يُعد دواء Filgrastim واحداً من أهم العلاجات الداعمة المستخدمة في الطب البيطري لمواجهة حالات نقص كريات الدم البيضاء (العدلات) لدى الحيوانات، بما في ذلك القطط.
على الرغم من أنّ استخدامه أكثر شيوعاً في الطب البشري، فإن الطب البيطري يستعين به في بعض الحالات الحرجة لدعم الجهاز المناعي لدى القطط، خاصة عند التعرض لهبوط شديد في عدد الخلايا المناعية نتيجة أمراض معينة أو بسبب علاجات كيميائية.
يهدف هذا المقال إلى تعريف القارئ بالدواء وآلية عمله، وشرح طريقة استخدامه لدى القطط، والجرعات المناسبة، والحالات التي يُمنع فيها استعماله، إضافةً إلى عرض آثاره الجانبية والملاحظات التي يجب اتباعها لضمان سلامة الحيوان.
محتوى المقال
ما هو دواء فيلجراستيم؟
يُعد فيلجراستيم بروتيناً اصطناعياً يُعرف باسم عامل تحفيز مستعمرات الخلايا المحبّبة (G-CSF)، وهو نسخة مهندَسة وراثياً من بروتين طبيعي ينتجه الجسم لتحفيز نخاع العظم على إنتاج المزيد من كريات الدم البيضاء، وبشكل خاص العدلات (Neutrophils).
يُصنَّف الدواء ضمن فئة المعدِّلات المناعية (Immunomodulators) لأنه يعزز قدرة الجهاز المناعي ويزيد عدد الخلايا الدفاعية في الدم.
يُستخدم فيلجراستيم يُستخدم في الكلاب والقطط لعلاج حالات نقص العدلات الحاد والمزمن، كما تشير إلى وجود شكل طويل المفعول يُسمى Pegfilgrastim (Neulasta) تم تطويره لزيادة مدة بقاء الدواء في الجسم دون تغيير جوهري في آلية عمله .
الدواء متوفر عادة على شكل محلول للحقن ولا يتوفر كحبوب أو شراب، إذ إن البروتين لا يمكن إعطاؤه فمويّاً بسبب تحلله في الجهاز الهضمي.
آلية عمل فيلجراستيم وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل فيلجراستيم من خلال الارتباط بمستقبلات خاصة موجودة على سطح الخلايا الجذعية في نخاع العظم، مما يؤدي إلى:
- تحفيز انقسام ونضج الخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا محبّبة.
- زيادة إنتاج العدلات ورفع عددها في الدم خلال فترة قصيرة.
- تقوية الجهاز المناعي من خلال تحسين قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات البكتيرية.
- تقليل فترة النقص المناعي الناتج عن الأدوية المثبطة للنخاع، مثل أدوية السرطان.
استجابة القطط لدواء فيلجراستيم قد تكون أقل مقارنة بالكلاب، حيث إن بعض الدراسات أوضحت أن فيلجراستيم البشري قد يكون أقل فعالية في القطط من النسخة المخصصة للفصيلة نفسها (Feline G-CSF)، إلا أنّه لا يزال مستخدماً في الحالات الحرجة لقدرته على رفع العدلات لدى العديد من المرضى.
استخدامات فيلجراستيم للقطط ولماذا يتم وصفه
علاج نقص العدلات (Neutropenia)
يُعد السبب الرئيسي لوصف فيلجراستيم في القطط، وهو نقص شديد في عدد كريات الدم البيضاء، الذي قد يحدث بسبب:
- الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية الشديدة.
- أمراض نخاع العظم.
- التسممات.
- الأدوية المثبطة للمناعة.
- العلاج الكيميائي (الذي يعد من أكثر الأسباب شيوعاً).
عندما ينخفض عدد العدلات إلى مستويات خطيرة، تصبح القطة معرضة للعدوى المميتة، وهنا يُستخدم فيلجراستيم كعلاج طارئ.
دعم المناعة أثناء العلاج الكيميائي
تتعرّض القطط التي تتلقى علاجاً سرطانياً إلى نقص شديد في خلايا الدم، مما يجعل استخدام فيلجراستيم مهماً لمنع حدوث عدوى خطرة.
حالات الالتهاب الشديد أو التسمم
قد يقرر الطبيب استخدامه لرفع المناعة عند التعرض لمسببات تؤدي إلى تدمير الخلايا البيضاء بسرعة.
الأمراض المزمنة المثبطة لنخاع العظم
مثل بعض أمراض المناعة الذاتية أو السرطانات التي تؤثر في إنتاج الدم.
طرق إعطاء فيلجراستيم للقطط
يُعطى فيلجراستيم بالحقن فقط نظراً لطبيعته البروتينية التي تتلف داخل الجهاز الهضمي إذا تم تناولها فمويّاً. وتشمل طرق الحقن:
الحقن تحت الجلد (Subcutaneous – SC)
وهو الشكل الأكثر استخداماً، حيث يسمح بإطلاق الدواء تدريجياً ودعم النخاع لعدة ساعات.
الحقن الوريدي (Intravenous – IV)
يُستخدم في الحالات الطارئة ضمن المستشفى البيطري.
لا تتوفر من الدواء أي أقراص، كبسولات، شراب، أو مرهم.
الجرعات المناسبة للقطط
الجرعة القياسية للقطط هي من 1 إلى 2 ميكروغرام/كغ يومياً تحت الجلد لمدة 3–5 أيام لعلاج نقص العدلات الحاد. وقد تختلف الجرعة حسب:
- وزن القطة.
- شدة الحالة.
- سبب نقص العدلات.
- الاستجابة للعلاج.
- وجود أمراض أخرى مرافقة.
ملاحظات حول الجرعات
- قد يكرر الطبيب الجرعة اليومية إذا لم يستجب الحيوان بشكل كافٍ.
- في حالات العلاج الكيميائي، يمكن إعطاؤه قبل أو بعد الجرعة الكيماوية لتقليل حدة انخفاض العدلات.
- يجب مراقبة فحوصات الدم يومياً أثناء العلاج.
موانع استعمال فيلجراستيم في القطط
لا يجوز استخدام فيلجراستيم في الحالات التالية:
- فرط الحساسية تجاه البروتينات المصنعة أو مكونات الدواء.
- الأورام التي مصدرها نخاع العظم حيث يمكن أن يسهم الدواء في تحفيز الخلايا الخبيثة.
- الأمراض المناعية غير المضبوطة التي قد يسوء فيها التحفيز المناعي.
- فرط العدلات (Neutrophilia)، أي ارتفاع شديد في عدد العدلات.
- الحمل والرضاعة إلا للضرورة القصوى.
الآثار الجانبية المحتملة لدواء فيلجراستيم في القطط
الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً تشمل:
- ألم في العظام نتيجة تحفيز نخاع العظم لإنتاج كمية كبيرة من الخلايا.
- طفح جلدي أو التهاب وعائي جلدي (Cutaneous vasculitis) وهو تأثير جانبي تم رصده في بعض الحيوانات .
- تقيؤ أو إسهال خفيف.
- ارتفاع ملحوظ في عدد العدلات، وقد يحتاج الطبيب إلى إيقاف العلاج إذا وصل الارتفاع إلى مستويات خطرة.
- حمى خفيفة.
- تورم في موضع الحقن.
آثار نادرة
- تضخم الطحال.
- خمول شديد.
- آلام عامة في الجسم.
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية
- إذا كانت خفيفة: تتم مراقبة الحيوان فقط.
- إذا كانت شديدة: يتم إيقاف الدواء فوراً وإجراء فحص دم عاجل.
- يجب التواصل مع الطبيب عند أي تغير واضح في السلوك أو الشهية.
نصائح مهمة قبل استخدام فيلجراستيم وبعده
- يجب إجراء فحص تعداد دم كامل (CBC) قبل بدء العلاج.
- لا يُستخدم الدواء دون إشراف طبيب بيطري مختص.
- تجنب إعطائه بالتزامن مع بعض الأدوية المثبطة للمناعة دون استشارة.
- يجب مراقبة درجة الحرارة يومياً خلال فترة العلاج.
- ينبغي التأكد من أن القطة تحصل على تغذية جيدة ومياه كافية، لأن نقص المناعة يزيد من مخاطر العدوى.
- يجب حفظ الدواء داخل الثلاجة وعدم تجميده.
- عند إعطائه في المنزل، يجب تعلم طريقة الحقن الصحيحة من الطبيب البيطري.
أخطاء شائعة عند استخدام فيلجراستيم وكيفية تجنبها
- إعطاء الدواء من دون تشخيص مسبق لنقص العدلات يجب التأكد من النتائج المخبرية لأن إعطاءه دون حاجة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
- استخدام جرعات بشرية كبيرة للقطط يجب الاعتماد على الجرعات البيطرية الدقيقة المذكورة في المراجع.
- الاعتقاد بأن الدواء يعالج العدوى مباشرة فيلجراستيم لا يقتل البكتيريا، بل يدعم الجهاز المناعي فقط.
- إعطاؤه فموياً هذا خطأ شائع، فالدواء يتحلل في المعدة ولا يصل إلى الدم.
- عدم مراقبة فحوصات الدم خلال العلاج يجب مراقبة CBC للتأكد من الاستجابة وتجنب ارتفاع العدلات المفرط.
تحذير مهم
لا يجب أبداً استخدام فيلجراستيم أو أي دواء بيطري آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
المعلومات الواردة هنا للتوعية فقط، ولا تغني عن التشخيص والعلاج البيطري الاحترافي.
ختاماً
يُعد دواء فيلجراستيم من العلاجات المهمة في دعم القطط التي تعاني من نقص العدلات أو ضعف المناعة بسبب أمراض نخاع العظم أو العلاج الكيميائي.
رغم فعاليته، فإنه يتطلب إشرافاً بيطرياً دقيقاً لتحديد الجرعة المناسبة ومراقبة الاستجابة وتجنب المضاعفات المحتملة. كما أن استخدامه في القطط يعتمد غالباً على الحاجة الطبية الملحّة، وليس دواءً يستخدم كخيار علاجي أولي.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم