ثنائي الهيدرينات: دواء مضاد للتقيؤ عند القطط

يُعد ثنائي الهيدرينات Dimenhydrinate واحداً من الأدوية الشهيرة المضادة للهيستامين والمستخدمة طبياً بشكل واسع في علاج الغثيان والدوار المرتبط بداء الحركة عند البشر، ويمكن وصفه كدواءً ينتمي إلى مضادات الهيستامين وله تأثيرات مضادة للدوار وقابضة للقيء، مع خصائص أخرى مضادة للكولين.

تعريف الدواء وما هو ثنائي الهيدرينات؟

يُنصّف ثنائي الهيدرينات ضمن مجموعة مضادات الهيستامين من الجيل الأول. وتحت فئة الأدوية المضادة للهيستامين، ويُستخدم بشكل رئيسي لعلاج دوار الحركة (Motion Sickness) والغثيان المصاحب له.

الدواء يُعرف تجارياً في المصادر البشرية (مثل Dramamine و Gravol)، وهو مركب دوائي مزدوج يجمع بين مادة ثنائي الهيدرينات ومكوّن إضافي يساهم في تثبيط الإشارات العصبية المسؤولة عن الدوار والغثيان.

ورغم أن ذكر الاستخدام البيطري المباشر محدود، فإن الدواء يُعد من مضادات القيء ذات التأثير المركزي، ويُستخدم بشكل غير شائع في الطب البيطري لدى بعض الحيوانات غير المنتجة (كالحيوانات الأليفة)، ضمن إطار الاستخدام خارج الوصف الطبي الرسمي (Extra-label use)، كما هو الحال مع عدد كبير من الأدوية البشرية.

آلية عمل ثنائي الهيدرينات وكيف يؤثر في جسم القطة

يعمل ثنائي الهيدرينات عبر:

1. حصر مستقبلات الهيستامين H1 في الجهاز العصبي، وهو ما يؤدي إلى تقليل الإشارات العصبية المرتبطة بالغثيان والدوار.
2. تأثيرات مضادة للكولين (Anticholinergic Effects)، وهي تأثيرات وُصِفت في سياق تأثيرات مضادات الهيستامين عموماً، بما فيها Dimenhydrinate . هذه الخصائص تخفّض من حساسية الأذن الداخلية للحركة، وبالتالي تقلل من التحفيز المسبب للقيء.
3. تثبيط مركز القيء في الدماغ عبر تقليل السيالات العصبية من الجهاز الدهليزي، مما يجعل الدواء فعالاً في حالات دوار الحركة.

هذه الخواص الدوائية نفسها يمكن أن تنطبق على القطط، خاصةً أن كثيراً من أدوية البشر من الفئة نفسها تُستخدم خارج التوصيف في الطب البيطري، استناداً إلى أسس دوائية متشابهة.

الاستخدامات العلاجية للقطط ولماذا يتم وصفه

الخصائص العلاجية للدواء تُشير إلى استخدامين رئيسيين في حال قرر الطبيب البيطري وصفه للقط:

1. علاج دوار الحركة أثناء السفر وذلك بسبب دوره المثبت في السيطرة على الغثيان الناتج عن تحفيز الأذن الداخلية بالحركة.
2. التخفيف من الغثيان المرتبط بتهيج دهليزي عند الحالات التي يكون فيها الدوار هو المسبب الأساسي للقيء.

يظهر الدواء بشكل دائم في سياق “علاج دوار الحركة” وحصر مستقبلات الهيستامين، وهو أمر ينطبق كذلك على الحيوانات عند الضرورة البيطرية.

طرق إعطاء الدواء للقطط

يتوفر ثنائي الهيدرينات على شكل:

• أقراص Tablets.
• أقراص قابلة للمضغ Chewable tablets.
• مستحضر شراب سائل.

الأشكال الدوائية البشرية هي المعتمدة، إذ لا توجد صيغة دوائية بيطرية خاصة للدواء. عند استخدامه للقطط، يعتمد الطبيب البيطري عادة على:

1. الأقراص البشرية مع تعديل الجرعة لتناسب وزن القط.
2. السائل الفموي في حالة الحاجة إلى جرعة يسهل بلعها.

لا يوجد أي شكل صيدلاني للحقن أو مراهم لهذا الدواء.

الجرعات المناسبة للقطط واختلافها حسب الوزن والعمر

المعلومات المتوفرة في المراجع الدوائية تتضمن جرعات بشرية فقط (50–100 ملغ ثلاث مرات يومياً للبالغين، وجرعات مختلفة للأطفال بحسب الوزن).

ولذلك، لا يجوز استنباط جرعة أو صياغتها دون استشارة طبيب بيطري، حفاظاً على الدقة وعدم الخروج عن الحدود الىمنة للجرعة بالنسبة للقطط.

من الناحية البيطرية العامة، يقوم الطبيب عادة بحساب الجرعة استناداً إلى:

• وزن القط.
• عمره.
• حالته الصحية.
• وجود أمراض كبدية أو كلوية.
• أدوية أخرى يتناولها.

لذلك يجب أن تُحدد الجرعة فقط من قبل الطبيب البيطري، لأن أي تناول خاطئ قد يؤدي إلى آثار جانبية شديدة بسبب طبيعة الدواء المضادة للكولين.

موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها

الخصائص المذكورة للدواء كمضاد كولين وهيستامين تسمح باستخلاص الحالات التي يجب توخي الحذر فيها:

1. القطط المصابة بالزَرَق (Glaucoma) بسبب تأثيراته المضادة للكولين التي قد ترفع الضغط داخل العين.
2. القطط التي تعاني من احتباس البول أو أمراض البروستاتا لأن تأثيراته المضادة للكولين قد تزيد من صعوبة التبول.
3. أمراض القلب إذ قد تؤثر بعض مضادات الهيستامين والمواد المضادة للكولين على انتظام ضربات القلب.
4. الحمل والرضاعة لعدم توفر معلومات آمنة في الملفات حول استخدامه في هذه الحالات.
5. الحساسية من مضادات الهيستامين أو من مركبات قريبة مثل Diphenhydramine.

التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

بالاعتماد على الخصائص الدوائية (مضاد للكولين ومضاد للهيستامين)، يمكن توقع الآثار الجانبية الشائعة التالية عند القطط:

1. النعاس الشديد أو الخمول لأن مضادات الهيستامين من الجيل الأول تعبر الدماغ وتسبب تهدئة.
2. جفاف الفم نتيجة التأثيرات المضادة للكولين.
3. احتباس البول وهو أثر محتمل لأي دواء يثبط النشاط الباراسمبثاوي.
4. اضطرابات الجهاز الهضمي مثل فقدان الشهية أو التقيؤ.
5. تسارع ضربات القلب بسبب التأثيرات المركزية والمحيطية للدواء.

إذا ظهرت هذه الأعراض، يجب:

• إيقاف الدواء فوراً.
• التواصل مع الطبيب البيطري.
• مراقبة العلامات الحيوية للقط.

نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده

1. استشر طبيبك البيطري قبل إعطاء الدواء: إذ لا يوجد اي نظام لجرعات بيطرية، ولأن جرعة القط تختلف تماماً عن الإنسان.
2. لا تستخدم الأقراص البشرية دون تعديل فبعض الأقراص البشرية تحتوي على جرعات قد تكون خطرة للقطط.
3. راقب قطك بعد إعطاء الجرعة خصوصاً مراقبة علامات النعاس والبول.
4. لا تجمع بين ثنائي الهيدرينات وأدوية أخرى مهدئة لأن التأثير قد يتضخم، مما يعرّض حياة القط للخطر.
5. قدّم الماء بوفرة لتقليل الجفاف الناتج عن التأثيرات المضادة للكولين.

أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء وكيفية تجنبها

1. استخدام الجرعة البشرية مباشرة للقط وهو خطأ خطير، لأن جرعات القطط تحتاج حسابات دقيقة.
2. إعطاء الدواء لقطط تعاني من الزَرَق أو احتباس البول دون معرفة تأثيراته المضادة للكولين.
3. جمعه مع أدوية أخرى تسبب النعاس دون استشارة الطبيب.
4. اعتقاد أن الدواء آمن لأنه “مضاد للقيء فقط” بينما له تأثيرات واسعة على الجهاز العصبي.
5. إعطاؤه للقط بدون تشخيص سبب القيء فقد يكون القيء دلالة على مرض خطير.

تحذير

يمنع منعاً باتاً استخدام الدواء للقطط دون استشارة طبيب بيطري مؤهل يحدد الجرعة المناسبة وآلية الإعطاء والتوقيت، ويتابع الحالة تجنباً لأي مضاعفات خطيرة.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.