تحميل
سيسابريد للقطط

سيسابريد للقطط: دواء لعلاج الامساك المزمن وتضخم القولون

svg4

يعد دواء سيسابريد (Cisapride) أحد الأدوية المهمة في طب القطط، وخصوصاً للقطط التي تعاني من الإمساك المزمن أو انخفاض حركة الأمعاء أو الاعتلال الوظيفي للقولون (Megacolon).

اكتسب سيسابريد مكانة خاصة بين الأطباء البيطريين بسبب فعاليته العالية في تحسين حركة الجهاز الهضمي، مما يجعله أحد الخيارات العلاجية الأساسية في الحالات التي تكون فيها الأدوية الملينة وحدها غير كافية.

يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح شامل ومبسّط عن هذا الدواء، مناسب للمالك العادي وغير المختص، مع الحرص على تقديم تفاصيل دقيقة مبنية على المراجع العلمية البيطرية.

ما هو دواء سيسابريد؟

سيسابريد هو دواء محفّز للحركة المعوية (Gastroprokinetic Agent)، أي أنه يعمل على زيادة تقلصات الجهاز الهضمي وتحسين انتقال الطعام عبر المعدة والأمعاء. وهو ينتمي إلى فئة أدوية محفّزات مستقبلات السيروتونين 5-HT4 التي تحسّن الحركة الدودية للأمعاء.

في الطب البيطري، يُستخدم هذا الدواء بشكل أساسي في القطط، إذ تُعد هذه الحيوانات أكثر عرضة لضعف حركة القولون والإمساك المزمن، خاصة في الحالات المرتبطة بتضخم القولون.

سيسابريد يُستخدم لتحسين حركة المعدة والأمعاء الغليظة والرفيعة، ويُعد فعالاً بدرجة كبيرة للقطط التي تعاني من اضطرابات في الإفراغ المعدي أو اعتلالات القولون الوظيفية.

كيف يعمل سيسابريد في جسم القطة؟

يعتمد عمل سيسابريد على تنشيط مستقبلات السيروتونين 5-HT4 في الجهاز الهضمي، وهي المستقبلات المسؤولة عن تنظيم الحركة الطبيعية للأمعاء.

تختلف هذه الآلية عن الأدوية الملينة التقليدية التي تعمل على امتصاص الماء أو تليين البراز، إذ إن سيسابريد يؤثر مباشرة على العضلات الملساء المعوية ويحفّز الحركة الدودية على طول القناة الهضمية.

يساعد هذا التأثير على:

  • تحسين النقل المعوي للبراز.
  • زيادة سرعة تفريغ المعدة.
  • تقليل فترات الركود في القولون.
  • تحسين الوظائف العصبية–العضلية للجهاز الهضمي.

هذا ما يجعله فعالاً على نحو خاص لعلاج القطط المصابة بضعف حركة القولون، مقارنة بالعديد من الملينات أو الأدوية الأخرى.

الاستخدامات العلاجية للسيسابريد في القطط

يُستخدم سيسابريد في مجموعة من الحالات المرتبطة بالجهاز الهضمي للقطط، ومنها:

علاج الإمساك المزمن

يُعتبر الإمساك المزمن من أكثر المشكلات شيوعاً عند القطط، وغالباً يكون مرتبطاً ببطء حركة القولون. يساعد سيسابريد على إعادة تنشيط الحركة الطبيعية للأمعاء مما يسهّل مرور البراز.

علاج تضخم القولون (Megacolon)

أظهرت الدراسات أن سيسابريد من أكثر الأدوية فعالية لعلاج القطط المصابة بتضخم القولون، إذ يعمل على تحسين القدرة الحركية للقولون بشكل ملحوظ.

خطة علاجية للقطط المصابة بتضخم القولون

تضخم القولون عند القطط حالة مزمنة تتطلّب علاجاً متعدد المحاور يجمع بين الأدوية المحفّزة لحركة القولون، الملينات، تعديل النظام الغذائي، الترطيب، ومراقبة الحالة على المدى الطويل.

تهدف هذه الخطة إلى إعادة حركة الأمعاء، تخفيف الإمساك، منع تراكم البراز، وتقليل احتمال الحاجة للجراحة.

المرحلة الأولى: التقييم والتدخل الفوري
التقييم الطبي الكامل

يشمل:

  • فحص سريري شامل.
  • أشعة سينية للبطن لتقييم حجم القولون وكمية البراز.
  • تقييم الجفاف.
  • فحص وظائف الكلى والكبد.
  • سؤال المالك عن التاريخ الغذائي ونمط الإخراج.
إفراغ القولون (عند الحاجة)

إذا كان البراز متصلّباً ومتراكماً:

  • إجراء حقنة شرجية تحت إشراف طبيب (يمنع استخدام الحقن الملحية المنزلية).
  • قد يتطلب الأمر تخديراً خفيفاً لتسهيل الإجراء.
  • في الحالات الشديدة، يتم إزالة البراز يدوياً من قبل الطبيب.
المرحلة الثانية: بدء العلاج الدوائي طويل الأمد
محفّزات الحركة – Cisapride

يُعد سيسابريد الدواء الرئيسي لعلاج تضخم القولون لأنه يحفّز حركة القولون بدرجة فعّالة عند القطط.

جرعة سيسابريد للقطط المصابة بالميجاكولون 2.5 – 5 ملغ لكل قطة عن طريق الفم كل 8–12 ساعة.

أحياناً يبدأ العلاج كما يلي:

  • القطط حتى 10 أرطال (≈4.5 كغ): 2.5 ملغ ثلاث مرات يومياً.
  • القطط فوق 10 أرطال: 5 ملغ ثلاث مرات يومياً.

ملاحظات مهمة:

  • يُعطى قبل الطعام بـ 15–30 دقيقة.
  • يجب تقليل الجرعة للنصف عند وجود قصور كبدي كما أشار المرجع.
  • لا يُستخدم في حالات انسداد الأمعاء أو النزيف المعوي.
الملينات – Lactulose أو بدائل أخرى

ورغم عدم وجود جرعات اللاكتولوز مباشرة في المقتطفات، إلا أن المراجع المرتبطة بمعالجة الإمساك في القطط توصي باستخدامه مع سيسابريد كما ورد في مرجع Carr 2009 لمعالجة الإمساك المزمن عند القطط.

جرعة لاكتولوز (وفق الإرشادات السريرية القياسية) 1–3 مل/قطة عن طريق الفم مرتين إلى ثلاث مرات يومياً مع تعديل الجرعة للحصول على براز طري غير مائي.

بدائل اللاكتولوز:

  • بودرة Psyllium (ألياف قابلة للذوبان).
  • اليقطين (Pumpkin) كمصدر داعم للألياف.
دعم الحالة الغذائية
اختيار نظام غذائي مناسب

يمكن للطبيب أن يوصي بأحد الخيارات التالية اعتماداً على استجابة القطة:

  • نظام عالي الألياف:
    • يزيد حجم البراز ويساعد على حركة القولون.
    • قد يفيد إذا كان البراز صلباً واكتسبت الأمعاء قوة دفع كافية.
  • نظام منخفض الألياف: يفيد القطط التي تعاني من بطء شديد في حركة القولون، لأن الألياف قد تزيد صلابة البراز.
  • نظام رطب Wet Food:
    • ضروري تقريباً لجميع القطط المصابة بالميجاكولون.
    • يزيد الترطيب ويساعد على ليونة البراز.
المرحلة الرابعة: الترطيب

الجفاف عامل مهم في تفاقم تضخم القولون.

تشمل خيارات الترطيب:

  • إضافة ماء إلى الطعام.
  • تشجيع الشرب عبر نافورة مياه.
  • إعطاء محاليل تحت الجلد في المنزل للحالات المزمنة، حسب خطة الطبيب.
المرحلة الخامسة: تعديل السلوك والبيئة
  • توفير صناديق رمل نظيفة ومتعددة: يوصى بصندوق لكل قطة + صندوق إضافي.
  • التعامل بلطف مع القط: الإجهاد قد يؤدي إلى فترات احتباس تزيد الحالة سوءاً.
المرحلة السادسة: المتابعة المنتظمة

جدول المتابعة المقترح:

  • بعد 7 أيام من بدء العلاج: تقييم الاستجابة وتحسين الجرعات.
  • بعد 4 أسابيع: تقييم الحركة المعوية والأشعة إن لزم الأمر.
  • كل 3 أشهر: متابعة طويلة الأمد وتعديل الخطة.

مؤشرات التحسن:

  • خروج براز طري دون جهد.
  • انخفاض فترات الانقطاع بين الإخراج.
  • نشاط القطة وتحسن شهيتها.

مؤشرات الخطر:

  • انقطاع الإخراج لأكثر من 48 ساعة.
  • قيء متكرر.
  • خمول شديد.
  • انتفاخ البطن.
المرحلة السابعة: اللجوء للجراحة (إذا فشلت العلاجات)

إذا فشلت جميع العلاجات الدوائية والغذائية، يتم التفكير في:

جراحة استئصال القولون (Subtotal Colectomy)

وهي فعّالة جداً في الحالات المتقدمة. هذا الخيار يناقشه الطبيب البيطري عندما:

  • تصبح الجرعات القصوى من السيسابريد واللاكتولوز غير فعّالة.
  • يتكرر انسداد القولون رغم العلاج.
  • يتضخم القولون إلى درجة شديدة جداً.
الحزمة العلاجية النموذجية اليومية (مثال تطبيقي)

صباحاً:

  • سيسابريد: 2.5–5 ملغ قبل الطعام بـ 20 دقيقة.
  • لاكتولوز: 1–3 مل.
  • وجبة رطبة منخفضة أو عالية الألياف حسب توصية الطبيب.

ظهراً:

  • سيسابريد حسب الجدول (في حال الجرعات ثلاثية).
  • تقديم مياه إضافية.
  • مراقبة إخراج القطة.

مساءً:

  • سيسابريد الجرعة الثالثة (إذا كانت q8h).
  • لاكتولوز جرعة مسائية.
  • وجبة رطبة.
نصائح مهمة لإنجاح العلاج
  • الالتزام بالمواعيد الدقيقة للدواء، لأن فعالية سيسابريد مرتبطة بالانتظام.
  • عدم إيقاف الدواء فجأة.
  • عدم تغيير النظام الغذائي دون استشارة الطبيب.
  • مراقبة البراز يومياً في الأيام الأولى.
  • تجنب إعطاء أي دواء يؤثر على حركة الأمعاء دون استشارة الطبيب.

هذه الخطة للتوعية فقط. أي قطة مصابة بتضخم القولون تحتاج خطة علاجية مخصصة يضعها طبيب بيطري. استخدام الأدوية مثل سيسابريد أو اللاكتولوز دون إشراف طبي قد يسبب مضاعفات خطيرة.

تحسين تفريغ المعدة

يستخدم في حالات تأخر إفراغ المعدة، مما يساعد بعض القطط التي تعاني من القيء المزمن الناتج عن بطء حركة الجهاز الهضمي.

اضطرابات حركة الأمعاء الدقيقة

يُسهم في تحسين التناغم الحركي للأمعاء الدقيقة، ولذلك يُوصف أحياناً لعلاج الغازات أو التقلصات الناتجة عن اضطراب الحركة المعوية.

أشكال الدواء المتاحة وكيفية إعطائه للقطط

يتوفر سيسابريد في عدة أشكال دوائية، وغالباً ما يتم تحضيره في صيدليات التحضير الدوائي (Compounding Pharmacies) لأنه لم يعد متاحاً تجارياً في الكثير من البلدان.

الأقـــراص (Tablet)

تُسهل إعطاء جرعات دقيقة، لكنها قد تكون صعبة الإعطاء لبعض القطط التي ترفض ابتلاع الحبوب.

الشراب/المعلق الفموي (Oral Suspension)

وهو الشكل الأكثر استخداماً للقطط، لأنه:

  • سهل الإعطاء.
  • يسمح بتعديل الجرعة بدقة.
  • مناسب للقطط الصغيرة أو الحساسة.

الكبسولات (Capsules)

تُستخدم عندما تكون الجرعات عالية نسبياً أو حسب تجهيز الصيدلية.

ملاحظة: لا يتوفر سيسابريد كحقن أو مرهم، وجميع أشكاله المذكورة هي أشكال فموية فقط.

الجرعات المناسبة للقطط

الجرعة الاعتيادية لسيسابريد في القطط تتراوح بين 0.1 إلى 0.5 ملغ/كغ عن طريق الفم كل 8 إلى 12 ساعة، وقد تختلف الجرعة حسب:

  • وزن القطة.
  • عمرها.
  • شدة الإمساك أو حالة تضخم القولون.
  • وجود أمراض مرافقة كأمراض الكلى أو الكبد.
  • استجابة القطة للعلاج.

جرعات تقديرية حسب الوزن (أمثلة)

  • قطة 3 كغ: 0.3 – 1.5 ملغ لكل جرعة.
  • قطة 4 كغ: 0.4 – 2 ملغ لكل جرعة.
  • قطة 5 كغ: 0.5 – 2.5 ملغ لكل جرعة.

يجب التأكيد مجدداً على أن الجرعة النهائية يحددها الطبيب البيطري فقط، لأن تغيرات بسيطة في الجرعة قد تؤثر بقوة على حركة الجهاز الهضمي.

مدة الاستخدام

قد يحتاج بعض القطط المرضى لاستخدام الدواء لفترات طويلة، خصوصاً مرضى تضخم القولون، بينما يستخدمه آخرون فترات قصيرة فقط حسب الحاجة.

موانع الاستخدام والحالات التي يجب تجنب الدواء فيها

هناك حالات لا يجب فيها استخدام سيسابريد إطلاقاً أو يجب استخدامه بحذر شديد:

  • أمراض القلب: قد يؤثر الدواء على الإيقاع الكهربائي للقلب، لذلك يجب تجنبه في القطط التي تعاني من:
    • اضطرابات النظم القلبي.
    • أمراض القلب الاحتقانية.
    • تسرع ضربات القلب غير المنضبط.
  • أمراض الكبد: يتم استقلاب الدواء في الكبد، لذلك يجب الحذر في حالات تليف أو فشل الكبد.
  • انسداد الأمعاء: لا يجوز إطلاقاً استخدام الدواء عند وجود انسداد ميكانيكي في الأمعاء، لأنه يزيد التقلصات وقد يؤدي لتمزق الأمعاء.
  • الحساسية الدوائية: أي قطة سبق وأبدت حساسية تجاه السيسابريد يمنع عليها تناوله مرة أخرى.
  • الأدوية المتفاعلة: ضرورة الحذر من الأدوية التي تتداخل مع استقلاب السيسابريد أو تؤثر على مخاطر اضطرابات النظم القلبي.

الآثار الجانبية المحتملة

عادة ما يتحمله القطط جيداً، لكن قد تظهر بعض الأعراض الجانبية، والتي تشمل:

  • الإسهال: نتيجة زيادة الحركة المعوية.
  • تقلصات أو مغص بطني: قد يشعر بعض القطط بالألم الخفيف أو الانزعاج.
  • زيادة الغازات: قد يترافق مع تحسن الحركة المعوية.
  • اضطرابات نظم القلب: نادرة لكنها خطيرة، لذا يجب مراقبة القطط المصابة بأمراض قلبية بعناية.
  • التقيؤ: قد يحدث عند بعض القطط في بداية العلاج.

إذا لاحظ المربي أي أعراض شديدة مثل الإسهال المائي المتكرر، ضعف شديد، أو خمول غير طبيعي، يجب التوقف عن الدواء والاتصال بالطبيب فوراً.

نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده

  • استشر الطبيب قبل البدء لأن الجرعات دقيقة.
  • احرص على إعطاء الجرعة في وقتها لضمان فعالية الدواء.
  • خزّن الدواء المحضر صيدلانياً وفق إرشادات الصيدلية (قد يحتاج التبريد أحياناً).
  • تجنب تغيير الجرعة دون استشارة.
  • وفّر كمية كافية من الماء للقطط خلال فترة العلاج.
  • في حال نسيان جرعة، لا تُضاعف الجرعة التالية.
  • راقب حركة الأمعاء يومياً في الأيام الأولى.
  • قد يصف الطبيب الدواء مع ملينات أخرى مثل اللاكتولوز لتحسين النتائج.

أخطاء شائعة عند إعطاء سيسابريد وكيفية تجنبها

  • إعطاء الدواء دون تشخيص دقيق: قد يكون الإمساك ناتجاً عن انسداد، واستخدام سيسابريد في هذه الحالة خطير جداً.
  • الاعتماد على الجرعات الموجودة على الإنترنت: تختلف الجرعات بين القطط بشكل كبير.
  • إيقاف الدواء بشكل مفاجئ: قد يؤدي لإعادة سوء حركة الأمعاء لدى بعض الحالات المزمنة.
  • خلط الدواء مع أدوية تتفاعل معه: خاصة الأدوية المؤثرة على القلب أو التي تُبطئ استقلاب الكبد.
  • عدم الالتزام بمواعيد الجرعات: لأن فعالية الدواء تعتمد على جرعات منتظمة.

تحذير مهم

هذا المقال للتوعية فقط، ولا يجوز تحت أي ظرف استخدام دواء سيسابريد أو أي دواء آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مؤهل.

الجرعات والاستخدامات قد تختلف حسب حالة كل قطة، كما أن للدواء موانع استخدام وتداخلات دوائية قد تكون خطيرة عند تجاهلها.

0 People voted this article. 0 Upvotes - 0 Downvotes.
svg

هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟

نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم

ننتظر تعليكم

تحميل
svg

الإنتقال السريع

  • 1

    سيسابريد للقطط: دواء لعلاج الامساك المزمن وتضخم القولون