يُعد دواء Aminopentamide Hydrogen Sulfate (المعروف تجاريًا باسم Centrine®) من الأدوية البيطرية القديمة التي استُخدمت لعلاج الاضطرابات الهضمية في الحيوانات الصغيرة، وخاصّة القطط والكلاب. وعلى الرغم من تراجع استخدامه لصالح أدوية أحدث في بعض العيادات، إلا أن هذا الدواء ما يزال يُعد خيارًا علاجيًا مهمًا في بعض الحالات التي تتطلب تقليل تشنجات الجهاز الهضمي و خفض إفرازاته.
ويتبع هذا الدواء فئة مضادات الكولين Anticholinergics، وهي الأدوية التي تعمل على تعطيل تأثير الناقل العصبي أستيل كولين في الجهاز العصبي اللاودي.
السطور التالية تقدّم للقارئ غير المتخصص شرحًا مبسطًا، شاملاً، ومبنيًا على مصادر علمية موثقة حول هذا الدواء.
محتوى المقالة
ما هو دواء Aminopentamide Hydrogen Sulfate؟
يُصنف الدواء ضمن مضادات التشنج Antispasmodics و مضادات الكولين Anticholinergics، وهو مُصمّم لتقليل حركة عضلات الجهاز الهضمي وتخفيف التقلصات الحادة، إضافةً إلى تقليل إفرازات الجهاز الهضمي. تم تسجيله بالاستخدام البيطري فقط، ولا توجد له أي منتجات بشرية.
يمكن تعريفه كدواء مضاد للإسهال يقلل من الحركة المعوية وإفرازات الجهاز الهضمي، لكنه أصبح أقل استخدامًا اليوم بسبب توفر بدائل أحدث وأكثر فعالية.
آلية عمل الدواء وكيف يؤثر في جسم القطة
يعتمد الدواء على تأثيره كمضاد للكولين عبر حجب مستقبلات الأسيتيل كولين (Muscarinic receptors) في الجهاز العصبي اللاودي.
ونتيجة لذلك تحصل التأثيرات التالية:
- تثبيط حركة الجهاز الهضمي: يؤدي الدواء إلى إبطاء حركة الأمعاء وتقليل الانقباضات الشديدة التي تسبب الألم والإسهال.
- خفض الإفرازات المعوية: يساعد الدواء على تقليل إفراز السوائل داخل المعدة والأمعاء، ما يساهم في السيطرة على الإسهال الحاد.
- تأثير محدود على الأعضاء الأخرى: رغم أن الدواء له تأثيرات على الغدد والإفرازات، إلا أنه يتميّز (مقارنةً بالأتروبين) بكونه أقل تأثيرًا على توسّع الحدقة وإفراز اللعاب، بينما يكون تأثيره على القولون أقوى.
استخدامات الدواء ولماذا يتم وصفه للقطط
الاستخدامات الأساسية للدواء تشمل:
- علاج تقلصات الجهاز الهضمي الحادة: يُستخدم الدواء لتخفيف المغص المعوي والتقلصات الناتجة عن اضطرابات هضمية حادة.
- السيطرة على الإسهال المرتبط بزيادة حركة الأمعاء: ساعد الدواء تاريخيًا في تقليل الإسهال الحاد، لكن يُنصح بعدم استخدامه لفترات طويلة.
- تقليل القيء والغثيان المرتبطين بالتشنجات الهضمية: يعالج الدواء أعراضًا مصاحبة مثل القيء أو الغثيان الناتجين عن اضطرابات المعدة.
- حالات التهابات الأمعاء أو التهاب المعدة الحاد: قد يلجأ بعض الأطباء لاستخدامه كعلاج مساعد في التهاب الأمعاء الحاد أو التهاب المعدة عندما تكون أعراض التشنج شديدة.
أشكال الدواء وكيفية إعطائه للقطط
الدواء يتوفر بيطريًا في شكلين أساسيين:
- أقراص Tablets: قوة الجرعة: 0.2 mg، مخصصة للاستخدام الفموي PO.
- حقن Injection: تركيز الحقنة: 0.5 mg/mL، ويتم إعطاؤها تحت الجلد (SQ)، أو داخل العضل (IM)، وأحيانًا عبر الفم عند التقطير. لا يوجد شراب أو مرهم لهذا الدواء.
كيفية إعطاء الدواء للقطة
- الأقراص: تُعطى مباشرة فمويًا أو تُخفى داخل طعام رطب.
- الحقن IM/SQ: تُستخدم عندما يصعب على القطة تناول الدواء، أو في الحالات الحادة.
- الفم عبر الحقنة: يمكن إعطاء الجرعة السائلة عبر الفم إذا جرى سحبها من الحقنة بتوجيه الطبيب.
الجرعات المناسبة للقطط
جرعة القطط: 0.1 mg لكل قطة، كل 8–12 ساعة، IM أو SQ أو PO.
0.1–0.4 ملغ/كغ تحت الجلد لعلاج الحالات المزمنة مثل التهاب الأمعاء المزمن (IBD) كعلاج مساعد.
كيفية تحديد الجرعة
يعتمد الطبيب على:
- وزن القطة: الجرعة عادة ثابتة (0.1 mg) لكن قد يتم تعديلها للحالات الصعبة.
- العمر: القطط الصغيرة أو المسنة أكثر حساسية لتأثيرات مضادات الكولين.
- الحالة الصحية العامة: خاصة إذا كان لدى القطة أمراض قلب، كلى، كبد، أو جفاف شديد.
مدة العلاج
عادةً من 1–3 أيام في الإسهال الحاد.
وفي حالات معينة قد تمتد المدة تحت إشراف بيطري دقيق.
متى يجب تجنب الدواء؟
هناك موانع استخدام واضحة للدواء، وتتضمن:
- مرض الجلوكوما (المياه الزرقاء): منع تام.
- أمراض القلب الخطيرة مثل:
- تسرعات القلب
- عدم استقرار الحالة القلبية
- انسداد الجهاز الهضمي أو شبهة الانسداد: (لأن الدواء يقلل الحركة ويزيد خطر التفاقم)
- الشلل المعوي (Ileus).
- التهابات الأمعاء الخطيرة (مثل عدوى بكتيرية شديدة): لأن تقليل الحركة قد يطيل بقاء الجراثيم في الجسم.
- انسداد البول أو تضخم البروستاتا (في الذكور).
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
- حالات الجفاف الشديد: لأن تقليل حركة الأمعاء قد يفاقم الإمساك والجفاف.
الآثار الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
الدواء قد يُسبب مجموعة من الآثار الجانبية المرتبطة بكونه مضادًا للكولين، ومنها:
- جفاف الفم والعطش: الحل: توفير الماء باستمرار.
- تشوّش الرؤية أو توسع حدقة خفيف.
- إمساك أو صعوبة في التبرز.
- احتباس البول (أخطر تأثير جانبي): يعدّ حدوث احتباس البول دلالة على جرعة مرتفعة جدًا، ويجب إيقاف الدواء فورًا.
- زيادة بسيطة في معدل ضربات القلب.
- قيء أو سيلان لعاب (نادر): خاصة في القطط الحساسة لمضادات الكولين.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء
- تشخيص السبب أولًا: الإسهال أو التقلصات قد تكون عرضًا لعدوى فيروسية أو بكتيرية تتطلب علاجًا مختلفًا.
- عدم إعطاء الدواء في حالات القيء المستمر: قبل تقييم الجفاف أو الاشتباه بالانسداد.
- إخبار الطبيب بجميع الأدوية الأخرى: لأن مضادات الكولين قد تتفاعل مع مضادات الهيستامين، مضادات الاكتئاب، أو بعض الأدوية القلبية.
- تجربة الجرعة الأولى تحت مراقبة: لاكتشاف أي حساسية أو تأثيرات قوية.
- الالتزام بالجرعة: تغيير الجرعة قد يؤدي إلى احتباس بولي، إمساك شديد، أو تسرع قلب.
نصائح بعد إعطاء الدواء
- متابعة التبول؛ أي صعوبة تعني ضرورة التوقف فورًا.
- مراقبة حركة الأمعاء؛ استمرار الألم يعني أن السبب قد يكون انسدادًا.
- تقديم طعام لطيف على المعدة مثل: وجبة رطبة خفيفة أو مسلوق.
- التحذير من استخدامه لفترات طويلة دون مراجعة الطبيب.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء وكيفية تجنبها
- استخدام الدواء لإيقاف الإسهال المزمن ❌: الدواء مخصص للحالات الحادة فقط. الحل: إذا استمر الإسهال أكثر من 48 ساعة، يجب مراجعة الطبيب.
- إعادة الجرعة بعد القيء مباشرة ❌: الحل: الانتظار 1–2 ساعة قبل إعادة الجرعة.
- إعطاء الدواء مع أدوية أخرى ذات تأثير مضاد للكولين ❌: الحل: التأكد من الطبيب قبل دمج أي دواء.
- إعطاء الدواء دون وزن القطة ❌: الحل: الجرعة تعتمد على الوزن والحالة.
- الاستمرار في إعطاء الدواء رغم عدم حدوث تحسن ❌: الحل: مراجعة الطبيب فورًا لاحتمال وجود انسداد هضمي أو عدوى خطيرة.
تحذير مهم
لا يجب استخدام دواء Aminopentamide Hydrogen Sulfate أو أي دواء آخر دون استشارة طبيب بيطري مختص.
فالقطط حساسة لمضادات الكولين، وقد يؤدي الاستخدام العشوائي إلى احتباس بولي، تفاقم الجفاف، مضاعفات قلبية، أو تدهور الحالة الهضمية.
يعتمد التشخيص الصحيح على الفحص السريري وربما الفحوصات المخبرية، ويُعد الطبيب البيطري الوحيد القادر على تحديد ما إذا كان الدواء مناسبًا أم لا.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم