستعملونه بشكل خارج الملصق (Off-label) عند الحاجة وتحت إشراف دقيق.

في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج معرفته عن الدواء، آلية عمله، فوائده، مخاطره، وطريقة إعطائه للقطط.

ما هو دواء اورانوفين؟

اورانوفين هو مركّب ذهبي يُعطى عادةً عن طريق الفم وينتمي إلى فئة الأدوية المعروفة بـ Gold salts أو الأملاح الذهبية.

يتميّز بخصائص معدِّلة للمناعة (Immunomodulatory) ومضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا في الحالات التي تفرط فيها مناعة الجسم في النشاط.

ورغم أن استعماله الأساسي للبشر، فقد أثبتت مجموعة من الدراسات والبحوث التجريبية قابليته للاستخدام في الحيوانات الصغيرة (خاصة القطط) في حالات معينة.

آلية عمل اورانوفين في جسم القطة

يعمل اورانوفين عبر آليات متعددة، أهمها:

تثبيط الجهاز المناعي الزائد

يقلّل نشاط الخلايا المناعية التي تسبّب الالتهاب، مثل:

• الخلايا البالعة (Macrophages).
• الخلايا اللمفاوية (T-Cells).
• إنتاج السيتوكينات الالتهابية.

هذا يجعله مفيدًا في الأمراض المناعية التي يكون فيها الجهاز المناعي مفرط النشاط.

التأثير المضاد للأكسدة

يعمل كمضاد أكسدة قوي يقلّل من التلف الناتج عن الجذور الحرة في الأنسجة.

خصائص مضادة للطفيليات

أظهرت الدراسات أن للدواء تأثيرًا قويًا ضد بعض الطفيليات النادرة مثل:

• Entamoeba histolytica.
• Giardia spp وهو ما يجعل بعض الأطباء يلجؤون إليه في حالات مقاومة الأدوية التقليدية.

تأثير مضاد للسرطان

أظهرت الأبحاث أن للدواء قدرة على تثبيط نمو بعض الخلايا السرطانية، لكن لا يزال هذا ضمن الاستخدام البحثي فقط وليس علاجًا سريريًا معتمدًا.

استخدامات اورانوفين العلاجية للقطط

على الرغم من أنّ استخدامه محدود وغير شائع، إلا أنه قد يُستعمل في الحالات التالية:

الأمراض المناعية الذاتية

مثل:

• التهاب الأمعاء المناعي الشديد (IBD).
• بعض حالات التهاب المفاصل المناعي.
• بعض أنواع التهاب الجلد المناعي. يُستخدم عندما تفشل العلاجات التقليدية مثل:
• الكورتيزون.
• السيكلوسبورين.
• الأدوية المثبّطة للمناعة الأخرى.

العدوى الطفيلية المقاومة

يُستخدم في حالات قليلة جدًا عندما تفشل العلاجات مثل ميترونيدازول.

الاستخدامات البحثية

يتم دراسته حاليًا كعلاج مساعد في:

• حالات الالتهاب الجهازية المزمنة.
• بعض الأورام.
• الأمراض الفيروسية المدعومة بالالتهاب.

طرق إعطاء الدواء للقطط

يأتي اورانوفين عادةً في شكل كبسولات أو أقراص فموية في الطب البشري، ويُعطى للقطط بنفس الشكل ولكن غالبًا بعد إعادة تركيب الجرعة في صيدلية التحضير البيطري.

الأقراص / الكبسولات

• وهي الطريقة الشائعة.
• قد تحتاج الصيدلية إلى تقسيم الجرعة بدقة أو تحويلها إلى سائل فموي محضّر لتسهيل إعطائه للقطة.

المعلّقات الفموية (Compounded liquid)

• تُعدّ الخيار الأكثر ملاءمة للقطط.
• يمكن نكهته بنكهة مرغوبة مثل الدجاج أو السلمون.

لا توجد أشكال حقن أو مراهم بيطرية

دواء اورانوفين ليس متوافرًا كحقن أو مرهم في الاستخدام البيطري، ويُستخدم حصريًا تقريبًا عن طريق الفم.

الجرعات المناسبة للقطط

الجرعة في القطط يجب أن يحددها طبيب بيطري فقط، لأنها تعتمد على:

• وزن القطة.
• عمرها.
• حالتها المناعية.
• سبب استخدام الدواء.
• وظائف الكبد والكلى.

الجرعات المتداولة في الأدبيات البحثية

جرعة اورانوفين للقطط (استخدام خارج التسمية) 0.1 – 0.2 mg/kg مرة يوميًا، وقد تُخفض الجرعة إلى:

0.05 mg/kg يوميًا إذا كانت القطة تعاني من مشاكل في الكلى أو الكبد.

مدة العلاج

• غالبًا أسابيع إلى أشهر.
• التحسّن تدريجي جدًا.
• تُراقب وظائف الدم والكبد والكلى بشكل دوري.

موانع استعمال اورانوفين للقطط

يجب تجنّب إعطاء الدواء في الحالات التالية:

• أمراض الكلى: لأن الأملاح الذهبية قد تزيد الحمل على الكلى.
• أمراض الكبد: يتم أيض الدواء في الكبد، وقد يسبب تراكمه مشاكل خطيرة.
• فقر الدم أو نقص الصفائح: الدواء قد يؤثر على نخاع العظم.
• الحساسية تجاه مركّبات الذهب: وهي نادرة ولكن ممكنة.
• الحمل والرضاعة: لا توجد دراسات تثبت أمانه، لذلك يجب تجنّبه تمامًا.
• العدوى البكتيرية النشطة: لأنه يثبط المناعة وقد يزيد العدوى سوءًا.

التأثيرات الجانبية المحتملة

مثل معظم الأدوية المثبطة للمناعة، قد يسبب اورانوفين بعض الآثار الجانبية:

اضطرابات الجهاز الهضمي

• قيء.
• إسهال.
• فقدان الشهية. عادةً ما تتحسّن هذه الأعراض مع تقليل الجرعة.

تأثيرات على نخاع العظم

مثل:

• فقر الدم.
• انخفاض الصفائح.
• نقص خلايا الدم البيضاء. لذلك يجب إجراء تحليل دم شهريًا.

تأثيرات جلدية

مثل:

• الحكة.
• الطفح.
• التساقط الموضعي للشعر.

تسمم كلوي أو كبدي

وهو أخطر الآثار الجانبية، ويُراقب عبر تحاليل وظائف الكبد والكلى.

زيادة القابلية للعدوى

بسبب تثبيط المناعة.

نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده

قبل بدء العلاج

• إجراء فحص دم كامل.
• فحص وظائف الكبد والكلى.
• التأكد من عدم وجود عدوى بكتيرية.
• تحديد سبب المشكلة بدقة.

أثناء العلاج

• إعطاء الجرعة في موعدها يوميًا.
• عدم إيقاف الدواء فجأة.
• مراقبة القطة لأي أعراض غير طبيعية.
• تحليل دم كل 3–4 أسابيع.

بعد انتهاء العلاج

• تقليل الجرعة تدريجيًا إذا لزم الأمر.
• متابعة الحالة للتأكد من عدم نكس المرض.

أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء وكيفية تجنبها

• إعطاء الدواء دون فحص دم مسبق: قد يعرّض القطة لخطر كبير خصوصًا إذا كانت وظائف الكلى منخفضة.
• عدم الالتزام بالجرعة: زيادة الجرعة أو مضاعفتها يعدّ خطرًا شديدًا.
• إيقاف الدواء فجأة: قد يؤدي إلى انتكاس الحالة.
• مزجه مع أدوية أخرى مثبطة للمناعة دون إشراف بيطري: خطر كبير لحدوث كبت مناعي شديد.
• الاعتماد على الجرعات البشرية: خطأ شائع وخطير جدًا.

تحذيرات

• ⚠️ دواء اورانوفين ليس دواءً بيطريًا شائعًا، ويُستخدم فقط في الحالات الخاصة وبشكل خارج التسمية.
• ⚠️ لا يجب أبدًا إعطاء الدواء للقطط دون استشارة طبيب بيطري متخصص.
• ⚠️ سوء استخدامه قد يؤدي إلى تلف الكلى أو الكبد أو اضطرابات دموية خطيرة.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.