يُعد دواء الكلوربروباميد (Chlorpropamide) واحداً من الأدوية البشرية التي تُستخدم أحياناً في الطب البيطري، وخصوصاً في حالات محددة عند القطط تتعلق باضطرابات الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH).
على الرغم من أن الدواء لا يُعد خياراً شائعاً في الطب البيطري مقارنة ببدائل أخرى، فإنه ما يزال يُستخدم في بعض الحالات الخاصة، وبالأخص كعلاج مساعد في السكري الكاذب (Diabetes Insipidus) لدى القطط التي تعاني من نقص جزئي في هرمون ADH أو ضعف استجابة الكلى له.
المقالة التالية تقدّم دليلاً متكاملاً حول الدواء واستخداماته وآلية عمله وجرعاته للقطط، مع توضيح المخاطر والتحذيرات.
محتوى المقالة
ما هو دواء الكلوربروباميد؟
الكلوربروباميد هو دواء ينتمي إلى مجموعة السلفونيل يوريا، وهي مجموعة تُستخدم أساساً لعلاج السكري من النوع الثاني عند البشر، حيث تعمل على تحفيز إفراز الإنسولين. لكن في الطب البيطري.
لا يُستخدم الدواء لهذا الغرض عند القطط، بل يتم الاستفادة منه في تأثيرات أخرى ذات علاقة بعمل الكلى والهرمون المضاد لإدرار البول.
يأتي الدواء في صورة أقراص فموية بتركيزين 100 ملغ و250 ملغ، ولا توجد أي مستحضرات بيطرية مخصّصة للقطط، وجميع الاستخدامات تُعد خارج التوصيات الرسمية (Off-label use) ويجب أن تكون تحت إشراف طبيب بيطري فقط.
آلية عمل الكلوربروباميد وكيف يؤثر في جسم القطة
على الرغم من أن الكلوربروباميد معروف بدوره كمحفّز للإنسولين، فإن فائدته الأساسية في القطط لا ترتبط بالسكري، بل بقدرته على:
تعزيز تأثير هرمون ADH الطبيعي
يعمل الدواء على زيادة استجابة الأنابيب الكلوية لهرمون الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وهو الهرمون المسؤول عن تقليل فقدان الماء وزيادة تركيز البول.
فائدته في حالات السكري الكاذب (Diabetes Insipidus)
عندما تكون القطة مصابة بنقص جزئي في ADH، أو عندما لا تستجيب الكلى بشكل كامل لهذا الهرمون، يمكن للكلوربروباميد أن:
- يحسّن قدرة الكلى على إعادة امتصاص الماء.
- يقلل كمية البول الناتجة.
- يقلل شعور القطة بالعطش الشديد.
- يساهم في تحسين نوعية الحياة.
لقد ثبت أن الدواء فعال في أقل من 50% فقط من الحيوانات، أي أن الاستجابة محدودة وقد تختلف من قطة لأخرى.
مدة التجربة العلاجية
يُوصى بإعطاء الدواء لمدة أسبوع كامل على الأقل قبل تقييم فعاليته .
استخدامات الكلوربروباميد العلاجية للقطط ولماذا يتم وصفه؟
الاستخدام الرئيسي لعلاج السكري الكاذب (Diabetes Insipidus) في القطط التي تعاني من نقص جزئي في ADH.
يقسم الأطباء المرض إلى نوعين:
- السكري الكاذب المركزي (Central DI) يحدث بسبب نقص إنتاج الهرمون المضاد لإدرار البول. الكلوربروباميد قد يساعد فقط في الحالات الجزئية، ولكن لا يفيد عادة في النقص الكامل.
- السكري الكاذب الكلوي (Nephrogenic DI) يحدث بسبب عدم استجابة الكلى للهرمون. قد يفيد الدواء أحياناً في تحسين الاستجابة؛ لكنه ليس علاجاً رئيسياً.
متى يُفضّل الأطباء البيطريون استخدام الكلوربروباميد؟
- عندما تكون تكلفة علاج السكري الكاذب باستخدام ديزموبريسين (DDAVP) مرتفعة جداً.
- عندما تكون القطة تعاني من شكل جزئي من المرض، حيث تكون الاستجابة محتملة.
- عندما يرغب الطبيب في تجربة خيار آمن نسبياً قبل الانتقال إلى العلاج الأساسي الأكثر فعالية.
طرق إعطاء الدواء للقطط
يتوافر الكلوربروباميد في شكل واحد فقط للاستخدام:
الأقراص الفموية
لا توجد منه:
- شراب.
- حقن.
- مراهم.
- قطرات.
ولذلك فإن طريقة الإعطاء الوحيدة للقطط هي الفم، إما:
- مباشرة عن طريق وضع القرص خلف اللسان.
- أو تقسيمه وخلطه مع كمية صغيرة من الطعام الرطب.
- أو طحنه ودمجه مع محلول مناسب أو معجون مقبول الطعم للقطط.
ولأن الأقراص البشرية كبيرة مقارنة بحجم جرعة القطط، فقد يحتاج الطبيب إلى:
- تقسيم القرص إلى أجزاء صغيرة.
- أو صرف الدواء من صيدلية بيطرية تُحضّر تركيزاً ملائماً.
جرعات الكلوربروباميد للقطط
الجرعات المستخدمة للقطط هي كما يلي:
جرعة القطط لعلاج السكري الكاذب
- 50 ملغ (الجرعة الكلية للقطة) مرة واحدة يومياً
- أو الجرعة المعتمدة حسب وزن الجسم: 10 – 40 ملغ/كغ مرة واحدة يومياً (للقطط والكلاب)
ملاحظات مهمة حول الجرعة
- يجب البدء بالجرعة الأقل واختبار الاستجابة.
- قد يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعة أسبوعياً.
- الجرعة العالية قد تسبب هبوط سكر خطير.
- لا يجب إيقاف الدواء فجأة دون استشارة الطبيب.
موانع الاستعمال للقطط
يجب تجنب استخدام الكلوربروباميد في الحالات التالية:
الحساسية تجاه السلفونيل يوريا
وهي مجموعة الدواء الأساسية.
القطط المصابة
- بأمراض الكبد.
- بأمراض الكلى المتقدمة.
- بالسكري الحقيقي، لأن الدواء قد يسبب اضطراباً في مستويات الجلوكوز.
- بفقدان كامل لهرمون ADH (Central DI كامل)، لأنه لن يفيد.
أثناء الحمل أو الإرضاع
لا توجد بيانات آمنة للاستخدام.
القطط التي تتناول أدوية تتفاعل معه
توجد قائمة طويلة من الأدوية التي تزيد تأثير الدواء أو تسبب مشاكل عند إعطائه، مثل:
- الكلورامفينيكول.
- الساليسيلات.
- الـ NSAIDs.
- الوارفارين.
- السلفوناميدات.
- أدوية معينة للضغط.
- الكورتيكوستيرويدات (تزيد مقاومة ADH).
التأثيرات الجانبية المحتملة للدواء
الكلوربروباميد ليس دواءً خالياً من الأعراض الجانبية، وأكثر ما يُخشى منه عند القطط هو هبوط السكر (Hypoglycemia).
أهم الأعراض الجانبية المتوقعة
- هبوط سكر الدم: أعراضه تشمل:
- رجفة.
- ضعف.
- ارتباك.
- فقدان التوازن.
- تشنجات.
- إغماء.
- اضطرابات المعدة:
- قيء.
- فقدان شهية.
- غثيان.
- آثار كلوية: يمكن أن يسبب تغيرات بسيطة في:
- إنزيمات الكبد.
- الكرياتينين.
- BUN.
- حساسية أو طفح جلدي.
- تفاعلات مع أدوية أخرى: قد تؤدي إلى:
- زيادة قوة التأثير
- أو تعطيل تأثير الأدوية المصاحبة
- أو حدوث هبوط أو ارتفاع مفاجئ في السكر
نصائح مهمة قبل استخدام الكلوربروباميد وبعده
قبل الاستخدام
- احرص على تشخيص دقيق للسكري الكاذب عبر الطبيب.
- تجنب استخدامه في الحالات التي لا توجد فيها استجابة جزئية لـ ADH.
- أعطِ الدواء في وقت ثابت يومياً.
- لا تخلط الدواء مع كمية كبيرة من الطعام كي لا ترفض القطة الجرعة.
أثناء الاستخدام
- راقب كمية الماء المستهلكة والبول الناتج يومياً.
- انتبه لأي علامات هبوط سكر خاصة في الأيام الأولى.
- اخبر الطبيب بأي دواء آخر تستخدمه القطة.
- لا تغيّر الجرعة بنفسك.
بعد الاستخدام
- قيّم الاستجابة بعد أسبوع من العلاج.
- قد يتطلب الأمر إعادة الجرعة أو التحول لدواء أقوى مثل Desmopressin.
- استمر في المتابعة الدورية لوظائف الكلى ومستوى السوائل.
أخطاء شائعة عند إعطاء الكلوربروباميد للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء جرعة عالية مباشرة: لذلك ابدأ دائماً بأقل جرعة يحددها الطبيب.
- استخدام الدواء لعلاج السكري الحقيقي: الكلوربروباميد غير مناسب للقطط المصابة بالسكري، لذلك استخدم الإنسولين فقط.
- إيقاف الدواء فجأة: لذلك يجب تقليل الجرعة تدريجياً وتحت إشراف بيطري.
- عدم مراقبة علامات هبوط السكر: لذلك راقب السلوك الشهري للقطة جيداً.
- الدمج الخاطئ مع أدوية متعارضة: تكثر التفاعلات الدوائية مع الكلوربروباميد. لذلك قدّم للطبيب قائمة كاملة بجميع الأدوية.
تحذير
لا تستخدم دواء الكلوربروباميد أو أي دواء بشري لعلاج قطتك دون استشارة طبيب بيطري مؤهل.
الدواء قد يكون خطيراً إذا أُعطي بجرعة خاطئة، أو للحالات غير المناسبة، أو تم دمجه مع أدوية أخرى دون رقابة طبية.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم