يُعد دواء سيفترياكسون صوديوم (Ceftriaxone Sodium) واحداً من المضادات الحيوية القوية والفعّالة التي تنتمي إلى الجيل الثالث من عائلة السيفالوسبورينات، ويتميز بقدرته العالية على مكافحة العديد من أنواع البكتيريا، خصوصاً البكتيريا سالبة الغرام، إضافة إلى أجناس بكتيرية أخرى قد تكون مقاومة لبعض المضادات الحيوية التقليدية.
رغم أن استخدامه البيطري محدود نسبياً، إلا أنّ الأطباء قد يلجؤون إليه لعلاج إصابات خطيرة عند القطط عندما تكون العلاجات الأخرى أقل فعالية أو غير مناسبة.
في هذا المقالمعلومات شاملة عن آلية عمله، محاذيره، تأثيراته الجانبية، وتفاصيل جرعاته واستعمالاته البيطرية.
محتوى المقال
ما هو دواء سيفترياكسون صوديوم؟
سيفترياكسون صوديوم هو مضاد حيوي قابل للحقن وينتمي إلى الجيل الثالث من السيفالوسبورينات، ويتميز بعدة خصائص مهمة ذُكرت في المراجع المرفقة، من أبرزها:
- قدرته على الوصول إلى مستويات عالية داخل الجهاز العصبي المركزي، وهي ميزة علاجية في حالات خاصة.
- يمتلك نصف عمر طويل مقارنة بمضادات حيوية أخرى، ما يجعله مناسباً للدورات العلاجية التي تتطلب حقناً أقل تكراراً.
- فعّال ضد العديد من بكتيريا Enterobacteriaceae المقاومة للمضادات الحيوية الأقدم.
- يُستخدم كعقار “منقذ” عند الحاجة لعلاج إصابات شديدة أو عندما تكون مضادات أخرى مثل الأمينوغليكوزيدات غير مناسبة بسبب السمية المحتملة لها.
ورغم أن الدواء غير مسجل خصيصاً للاستخدام البيطري، إلا أنه يُستخدم وفق التقدير الطبي البيطري للقطط والكلاب والحيوانات الأخرى في الحالات التي تستدعي علاجاً قوياً.
آلية عمل سيفترياكسون وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل سيفترياكسون مثل باقي السيفالوسبورينات عبر:
- تثبيط بناء جدار الخلية البكتيرية، ما يؤدي إلى انهيار الخلية وموتها.
- يمتلك طيفاً واسعاً ضد البكتيريا موجبة وسالبة الغرام، مع فعالية أكبر تجاه أنواع خطيرة من البكتيريا السالبة الغرام.
كما يتميز بأنه:
- يُعطى حصراً بالحقن لأنه لا يُمتص عبر الفم.
- ينتشر بسرعة في أنسجة الجسم بما فيها السائل الدماغي الشوكي عند التهاب السحايا.
- يُطرح من خلال الكلى جزئياً ومن خلال طرق غير كلوية جزئياً، وبالتالي يحتاج الطبيب أحياناً لتعديل الجرعة عند وجود مشاكل كلوية أو كبدية.
استخدامات سيفترياكسون للقطط ولماذا يتم وصفه
رغم محدودية المعلومات الخاصة بالقطط تحديداً، إلا أنّ عقار سيفترياكسون يُستخدم بيطرياً في عدة حالات عند القطط، خصوصاً عند الإصابة بعدوى شديدة تهدد حياة الحيوان.
من أهم استخداماته:
- علاج العدوى البكتيرية الخطيرة واسعة الانتشار: مثل تسمم الدم أو الالتهابات العميقة التي لا تستجيب لمضادات حيوية أقل قوة.
- علاج الالتهابات الحساسة للمضاد الحيوي: ومنها بعض أنواع Enterobacteriaceae المقاومة لمضادات أخرى.
- علاج التهابات الجهاز العصبي المركزي: بسبب قدرته على الوصول إلى مستويات علاجية داخل السائل الدماغي الشوكي.
- علاج التهابات العظام والمفاصل: لامتلاكه قدرة جيدة على اختراق العظام والأنسجة العميقة.
- علاج مرض لايم (Lyme disease) في حال حدوث إصابة من نوع Borrelia burgdorferi.
- علاج الالتهابات الجهازية الشديدة عند القطط كما ورد في توصيات Greene & Watson حيث وردت جرعة خاصة للقطط.
طرق إعطاء الدواء للقطط
سيفترياكسون هو مضاد حيوي غير صالح للإعطاء الفموي، وذلك لأنه لا يُمتص عبر الجهاز الهضمي. لذلك فهو يُعطى فقط بالطرق التالية:
الحقن الوريدي (IV)
- يُعطى ببطء خلال 30 دقيقة أو أكثر.
- يستخدم في الحالات الشديدة أو عندما يحتاج القط لامتصاص سريع للدواء.
- يسمح بالتحكم الدقيق في الجرعة والسوائل.
- يُعطى IV على مدى 30 دقيقة أو أكثر.
الحقن العضلي (IM)
- فعال وسريع الامتصاص.
- يسمح ببلوغ تركيزات عالية في الدم.
- لكنه يسبب ألمًا ملحوظاً عند الحقن.
الحقن تحت الجلد (SC)
- أقل إيلاماً من الحقن العضلي.
- الامتصاص أبطأ مقارنة بالحقن العضلي لكنه قد يكون مناسباً للحالات الأقل خطورة.
الحقن داخل العظم (Intraosseous)
- يُستخدم في الحالات الطارئة أو في القطط الصغيرة جداً كما ورد في الجرعات المخصصة للقطط.
- يُعد بديلًا للوريد عندما يصعب الوصول إليه.
أشكال الدواء المتاحة
لا يوجد أي شكل صيدلاني بيطري خاص بالقطط، بل تُستخدم الأشكال البشرية: 250 mg، 500 mg، 1 g، 2 g، و10 g بالفيال.
جرعات سيفترياكسون للقطط
من 25 إلى 50 ملغ/كغ كل 12 ساعة عبر:
- الحقن الوريدي IV.
- أو الحقن العضلي IM.
- أو الحقن داخل العظم IO.
مدة العلاج
تختلف بحسب نوع وشدة العدوى، ولكن غالباً تستمر بين 7 إلى 14 يوماً، وقد تزيد في الحالات المزمنة أو الالتهابات العميقة.
تعديل الجرعة
- في حالات الفشل الكلوي الشديد قد يلزم الطبيب تعديل الجرعات.
- في حالات مشاكل الكبد أو اليرقان (icterus) يجب تجنب استخدام الدواء أو الحذر الشديد.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب استخدام الدواء فيها
هناك عدة محاذير مهمة يجب مراعاتها عند استخدام سيفترياكسون للقطط:
- الحساسية من السيفالوسبورينات: القطط التي أظهرت حساسية سابقة لأي دواء من عائلة السيفالوسبورينات.
- الحذر في حالات الحساسية للبنسلين: البشر قد يصل معدل التحسس المتقاطع إلى 16%، والانعكاس البيطري غير واضح تماماً.
- مشاكل تخثر الدم أو نقص فيتامين K: يجب تجنب الدواء عند وجود اضطرابات في تصنيع أو استقلاب فيتامين K (مثل أمراض الكبد).
- حالات القصور الكلوي أو الكبدي: الجرعة قد تحتاج لتعديل، خصوصاً في الفشل الكلوي المترافق مع أمراض كبدية.
- اليرقان (Icterus): يُفضل تجنب سيفترياكسون لأنه قد يزيد من ركودة الصفراء.
- يمنع الخلط مع محاليل الكالسيوم: تفاعل شديد يُمكن أن يحدث عند خلط الدواء مع الكالسيوم.
التأثيرات الجانبية المحتملة
رغم أن البيانات البيطرية حول السيفترياكسون قليلة، إلا أن المرجع ذكر الآثار المسجلة في البشر والكلاب التي يمكن أن تنطبق جزئياً على القطط:
آثار جانبية محتملة
- إسهال (2–4%).
- ردود فعل تحسسية (طفح جلدي أو تورم).
- ألم شديد عند الحقن العضلي.
- ارتفاع إنزيمات الكبد، اليوريا، الكرياتينين بنسبة 1–3% في البشر.
آثار نادرة لكنها خطيرة
- اضطرابات دموية: مثل نقص الصفائح أو العدلات.
- ركودة صفراوية وبيلاري سلاج (sludging) عند جرعات عالية جداً.
- تشنجات نادرة عند الجرعات السمية.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
- اتباع الجرعة بدقة: أي زيادة غير محسوبة قد تزيد خطر الأذى الكلوي أو الكبدي.
- عدم خلط الدواء مع محاليل تحتوي على الكالسيوم: وهو تحذير مهم ورد بوضوح في المرجع.
- مراقبة القطة أثناء العلاج: مراقبة الشهية، مستوى النشاط، لون اللثة، وحركة الأمعاء.
- إبلاغ الطبيب بأي تغيير: خصوصاً إذا ظهر قيء متكرر أو إسهال شديد أو خمول.
- تحليل دم دوري عند العلاج الطويل: لمراقبة وظائف الكلى والكبد وخلايا الدم.
- الالتزام بإتمام مدة العلاج: التوقف المبكر قد يؤدي لانتكاس العدوى ومقاومة البكتيريا.
أخطاء شائعة عند إعطاء سيفترياكسون للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء الدواء بالفم: خطأ جسيم، لأن سيفترياكسون لا يمتص عن طريق الفم إطلاقاً.
- خلطه مع الكالسيوم أو مشتقاته: قد يؤدي لتشكل ترسبات خطيرة داخل الأوعية الدموية.
- عدم الالتزام بسرعة الحقن الوريدي: المرجع يؤكد على ضرورة إعطائه ببطء لمدة 30 دقيقة على الأقل.
- إعطاء جرعات عشوائية دون وزن القطة: الجرعة تعتمد على الوزن بالغرام، وليس تقديراً تقريبياً.
- استخدام الحقن العضلية المتكررة دون مهدئ أو تقنيات مناسبةلأن الدواء يسبب ألماً شديداً في موضع الحقن.
- التوقف عن العلاج فور تحسن القطة: التحسن الظاهري لا يعني القضاء الكامل على العدوى.
تحذير مهم
رغم فعالية سيفترياكسون، إلا أنه ليس من الأدوية التي يجب أن تُستخدم في المنزل دون إشراف طبي بيطري.
فالدواء:
- يحتاج إلى تحديد دقيق للجرعة وفق الوزن والحالة الصحية.
- قد يُسبب مضاعفات خطيرة إذا استُخدم بشكل خاطئ.
- لا يُعطى إلا بالحقن وبطرق معقّدة تحتاج لمهارة.
- يتطلب مراقبة وظائف الكلى والكبد والدم أحياناً.
لذلك يجب عدم استخدام أي مضاد حيوي للقطط، وبالأخص الحقنية منها، دون وصفة مباشرة من طبيب بيطري مختص.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم