لضمان نمو القطط الرضيعة وبناء اجسادها وأجهزتها الحيوية لابد من الإهتمام بصحتها العامة ومراقبة أية أعراض مرضية لا تبدو طبيعية وعرضها على المختصين من الأطباء البيطريين لمعرفة سبب اسهال القطط الرضيعة مثلاً وكيف يتم معالجته.
القطط بشكل عام و الرضيعة بشكل خاص تعتمد بشكل كامل على الرعاية المقدمة من اصحابها (عشاق وخبراء تربية القطط يدركون ذلك) خلال الأسابيع الأولى من حياتها، حيث تكون معرضة خلال هذه الفترة لمجموعة من المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتها ورفاهية حياتها.
من بين هذه المشاكل، يُعتبر الإسهال من الأعراض الشائعة التي قد تكون مؤشراً على وجود خلل في جهازها الهضمي أو إصابة بعدوى قد تؤدي إلى مشكلة صحية تهدد حياتها بالكامل.
الإسهال يحتل المرتبة الثانية في الخطورة على حياة وصحة القطط بعد أمراض الجهاز التنفسي العلوي، فهو من أكثر المشاكل شيوعًا التي تواجه المربين أثناء رعاية القطط الصغيرة.
على النقيض من ذلك، فإن القطط البالغة غالبًا ما تعاني من أسباب الإسهال المزمنة مقارنة بالقطط الصغيرة، إلا أن الإسهال لا يزال سببًا شائعًا لزيارة القطط إلى عيادات الأطباء البيطريين.
يناقش هذا المقال أكثر الأسباب الشائعة بالإضافة إلى أفضل الأساليب لتشخيص وعلاج الإسهال في القطط الصغيرة. كما سيتم توضيح دور النظام الغذائي في علاج الإسهال عند حدوثه.
محتوى المقالة
الأسباب الشائعة لإسهال القطط الرضيعة
تغيير طعام القطط
تعتمد القطط الرضيعة في الأسابيع الأولى من حياتها بشكل كامل على حليب الأم أو الحليب البديل (يباع في متاجر الحيوانات الاليفة) المصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتها الغذائية في هذه المرحلة العمرية.
لكن عند تغيير نوع الحليب أو إدخال طعام جديد إلى نظامها الغذائي، قد يحدث اضطراب في جهازها الهضمي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الإسهال أو الغثيان أو حتى انتفاخ بطنها.
الجهاز الهضمي للقطط الرضيعة مؤهل بشكل كامل (لم يكتمل تطوره) لهضم الحليب، لذلك فإن أي تغيير مفاجئ في نوعية الطعام قد يسبب خللًا في عملية الهضم.
من الأفضل أن يتم التغيير في الطعام بشكل تدريجي وليس فجائيًا، وذلك عن طريق خلط الطعام الجديد مع الطعام القديم بنسبة متزايدة تدريجيًا على مدى عدة أيام، حتى يتكيف الجهاز الهضمي مع هذا التغيير.
الحساسية أو عدم تحمل الطعام
القطط الرضيعة تمتلك جهازًا هضميًا غير ناضج بعد لا يقوم بكامل الوظائف الهضمية كما في القطط الكبيرة، مما يجعلها معرضة أكثر لظهور المشاكل الهضمية عندما تتعرض لعناصر غذائية غير مناسبة أو مكونات في الطعام تسبب لها الحساسية.
يمكن أن تكون هذه المكونات موجودة في الحليب البديل الذي تتناوله أو في الطعام الصلب الذي يتم إدراجه في نظامها الغذائي.
حالات الحساسية الغذائية عند القطط الرضيعة تظهر بسبب رد فعل جهازها المناعي تجاه بروتينات معينة موجودة في الحليب أو الطعام، مثل بروتين الحليب أو الغلوتين (حمض اميني).
هذه الحالات تتسبب في تهيج الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى إصابة القطط بالإسهال، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل التقيء أو الحكة الجلدية.
على الجانب الآخر، قد يكون سبب اسهال القطط الرضيعة صعوبة هضم بعض العناصر الغذائية، مثل اللاكتوز الموجود في الحليب، يمكن أن تكون من الأسباب الشائعة للإسهال لدى القطط الرضيعة (على الرغم من افراز امعائها انزيمات تستطيع هضمه).
العديد من القطط تعاني من عدم تحمل اللاكتوز وخاصة الأكبر سناً، حيث لا يستطيع جسمها إنتاج الإنزيمات اللازمة لهضم اللاكتوز بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكمه في الأمعاء وظهور الإسهال.
الأدوية العلاجية
تُعطى احياناً بعض الأدوية لعلاج بعض المشاكل الصحية، مثل المضادات الحيوية أو مضادات الطفيليات، لكنها قد تؤدي إلى اضطراب التوازن الطبيعي للبكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يسبب إسهالًا لها، ويعتبر كأحد الآثار الجانبية الشائعة لهذه الادوية.
المضادات الحيوية على وجه الخصوص تعتبر من أكثر الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي للقطط الرضيعة وتكون سبب اسهال القطط الرضيعة.
على الرغم من فعالية المضادات الحيوية في مكافحة العدوى البكتيرية، إلا أنها قد تسبب قتل بعض البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي للقطط والتي تساعد في عمليات هضم الطعام، مما يؤدي إلى اضطرابات معوية وإسهال.
في بعض الحالات، قد يترافق هذا الإسهال مع تقلصات معوية وانتفاخ في بطن القطط.
من ناحية أخرى، بعض الأدوية المضادة للطفيليات التي تُستخدم لعلاج الديدان أو الطفيليات الأخرى قد تسبب أيضًا اضطرابات هضمية مؤقتة، بما في ذلك الإسهال.
هذه الأدوية قد تؤثر على الأمعاء الحساسة للقطط الرضيعة، خاصةً إذا تم استخدامها بجرعات عالية أو لفترات طويلة.
إضافة إلى ذلك، بعض القطط الرضيعة قد تكون أكثر حساسية تجاه مكونات معينة في الأدوية، مما يجعلها تعاني من آثار جانبية هضمية مثل الإسهال. هذا النوع من الحساسية يمكن أن يتفاقم إذا تم إعطاء الدواء دون مراقبة دقيقة أو توجيهات من الطبيب البيطري.
نقص المناعة
نقص المناعة عند القطط الرضيعة يلعب دورًا هامًا ويمكن أن يكون سبب اسهال القطط الرضيعة، حيث أن جهاز المناعة غير المكتمل أو الضعيف يجعل القطط الصغيرة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية، وكذلك الطفيليات المعوية.
القطط الرضيعة تعتمد بشكل كبير على الأجسام المضادة التي تحصل عليها من حليب الأم، وخاصة اللبأ (الحليب الأول)، لتكوين مناعة وحماية قوية تساعدها في مقاومة الأمراض.
إذا كانت هذه الأجسام المضادة غير كافية أو إذا كانت القطة الصغيرة محرومة من الحليب الطبيعي في الأسابيع الأولى من حياتها، فإنها ستكون أكثر عرضة للعدوى، مما يؤدي إلى اضطرابات هضمية بما في ذلك الإسهال.
نقص المناعة يجعل جسم القطة غير قادر على التصدي للبكتيريا والفيروسات والطفيليات التي قد تسبب التهاب الأمعاء.
عندما تصاب القطط بهذه العوامل الممرضة، يتأثر الجهاز الهضمي بشكل مباشر، مما يؤدي إلى ظهور الإسهال كعرض رئيسي.
في الحالات الشديدة، قد يترافق اسهال القطط الصغيرة مع التجفاف وفقدان سريع في الوزن، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على صحة القطط الرضيعة.
إضافة إلى ذلك، فإن نقص المناعة قد يؤثر أيضًا على قدرة الجهاز الهضمي على تحمل واستقلاب العناصر الغذائية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تدهور حالة القطط الصحية بشكل عام.
القطط التي تعاني من نقص المناعة تكون عرضة للإصابة بأمراض عديدة تجعلها تواجه نوبات متكررة من الإسهال.
الأسباب التشريحية والميكانيكية
الطبيعة الفضولية للقطط الصغيرة تجعلها معرضة لابتلاع مواد غريبة قد تسبب الإسهال أو التقيء.
في معظم الحالات، تسبب هذه المواد المبتلعة الانسدادات أو التداخل المعوي (intussusception) و التقيء، ولكن كلما كان السبب في اقصى مسار الجهاز الهضمي، زاد احتمال أن يكون الإسهال هو العلامة السريرية الرئيسية.
تتضمن الأسباب الميكانيكية أو التشريحية للإسهال التي يجب أخذها في الاعتبار لدى القطط الصغيرة: التشوهات الخلقية (مثل متلازمة القولون القصير)، الخلل الوظيفي الميكانيكي (مثل الانسداد أو الإنزلاق المعوي)، أو المواد الغريبة (مثل العظام، الخيوط، النباتات، أو الشعر).
بشكل عام، يتطلب تشخيص هذه الحالات استخدام الأشعة السينية أو تقنيات تصوير أخرى، ولكن يمكن تشخيص ابتلاع الخيوط أحيانًا عن طريق العثور على الخيط عالقًا عند قاعدة اللسان أو من خلال الجس المعوي.
تتطلب معظم هذه المشاكل التدخل الجراحي لحلها، وغالبًا ما يكون لها توقع جيد إلى ممتاز، باستثناء حالات التشوهات الخلقية.
سبب اسهال القطط الرضيعة الالتهابية أو المناعية
المثال الأوضح لهذه الحالة هو مرض الأمعاء الالتهابي (IBD) وهو اضطراب معوي مزمن يتم تشخيصه بشكل شائع لدى القطط البالغة.
يتميز مرض الأمعاء الإلتهابي بعلامات سريرية مستمرة (مثل القيء، الإسهال، أو فقدان الوزن) تتشابه مع أمراض الجهاز الهضمي، والتي تحدث بالتوازي مع وجود دليل نسيجي على التهاب الغشاء المخاطي.
هناك العديد من الأسباب المحتملة للالتهاب المعوي التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء عملية التشخيص، بما في ذلك الأمراض المعدية المتعددة، الحساسية الغذائية أو عدم تحمل الطعام، فرط نشاط الغدة الدرقية وأمراض الأيض الأخرى، الأمراض الأولية والطفيلية، والأورام.
يجب التحقيق في هذه الاختلافات التشخيصية بدقة ويجب تطبيق العلاج التجريبي المناسب قبل أن يتم تشخيص مرض الأمعاء الإلتهابي مجهول السبب.
يمكن أن يكون التمييز بين الحساسية الغذائية ومرض الأمعاء الإلتهابي أو اضطرابات الأمعاء الأخرى أمرًا صعبًا للغاية.
في دراسة حديثة، تم الإبلاغ عن أن الحساسية الغذائية كانت مسؤولة عن ما لا يقل عن 30% من جميع مشاكل الجهاز الهضمي لدى القطط. لذلك، فإن التجارب الغذائية المناسبة مهمة جدًا لكل من التشخيص والعلاج في القطط التي تعاني من أمراض الجهاز الهضمي أو يُشتبه في إصابتها بـمرض الأمعاء الإلتهابي.
بالإضافة إلى التجارب الغذائية، يجب أن يتضمن خطة التشخيص للقطط التي تعاني من إسهال مزمن إجراء فحوصات براز متعددة أو العلاج الطارد للديدان، وتقييم حالة الغدة الدرقية وحالة فيروس اللوكيميا القطط (FeLV) أو فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV)، ومستوى فيتامين الكوبالامين المعوي.
تنخفض مستويات الكوبالامين في الدم لدى القطط بشكل شائع مع أمراض الأمعاء الدقيقة الشديدة، وفي القطط التي تعاني من نقص الكوبالامين، لن يتحسن الإسهال حتى يتم إعطاء العلاج التعويضي.
يمكن أن يكون علاج الكوبالامين (250 ميكروغرام بالعضل أسبوعيًا لمدة 4 أسابيع، ثم شهريًا عند الحاجة) مدى الحياة لدى بعض القطط، بينما يمكن التوقف عن المكملات لدى البعض الآخر بمجرد زوال المرض السريري.
سبب اسهال القطط الرضيعة الفطري
قد تتعرض القطط الرضيعة لعدوى فطرية مثل Candida albicans ، وهذا النوع من الفطريات يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي وبالتالي ظهور الإسهال.
تحدث هذه العدوى الفطرية نتيجة ضعف الجهاز المناعي للقطط الصغيرة أو بسبب قلة النظافة في البيئة المحيطة بالقطط الصغيرة.
مع كل ما ذكر عن الإسهال بسبب الإصابة الفطرية، إلا أنها غالباً أكثر شيوعًا في القطط البالغة.
الطفيليات الداخلية
الطفيليات والتي غالبًا ما تصيب القطط في سن مبكرة، حيث تدخل الجسم من خلال الحليب الملوث، أو الاتصال المباشر مع براز ملوث بالطفيليات، أو حتى عبر البيئة المحيطة.
بمجرد أن تصل هذه الطفيليات إلى الجهاز الهضمي للقطط الرضيعة، تبدأ في التسبب في مجموعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك الإسهال.
في الفقرات التالية سنناقش أكثر أنواع الطفيليات التي تسبب الإسهال، تابع القراءة.
الجيارديا (Giardia)
تُعتبر طفيليات الجيارديا (Giardia) سبب شائع للإسهال في القطط الصغيرة، حيث يبلغ معدل انتشارها حوالي 4%، لكن معدل الإصابة يمكن أن يصل إلى 12% في ملاجئ تربية القطط ( نتيجة العدوى السريعة نتيجة الإزدحام).
في القطط البالغة، غالباً تكون عدوى بالجيارديا غير ظاهرة أو مؤقتة، ولكن في القطط الصغيرة، تبدأ العدوى و تظهر بشكل مفاجئ لإسهال ذي رائحة كريهة، لونه باهت ولزوجته عالية.
التشخيص يكون واضحًا نسبيًا عند التعرف على الطور النشط (trophozoites) أو الأكياس (cysts) في المسحة البرازية الحديثة أو باستخدام تقنية التعويم.
مع ذلك، بسبب التخلص المتقطع من الأكياس، واحتمالية الخلط بينها وبين مواد أخرى في البراز، فإن حساسية هذا الأسلوب التشخيصي لا تتجاوز 50%. ترتفع الحساسية إلى 90% إذا تم استخدام التعويم أو إذا تم فحص ثلاث عينات برازية باستخدام كبريتات الزنك وأعطت نتيجة إيجابية.
مؤخرًا، تم توفير اختبار سريع (SNAP Giardia test kit) من شركة IDEXX Laboratories للكشف عن بروتين جدار كيس الجيارديا (GCWP-1) في براز القطط لاستخدامه كاختبار تشخيصي داخل العيادات البيطرية.
لم يتم اختبار أداء هذا الاختبار في عدد كبير من الدراسات الميدانية بعد، ولكن إذا كانت الحساسية تتجاوز 90% (مثلما هو الحال مع قارئات إختبارات الأليزا ELISA التجارية المستخدمة في المختبرات التجارية)، فإن سهولة الاستخدام، البساطة، والتكلفة المنخفضة يجعل هذا الاختبار إضافة تشخيصية مرحب بها في التشخيص البيطري.
التريكومونيوزيس (Trichomonosis)
العدوى بالتريكومونيازيس، التي تسببها طفيلي (Tritrichomonas foetus)، تم التعرف عليها مؤخرًا كمسبب للأمراض في القطط الصغيرة والبالغة أيضاً ( يصيب الماشية، مما يؤدي إلى موت الأجنة المبكر والإجهاض).
في القطط، يصيب هذا الطفيلي الغشاء المخاطي للأمعاء الغليظة ويسبب إسهالًا مزمنًا يتميز بزيادة الإفرازات المخاطية، الشعور بالحاجة الملحة للإخراج، وجود دم في البراز (hematochezia)، وزيادة عدد مرات التبرز.
معظم القطط المصابة تبدو بصحة جيدة، نشيطة ويقظة. العرض الخارجي الوحيد للمرض هو وجود احمرار أو تورم حول فتحة الشرج، وألم أثناء التبرز.
تحدث الإصابات بشكل شائع في القطط الصغيرة التي تعيش في ظروف مزدحمة (الملاجئ، مجموعات الإنقاذ)، مما قد يعكس زيادة فرص التعرض، أوبسبب الضغوط البيئية وضعف الجهاز المناعي لدى القطط الصغيرة.
القطط التي تصاب بهذا الطفيلي من المرجح أن تستمر الإصابة طوال حياتها ☹.
في دراسة حديثة، أصيبت جميع القطط الثمانية التي تعرضت لطفيليات (Tritrichomonas foetus) كما أظهرت الفحوصات البرازية التي أجريت على مدار 200 يوم من الدراسة.
مع ذلك، فإن الإصابة بـ (T. foetus) لا ترتبط بالضرورة بدرجة الأعراض السريرية، حيث إن العديد من القطط ذات الفحوصات الإيجابية لا تظهر عليها أعراض.
تشخيص العدوى بالتريكومونويزيس
يمكن تشخيص هذه العدوى باستخدام أحد الأساليب الأربعة التالية، مرتبة حسب سهولة الاستخدام والتكلفة:
- الفحص المباشر للبراز للبحث عن الطور النشط (trophozoites) ✅: هذا الفحص حساسيته أقل من (14%)، ويمكن للمخبريين غير المتمرسين ارتكاب أخطاء في التشخيص. ومع ذلك، لا يزال هذا هو أسهل وأسرع طريقة للحصول على تشخيص نهائي.
- زراعة البراز للكشف عن الكائن الحي (باستخدام مجموعة InPouchTF، Biomed Diagnostics) ✅: هذه الطريقة أكثر حساسية من الفحص البرازي، لكنها تستغرق ما يصل إلى 12 يومًا لنمو الكائن الحي لتأكيد التشخيص.
- تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للبراز ✅: يعتبر هذا الفحص الأكثر حساسية ولكنه أيضًا أكثر تكلفة وتستغرق النتائج وقتًا أطول للحصول عليها.
- أخذ خزعة من الغشاء المخاطي للقولون: هذا الخيار هو الأكثر صعوبة ونادرًا ما يستخدم إلا في الحالات المعقدة.
الكريبتسبوريديوزيس (Cryptosporidiosis)
طفيلي الكريبتسبوريديوزيس يصيب الخملات الدقيقة في الظهارة المعوية للقطط الصغيرة ويصيب أيضاً القطط التي تعاني من نقص المناعة.
يمكن أن تتراوح الأمراض الناتجة عن هذه العدوى من عدوى كامنة غير ظاهرة الأعراض، إلى مرض خفيف ومؤقت، إلى متلازمة سوء الامتصاص المزمنة ومهددة لحياة القطط.
في بعض القطط البالغة، يمكن لهذا الكائن أن يسبب التهابات معوية مشابهة لتلك المشاهدة في مرض الأمعاء الالتهابي الكلاسيكي (IBD)، وبما أن هذه الكائنات صغيرة جدًا، فلا يمكن تشخيصها إلا باستخدام صبغات خاصة.
بما أن الكريبتسبوريديا شائعة جداً في القطط (8% إلى 87% حسب الاختبارات المصليّة)، يجب أن يتم التشخيص عن طريق الكشف عن الكائن الحي في البراز باستخدام اختبار الأليزا ELISA أو فحوصات التألق المناعي (IFA) على البراز.
يمكن رؤية الكائنات في البراز تحت المجهر بتكبير عالي، لكنها صغيرة جدًا (< 4 ميكرومتر) ويمكن تفويتها بسهولة ما لم تُستخدم صبغات خاصة أو تقنية IFA. ومع ذلك، مثل العديد من طفيليات الكوكسيديا، تتخلص بعض القطط من هذه الكائنات بشكل متقطع، مما يعقد عملية التشخيص لأن القطط المصابة قد تكون نتيجتها سلبية باستخدام IFA.
العدوى البكتيرية
سبب اسهال القطط الرضيعة البكتيرية: السالمونيلا، الكامبيلوباكتر، العدوى الكلوستريدية، وأحيانًا ييرسينيا، مرض تايزر (Bacillus piliformis)، وعدوى الإيشريشيا كولي (colibacillosis).
القطط الصغيرة المصابة قد تظهر عليها أعراض أخرى مثل التقيء وفقدان الشهية والخمول. هذه العدوى يمكن أن تكون خطيرة إذا لم يتم علاجها بسرعة، حيث قد تؤدي إلى الجفاف ومضاعفات خطيرة أخرى.
التشخيص النهائي للعدوى البكتيرية كسبب للإسهال في القطط الصغيرة أو البالغة أمر صعب للغاية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن مسببات الأمراض يمكن عزلها بمعدلات متشابهة من البراز المصاحب للإسهال وغير المصاحب له.
علاوة على ذلك، لا يمكن زراعة العديد من البكتيريا اللاهوائية بسهولة من البراز أو محتويات الأمعاء بسبب حساسيتها للتعرض للهواء، وبالتالي قد يتطلب تحديد هذه الأنواع بدقة تقنيات متقدمة جدًا أو أساليب تحديد جزيئية.
العدوى الفيروسية
تتضمن الأسباب الفيروسية للإسهال التي يجب أخذها في الاعتبار في القطط الصغيرة، مثل: فيروس البانلوكوبينيا، كاليسي القطط النزفي، الروتا فيروس، الأستروفيروس، كورونا فيروسات الأمعاء، وحمى الصفاق المعديّة (FIP).
يعتبر فيروس بانلوكوبينيا القطط أهم فيروس معوي سريريًا ضمن هذه المجموعة ويؤثر بشكل رئيسي على القطط الصغيرة غير المحصنة، مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة، الاكتئاب، فقدان الشهية، القيء والإسهال.
يتم التشخيص عادةً بناءً على العلامات السريرية والتاريخ المرضي، ولكن يمكن استخدام اختبار مستضد فيروس البارفو الخاص بالكلاب لتأكيد التشخيص لأنه يتفاعل مع الفيروس القططي.
في القطط البالغة، تعد كاليسي فيروس النزفي، فيروس اللوكيميا القطط (FeLV)، فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV)، وفيروس حمى الصفاق المعديّة (FIP) أهم الأسباب الفيروسية لالتهاب الأمعاء والإسهال.
علاج هذه الحالات وأي التهاب معوي فيروسي في القطط يكون عرضيًا وداعمًا. وبما أن القطط الصغيرة معرضة بشدة للجفاف ونقص السكر في الدم، فإن العلاج بالسوائل والدعم الغذائي هما الجوانب الرئيسية للعلاج.
كيفية تشخيص إسهال القطط الرضيعة
الفحوصات البيطرية الأساسية
تحديد سبب اسهال القطط الرضيعة يتطلب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية الأساسية، حيث يمكن أن تكون الأسباب متعددة، مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية، الطفيليات، الحساسية الغذائية، أو حتى بعض المشاكل الوراثية.
تتضمن هذه الفحوصات عدة خطوات تساعد الطبيب البيطري في التشخيص السليم ووضع خطة علاج مناسبة.
أحد الفحوصات الرئيسية هو تحليل البراز، حيث يتم جمع عينة من براز القطة المصابة لتحليلها في المختبر.
يمكن لهذا الفحص الكشف عن وجود طفيليات مثل الديدان الأسطوانية أو الكوكسيديا، أو حتى وجود عدوى بكتيرية مثل السالمونيلا أو الإيكولاي. هذا الفحص يعتبر من الخطوات الأولى الهامة لتحديد مصدر الإسهال.
فحص آخر شائع هو اختبار الدم، الذي يساعد في تقييم الحالة العامة للقطة، بما في ذلك مستوى الترطيب، ووظائف الكبد والكلى، ومستويات خلايا الدم البيضاء التي قد تشير إلى وجود عدوى. يمكن لاختبار الدم أن يكشف أيضًا عن وجود مشاكل أخرى، مثل نقص الفيتامينات أو المعادن، التي قد تكون مرتبطة بالإسهال.
في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب البيطري إلى إجراء فحص البراز تحت المجهر للكشف عن طفيليات معينة لا تظهر بسهولة في الفحوصات الأخرى، مثل الجيارديا. هذا الفحص يساعد في تحديد الطفيليات المجهرية التي قد تكون السبب في الإسهال المستمر.
الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية قد تكون ضرورية إذا اشتبه الطبيب في وجود مشاكل هيكلية أو انسداد في الأمعاء. هذه الفحوصات تساعد في التأكد من عدم وجود تشوهات في الجهاز الهضمي تسبب الإسهال.
أخيرًا، قد يتم استخدام الاختبارات الحساسية إذا كان هناك اشتباه بأن الحساسية الغذائية هي السبب. يتم تغيير النظام الغذائي للقطة بشكل تدريجي ومراقبة رد فعل الجسم تجاه المكونات المختلفة.
التحاليل المخبرية
تلعب الفحوصات المخبرية دورًا حاسمًا في تحديد الطفيليات أو العدوى التي تسبب الإسهال عند القطط الرضيعة.
نظرًا لأن هذه القطط تمتلك جهازًا مناعيًا غير مكتمل، فهي عرضة للإصابة بعدة أنواع من الطفيليات أو العدوى البكتيرية والفيروسية التي تؤثر على الجهاز الهضمي وتسبب الإسهال.
يتمثل دور الفحوصات المخبرية في تحديد السبب الدقيق وراء الإسهال وتوجيه الطبيب البيطري إلى العلاج المناسب.
تحليل البراز هو أحد الفحوصات المخبرية الأكثر استخدامًا لتشخيص الطفيليات المعوية مثل الديدان الأسطوانية، الديدان الخطافية، والكوكسيديا.
يتم جمع عينة من براز القطة وفحصها في المختبر للكشف عن وجود بيوض الطفيليات أو أشكالها الناضجة. هذا التحليل يعد ضروريًا لتحديد النوع الدقيق للطفيليات ووصف العلاج المناسب، مثل الأدوية المضادة للديدان.
الفحص المجهري للبراز هو أيضًا جزء مهم من الفحوصات المخبرية، حيث يمكن استخدامه للكشف عن الطفيليات المجهرية مثل الجيارديا.
باستخدام تقنيات خاصة، يمكن للطبيب البيطري تحديد وجود هذه الطفيليات التي قد تكون غير مرئية بالعين المجردة، ولكنها تسبب اضطرابات هضمية حادة تؤدي إلى الإسهال.
بالإضافة إلى ذلك، اختبارات الدم يمكن أن تساعد في الكشف عن سبب اسهال القطط الرضيعة البكتيري أو الفيروسي التي قد تسبب الإسهال.
من خلال تحليل مستويات خلايا الدم البيضاء والمؤشرات الأخرى في الدم، يمكن للطبيب البيطري تحديد ما إذا كانت القطة تعاني من التهاب ناتج عن عدوى بكتيرية مثل السالمونيلا أو فيروسية مثل الكاليسي أو فيروس بارفو القطط.
هذا الفحص يمكن أن يكون مفتاحًا لتحديد العلاج المناسب، سواء كان ذلك عبر مضادات حيوية أو مضادات فيروسية.
في بعض الحالات، قد تتطلب القطط الرضيعة المصابة بالإسهال إجراء اختبارات خاصة للطفيليات الدقيقة باستخدام تقنيات أكثر تعقيدًا، مثل تقنيات التفاعل المتسلسل للبوليميراز (PCR) للكشف عن الحمض النووي للطفيليات أو الفيروسات في البراز أو الدم.
باستخدام هذه الفحوصات المخبرية، يتمكن الطبيب البيطري من تحديد السبب الدقيق وراء الإسهال، مما يساعد في وضع خطة علاج فعّالة تعزز صحة القطة الرضيعة وتعالج المشكلة من جذورها.
التصوير الإشعاعي والتصوير بالموجات فوق الصوتية
يعد التصوير الإشعاعي والتصوير بالموجات فوق الصوتية مهمين لتقييم وجود أمراض منتشرة مثل حمى الصفاق المعديّة (FIP)، الهستوبلازما، أو اللمفوساركوما.
تعد الخزعات المعوية (سواء تم الحصول عليها باستخدام التنظير أو أثناء الجراحة) ضرورية لكل من تشخيص مرض مرض الأمعاء الالتهابي (IBD ) واستبعاد الأسباب الأخرى المحددة للأعراض السريرية.
تشير الدراسات الحديثة في البشر إلى وجود علاقة قوية بين مرض الأمعاء الالتهابي وانهيار آليات التحمل الطبيعي، والاستعداد الوراثي، والفلورا المعوية.
من المرجح أن تكون هذه العوامل نفسها مهمة في مرض الأمعاء الالتهابي لدى القطط، وفي الدراسات التي تستخدم نماذج تجريبية لـ مرض الأمعاء الالتهابي، تعتبر الفلورا المعوية عاملاً مساعدًا أساسيًا في تحفيز الاستجابة الالتهابية.
علاوة على ذلك، أظهرت الدراسات حول تعديل البيئة المعوية باستخدام العلاج بالبروبيوتيك والعلاج المضاد الحيوي المستهدف لدى البشر المصابين بـ مرض الأمعاء الالتهابي أنه يمكن تقليل البكتيريا الممرضة وتقليل السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، مما يؤدي إلى تقليل الالتهاب وتحقيق تحكم أفضل في المرض.
للأسف، ليست هناك طرق دقيقة ومتاحة بسهولة لتقييم أعداد البكتيريا وأنواعها التي تسكن الأمعاء الدقيقة في الحالات السريرية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسات حول تعديل الفلورا المعوية لدى القطط المصابة بـ IBD (باستخدام البروبيوتيك، البريبايوتكس، أو علاجات أخرى تستهدف السيتوكينات) لا تزال في مراحلها الأولى.
طرق العلاج والوقاية
تعديل النظام الغذائي
الجهاز الهضمي للقطط الرضيعة حساس جدًا وغير مكتمل النمو، مما يجعلها عرضة لمشكلات هضمية إذا تم تقديم طعام غير مناسب أو غير متوازن القيمة الغذائية.
القطط الرضيعة تعتمد بشكل أساسي على حليب الأم في الأسابيع الأولى من حياتها، حيث يوفر لها العناصر الغذائية الضرورية مثل البروتينات، الدهون، الفيتامينات، والمعادن التي تحتاجها لنموها السليم. بالإضافة إلى إحتوائه على أجسام مضادة تقوي جهاز المناعة وتحمي القطط الصغيرة من العدوى.
إذا لم يكن بإمكان القطة الحصول على حليب الأم، يجب استخدام حليب بديل مصمم خصيصًا للقطط الرضيعة، حيث أن الحليب البقري أو حليب الماعز يمكن أن يسبب اضطرابات هضمية وإسهال نظرًا لعدم احتوائهما على التركيبة المناسبة.
عند إدخال الأطعمة الصلبة، يجب أن يتم ذلك تدريجيًا وبعناية، حيث تبدأ القطط الرضيعة في تناول الطعام الصلب في عمر يتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.
يمكنك الاستعانة بالمعلومات في الجدول التالي لكميات الحليب ومواعيدها للقطط الصغيرة حسب وزنها وعمرها:
العمر | الوزن (غرام) | الكمية لكل وجبة (مل) | جدول الوجبات |
---|---|---|---|
0-1 أسبوع | 50-150 | 2-6 | كل ساعتين |
1-2 أسبوع | 150-250 | 6-10 | كل 2-3 ساعات |
2-3 أسابيع | 250-350 | 10-14 | كل 3-4 ساعات |
3-4 أسابيع | 350-450 | 14-18 | كل 4-5 ساعات |
4-5 أسابيع | 450-550 | 18-22 | كل 5-6 ساعات |
5-8 أسابيع | 550-850 | (الفطام: تقديم طعام رطب بكميات كافية) | كل 6 ساعات |
استخدام النظام الغذائي كوسيلة للمساعدة في إدارة الإسهال والتخفيف منه ليس مفهومًا جديدًا. ومع ذلك، أصبح نوع النظام الغذائي المستخدم لإدارة المشكلة قضية طبية معقدة بشكل متزايد.
في العديد من الحالات البسيطة (خاصة في القطط الصغيرة)، فإن أفضل طريق هو إطعام نظام غذائي سهل الهضم (مع نسبة معتدلة إلى منخفضة من الدهون، بروتين معتدل، وكربوهيدرات معتدلة) يحتوي على عدد أقل من الملونات الغذائية، المواد الحافظة، النكهات، أو المواد الأخرى التي قد تكون مرتبطة بعدم تحمل الطعام (مثل الجلوتين أو اللاكتوز).
يجب الانتقال إلى نظام غذائي منخفض الدهون وعالي البروتين (مثل Hills i/d، Royal Canin High Energy) حسب توصية الطبيب البيطري لمدة أسبوعين. فإذا لم يحدث تحسن للقط الصغير بعد أسبوعين، يمكن التفكير في:
- إضافة ملعقة كبيرة من اليقطين مرتين يوميًا لزيادة كتلة البراز.
- الانتقال إلى نظام غذائي مضاد للحساسية، خاصة إذا كان الحيوان يعاني أيضًا من علامات جلدية قد تشير إلى عدم تحمل الطعام أو الحساسية.
بعض هذه الأنظمة الغذائية سهلة الهضم قد تحتوي على إضافات مصممة لتحسين صحة الأمعاء (مثل الألياف القابلة للذوبان، الأحماض الدهنية أوميغا-3، البريبايوتكس، ومضادات الأكسدة المُعززة).
هناك العديد من العلامات التجارية التي توفر نظامًا غذائيًا سهل الهضم مخصصًا للأمعاء (مثل Hills i/d، Royal Canin High Energy)، ولكن يجب تذكر أن هذه الأنظمة ليست جميعها متطابقة في تركيبتها. وبالتالي، إذا لم يتم قبول نظام غذائي معين من هذه الفئة من قبل القط الصغير، أو كان غير فعال أو يبدو أن الإسهال اصبح أسوأ مما قبل، فلا يمكن افتراض أن جميع الأنظمة الغذائية في هذه الفئة ستكون غير فعالة.
إذا تم إطعام نظام غذائي سهل الهضم لمدة أسبوعين على الأقل دون استجابة كبيرة، فمن المعقول تجربة نظام غذائي آخر أو استراتيجية غذائية مختلفة تمامًا (مثل نظام غني بالبروتين ومنخفض الكربوهيدرات، أو نظام يحتوي على مسببات حساسية جديدة، أو نظام غذائي مهدرج).
اعتبار آخر في القطط الصغيرة يجب أخذه بعين الإعتبار، هو أن الإسهال قد يكون نتيجة عدم تحمل الكربوهيدرات أو التغيرات البكتيرية الناتجة عن تغيير النظام الغذائي (مثل الانتقال من الطعام المعلب إلى الطعام الجاف).
بالتالي، في القطط الصغيرة التي تعاني من عدم تحمل الكربوهيدرات، قد يؤدي تقديم طعام معلب يحتوي على كربوهيدرات أقل إلى حل مشكلة الإسهال. بدلاً من ذلك، قد يساعد إضافة البروبيوتيك إلى النظام الغذائي في زيادة البكتيريا النافعة، وهو أيضًا خيار علاجي معقول.
التغذية السليمة للقطط تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز مناعتها وحمايتها من الأمراض المختلفة، بما في ذلك الإسهال.
في حالة ظهور أي علامات اضطراب هضمي، من الأفضل استشارة الطبيب البيطري لضمان تقديم العناية المناسبة والوقاية من الإسهال.
الأدوية المناسبة
يتطلب علاج الإسهال عند القطط الرضيعة اتباع خطة علاجية دقيقة تعتمد على معرفة السبب الأساسي للإسهال.
تُعد القطط الرضيعة حساسة جدًا، لذا من الضروري اختيار الأدوية العلاجية المناسبة بعناية وتحت إشراف الطبيب البيطري:
1. مضادات الطفيليات ✅: إذا كان الإسهال ناتجًا عن الإصابة بالطفيليات مثل الديدان المعوية أو الجيارديا، يتم استخدام أدوية مضادة للطفيليات مثل البيندازول أو الفينبندازول (سائل عن طريق الفم). هذه الأدوية تعمل على قتل الطفيليات التي تسبب التهيج المعوي والإسهال. يجب إعطاء هذه الأدوية بجرعات محددة يوصي بها الطبيب البيطري لضمان فعاليتها دون التسبب في آثار جانبية.
2. المضادات الحيوية ✅: في حال كانت البكتيريا هي السبب وراء الإسهال، يمكن أن يصف الطبيب البيطري مضادات حيوية معينة مثل الميترونيدازول أو الأموكسيسيلين. هذه الأدوية تساعد في القضاء على العدوى البكتيرية في الأمعاء، ولكن من الضروري استخدامها بحذر لتجنب تأثيراتها الجانبية على القطط الرضيعة، وخاصة لأنها تمتلك جهازًا مناعيًا غير مكتمل.
3. البروبيوتيك ✅: تُستخدم البروبيوتيك (بكتيريا نافعة) كجزء من علاج الإسهال لتعزيز صحة الجهاز الهضمي وإعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا المعوية (يتم إعطاؤه طوال فترة العلاج لدعم الفلورا البكتيرية المعوية). يمكن أن تكون البروبيوتيك مفيدة بعد أو أثناء العلاج بالمضادات الحيوية لتجنب اضطرابات الجهاز الهضمي التي قد تسببها المضادات الحيوية.
4. المحاليل التعويضية ✅: عند إصابة القطط الرضيعة بالإسهال، يكون فقدان السوائل والأملاح مشكلة خطيرة قد تؤدي إلى التجفاف. لذلك، قد يوصي الطبيب البيطري باستخدام محاليل تعويض السوائل عن طريق الفم أو حتى عن طريق الوريد في الحالات الشديدة لتعويض الفقد وضمان ترطيب الجسم بشكل كافٍ.
5. أدوية مضادة للتقلصات ✅: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب البيطري أدوية تساعد في تقليل تقلصات الأمعاء لتخفيف حدة الإسهال وتقليل الشعور بالألم لدى القطط الرضيعة.
بغض النظر عن العلاج المستخدم، من الضروري مراقبة الحالة الصحية للقطة بعناية واستشارة الطبيب البيطري بانتظام للتأكد من تحسنها وتجنب حدوث مضاعفات.
الرعاية المنزلية والنظافة
الرعاية المنزلية والنظافة تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية من الإسهال عند القطط الرضيعة وتقليل فرص الإصابة به. نظرًا لحساسية القطط الصغيرة، فإن البيئة المحيطة بها تؤثر بشكل مباشر على صحتها وجهازها الهضمي.
لذلك، من الضروري اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على نظافة المكان الذي تعيش فيه وتقديم الرعاية المناسبة:
1. النظافة الشخصية ✅: من المهم التأكد من نظافة اليدين عند التعامل مع القطط الرضيعة، خاصة قبل إطعامها أو لمس أدواتها. يمكن أن تنتقل الجراثيم والبكتيريا بسهولة عبر الأيدي الملوثة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى التي تسبب الإسهال.
2. الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة ✅: يجب تنظيف منطقة النوم والألعاب الخاصة بالقطط الرضيعة بانتظام، وتغيير الفراش أو البطانيات التي تنام عليها لضمان أنها خالية من الجراثيم أو الأوساخ. كما يفضل تعقيم الصناديق الخاصة بها والأدوات التي تستخدمها، مثل الأوعية الخاصة بالطعام والماء.
3. توفير تغذية صحية ✅: يجب الحرص على تقديم الحليب المناسب للقطط الرضيعة إذا كانت لا تستطيع الرضاعة من الأم، وذلك باستخدام حليب بديل مصمم خصيصًا لها. الحليب البقري أو غيره من المنتجات الغذائية غير المناسبة قد تسبب اضطرابات هضمية وتؤدي إلى الإسهال. عند إدخال الطعام الصلب، يجب أن يتم ذلك بشكل تدريجي وتقديم طعام عالي الجودة يناسب احتياجات القطط الصغيرة.
4. الترطيب الجيد ✅: من المهم ضمان حصول القطط الرضيعة على كميات كافية من السوائل، خاصة إذا كانت تعاني من الإسهال. الترطيب الجيد يساعد في تجنب الجفاف، الذي يمكن أن يكون خطيرًا على صحة القطط الصغيرة.
5. مراقبة مستمرة ✅: من الضروري مراقبة القطط الرضيعة بشكل دوري لملاحظة أي علامات مبكرة للإسهال أو مشاكل صحية أخرى. إذا لاحظت وجود أي تغيرات في البراز أو سلوك القطط، يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا.
6. التعقيم والتخلص من النفايات ✅: التخلص من البراز والنفايات الخاصة بالقطط بشكل دوري وبطريقة صحية يساعد في تقليل فرص انتشار العدوى التي قد تسبب الإسهال، ويضمن بيئة نظيفة وصحية للقطط الرضيعة.
اتباع هذه الإرشادات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالإسهال ويساعد في الحفاظ على صحة القطط الرضيعة، مما يساهم في نموها بشكل سليم وصحي.
المقطع التالي يوضح طرث علاج اسهال القطط الرضيعة:
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
الإسهال عند القطط الرضيعة يمكن أن يكون علامة على مشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل في بعض الحالات.
نظرًا لأن القطط الرضيعة تتمتع بجهاز مناعي غير مكتمل وصحة عامة هشة، فإن الإسهال يمكن أن يؤدي بسرعة إلى مضاعفات خطيرة مثل الجفاف وسوء التغذية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.
هناك عدة حالات من الإسهال تستدعي تدخل الطبيب البيطري على الفور:
1. الإسهال المستمر لأكثر من 24 ساعة ✅: إذا استمر الإسهال لدى القطة الرضيعة لأكثر من يوم كامل، فهذا يعتبر حالة تستدعي الاهتمام الفوري. الاستمرار لفترة طويلة يعرض القطة لخطر الجفاف وفقدان العناصر الغذائية الضرورية.
2. الإسهال المصحوب بالقيء ✅: إذا كانت القطة تعاني من الإسهال بالإضافة إلى القيء، فإن ذلك يزيد من خطر الجفاف ويشير إلى احتمال وجود عدوى خطيرة أو تسمم. في هذه الحالة، يكون التدخل الطبي العاجل ضروريًا لتجنب المضاعفات.
3. وجود دم في البراز ✅: ظهور دم في براز القطة هو علامة تحذيرية تدل على وجود التهاب شديد أو إصابة في الجهاز الهضمي، وقد يكون مرتبطًا بعدوى بكتيرية أو فيروسية خطيرة مثل فيروس بارفو. يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا عند ملاحظة هذا العرض.
4. الإسهال المائي جدًا أو ذو الرائحة الكريهة ✅: الإسهال المائي الشديد أو الذي يحمل رائحة كريهة للغاية يمكن أن يشير إلى عدوى طفيليات معوية أو بكتيريا خطيرة. هذا النوع من الإسهال يحتاج إلى علاج فوري لتجنب تفاقم الحالة.
5. الخمول وفقدان النشاط ✅: إذا لاحظت أن القطة الرضيعة أصبحت خاملة وغير نشطة بجانب الإسهال، فهذا يشير إلى أن حالتها الصحية تتدهور بشكل سريع. يجب استشارة الطبيب البيطري لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
6. فقدان الوزن السريع ✅: إذا كانت القطة تفقد الوزن بشكل ملحوظ مع الإسهال، فقد يكون هذا دليلًا على سوء التغذية أو مشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل الفوري.
ختاماً
تشخيص سبب اسهال القطط الرضيعة المبكر والعلاج السريع للإسهال عند القطط الرضيعة يعدان من الأمور الحيوية للحفاظ على صحتها وسلامتها.
القطط الرضيعة تتميز بجهاز مناعي غير مكتمل، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بمختلف الأمراض والعدوى. الإسهال، رغم أنه قد يبدو عرضًا بسيطًا، يمكن أن يكون مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بسرعة.
الأسئلة الشائعة
ما هو سبب اسهال القطط الرضيعة؟
يُعتبر الإسهال عند القطط الرضيعة من الحالات الشائعة والخطيرة والتي تتطلب عناية طبية بيطرية فورية نظرًا لحساسية أعمارها وقابليتها السريعة لفقدان السوائل وحدوث الجفاف. الأسباب متعددة وتندرج غالبًا تحت تصنيفات رئيسية تشمل العدوى، أخطاء التغذية، والطفيليات المعوية، إضافةً إلى مشاكل خلقية ونفسية.
1. العدوى الميكروبية والفيروسية:
العدوى البكتيرية (مثل الإيشرشيا كولاي) والفيروسية (كفيروس الروتا وفيروس الكالسيفيروس) تُعد من أهم أسباب الإسهال عند الرضع من القطط، وغالبًا ما تترافق مع أعراض أخرى كالحُمى والخمول. كما أن بعض الفيروسات مثل فيروس البارفو أو “بانليكوبينيا” يُمكن أن تكون قاتلة في هذا العمر الحرج.
2. سوء التغذية وأخطاء الرضاعة:
الانتقال المبكر للحليب الصناعي أو التغذية غير المناسبة من حيث الكمية أو النوع (على سبيل المثال، إعطاء حليب الأبقار بدلًا من بدائل الحليب الخاصة بالقطط) يؤدي غالبًا إلى اضطراب الجهاز الهضمي وضعف الامتصاص المعوي، مما يُحفّز حدوث الإسهال. كذلك، الإفراط في كمية الحليب المقدمة أو تقليلها بشكل زائد يُعرّض الجهاز الهضمي للإجهاد.
3. الطفيليات المعوية:
الديدان الأسطوانية مثل التوكسوكارا والكوكسيديا والجارديا من الطفيليات الشائعة عند القطط الرضيعة، وتؤدي لإنهاك جدران الأمعاء، وبالتالي حدوث الإسهال، وقد يظهر معه أحيانًا مخاط أو دم.
4. اضطرابات خلقية أو مناعية:
تشوهات القناة الهضمية الخِلقية أو ضعف المناعة المكتسب بسبب غياب الأجسام المناعية الموجودة في اللبأ (الحليب الأول للأم) تزيد من احتمالية الإسهال والإصابة المضاعفة بالبكتيريا والفيروسات.
5. التوتر والبيئة غير المستقرة:
البيئة غير النظيفة، التغيرات المفاجئة أو الانفصال المبكر عن الأم تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والهضمي، مما ينعكس في صورة إسهال.
هل يمكن اعتبار تغيير الحليب سبب اسهال القطط الرضيعة؟
نعم، يمكن اعتبار تغيير الحليب سببًا رئيسيًا لإسهال القطط الرضيعة، خصوصًا إذا كان الحليب الجديد غير مناسب أو يحتوي على مكونات مثل اللاكتوز التي تجهد الجهاز الهضمي غير الناضج لديها. الجهاز الهضمي للقطط الصغيرة ما زال في طور النمو، وأي تغيير مفاجئ في نوعية الحليب قد يؤدي إلى خلل في التوازن الهضمي وظهور أعراض إسهال واضحة، قد تصحبها غازات أو انتفاخ البطن.
القطط الرضيعة تعتمد غالبًا على حليب الأم أو بدائل الحليب الخاصة المصممة لتلبية احتياجاتها الغذائية، والتي تضم كميات متوازنة من البروتينات، الدهون، والفيتامينات، بالإضافة إلى الأجسام المضادة التي تعزز جهازها المناعي. إدخال نوع حليب غير ملائم، مثل حليب الأبقار الذي يحتوي على تركيبة مختلفة، قد يؤدي إلى حساسية غذائية أو سوء تحمل بعض مكوناته، مما يسبب التهاب جدران الأمعاء واضطرابات في الامتصاص تظهر على شكل إسهال.
من المهم أن يتم التغيير في نوع الحليب بشكل تدريجي، عن طريق مزج الحليب القديم مع الجديد بنسب متزايدة على مدى عدة أيام، حتى يتكيف الجهاز الهضمي تدريجيًا مع المكونات الجديدة ويقل خطر الإسهال. كذلك، استخدام بدائل حليب خالية من اللاكتوز مخصصة للقطط يمكن أن يقلل من هذه المشاكل.
كيف يمكن أن تؤثر الطفيليات على صحة القطط الرضيعة؟
الطفيليات تؤثر بشكل سلبي كبير على صحة القطط الرضيعة بسبب تأثيرها المباشر على الجهاز الهضمي والجهاز المناعي غير الناضج لديها. الطفيليات المعوية الشائعة مثل الديدان الأسطوانية (مثل التوكسوكارا)، الجيارديا، والكوكسيديا تقوم بالتغذي على محتويات الأمعاء والعناصر الغذائية الحيوية، مما يؤدي إلى سوء امتصاص الغذاء وحدوث اضطرابات هضمية تتضمن الإسهال المتكرر وفقدان الوزن.
نقص المناعة عند القطط الرضيعة يزيد من سوء الوضع، إذ يعتمد القط الصغير على الأجسام المضادة التي يحصل عليها من اللبأ (الحليب الأول للأم) لتقوية جهازه المناعي. عند نقص هذه الأجسام المضادة أو الحرمان من الحليب الأمومي، يصبح الجهاز المناعي ضعيفًا ويعجز عن مقاومة الطفيليات والعدوى البكتيرية والفيروسية مما يؤدي إلى التهاب الأمعاء والإسهال المستمر، وقد يصاحب ذلك جفاف حاد وفقدان سريع للوزن يشكل تهديدًا لحياة القط.
بعض الطفيليات مثل الطفيلي التريكوموناس (Tritrichomonas foetus) تسبب إسهالًا مزمنًا مع مخاط ودم في البراز، رغم أن القطط المصابة قد تبدو طبيعية. كذلك، إصابات البراغيث والديدان الشريطية تؤدي إلى فقر الدم وضعف عام، مما ينعكس سلبًا على النمو والتطور الصحي للقطط الصغيرة.
علاج الطفيليات ضروري وعاجل للحفاظ على صحة القط، ويتضمن فحوصات براز دقيقة وعلاج دوائي مناسب لمنع المضاعفات مثل الجفاف، فقر الدم، والتهاب الأمعاء المزمن. كما يجب اتباع إجراءات وقائية ونظافة بيئية لتقليل خطر التعرض للطفيليات مجددًا.
هل يمكن أن يكون الإسهال ناتجًا عن عدوى بكتيرية؟
نعم، الإسهال عند القطط الرضيعة يمكن أن يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية.
من البكتيريا الشائعة التي تسبب الإسهال لدى القطط الرضيعة:
السالمونيلا، الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، الكامبيلوباكتر، والكلوستريديا. هذه العدوى تؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية في الجهاز الهضمي، مسببة تهيجًا وإفرازات زائدة تؤدي إلى الإسهال، وقد ترافقها أعراض أخرى مثل القيء، فقدان الشهية، والخمول.
تكون القطط الرضيعة عرضة بشكل خاص لهذه العدوى بسبب ضعف جهازها المناعي وعدم اكتماله، خصوصًا إذا لم تحصل على كمية كافية من اللبأ (الحليب الأول للأم) الذي يحتوي على الأجسام المضادة الضرورية للمناعة. كذلك، التعرض لبيئات غير نظيفة أو ملوثة يزيد من احتمال الإصابة بعدوى بكتيرية.
التشخيص الدقيق يتطلب عادة تحاليل براز وفحوصات مخبرية، وقد يكون تأكيد العدوى البكتيرية أمرًا معقدًا نظرًا لوجود البكتيريا في أمعاء القطط بشكل طبيعي ولكنها تتحول مُمرضة عند اختلال التوازن الداخلي.
كيف يمكن أن يؤثر الإجهاد على إسهال القطط الرضيعة؟
الإجهاد يمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ على ظهور إسهال القطط الرضيعة وذلك لارتباط الجهاز الهضمي بالجهاز العصبي وحساسيته لأي تغييرات في البيئة أو الروتين اليومي للقط. عند تعرض القطط الرضيعة لتغييرات مفاجئة مثل الانتقال إلى منزل جديد، وجود ضيوف، أو حتى وجود قطة جديدة في المكان، يتسبب ذلك في استجابة توتر نفسي تنعكس على الجهاز الهضمي عبر محور المخ-الأمعاء.
هذا التوتر يؤدي إلى زيادة إفراز بعض الهرمونات والناقلات العصبية التي تؤثر على حركة الأمعاء وزيادة إفراز السوائل، مما يسبب اضطرابات هضمية تشمل الإسهال.
بالإضافة لذلك، الإجهاد يضعف الحالة المناعية عند القطط الصغيرة، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية أو الطفيلية التي قد تزيد من الأعراض.
بسبب ضعف نضج الجهاز الهضمي لدى القطط الرضيعة، فهي أكثر حساسية للتغيرات الحياتية والنفسية، مما يجعل تأثير الإجهاد على الجهاز الهضمي سريعًا وواضحًا مقارنة بالقطط الكبيرة. لذلك، فإن الحفاظ على بيئة هادئة ومستقرة للقطط الصغيرة وتجنب التغيرات المفاجئة في بيئتها يعتبر أمرًا أساسيًا للوقاية من الإسهال المرتبط بالتوتر والإجهاد.
هل يمكن أن يكون الحليب الصناعي سبب اسهال القطط الرضيعة؟
نعم، يمكن أن يكون الحليب الصناعي سببًا لإسهال القطط الرضيعة، خاصة إذا كان هذا الحليب لا يحتوي على تركيبة غذائية ملائمة لعمر القط الرضيع أو إذا كانت القطط تعاني من حساسية أو عدم تحمل لمكونات الحليب، مثل اللاكتوز الموجود عادة في الحليب البقري. القطط الرضيعة تمتلك جهازًا هضميًا غير مكتمل النمو، مما يجعلها أكثر عرضة لعدم تحمل بعض السكريات مثل اللاكتوز، حيث يؤدي عدم هضمها إلى تراكمها في الأمعاء وحدوث تخمر يسبب الإسهال، الغازات، والانتفاخ.
كما أن تغيير نوع الحليب بشكل مفاجئ دون فترة انتقال تدريجية قد يؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي، لأن الجهاز الهضمي للقطط الصغيرة حساس ولا يتأقلم بسهولة مع المكونات الجديدة.
ما هي أعراض الإسهال الحاد عند القطط الرضيعة؟
الإسهال الحاد عند القطط الرضيعة يتجلى في مجموعة من الأعراض التي تشير إلى تدهور سريع في حالتها الصحية وتتطلب تدخلًا بيطريًا عاجلاً نظرًا لضعف جهازها المناعي وقدرتها المحدودة على مقاومة المضاعفات.
من أبرز هذه الأعراض ما يلي:
تغير قوام البراز وتكرار التبرز: يصبح البراز رخوًا أو مائيًا بشكل ملحوظ، وقد يحتوي على مخاط أو دم (يكون لونه أحمر فاتح إذا كان النزيف في الأمعاء السفلية أو أحمر داكن/أسود إذا كان النزيف في الجهاز الهضمي العلوي) . كما تزداد وتيرة التبرز وكمياته .
علامات الألم والإجهاد: تظهر القطة علامات الشعور بألم البطن، وقد تصدر أصواتًا أو تظهر إجهادًا أثناء التبرز . قد تتبرز القطة في أماكن غير معتادة خارج صندوق الفضلات .
الخمول وفقدان النشاط: تصبح القطة أقل نشاطًا من المعتاد وتظهر عليها علامات التعب الجسدي والضعف العام .
فقدان الشهية والوزن: ترفض القطة تناول الطعام أو تقلل من كميته، مما يؤدي إلى فقدان سريع وملحوظ في الوزن .
القيء والغثيان: في بعض الحالات، قد يترافق الإسهال مع القيء والغثيان، مما يزيد من خطر الجفاف .
وجود الديدان في البراز: قد يُلاحظ وجود ديدان في البراز، مما يشير إلى إصابة طفيلية .
نظرًا لسرعة تعرض القطط الرضيعة للجفاف ومضاعفاته الخطيرة، فإن ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي استشارة الطبيب البيطري فورًا .
كيف يمكن معالجة إسهال القطط الرضيعة؟
علاج إسهال القطط الرضيعة يتطلب فهم السبب الأساسي للإسهال ومتابعة دقيقة لحالة القط الصغيرة نظرًا لحساسيتها وسرعة تطور المضاعفات مثل الجفاف.
بشكل عام، تشمل خطوات العلاج الموصى بها:
توفير الراحة للجهاز الهضمي: يُفضل ابتدائيًا إيقاف تقديم الطعام لمدة 12 إلى 24 ساعة مع ضمان توفير المياه النظيفة بشكل مستمر لمنع الجفاف، خاصة إذا لم يكن هناك قيء مستمر.
التغذية التدريجية: بعد فترة الصوم، يُسمح بتقديم أطعمة خفيفة سهلة الهضم مثل مزيج الدجاج المسلوق والأرز أو البطاطا المهروسة بدون توابل أو زيت، مع مراعاة تقديم كميات صغيرة ومتكررة.
علاج السبب الأساسي:
مضادات الطفيليات: إذا كان الإسهال ناجمًا عن طفيليات معوية كالديدان والجيارديا، باستخدام أدوية مثل البنـدازول أو الفينبندازول تحت إشراف الطبيب البيطري.
المضادات الحيوية: في حالة العدوى البكتيرية مثل الميترونيدازول أو الأموكسيسيلين، لكن بعناية شديدة نظرًا لحساسية القطط الصغيرة.
البروبيوتيك: لتعزيز صحة الجهاز الهضمي وإعادة توازن البكتيريا النافعة، خاصة بعد استخدام المضادات الحيوية.
استخدام علاج منزلي داعم: مثل خليط النشا مع الماء مع بعض حبات الدراي فود، حيث يساعد النشا على تماسك البراز وتقليل الإسهال.
تجنب الألبان ومنتجاتها لأنها قد تزيد الإسهال بسبب عدم تحمل اللاكتوز.
المتابعة الطبية المستمرة: يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا إذا كان الإسهال مصحوبًا بدم في البراز، الجفاف، القيء المزمن، الخمول أو إذا استمر الإسهال لأكثر من يومين لتقييم الحالة وتعديل العلاج المناسب.
متى يجب استشارة الطبيب البيطري عند إسهال القطط الرضيعة؟
يجب استشارة الطبيب البيطري عند إصابة القطط الرضيعة بالإسهال في الحالات التالية:
إذا استمر الإسهال لأكثر من 24 إلى 48 ساعة دون تحسن، حيث أن الاستمرار لفترة طويلة يزيد من خطر الإصابة بالجفاف وفقدان العناصر الغذائية الحيوية.
عند ملاحظة أعراض إضافية مثل الخمول، فقدان الشهية، أو القيء المتكرر، فهي علامات على تدهور الحالة الصحية ويجب التدخل الطبي الفوري.
إذا كان الإسهال مصحوبًا بدم أو مخاط في البراز، مما يشير إلى وجود التهاب شديد أو عدوى ربما بكتيرية أو فيروسية، ويتطلب علاجًا عاجلاً.
في حالة الإسهال المائي الشديد أو ذو الرائحة الكريهة، فهو قد يشير إلى عدوى طفيليات أو التهاب حاد.
عند ملاحظة علامات الجفاف مثل جفاف اللثة، فقدان مرونة الجلد، قلة التبول، حيث يعد الجفاف خطرًا كبيرًا على حياة القطط الرضيعة.
إذا ظهرت علامات فقدان الوزن السريع أو التدهور العام في نشاط القط، مما يدل على سوء تغذية أو إصابة خطيرة.
بالنسبة للقطط التي لم تتلق التطعيمات بعد أو التي تعيش في بيئات مزدحمة، حيث تكون أكثر عرضة للأمراض الخطيرة التي تسبب الإسهال الحاد.
في هذه الحالات، يجب توجيه القط للطبيب البيطري سريعًا لتقييم الحالة، إجراء الفحوصات اللازمة مثل تحليل البراز أو الدم، وتحديد العلاج المناسب منعًا لحدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياة القط الرضيع.
هل يمكن الوقاية من إسهال القطط الرضيعة؟
نعم، يمكن الوقاية من إسهال القطط الرضيعة باتباع عدة إجراءات مهمة تضمن صحة الجهاز الهضمي وتقليل خطر العدوى أو الاضطرابات الهضمية.
من أبرز طرق الوقاية:
تقديم حليب بديل مناسب مخصص للقطط الرضيعة، وتجنب إعطاء الحليب البشري أو حليب الأبقار غير المهيأ، لأن تركيبته قد تسبّب اضطرابات هضمية وإسهال.
الحفاظ على نظافة البيئة المحيطة بالقطط، من خلال تنظيف منطقة النوم، أدوات الطعام، وصندوق الفضلات بشكل دوري وتعقيمها لمنع انتقال الجراثيم والطفيليات التي تسبب الإسهال.
توفير نظام غذائي سهل الهضم ومتوازن، مع تجنب التغييرات المفاجئة في نوعية أو كمية الطعام، لتمكين الجهاز الهضمي من التكيف تدريجياً وتأمين الاحتياجات الغذائية دون إجهاد.
ضمان توفير الماء النظيف والعذب باستمرار، لأن الترطيب الجيد يحمي من الجفاف الذي قد يتفاقم مع الإسهال ويؤثر سلبًا على صحة القطط الرضيعة.
مراقبة صحة القطط الرضيعة باستمرار، وملاحظة أي علامات تغير في البراز أو السلوك للاستجابة السريعة والاستشارة الطبية عند الحاجة.
تحديث التطعيمات الدورية لمنع الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية التي تؤدي إلى الإسهال، بالإضافة إلى مكافحة الطفيليات الداخلية والخارجية ببرامج وقائية منتظمة.
تجنب التوتر والإجهاد البيئي، إذ أن التغيرات المفاجئة في المكان أو البيئة قد تثير الإسهال عبر تأثيرها على محور المخ-الأمعاء العصبي.
باتباع هذه الإجراءات الوقائية، يمكن تقليل معدلات الإصابة بالإسهال لدى القطط الرضيعة وتحسين جودة حياتها ونموها الصحي.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم