يُعدّ دواء دومبيريدون (Domperidone) أحد الأدوية المعروفة في الطب البشري لعلاج الغثيان والقيء واضطرابات حركة الجهاز الهضمي، إلا أنّه يُستخدم أحياناً في الطب البيطري، بما في ذلك علاج بعض الحالات لدى القطط.
على الرغم من أنّ استخدامه في الحيوانات يُعتبر استخداماً خارج نطاق الوصفة البيطرية الرسمية (Off-label)، فإنّ الأطباء البيطريين قد يلجؤون إليه كخيار علاجي في بعض الحالات التي تستفيد من تأثيراته المحفزة لحركة المعدة والأمعاء.
في هذا المقال الشامل، نستعرض كل ما يحتاج مربّي القطط معرفته عن هذا الدواء، بدءاً من تعريفه وآلية عمله، وصولاً إلى الجرعات، والتحذيرات، والتأثيرات الجانبية، وكيفية إعطائه بشكل صحيح وآمن.
ما هو دومبيريدون؟
دومبيريدون هو دواء ينتمي إلى فئة مضادات مستقبلات الدوبامين D2. ويعمل بشكل رئيسي على تحسين حركة الجهاز الهضمي العلوي، مما يساعد على تسريع إفراغ المعدة وتقليل الشعور بالغثيان والقيء. يتميّز الدواء بأنه لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي بشكل كبير، وهذا يقلل من آثاره الجانبية العصبية مقارنةً ببعض الأدوية المشابهة.
في القطط، لا يُعدّ دواءً أساسياً مثل “ميتوكلوبراميد”، لكنه يُستخدم عندما تكون الاستجابة ضعيفة للأدوية الأخرى أو عندما يقرر الطبيب البيطري أنّه الخيار الأنسب للحالة.
آلية عمل دومبيريدون وكيف يؤثر على جسم القطة
يعمل دومبيريدون عبر:
- تثبيط مستقبلات الدوبامين D2 في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى:
- تعزيز حركة عضلات المعدة والأمعاء.
- تسريع انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.
- زيادة إفراز هرمون البرولاكتين نتيجة تثبيط تأثير الدوبامين، وهو أمر قد يكون مرغوباً في بعض الحالات الخاصة مثل:
- ضعف إنتاج الحليب عند القطط المرضعة.
- بعض الاضطرابات الهرمونية.
- تقليل الإحساس بالغثيان عبر تأثيره الطرفي دون تأثير مركزي مهم على الدماغ.
بفضل هذه الآليات، يمكن أن يكون الدواء مفيداً في حالات اضطرابات الحركة الهضمية وصعوبة إفراغ المعدة.
استخدامات دومبيريدون للقطط ولماذا يتم وصفه
قد يلجأ الطبيب البيطري لوصف دومبيريدون للقطط في الحالات التالية:
- مشاكل خمول حركة المعدة (Gastroparesis): عندما تعاني القطة من بطء شديد في حركة المعدة، يؤدي ذلك إلى قيء متكرر، فقدان شهية، وانتفاخ.
- القيء الناتج عن اضطرابات الهضم: خصوصاً عندما لا تستجيب القطة جيداً لبدائل مثل ميتوكلوبراميد.
- عسر الهضم وتأخر إفراغ المعدة: حيث يساعد دومبيريدون على تحسين انتقال الطعام.
- دعم الرضاعة وتحفيز إنتاج الحليب: لأنه يزيد هرمون البرولاكتين، قد يُستخدم في:
- القطط المرضعة اللواتي يعانين من نقص في إفراز الحليب.
- حالات اليتامى التي تحتاج القطة فيها إلى زيادة كمية الحليب.
- بعض الحالات الهرمونية: إذ يستخدم أحياناً في علاج فرط البرولاكتين أو اضطرابات الغدة النخامية، وإن كان ذلك نادراً في القطط.
أشكال دومبيريدون وطرق إعطائه للقطط
عادةً ما يتوفر الدواء في أشكال بشرية ويتم استخدامه للقطط بجرعات خاصة يحددها الطبيب البيطري. أبرز الأشكال:
- أقراص (النوع الأكثر استخداماً للقطط).
- شراب فموي.
- أقراص قابلة للذوبان.
لا يوجد منه حقن أو مراهم للاستخدام البيطري.
كيفية إعطائه
الأقراص
- تُعطى مع الطعام لتقليل اضطرابات المعدة.
- يمكن تقسيمها إلى أجزاء صغيرة حسب الجرعة.
- يمكن طحنها وخلطها مع قليل من الطعام الرطب.
الشراب الفموي
- مناسب للقطط الصغيرة أو التي ترفض الأقراص.
- يُعطى باستخدام سرنجة فموية دون إبرة.
الجرعات المناسبة للقطط
الجرعات الدقيقة يحددها الطبيب فقط، لأن استخدام الدواء في القطط خارج التراخيص الرسمية ويعتمد على خبرة الطبيب وحالة الحيوان.
الجرعات الشائعة في الممارسة البيطرية 0.1 – 0.5 ملغ لكل كغم من وزن القطة، مرتين إلى ثلاث مرات يومياً. قد تختلف حسب الحالة:
- لاضطرابات حركة المعدة: الجرعات الأقل عادةً تكفي.
- لزيادة الحليب: قد يستخدم الطبيب جرعات قريبة من الحد الأعلى.
- للقطط الصغيرة: يتم تخفيض الجرعة بشكل كبير.
أمثلة توضيحية:
- قطة 3 كغم → جرعة 0.3 – 1.5 ملغ مرتين يومياً.
- قطة 5 كغم → جرعة 0.5 – 2.5 ملغ مرتين يومياً.
تتراوح بين عدة أيام إلى عدة أسابيع حسب التشخيص.
موانع استعمال دومبيريدون للقطط
يجب تجنب إعطاء الدواء في الحالات التالية:
- وجود انسداد في الأمعاء (قد يسبب خطراً كبيراً).
- وجود نزيف أو انثقاب في الجهاز الهضمي.
- أمراض الكبد المتقدمة بسبب بطء استقلاب الدواء.
- فرط البرولاكتين المرضي.
- الحمل المتقدم إلا في الحالات التي يقرر الطبيب ضرورة استعماله.
- القطط التي تتناول مضادات فطرية معينة (مثل كيتوكونازول) بسبب تفاعل خطر على القلب.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
قد تظهر على بعض القطط أعراض جانبية، منها:
1. اضطرابات هضمية:
- إسهال
- مغص خفيف
- زيادة حركة الأمعاء
2. تأثيرات هرمونية:
- تضخم بسيط في الغدد الثديية عند الذكور أو الإناث
- زيادة إفراز الحليب
3. تأثيرات قلبية محتملة:
- زيادة خفيفة في معدل نبض القلب
- اضطرابات نظم (نادرة ولكن خطيرة)
4. تغيرات سلوكية:
- عصبية أو قلق بسيط
- زيادة الشهية
متى يجب إيقاف الدواء فوراً؟
- قيء شديد مستمر
- خمول غير معتاد
- صعوبة تنفس أو خفقان ملحوظ
- فقدان وعي أو دوار
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الدواء
- أبلغ الطبيب دائماً بالأدوية الأخرى التي تتناولها القطة.
- لا تعطي الدواء على معدة فارغة إذا كانت القطة حساسة.
- راقب القطة خلال الأيام الأولى من العلاج.
- وفّر ماءً دائماً، لأن تحسن حركة الأمعاء يزيد حاجة الجسم للسوائل.
- لا تُضاعف الجرعة إذا نسيت جرعة.
- احفظ الدواء بعيداً عن الضوء والرطوبة.
أخطاء شائعة عند إعطاء دومبيريدون للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء جرعات بشرية للقطط ⬅ قد يسبب تسمماً، لأن القطط أكثر حساسية.
- استخدامه لعلاج القيء دون تشخيص ⬅ بعض أسباب القيء خطيرة مثل الانسداد أو تسمم.
- خلطه مع أدوية تتفاعل معه ⬅ خاصة مضادات الفطريات أو المضادات الحيوية من نوع ماكرولايد.
- إعطاءه للقطط الحوامل دون ضرورة بيطرية ⬅ قد يسبب تحفيزاً هرمونياً غير مرغوب.
- إيقاف الدواء فجأة دون استشارة الطبيب ⬅ قد تعود الأعراض بشكل أقوى.
تحذير هام
لا يجب استخدام دومبيريدون أو أي دواء آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص، خصوصاً أن استخدامه في القطط يعتبر خارج النطاق المرخّص رسمياً، ويتطلب معرفة دقيقة بالجرعات وموانع الاستعمال والتفاعلات الدوائية. إعطاؤه دون إشراف طبي قد يعرض حياة القطة للخطر.
















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم