يُعَدّ سيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin) واحداً من المضادات الحيوية واسعة الطيف التي تنتمي إلى مجموعة الفلوروكينولونات، وهي مجموعة معروفة بقوّتها في القضاء على العديد من البكتيريا الشائعة والمسبّبة لعدوى خطيرة في الحيوانات الأليفة.
على الرغم من أنّ هذا الدواء غير مُرخَّص رسمياً للاستخدام البيطري في القطط، إلا أنّه يُستَخدم بشكل خارج التسمية (Extralabel) تحت إشراف الأطباء البيطريين في حالات معيّنة تتطلّب تدخلاً سريعاً وفعّالاً.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح وافي ومبسّط حول هذا الدواء، مع التركيز على آلية عمله، استخداماته، جرعاته، آثاره الجانبية، وموانع الاستعمال، لضمان فهم واضح لدى مالكي القطط والمهتمين بصحة الحيوانات الأليفة.
محتوى المقال
ما هو سيبروفلوكساسين؟
سيبروفلوكساسين هو مضاد بكتيري مُصنّع ينتمي إلى الجيل الثاني من الفلوروكينولونات، يتميّز بفعاليته ضد البكتيريا سالبة الجرام وبعض البكتيريا موجبة الجرام.
رغم أنّ فعاليته تُعتبر أقل من بعض أفراد المجموعة مثل إنروفلوكساسين (Enrofloxacin) أو ماربوفلوكساسين (Marbofloxacin)، إلا أنّه يظل خياراً علاجياً مهماً في حالات معينة، خصوصاً لدى الحيوانات التي لا تتحمل العقاقير الأقوى.
تجدر الإشارة إلى أنّ معظم تركيبات السيبروفلوكساسين موجّهة للبشر، وبالتالي فإن استخدامها في القطط يتم فقط تحت إشراف بيطري دقيق.
آلية عمل السيبروفلوكساسين في جسم القطة
يعتمد السيبروفلوكساسين في عمله على تعطيل وظيفة إنزيمات رئيسية داخل البكتيريا، وهي:
- DNA gyrase.
- Topoisomerase IV.
هاتان المادتان ضروريتان لتكرار المادة الوراثية للبكتيريا وانقسامها، وبالتالي فإن تثبيطهما يؤدي إلى:
- إيقاف نمو البكتيريا.
- تعطيل قدرتها على التكاثر.
- القضاء عليها تدريجياً.
يمتاز السيبروفلوكساسين بسرعة توزيعه في أنسجة الجسم، ويصل إلى تركيزات عالية في أجزاء مهمة مثل السائل الدماغي الشوكي، حيث يمكن أن يصل تركيزه إلى 26–50٪ من تركيزه في الدم. كما أن نصف عمر الدواء في القطط يتراوح بين 2 إلى 6.4 ساعات، ما يسمح باستخدامه بجرعات يومية مناسبة.
استخدامات السيبروفلوكساسين في القطط
يُستخدم السيبروفلوكساسين لعلاج عدة أنواع من العدوى البكتيرية، خصوصاً تلك التي تسببها البكتيريا سالبة الجرام. ومن أبرز الحالات التي قد يصف فيها الطبيب البيطري هذا الدواء:
- التهابات الجهاز البولي.
- الالتهابات الجلدية المعقدة.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- الالتهابات العميقة أو الجهازية.
- العدوى التي لم تستجب للمضادات الحيوية التقليدية.
مع ذلك، تُشير المراجع البيطرية إلى أنّ فعاليته في التهابات البول لدى القطط قد تكون أقل مقارنة بإنروفلوكساسين أو ماربوفلوكساسين، ما يجعل اختيار الدواء يعتمد على نوع البكتيريا وسجل استجابة الحيوان.
طرق إعطاء السيبروفلوكساسين للقطط
يتوفر السيبروفلوكساسين بأشكال صيدلانية مخصّصة للبشر، ويمكن للطبيب البيطري ضبط الجرعات المناسبة للقطط وفق الشكل المتاح:
الأقراص (Tablets)
وهي الشكل الأكثر شيوعاً، لكنها ليست الأفضل للقطط لعدة أسباب:
- صعوبة تقسيم الأقراص الكبيرة بدقة، مما قد يؤثر على الجرعة الصحيحة (وهو أمر حذّرت منه المراجع الطبية).
- مذاقها المر جداً، مما يجعل إعطاءها للقطط صعباً.
المحلول الفموي (Oral suspension)
يُعد الحل الأمثل للقطط، إذ يمكن تحضيره في الصيدليات البيطرية ليكون:
- بتركيز مناسب للقطط الصغيرة.
- بطعم مقبول.
- بدقة جرعات عالية.
الحقن (Injection)
يمكن إعطاؤه حقناً تحت الجلد أو في العضل أو عبر الوريد، ويُستخدم غالباً في الحالات التالية:
- القطط التي ترفض تناول الدواء فموياً.
- الحالات الطارئة أو الشديدة.
- عند الحاجة إلى وصول سريع للدواء.
وهناك إمكانية استخدام الحقن بجرعات تتراوح بين 2.5 إلى 7.5 ملغم/كغ مرة كل 12–24 ساعة.
الاستخدام عبر التبخير (Nebulization)
يُستخدم في بعض الحالات التنفسية تحت إشراف بيطري، ويُعد أقل شيوعاً.
الجرعات المناسبة للقطط
إنّ الجرعة العامة للقطط تتراوح بين 5–20 ملغم/كغ يومياً فموياً أو بالحقن، مرة واحدة يومياً أو مقسمة على مرتين.
وتعتمد الجرعة الدقيقة على:
- وزن القطة.
- عمرها (تجنّب استخدامه لصغار القطط عندما يكون ذلك ممكناً).
- الحالة الصحية العامة.
- نوع العدوى وشدتها.
- وظائف الكلى.
أمثلة تقريبية:
- قطة بوزن 3 كغم قد تحتاج جرعة بين 15 و30 ملغم يومياً.
- جرعات الالتهابات الشديدة قد تعتمد جدول كل 12 ساعة وفق تقدير الطبيب.
لا يُسمح أبداً بتحديد الجرعة دون إشراف بيطري، لأن الجرعة الزائدة قد تسبّب آثاراً عصبية خطيرة أو مشاكل في المفاصل خاصة في القطط الصغيرة.
موانع الاستعمال
يجب تجنّب استخدام السيبروفلوكساسين في الحالات التالية:
- القطط صغيرة العمر (بسبب خطر إصابة الغضاريف والمفاصل).
- القطط المصابة بالصرع أو النوبات العصبية (لأنه قد يزيد من التنبيه العصبي).
- القطط المصابة بمرض كبدي أو كلوي شديد إلا بشروط خاصة.
- الحمل أو الإرضاع (يُستخدم بحذر شديد فقط عند الضرورة).
- القطط المصابة بأمراض مشابهة لحالة الوهن العضلي (Myasthenia gravis)، حيث يمكن للدواء أن يفاقم الأعراض.
الآثار الجانبية المحتملة
مثل أي دواء قوي، قد يتسبب السيبروفلوكساسين في عدة آثار جانبية، أهمها:
- اضطرابات الجهاز الهضمي:
- قيء
- إسهال (وقد سُجل بشكل ملحوظ لدى القطط)
- فقدان الشهية
- آثار على الجهاز العصبي:
- توتر أو قلق
- ارتعاشات
- زيادة احتمالية النوبات في القطط الحساسة
- مشاكل الكلى: قد يسبب تبلور البول (Crystalluria) إذا كانت القطة تعاني من الجفاف.
- تأثيرات على الكبد: ارتفاع إنزيمات الكبد في بعض القطط.
- آثار على المفاصل والغضاريف: خاصة في القطط الصغيرة، وهو تأثير معروف في الفلوروكينولونات.
- احتمالية حساسية ضوئية: تم تسجيلها لدى البشر وقد تحدث في الحيوانات أيضاً.
لا يؤدي السيبروفلوكساسين إلى الاعتلال الشبكي الذي قد يسببه إنروفلوكساسين عند الجرعات العالية، مما يجعله أكثر أماناً من هذه الناحية.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- إيقاف الدواء فوراً إذا ظهرت أعراض عصبية.
- التأكد من شرب القطة كمية كافية من الماء لمنع مشاكل البول.
- طلب استشارة بيطرية في حال استمرار القيء أو الإسهال.
- إجراء اختبارات كبدية أو كلوية إذا طالت فترة العلاج.
نصائح مهمة قبل وبعد استخدام الدواء
- لا تُعطِ القطة الدواء على معدة فارغة إلا إذا نصح الطبيب بذلك.
- تجنّب تماماً إعطاء الدواء مع مكمّلات الكالسيوم أو الحديد لأنها تقلل امتصاصه.
- تأكد من تخزين الدواء بعيداً عن الضوء والحرارة.
- لا تُوقف العلاج فجأة دون استشارة الطبيب.
- راقِب سلوك القطة وفترات نشاطها طوال العلاج.
- لا تستخدم أقراص بشرية مقسّمة بشكل عشوائي، لأن تقسيم الأقراص الكبيرة قد يؤدي إلى جرعات غير دقيقة كما حذّرت المراجع البيطرية.
أخطاء شائعة عند استخدام السيبروفلوكساسين للقطط
- استخدام جرعات بشرية عالية دون تقدير بيطري.
- تقسيم الأقراص الكبيرة بشكل غير دقيق.
- إعطاء الدواء مع وجبات غنية بالألبان مما يقلل امتصاصه.
- علاج القطط صغيرة العمر دون ضرورة قصوى.
- عدم إكمال مدة العلاج الموصوفة، مما يؤدي إلى مقاومة بكتيرية.
تحذير
لا يجوز أبداً استخدام السيبروفلوكساسين أو أي مضاد حيوي آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية قد يؤدي إلى:
- مقاومة بكتيرية خطيرة.
- تدهور حالة القطة.
- آثار جانبية قد تكون مهددة للحياة.
إذا كنت تشكّ في إصابة قطتك بعدوى بكتيرية، فالخطوة الصحيحة هي زيارة الطبيب البيطري ليقوم بإجراء الفحوصات اللازمة ووصف العلاج المناسب.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم