يُعتبر دواء ازابيرون Azaperone أحد الأدوية المهدّئة والمُرخية للأعصاب المنتمية إلى مجموعة البوتيروفينونات Butyrophenones، ويُستخدم بشكل رئيسي في الطب البيطري مع الخنازير (Swine) للحد من العدوانية وتسهيل التعامل مع الحيوان.
وبالرغم من عدم وجود اعتماد رسمي لاستخدامه في القطط، إلا أنّ بعض البيطريين قد يلجؤون إليه في حالات نادرة جدًا وبجرعات خاصة ضمن بروتوكولات التخدير المركّبة أو السيطرة على السلوك، خصوصًا عند عدم توفر بدائل أكثر أمانًا.
هذا المقال يشرح كل ما يجب معرفته عن هذا الدواء، مع توضيح مخاطره الكبيرة عند القطط، وضرورة عدم استخدامه نهائيًا دون إشراف بيطري مباشر.
محتوى المقالة
ما هو دواء ازابيرون؟
يعتبر ازابيرون:
- مهدئ ومنوّم خفيف من فئة البوتيروفينونات.
- لا يمتلك أي تأثير مسكّن للألم.
- يعمل عبر تثبيط النواقل العصبية من فئة الكاتيكولامينات مثل الدوبامين والنورأدرينالين في الجهاز العصبي المركزي، مما يقلل من التوتر والعدوانية.
ويظهر الدواء على شكل:
- محلول حقن تركيزه 40 mg/mL (في الدول التي تسمح بتسويقه).
- مسحوق بلوري أبيض إلى أصفر فاتح، غير قابل للذوبان في الماء.
الاسم التجاري الأشهر: Stresnil®، ويُستخدم أساسًا في الخنازير.
آلية عمل ازابيرون وكيف تؤثر على جسم القطة
تعمل البوتيروفينونات (ومنها أزابرون) من خلال:
- تثبيط مستقبلات الدوبامين D2 في الدماغ، مما يؤدي إلى تهدئة الحيوان وتقليل الحركة.
- تقليل نشاط النورأدرينالين داخل الجهاز العصبي، وبالتالي خفض الاستجابة للتوتر والقلق.
- تأثير بسيط مضاد للتقيؤ نتيجة عمله على المستقبلات الدماغية.
- انخفاض طفيف في ضغط الدم بسبب توسع الأوعية الدموية المحيطية (نتيجة حجب جزئي لمستقبلات ألفا-أدرينالين).
التأثير على القطط تحديدًا
رغم عدم وجود دراسة مفصلة عن تأثير الدواء على القطط، إلا أن:
- الآلية الدوائية تتشابه مع أدوية مثل haloperidol و droperidol التي تسبب تثبيطًا قويًا للجهاز العصبي المركزي.
- القطط حساسة جدًا لأي تأثير دوائي على مستقبلات الدوبامين، ما قد يعرضها لتشنجات أو اضطرابات في الحركة.
- القطط أكثر عرضة لانخفاض الحرارة وانخفاض الضغط مع المهدئات.
استخدامات ازابيرون العلاجية للقطط
استخداماته الأساسية (الرسمية)
تقتصر الاستخدامات الرسمية على:
- السيطرة على العدوانية في الخنازير.
- التهدئة قبل الإجراءات الجراحية في الخنازير.
- التقليل من التوتر أثناء النقل.
استخدامه في القطط (خارج النطاق الرسمي Off-label)
يلجأ بعض الأطباء البيطريين لاستخدامه في القطط فقط في حالات نادرة مثل:
- تهدئة فموية أو عضلية قبل التخدير، خصوصًا عند عدم استجابة القطة للمهدئات التقليدية.
- جزء من بروتوكول التخدير المركّب مثل تركيبة BAM (butorphanol + azaperone + medetomidine) المستخدمة في بعض الحيوانات البرية، لكن تأثيرها في القطط غير مدروس بما يكفي.
- في حالات العدوانية الشديدة جدًا التي تمنع فحص الحيوان.
ورغم ذلك، يُعد استخدامه غير مفضل وغير آمن مقارنة بمهدئات أخرى أكثر توافقًا مع القطط مثل:
- ميديتوميدين.
- دكسميتوميدين.
- أcepromazine (بحذر).
- البنزوديازيبينات.
أشكال الدواء وطرق إعطائه للقطط
ازابيرون يُصنّع عادة فقط على شكل:
حقن عضلي IM
- الشكل الوحيد المتوفر عالميًا للدواء.
- يُحقن بعمق في العضل.
- لا يجب إعطاؤه وريديًا مطلقًا بسبب خطر الهبوط الحاد في الضغط أو الاستثارة العصبية.
لا يوجد في الأسواق:
- حبوب للقطط.
- شراب للقطط.
- مراهم.
لذلك، أي استخدام في القطط سيكون حصريًا عبر الحقن وفي عيادة بيطرية فقط.
جرعات ازابيرون للقطط
✔ لا توجد جرعة موثقة للقطط في أي مرجع دوائي رسمي. الجرعات المذكورة مخصصة فقط للخنازير مثل 1–2 mg/kg IM للتهدئة أو قبل التخدير.
ولأن القطط تختلف جذريًا عن الخنازير في استقلاب الدواء، فإن:
- استخدام نفس الجرعات غير آمن.
- أي جرعة يجب أن يحددها الطبيب البيطري بناءً على وزن القطة وحالتها.
- غالبًا ما تُستخدم جرعات أقل بكثير عند إدخال الدواء في بروتوكول متكامل مع أدوية أخرى.
تحذير مهم جدًا
◀ إعطاء جرعة خاطئة قد يسبب:
- هبوطًا حادًا في ضغط الدم.
- برودة شديدة.
- رجفانًا.
- انهيارًا قلبيًا.
موانع الاستخدام عند القطط
استنادًا إلى موانع الاستعمال المذكورة للخنازير وتطبيقها على القطط بحذر:
- أمراض القلب: لأن الدواء يسبب توسع الأوعية وانخفاض الضغط.
- انخفاض الحرارة أو وجود قطة صغيرة جدًا أو ضعيفة: بسبب تأثيره على تنظيم الحرارة.
- أمراض الكبد: كون الدواء يُستقلب في الكبد.
- الحمل: لا توجد دراسات تؤكد سلامته.
- الصدمة أو الجفاف: لأنه قد يفاقم هبوط الضغط.
- استعمال مهدئات أخرى مسبقًا: لأن ذلك يزيد شدة الاكتئاب العصبي.
التأثيرات الجانبية المحتملة
بالاعتماد على التأثيرات الجانبية المذكورة في الحيوانات الأخرى:
- انخفاض ضغط الدم: نتيجة تأثيره على مستقبلات ألفا.
- رجفان وارتعاش عضلي: ذُكر ذلك في الخنازير وقد يظهر في القطط أيضًا.
- سيلان لعابي: تأثير شائع تم تسجيله في الخنازير.
- انخفاض الحرارة: القطط معرضة لذلك أكثر من غيرها.
- تهدئة مفرطة أو العكس (استثارة): خاصة عند إعطائه وريديًا أو بجرعة غير مناسبة.
- مشكلات تنفسية عند مشاركته مع مثبطات الجهاز العصبي المركزي: كما يحدث مع الباربيتورات أو المخدرات عمومًا.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- وضع القطة في بيئة دافئة.
- مراقبة التنفس والنبض.
- إعطاء سوائل وريدية لرفع الضغط إذا لزم.
- في الحالات الشديدة: النقل إلى عيادة بيطرية فورًا.
نصائح مهمة قبل وبعد إعطاء الدواء
قبل إعطاء الدواء
- فحص القلب والضغط.
- التأكد من عدم إعطاء أي مهدئات أخرى خلال ساعات قليلة.
- وزن القطة بدقة عالية.
- التأكد من استقرار درجة الحرارة.
بعد إعطاء الدواء
- إبقاء القطة في مكان دافئ.
- مراقبة التنفس كل 10 دقائق.
- مراقبة اللثة (للتحقق من ضغط الدم).
- منع الطعام حتى تستعيد وعيها بالكامل.
- عدم تركها وحدها لاستبعاد خطر السقوط أو الاختناق.
أخطاء شائعة عند إعطاء ازابيرون للقطط
- إعطاء الدواء في المنزل: خطأ خطير، لأن الدواء يحتاج لمراقبة بيطرية دقيقة.
- استخدام جرعات خنازير مع القطط: القطط تختلف تمامًا استقلابيًا.
- إعطاؤه عبر الوريد: هذا ممنوع تمامًا وقد يسبب انهيارًا قلبيًا.
- دمجه مع مهدئات قوية دون إشراف: مثل الباربيتورات أو المخدرات، ما يزيد خطر توقف التنفس.
- استخدامه للقطط العدوانية في المنزل: خطر كبير وقد يؤدي إلى وفاة الحيوان.
هل يُنصح باستخدام ازابيرون للقطط؟
على الرغم من إمكانية استخدام الدواء في بعض بروتوكولات التخدير المتقدمة، إلا أن:
✔ المراجع البيطرية لا تذكر أي استخدام رسمي له في القطط.
✔ قطط كثيرة قد تتفاعل معه بشكل سلبي.
✔ توجد بدائل أكثر أمانًا وأكثر فعالية.
لذلك لا يُنصح أبدًا باستخدامه إلا في عيادة بيطرية وتحت إشراف مباشر.
تحذير مهم جدًا
يحظر تمامًا استخدام ازابيرون أو أي مهدئ مشابه للقطط دون إشراف طبيب بيطري مؤهل.
الجرعات الخاطئة قد تسبب:
- هبوطًا حادًا في الضغط.
- برودة خطيرة.
- فشلًا تنفسيًا.
- الوفاة.
استشر دائمًا الطبيب البيطري قبل إعطاء أي دواء للقطة، فسلامتها تعتمد على التشخيص الصحيح والجرعة المناسبة.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم