ديكستران للقطط: دليل شامل حول الاستخدام والجرعات والآثار الجانبية

يُعد ديكستران (Dextran 70) واحداً من محاليل التوسيع البلازمي المهمة في الطب البيطري، وخصوصاً عند التعامل مع حالات الصدمة ونقص حجم الدم لدى القطط.

على الرغم من أن استخدامه أكثر شيوعاً في الكلاب والخيول، إلا أن القطط قد تحتاج إليه في مواقف معينة تتطلب رفع حجم الدم بسرعة وإنقاذ حياة الحيوان.

تمتاز هذه المادة بخصائصها الفيزيائية والكيميائية التي تسمح لها بسحب السوائل إلى داخل الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تحسين الدورة الدموية واستعادة ضغط الدم إلى حدوده الطبيعية.

يستعرض هذا المقال أهم ما يجب أن يعرفه المربي والطبيب البيطري حول هذا الدواء، من تعريفه وآلية عمله، إلى الجرعات الآمنة، والآثار الجانبية المحتملة، والنصائح الأساسية قبل وبعد استخدامه.

ما هو ديكستران؟

يُصنَّف ديكستران ضمن محاليل توسيع حجم البلازما، وهو عبارة عن بوليسكاريد متشعّب عالي الوزن الجزيئي يستخدم وريدياً فقط لرفع حجم الدم في حالات الصدمة ونقص السوائل الشديد.

يتكوّن عادةً من محلول تركيزه 6% مذاب في كلوريد الصوديوم 0.9% أو في محلول الدكستروز 5%. يتميز بكونه مادة ذات لزوجة عالية نسبياً وقادرة على خلق ضغط أسموزي غرواني مرتفع يساعد على سحب السوائل من الأنسجة إلى مجرى الدم بسرعة.

وتشير البيانات الدوائية إلى أن كل 500 مل من المحلول يحتوي على 77 ملي مكافئ من الصوديوم، مما يحتاج إلى مراعاة خاصة عند استخدامه للقطط التي تعاني من مشاكل في الكلى أو احتباس السوائل.

كما يمتلك ديكستران ضغطاً أسموزياً يصل إلى 62 ملم زئبق، وهو أعلى من الضغط الطبيعي لبلازما الكلاب والقطط، مما يفسر قدرته على رفع حجم الدم خلال فترة قصيرة.

آلية عمل ديكستران وتأثيره في جسم القطة

يعمل Dextran 70 بطريقة مشابهة تقريباً لعمل الألبومين البشري، إذ يعتمد على الضغط الأسموزي الغرواني لرفع حجم الدورة الدموية.

عند دخوله إلى الوريد، تبقى جزيئاته الكبيرة داخل الأوعية ولا تتسرب بسهولة، ما يؤدي إلى سحب الماء من المساحات بين الخلايا إلى مجرى الدم. ينتج عن ذلك زيادة حجم البلازما، وتحسن إمداد الأعضاء الحيوية كالدماغ والقلب، واستعادة الضغط الدموي في حالات الصدمة.

وتشير المراجع البيطرية إلى أن تأثير الدواء يبلغ ذروته خلال ساعة واحدة فقط من الحقن، ويبقى فعالاً لمدة تتراوح بين 24 ساعة أو أكثر، بينما يتم تكسير جزء من الدواء ببطء في الطحال بواسطة إنزيمات خاصة، ليتحوّل لاحقاً إلى مواد أبسط مثل ثاني أكسيد الكربون والماء .

ثالثاً: استخدامات Dextran 70 العلاجية للقطط ولماذا يتم وصفه

بالرغم من أن استخدام ديكستران (Dextran 70) أصبح أقل شيوعاً مقارنةً بمواد غروانية أحدث مثل hetastarch، إلا أنه لا يزال يُستخدم في بعض الحالات الطبية الخطيرة. ومن أهم استخداماته في القطط ما يلي:

1. علاج الصدمة (Hypovolemic Shock) يُستخدم ديكستران Dextran 70 كجزء من التدبير الطارئ عندما تفقد القطة كمية كبيرة من الدم أو السوائل، سواء بسبب النزيف، الجفاف الشديد، العدوى العامة، أو الإصابات الخطيرة. يعمل على رفع ضغط الدم بسرعة وتحسين وصول الدم إلى الأعضاء الأساسية.
2. علاج الإصابات الرئوية أو الارتشاح الرئوي المصاحب للصدمات يساعد على دعم الدورة الدموية دون استخدام كميات كبيرة من المحاليل الكريستالية التي قد تزيد الضغط داخل الرئتين.
3. حالات الفشل القلبي أو الكلوي المصحوبة بانخفاض حجم الدم يتم اللجوء إليه بحذر شديد عندما يكون الهدف هو رفع حجم الدورة الدموية دون تحميل الجسم كمية مفرطة من السوائل.
4. حالات انخفاض الضغط الدموي أثناء العمليات الجراحية في بعض المراكز البيطرية، يتم استعماله للحفاظ على استقرار ضغط الدم عند التخدير.

ومع ذلك، تعتبر الجرعات الدقيقة ومراقبة حالة الحيوان أموراً أساسية، نظراً لاحتمالية حدوث آثار جانبية خطيرة إذا لم يُستخدم بالشكل الصحيح.

أشكال وطرق إعطاء ديكستران للقطط

يُعطى ديكستران للقطط عبر الحقن الوريدي فقط، ولا يتوفر منه شكل فموي أو عضلي أو جلدي. وتحذّر المراجع البيطرية من عدم إعطائه عضلياً إطلاقاً لأنه قد يسبب التهابات أو تلفاً في الأنسجة.

وتوجد المستحضرات التجارية عادة في عبوات 500 مل من محلول بنسبة 6% مما يجعل إعطاءه مقتصراً على بيئة طبية مجهزة مثل العيادات أو المستشفيات البيطرية.

الجرعات المناسبة للقطط

يتم إعطاء ديكستران (Dextran 70) للقطط بطرق مختلفة حسب الحالة:

1. الإنعاش السريع في حالات الصدمة – الجرعة: 2–5 مل/كغ تعطى خلال 1–5 دقائق فقط للمساعدة في استعادة ضغط الدم سريعاً. يجب إعادة تقييم الحالة بعد الجرعة الأولى، ثم تكرار الجرعة عند الحاجة حتى تحقيق الاستقرار الدوري للجسم.
2. علاج الحالات الأقل حدة أو دعم الدورة الدموية خلال اليوم – الجرعة: 10 مل/كغ/اليوم. يمكن إعطاؤها على شكل جرعة بطيئة لمدة 30–60 دقيقة أو عبر تسريب مستمر على مدار ساعات.
3. قبل الإعطاء – يجب إعطاء جرعة أولية من سوائل كريستالية مقدارها 5–10 مل/كغ من محاليل مثل Lactated Ringer’s أو Normal Saline قبل بدء Dextran 70 لتجهيز الجسم لدعم حجمه الدموي.
4. الجرعة القصوى اليومية: يجب ألا تُتجاوز الجرعة العامة (10 مل/كغ/اليوم) إلا بعد تقييم دقيق من الطبيب البيطري.

موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها

هناك مجموعة من الحالات التي يجب فيها توخي الحذر أو تجنب استخدام ديكستران (Dextran 70) تماماً، وتشمل:

1. اضطرابات التخثر أو النزيف المرضي: يمنع استخدام (Dextran 70) في وجود اعتلالات تخثر شديدة لأنه قد يسبب زيادة زمن النزيف ويقلل عامل فون ويلبراند وعامل VIII، مما يزيد خطر النزيف.
2. الفشل القلبي أو الكلوي الشديد: قد يؤدي إلى حمولة زائدة من السوائل تؤدي لارتشاح رئوي خطير أو فشل قلبي حاد.
3. القطط التي تعاني من نقص الصفائح الدموية (Thrombocytopenia): يجب تجنبه لأنه يعيق وظيفة الصفائح ويزيد خطر النزيف.
4. القطط الخاضعة لنظام غذائي منخفض الصوديوم: لأن 500 مل من المحلول يحتوي على 77 ملي مكافئ من الصوديوم ويجب الحذر الشديد مع هذه الفئة.
5. فرط الحساسية أو التحسس من المحاليل الغروانية: وإن كان الأمر نادراً جداً في القطط.

سابعاً: التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

يُعتبر ديكستران (Dextran 70) بشكل عام آمناً عند الالتزام بالجرعات الصحيحة، لكن بعض التأثيرات الجانبية قد تظهر، ومنها:

1. زيادة زمن النزيف: نتيجة تأثيره على وظيفة الصفائح الدموية. يجب مراقبة أي كدمات أو نزيف غير معتاد.
2. تفاعلات تحسسية (نادرة): قد تشمل صدمة تحسسية أو طفحاً جلدياً. العلاج يتضمن إيقاف المحلول فوراً، وإعطاء مضادات الهيستامين أو الكورتيكوستيرويدات حسب الحالة.
3. فشل كلوي حاد (نادر جداً): تم تسجيله عند البشر بشكل أكبر، إلا أن القطط قد تكون معرضة له في حالات معينة.
4. زيادة حجم الدم بشكل مفرط (Fluid Overload): قد تظهر أعراض مثل صعوبة التنفس، ارتشاح رئوي، أو انتفاخ البطن. العلاج يتم بإيقاف السوائل وإعطاء مدرات البول.
5. ارتفاع عابر في مستوى الغلوكوز أو البيليروبين عند التحليل: قد يؤدي إلى نتائج مخبرية مضللة أثناء العلاج.

نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده

1. إجراء تقييم شامل للقطة: يشمل فحص ضغط الدم، تعداد الصفائح الدموية، حالة الكلى، ضربات القلب، والوزن الدقيق.
2. المراقبة المستمرة خلال إعطاء المحلول: يجب قياس معدل التنفس ونبض القلب ومتابعة علامات التحسس أو الارتشاح الرئوي.
3. عدم تجاوز الجرعة اليومية القصوى إلا في حالات حرجة جداً: ولا بد من إشراف بيطري مباشر.
4. تجنب خلط Dextran 70 مع أدوية أخرى في نفس الخط الوريدي: إلا بعد التأكد من التوافقية الدوائية.
5. إبلاغ الطبيب عن أي أدوية أخرى تتناولها القطة: خصوصاً مضادات التخثر أو مدرات البول.
6. استخدام قسطرة وريدية ذات جودة عالية: لتجنب تسرب المحلول إلى الأنسجة وحدوث انتفاخ أو التهاب.

أخطاء شائعة عند إعطاء ديكستران وكيفية تجنبها

1. إعطاء الدواء عضلياً أو تحت الجلد: وهذا خطأ كبير لأنه قد يسبب تلف الأنسجة. يجب إعطاؤه وريدياً فقط.
2. عدم مراقبة القطة أثناء التسريب: يؤدي إلى فوات أعراض التحسس أو الزيادة في حجم السوائل.
3. عدم حساب الجرعة بناءً على الوزن الفعلي: قد يؤدي إلى جرعة زائدة خطيرة.
4. استخدام المحلول في قطط تعاني من فشل كلوي دون تقييم دقيق: يزيد خطر الارتشاح الرئوي والفشل القلبي.
5. عدم إعطاء السوائل الكريستالية قبل البدء بالدواء: وهي خطوة مهمة لتحسين فعالية ديكستران (Dextran 70) وترطيب الدورة الدموية قبل التوسيع.
6. إعادة استخدام المحاليل التي تغير لونها أو تحوي رواسب: يجب التخلص من أي عبوة لا تبدو بمظهرها الأصلي.

تحذير مهم

إن ديكستران (Dextran 70) دواء قوي ومخصص للمواقف الحرجة، ولا يجب أبداً استخدامه دون إشراف طبيب بيطري مختص.

أي جرعة غير محسوبة أو استخدام غير صحيح قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد حياة القطة. لا تعتمد على التقدير الشخصي أو التجارب المنزلية في إعطاء السوائل الوريدية، فهي تحتاج إلى مهارة طبية ومراقبة دقيقة.

إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية بعد إعطاء الدواء، مثل صعوبة التنفس أو الضعف المفاجئ أو النزيف، فعليك التوجه فوراً إلى الطبيب البيطري.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.