يُعد الكالسيتريول (Calcitriol) واحداً من أهم الأدوية الهرمونية المستخدمة في الطب البيطري لعلاج اضطرابات الكالسيوم والفوسفور، وخاصة لدى القطط التي تعاني من أمراض الكلى المزمنة أو اضطرابات الغدد الجاردرقية.
يُعتبر هذا الدواء الشكل النشط من فيتامين د3، ما يجعله ذا تأثير قوي ومباشر على الجهاز العظمي والتوازن المعدني في جسم القطة.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح شامل ومبسّط حول الكالسيتريول للقطط، مع توضيح استخداماته، آلية عمله، الجرعات، موانع الاستعمال، التأثيرات الجانبية، وإرشادات مهمة لضمان الاستخدام الآمن.
محتوى المقالة
ما هو دواء كالسيتريول؟
الكالسيتريول هو الصيغة الفعّالة من فيتامين D3، ويُستخدم للحفاظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
بما أنه الشكل النشط للفيتامين، فهو يعمل مباشرة دون الحاجة لتحويلات أيضية معقدة. لذلك يُعد مفيداً جداً للحيوانات التي لا تستطيع تحويل فيتامين D إلى صورته الفعّالة، كما هو الحال في القطط المصابة بفشل كلوي.
يُعرف الكالسيتريول أيضاً باسم 1,25-dihydroxycholecalciferol، وهو من الأدوية الخاصة التي تتطلب وصفة ومراقبة بيطرية دقيقة نظراً لحساسية تأثيره وقلة هامش الأمان فيه.
كيف يعمل الكالسيتريول في جسم القطة؟
يؤثر الكالسيتريول في ثلاثة أماكن رئيسية داخل جسم القطة:
الأمعاء
يزيد من امتصاص الكالسيوم والفوسفور، مما يرفع مستوياتهما في الدم.
العظام
يحفّز إطلاق الكالسيوم المخزّن في العظام عندما تكون مستوياته منخفضة.
الكلى
يعزز إعادة امتصاص الكالسيوم من الكلية ويمنع طرحه في البول.
كما يُستخدم لمعادلة حالة تسمى فرط نشاط الغدة الجار درقية الثانوي (secondary hyperparathyroidism)، وهي من المضاعفات الشائعة لدى القطط المصابة بمرض الفشل الكلوي، إضافة إلى فعاليته في التحكم بهذه الحالة وتقليل فرط إفراز هرمون PTH.
بهذه الآلية الشاملة، يساعد الدواء في استقرار مستويات الكالسيوم، ومنع التدهور العظمي، وتحسين نوعية حياة القطط المصابة بأمراض الكلى طويلة الأمد.
استخدامات الكالسيتريول العلاجية للقطط
يصف الأطباء البيطريون الكالسيتريول في عدة حالات محددة، أبرزها:
مرض الكلى المزمن (CKD)
يُعد الاستخدام الأكثر شيوعاً.
يساعد الكالسيتريول في:
- تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور.
- تقليل فرط نشاط الغدد الجاردرقية الثانوي.
- تقليل تطور التلف العظمي الناتج عن فشل الكلى.
- تحسين الشهية والطاقة بشكل غير مباشر.
الدواء فعّال في معالجة هذا النوع من الاضطرابات عند إعطائه بجرعات دقيقة ومراقبة مستمرة لمستويات المعادن.
فرط نشاط الغدة الجاردرقية الأولي أو الثانوي
عند ارتفاع هرمون PTH، يعمل الكالسيتريول على كبح إنتاج الهرمون وتحسين استجابة الجسم للكالسيوم.
انخفاض الكالسيوم في الدم (Hypocalcemia)
وخاصة إذا كان بسبب قصور الغدد الجار درقية.
دعم العظام في حالات معينة
مثل هشاشة العظام أو نقص الفيتامين D النشط، لكن غالباً يكون ذلك جزءاً من خطة علاجية شاملة.
أشكال دواء الكالسيتريول وطريقة إعطائه للقطط
يتوفر الكالسيتريول عادة على شكل مستحضرات فموية فقط، سواء كانت:
- كبسولات.
- حبوب صغيرة.
- محلول فموي (قطرات): وهو الأكثر استخداماً للقطط لسهولة السيطرة على الجرعات الصغيرة.
طريقة الإعطاء
يُعطى الدواء غالباً مرة واحدة يومياً عن طريق الفم، ويمكن خلطه مع كمية صغيرة من الطعام لتسهيل تناوله.
الجرعات المناسبة للقطط
نظراً لحساسية الدواء وخطورته عند زيادة الجرعة، فإن إعطاء الكالسيتريول للقطط يجب أن يتم ONLY بواسطة الطبيب البيطري.
يجب أن تكون الجرعات منخفضة جداً وتُعدل بناءً على وزن القطة ومستوى الكالسيوم والفوسفور وحالة الكلى.
جرعات عامة استرشادية فقط
0.0025 – 0.005 ميكروغرام لكل كغ يومياً (0.02 – 0.05 ميكروغرام/قطة بالمتوسط)، وتُعتبر هذه الجرعات شديدة الدقة، وأي زيادة قد تؤدي إلى تسمم بالكالسيوم.
ضبط الجرعة
يقوم الطبيب بتعديل الجرعة بناءً على:
- وزن القطة.
- مرحلة الفشل الكلوي.
- مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم.
- مستوى هرمون PTH.
- قيم وظائف الكلى (الكرياتينين، اليوريا).
مدة العلاج
يُعطى العلاج غالباً لفترات طويلة وقد يمتد مدى الحياة، لكن مع مراقبة مستمرة.
موانع استعمال الكالسيتريول للقطط
يحذر المرجع الدوائي من استخدام الكالسيتريول في الحالات التالية:
- ارتفاع الكالسيوم في الدم (Hypercalcemia) مهما كان بسيطاً.
- ارتفاع الفوسفور بشكل كبير.
- حصوات الكلى أو المسالك البولية.
- أمراض قلبية معينة مرتبطة بارتفاع الكالسيوم.
- في حال عدم قدرة المالك على إجراء تحاليل دورية.
كما يجب تجنب الجمع بينه وبين مكملات الكالسيوم أو فيتامين D دون إشراف بيطري، لأن ذلك يزيد خطر السمية.
الآثار الجانبية المحتملة
أبرز خطر للكالسيتريول هو تسمم الكالسيوم (Hypercalcemia)، وقد شدد المرجع على أهمية مراقبة مستوى الكالسيوم بشكل متكرر أثناء العلاج .
أعراض السمية
- قيء متكرر.
- زيادة العطش.
- كثرة التبول.
- فقدان الشهية.
- إمساك.
- ضعف وخمول.
- فقدان الوزن.
- مشاكل كلوية متقدمة.
ماذا تفعل عند ظهور أعراض السمية؟
- إيقاف الدواء فوراً.
- مراجعة الطبيب لإجراء تحاليل دم.
- قد يحتاج الحيوان إلى سوائل وريدية أو علاج لخفض الكالسيوم.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الكالسيتريول
قبل الاستخدام
- إجراء تحليل دم شامل يشمل الكالسيوم، الفوسفور، وظائف الكلى، وهرمون PTH.
- تقييم قدرة المالك على الالتزام بالمراقبة البيطرية.
- إبلاغ الطبيب بأي أدوية أو مكملات تتناولها القطة.
أثناء العلاج
- إعطاء الدواء في نفس الوقت يومياً.
- مراقبة سلوك القطة وشهيتها.
- عدم تغيير الجرعة دون استشارة الطبيب.
- منع إعطاء أي مكمل كالسيوم أو فيتامين D من تلقاء نفسك.
فحوصات المتابعة
- فحص الكالسيوم والفوسفور كل 2–4 أسابيع في البداية، ثم كل 2–3 أشهر.
- مراقبة وظائف الكلى دورياً لتعديل الجرعة عند الحاجة.
أخطاء شائعة عند إعطاء كالسيتريول للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء جرعات كبيرة دون قصد: الكالسيتريول دواء شديد الفعالية، وقد ذكر المرجع أن جرعة زائدة صغيرة قد تسبب سمية حادة .استخدم القطارة أو الحقنة المرفقة مع الدواء بدقة.
- جمع الدواء مع مكملات الكالسيوم: يؤدي ذلك إلى ارتفاع مفرط في الكالسيوم.لا تضف أي مكملات دون مراجعة الطبيب.
- عدم إجراء الفحوصات الدورية: تجاهل الفحوص يؤدي إلى اكتشاف السمية بعد فوات الأوان.
- توقف العلاج فجأة: قد تعود الغدد الجاردرقية إلى النشاط المفرط بسرعة.
- تخزين الدواء بشكل خاطئ: الحرارة والضوء قد يضعفان فعالية الكالسيتريول. احفظه في درجة حرارة الغرفة بعيداً عن الضوء والرطوبة.
تحذير مهم جداً
الكالسيتريول ليس دواءً عادياً، ولا يجب إعطاؤه للقطط دون إشراف بيطري متخصص.
أي خطأ بسيط في الجرعة قد يؤدي إلى تسمم خطير في الكالسيوم، وقد أكد المرجع البيطري أن استخدامه يتطلب مراقبة دقيقة ومتكررة لمستويات الدم أثناء العلاج .
إذا كنت تعتقد أن قطتك بحاجة لهذا الدواء، فالخطوة الصحيحة هي زيارة الطبيب البيطري للحصول على التشخيص والجرعة المناسبة.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم