يُعد كلوبروستينول صوديوم (Cloprostenol Sodium) أحد الأدوية البيطرية المهمة ضمن فئة البروستاغلاندينات F2-alpha الصناعية، والتي تُستخدم أساساً في مجال طب التناسل لدى الحيوان.
رغم أن الدواء مُعتمد رسميًا للاستخدام في الأبقار، إلا أن الدراسات البيطرية والمراجع الدوائية تشير إلى إمكانية استخدامه في بعض الحالات التناسلية لدى القطط، وخاصة علاج التقيّح الرحمي (Pyometra) عند وجود عنق رحم مفتوح، وكذلك في بروتوكولات إنهاء الحمل في بعض الحالات الخاصة تحت إشراف طبيب بيطري متخصص.
في هذا المقال ستجد دليلاً بيطريًا مبسّطًا وشاملاً يغطي كل ما تحتاج معرفته عن هذا الدواء عند استخدامه للقطط.
ما هو دواء كلوبروستينول صوديوم؟
كلوبروستينول صوديوم هو بروستاغلاندين F2α صناعي قوي، يشبه في تأثيره البروستاغلاندين الطبيعي في أجسام الحيوانات، لكنه يتميز بكونه أكثر فاعلية بكثير وذو قدرة أعلى على إحداث تأثيرات تناسلية واضحة، لذلك يجب التعامل معه بحذر شديد، يوصف الدواء بأنه:
- “بروستاغلاندين صناعي ذو تأثير لوتيوليتيكي مباشر على الجسم الأصفر”.
- ويؤدي إلى انخفاض سريع في مستوى البروجسترون داخل الجسم.
- يتوفر عادة على شكل محلول حقن بتركيز 250 ميكروغرام/مل لاستخدامه في الأبقار، إلا أنه يمكن استخدامه بجرعات دقيقة جدًا في القطط تحت إشراف بيطري فقط.
آلية عمل كلوبروستينول صوديوم في جسم القط
يعتمد تأثير الدواء بشكل أساسي على قدرته على تحفيز تحلل الجسم الأصفر (Corpus luteum)، وهو الجزء المسؤول عن إفراز هرمون البروجسترون في الجهاز التناسلي الأنثوي.
وعند انخفاض مستوى البروجسترون:
- يتراجع دعم الحمل وبالتالي يمكن إنهاؤه في مراحله المبكرة.
- يزيد انقباض عضلات الرحم مما يساعد في إخراج محتويات الرحم سواء كانت إفرازات صديدية (في حالات التقيّح الرحمي) أو الحمل غير المرغوب فيه.
- يحدث ارتخاء طبيعي في عنق الرحم مما يسهل عملية الإخراج.
- في بعض القطط قد يؤدي إلى زيادة الإفرازات المهبلية مؤقتاً.
البروستاغلاندين الصناعي مثل كلوبروستينول يؤدي إلى:
- تحليل الجسم الأصفر مباشرة.
- تقليل البروجسترون.
- زيادة انقباض العضلات الرحمية وإفراغ الرحم.
وهذه الآلية هي الأساس في استخدامه في علاج الرحم المقيّح (Pyometra) وفي بعض البروتوكولات الخاصة بإنهاء الحمل في الحيوانات الصغيرة.
الاستخدامات العلاجية للقطط ولماذا يتم وصفه
ورغم أن استخدام الدواء في القطط يعتبر خارج التوصيات الرسمية (off-label use)، إلا أن الأطباء البيطريين قد يلجؤون إليه في الحالات التالية:
علاج التقيّح الرحمي (خصوصًا عند وجود عنق مفتوح)
الكلوبروستينول ثبتت فعاليته في علاج التقيّح الرحمي في القطط ذات عنق الرحم المفتوح، حيث يساعد على:
- تحفيز انقباضات الرحم.
- إخراج الإفرازات الصديدية.
- تقليل تأثير البروجسترون الذي يجعل الرحم بيئة خصبة للعدوى.
الدواء حقاً، فعّالًا جداً في علاج التقيّح الرحمي في القطط ذات عنق الرحم المفتوح.
إنهاء الحمل في بعض الحالات
يستخدم الدواء أحيانًا لإنهاء الحمل غير المرغوب فيه في القطط، لكن هذا الاستخدام:
- يحتاج إشرافًا بيطريًا شديدًا.
- يُعد أقل شيوعًا مقارنة بالكلاب.
- يحمل مخاطر أكبر في القطط.
وتستند فعاليته في هذا الجانب إلى آليته في تحلل الجسم الأصفر وخفض البروجسترون.
تحفيز تقلصات الرحم في مشاكل مرتبطة باللوتيوليز (Luteal dysfunction)
رغم أنها حالة نادرة في القطط مقارنة بالحيوانات الكبيرة، إلا أنها إحدى الاستخدامات النظرية اعتماداً على آلية عمل الدواء.
أشكال وطرق إعطاء الدواء للقطط
الدواء متوفر تجاريًا فقط على شكل محلول للحقن بتركيز 250 ميكروغرام/مل، ولا توجد منه حبوب أو شراب للقطط.
طريقة الإعطاء في القطط
- يتم إعطاؤه بالحقن تحت الجلد أو عضليًا فقط.
- يجب تخفيف الجرعة بدقة بالغة.
- لا يجب إعطاؤه عن طريق الوريد إطلاقًا لأن ذلك قد يكون خطيرًا جدًا.
- يجب إعطاؤه في عيادة بيطرية مجهزة بسبب احتمالية حدوث تأثيرات جانبية فورية.
الجرعات المناسبة للقطط
الآثار الجانبية في القطط بعد الحقن تشمل القيء، الصوت العالي لمدة 30 دقيقة، زيادة الإفرازات المهبلية، والإسهال.
أما الجرعات المتوفرة فهي خاصة بالكلاب والأبقار، لذلك يجب على الطبيب البيطري حساب جرعات القطط بناء على الوزن، وشدة الحالة، مع الالتزام باستخدام أقل جرعة فعّالة ممكنة.
تنبيه مهم جداً: الدواء قوي للغاية والقطط حساسة له، وأي خطأ بسيط في الجرعة يمكن أن يؤدي إلى:
- صدمة.
- انهيار.
- أو حتى الوفاة (وفقًا لتحذيرات الجرعة الزائدة).
ولهذا السبب يتم إعطاؤه فقط على يد طبيب بيطري متمرس.
موانع استعمال كلوبروستينول في القطط
بحسب الملفات العلمية، توجد موانع استخدام واضحة للدواء، تشمل:
- الحمل المرغوب فيه: يجب عدم إعطائه للحيوانات الحامل عندما لا يُراد حدوث الإجهاض.
- أمراض الجهاز التنفسي: لأن الدواء يمكن أن يسبب تشنجات قصبية حادة.
- التعامل معه من قبل النساء الحوامل أو من لديهن مشاكل تنفسية: لأن الدواء يمكن امتصاصه من الجلد ويسبب إجهاضًا أو تشنجًا قصبيًا عند البشر أيضًا، يمتص بسهولة عبر الجلد وقد يسبب إجهاضًا أو تشنجات قصبية.
- إعطاؤه عن طريق الوريد: ممنوع تمامًا لخطورة الأمر.
- أمراض القلب أو الضغط المنخفض أو الحالات الهرمونية الشديدة: لأن تأثيراته تشبه تأثير الكولين وقد تؤدي لانهيار الجهاز القلبي الوعائي.
الأعراض الجانبية المتوقعة وكيفية التعامل معها
تشمل الأعراض الجانبية في القطط بعد حقن الدواء ما يلي:
- القيء.
- زيادة الصوت والصراخ لمدة قد تصل إلى 30 دقيقة.
- الإسهال.
- زيادة الإفرازات المهبلية.
كما يمكن حدوث تأثيرات شديدة في الجرعات المرتفعة أو بسبب حساسية الفرد:
- هبوط مفاجئ.
- صدمة.
- موت في حالات الجرعات العالية جدًا من البروستاغلاندينات الصناعية.
كيفية التعامل مع الأعراض الجانبية
- يُفضّل بقاء القطة في العيادة لمدة لا تقل عن 30–60 دقيقة بعد الحقن.
- يمكن إعطاء أدوية مضادة للغثيان أو مضادات كولين في حال وجود أعراض حادة.
- مراقبة التنفس بدقة بسبب خطر التشنج القصبي.
- توفير سوائل إذا ظهر إسهال أو قيء شديد.
نصائح مهمة قبل الاستخدام
- التشخيص الدقيق: لا يجوز استخدام كلوبروستينول في علاج التقيّح الرحمي بدون تأكيد:
- أن عنق الرحم مفتوح.
- عدم وجود خطر تمزق الرحم.
- عدم وجود تسمم دموي.
- فحص القلب والتنفس: لأن الدواء قد يسبب تفاعلات تنفسية خطيرة.
- تجنّب التعامل معه باليد مباشرة: يجب غسل الجلد فورًا إذا لامسه الدواء لأنه قد يمتص عبر الجلد ويسبب مشاكل خطيرة للبشر.
- الصيام قبل العلاج: إعطاء الدواء بعيدًا عن تناول الطعام يقلل الغثيان والقيء في الحيوانات الأخرى، ما قد ينطبق على القطط أيضًا.
- المتابعة المستمرة: يجب مراقبة القطة خلال فترة العلاج لاحتمال حدوث:
- إفرازات غير طبيعية.
- حرارة.
- فقدان شهية.
- علامات ألم.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند إعطاء كلوبروستينول للقطط
- إعطاء الدواء دون وصفة بيطرية خطير جدًا وقد يسبب وفاة القطة.
- إعطاء جرعات غير دقيقة الدواء عالي القوة، وأي خطأ بسيط في الجرعة قد يكون قاتلاً.
- استخدامه في التقيّح الرحمي المغلق قد يؤدي لتمزق الرحم، وهو مهدد للحياة.
- محاولة إعطاء الدواء عبر الفم أو الوريد الدواء مخصص للحقن فقط، والوريد ممنوع تمامًا.
- استخدامه في حمل مرغوب فيه لأنه يؤدي إلى الإجهاض المؤكد تقريبًا.
- تعامل النساء الحوامل معه لأنه قد يسبب إجهاضاً لهن.
تحذير مهم
دواء كلوبروستينول صوديوم هو بروستاغلاندين صناعي قوي جدًا، واستخدامه في القطط حساس ودقيق للغاية، ويحمل مخاطر محتملة إذا تم استخدامه خارج الإشراف البيطري المحترف.
ونظرًا للمخاطر ، بما في ذلك إمكانية حدوث:
- صدمة.
- صعوبة تنفس.
- قيء شديد.
- وفيات في الجرعات الزائدة.
فإن أي استخدام للدواء دون إشراف بيطري متخصص يُعد خطيراً وغير مقبول. لذا لا تستخدم هذا الدواء نهائياً دون وصفة ومتابعة مباشرة من طبيب بيطري.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم