يعد دواء بوسولفان (Busulfan) من الأدوية المضادة للسرطان المستخدمة بشكل نادر في الطب البيطري، ولكنه قد يكون خياراً علاجياً مهماً في حالات معينة من أمراض الدم لدى القطط.
على الرغم من قلة استخدامه، إلا أنّ معرفته ضرورية لأصحاب القطط الذين قد يلجؤون للعلاج الكيميائي عبر الطبيب البيطري.
هذا المقال يوضح بشكل مبسط وبأسلوب احترافي كل ما تحتاج لمعرفته حول هذا الدواء، بما في ذلك آلية عمله، استخداماته، جرعاته، مخاطره، وطريقة إعطائه.
محتوى المقالة
ما هو دواء بوسولفان؟
البوسولفان هو دواء مضاد للأورام يصنف ضمن مجموعة العوامل المؤلكِلة (Alkylating Agents)، ويُعرف تجارياً باسم Myleran أو Busulfex. يتوفر الدواء في شكل أقراص فموية بتركيز 2 مجم أو حقن بتركيز 6 مجم/مل.
يُستخدم هذا الدواء بشكل رئيسي في معالجة أنواع معينة من السرطانات، خصوصاً اللوكيميا المزمنة واضطرابات نخاع العظم في الحيوانات الصغيرة، بما في ذلك القطط، رغم أن استخدامه قليل مقارنة بالأدوية الكيميائية الأخرى.
آلية عمل بوسولفان وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل بوسولفان من خلال تخريب الحمض النووي للخلايا السرطانية، مما يمنعها من الانقسام والتكاثر. وهو عامل مؤلكل ثنائي الوظيفة يقوم بربط و”تشابك” خيوط DNA داخل الخلايا، وبالتالي يؤدي إلى موتها أو توقف نشاطها.
يتميز الدواء بأنه:
- غير مرتبط بمرحلة محددة من دورة الخلية، لذا يمكنه التأثير على الخلايا السرطانية في أي وقت.
- يستهدف بشكل خاص الخلايا الحبيبية (Granulocytic Series)، وهي نوع من الخلايا البيضاء، مما يفسّر تأثيره في علاج اللوكيميا.
يمتص الجسم الدواء بشكل جيد عند إعطائه فموياً، ويجري استقلابه سريعاً في الكبد إلى العديد من المركبات التي يتم طرحها عبر البول.
الاستخدامات العلاجية لدواء بوسولفان في القطط
رغم ندرة استخدامه، إلا أنّ بوسولفان قد يتم وصفه في الحالات التالية:
- اللوكيميا الحبيبية المزمنة (Chronic Granulocytic Leukemia) وهي من الحالات التي قد تستجيب لهذا النوع من العلاج الكيميائي.
- البوليسيتميا فيرا (Polycythemia Vera)، وهي حالة ينتج فيها الجسم كمية مفرطة من كريات الدم الحمراء.
- بعض أنواع سرطان الغدد الليمفاوية أو اضطرابات نخاع العظم، ولكن ذلك يخضع لتقدير طبيب الأورام البيطري.
استخدام بوسولفان في الطب البيطري نادر ويحتاج إشرافاً متخصصاً جداً نظراً لسمّيته المحتملة وتأثيراته على نخاع العظم .
طرق إعطاء بوسولفان للقطط
يتوفر الدواء في شكلين أساسيين:
- أقراص فموية: وهي الشكل الأكثر استخداماً في القطط، وتستخدم للجرعات اليومية أو حسب البروتوكول العلاجي.
- حقن وريدية بتركيز 6 mg/mL (Busulfex): نادراً ما تُستخدم في الطب البيطري وقد تُعطى فقط من قبل مختصين في حالات تحتاج دقة عالية وإشرافاً في المستشفى البيطري.
لا يتوفر الدواء على شكل شراب أو مرهم أو حقن عضلية.
يجب إعطاء الأقراص بعناية داخل الطعام أو باستخدام محاقن إعطاء الحبوب الخاصة بالقطط، مع تجنب كسر الأقراص أو استنشاق مسحوقها بسبب خطورة الدواء على البشر.
الجرعات المناسبة للقطط
تختلف الجرعات حسب وزن القطة وحالتها الصحية ونوع الورم:
- الجرعة القياسية في القطط: 3–4 مجم/م² مرة يومياً عن طريق الفم .
- الجرعة المعتادة تتراوح بين 2–4 مجم/م² يومياً وتُعطى فموياً.
تنبيه مهم: الجرعات تُحسب بـ المتر المربع من سطح الجسم (mg/m²) وليس بالوزن (mg/kg)، وهذا يحتاج طبيب بيطري متخصص.
قد يتم تعديل الجرعات في الحالات التالية:
- القطط صغيرة العمر أو منخفضة المناعة.
- أمراض الكبد أو الكلى.
- وجود عدوى مصاحبة.
- انخفاض تعداد خلايا الدم.
أي تغيير في الجرعة دون إشراف بيطري قد يؤدي إلى تثبيط خطير لنخاع العظم قد يستغرق شهوراً للتعافي.
موانع الاستعمال
يُمنع استخدام بوسولفان في الحالات التالية:
- القطط ذات نخاع العظم المثبط مسبقاً (انخفاض شديد في خلايا الدم).
- وجود عدوى شديدة، لأن الدواء يزيد ضعف المناعة.
- الحساسية المسبقة من الدواء.
- القطط الحوامل بسبب خطر التشوّهات، حيث يوصف الدواء بأنه ذو خطورة جنينية وقد يكون طفرّياً كما ورد في ملف Plumb’s .
- القطط المرضعة، إذ لا يُعرف ما إذا كان ينتقل عبر الحليب، ولكن يجب تجنبه.
الآثار الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
أخطر تأثير جانبي هو تثبيط نخاع العظم (Myelosuppression)، وهو تأثير رئيسي للدواء، وقد يكون شديداً ويهدد الحياة.
تشمل الآثار الجانبية:
- انخفاض كريات الدم البيضاء (Leukopenia) وهو الأكثر شيوعاً.
- فقر دم (Anemia).
- نقص الصفائح الدموية (Thrombocytopenia) ما يؤدي إلى نزيف أو كدمات.
- التهاب الفم أو التهابات الجهاز الهضمي.
- ارتفاع حمض اليوريك (Hyperuricemia) والذي قد يستدعي علاجاً إضافياً مثل الألوبورينول .
- في الحالات المزمنة أو عالية الجرعة قد تظهر:
- تليّف رئوي.
- مشاكل كلوية.
- اضطرابات تنفسية.
كيفية التعامل مع الأعراض الجانبية:
- مراقبة تعداد الدم الكامل (CBC) أسبوعياً خلال العلاج.
- إيقاف الدواء إذا ظهر انخفاض حاد في عدد خلايا الدم.
- توفير مضادات حيوية عند وجود عدوى.
- إعطاء سوائل وريدية في حالات التسمم المزمن.
- دعم صحي عام بالغذاء الجيد والراحة.
لا يوجد ترياق (Antidote) خاص للتسمم بالبوسولفان.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
- يجب إجراء فحوصات دم شاملة قبل بدء العلاج.
- لا بد من وجود إشراف طبيب أورام بيطري طوال فترة العلاج.
- تجنّب ملامسة الأقراص باليدين، ويفضل ارتداء قفازات.
- عدم طحن الأقراص أو استنشاق مسحوقها.
- يفضّل إعطاؤها داخل طعام القطة لتقليل احتمال تعرض المالك للدواء.
- مراقبة القطة يومياً لأي علامات مرضية، مثل:
- ضعف شديد.
- فقدان الشهية.
- نزيف.
- علامات عدوى.
- صعوبة التنفس.
- الحفاظ على بيئة القطة نظيفة جداً لأن المناعة ستكون ضعيفة.
أخطاء شائعة عند إعطاء بوسولفان للقطط وكيفية تجنبها
من أبرز الأخطاء:
- حساب الجرعة حسب الوزن بدلاً من مساحة سطح الجسم: وهو خطأ خطير قد يسبب جرعة زائدة. تجنب ذلك عبر الاعتماد على طبيب بيطري متخصص فقط في تحديد الجرعة.
- إيقاف المراقبة الدموية المنتظمة: قد يؤدي ذلك إلى عدم اكتشاف الانهيار الدموي مبكراً.
- إعطاء الدواء دون بروتوكول علاجي واضح: البوسولفان يجب أن يكون جزءاً من خطة علاج أورام محددة.
- مزج الدواء مع أدوية تتعارض معه: بعض الأدوية مثل الأسيتامينوفين والفينيتوين قد تؤثر في استقلاب البوسولفان وتزيد سميته، كما ورد في Plumb’s .
- إعطاء الدواء أثناء الحمل أو الإرضاع: وهو غير آمن على الإطلاق.
- عدم حماية النفس عند التعامل مع الأقراص: يجب ارتداء قفازات وغسل اليدين جيداً.
تحذير مهم
دواء بوسولفان ليس دواءً عادياً، ويُعد من العلاجات الكيميائية شديدة التأثير، ولا يجوز استخدامه إطلاقاً دون إشراف مباشر من طبيب بيطري متخصص في الأورام. أي استخدام عشوائي قد يسبب تثبيطاً حاداً لنخاع العظم، وفشلاً عضوياً، وقد يعرّض حياة القطة للخطر.
إذا اشتبهت بأي مشكلة صحية لدى قطتك، فاستشر الطبيب البيطري فوراً قبل التفكير في أي علاج.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم