كلاريثرومايسين للقطط: دليل لاستخدامه، جرعاته، فوائده ومخاطره

يُعد الكلاريثرومايسين Clarithromycin أحد المضادات الحيوية من فئة الماكروليدات المستخدمة في الطب البشري والبيطري، ويتميز بفعاليته العالية ضد مجموعة واسعة من البكتيريا، وخاصة البكتيريا موجبة الغرام وبعض الكائنات الدقيقة صعبة العلاج.

بالرغم من أنّ استعماله في القطط غالباً ما يكون استخداماً خارج نطاق الترخيص (Extralabel use)، إلا أنّه من المضادات الحيوية المهمة التي يعتمد عليها الأطباء البيطريون في علاج عدد من الإصابات البكتيرية في القطط، خاصة عند عدم استجابة القطة لمضادات حيوية أخرى أو عند وجود حساسية تجاه البنسلينات أو السيفالوسبورينات.

يصنّف الكلاريثرومايسين ضمن المضادات الحيوية الماكروليدية الموصوفة بيطرياً تحت الاسم التجاري Biaxin أو الأسماء الجنيسة الأخرى.

تعريف دواء كلاريثرومايسين وما هو؟

الكلاريثرومايسين هو مضاد حيوي ماكروليدي يعمل على تثبيط تصنيع البروتينات داخل البكتيريا، مما يوقف نموها وقد يؤدي إلى قتلها.

يُستخدم لعلاج أنواع عديدة من الالتهابات البكتيرية في الحيوانات، لكنه لا يُعد من الأدوية البيطرية المخصّصة للقطط، بل يتم استخدامه بدقة وتحت إشراف بيطري كدواء بشري فعال في حالات معيّنة.

الكلاريثرومايسين يُستخدم في الطب البيطري خصوصاً لعلاج Mycobacterium spp. وبعض الحالات الأخرى التي تحتاج إلى مضاد ماكروليدي فعال وتأثيره قوي وممتدّ.

آلية عمل الكلاريثرومايسين وكيف يؤثر في جسم القطة

يعمل الكلاريثرومايسين عبر:

• الارتباط بالوحدة 50S من الريبوسوم البكتيري وهذا الارتباط يمنع تصنيع البروتينات الضرورية لحياة البكتيريا، مما يوقف تكاثرها (تأثير مثبط للبكتيريا).
• تعديل المناعة الموضعية: بعض الماكروليدات تمتلك تأثيراً مضاداً للالتهابات على المستوى الخلوي، مما يساعد في تحسين الاستجابة المناعية.
• فاعلية جيدة في الأنسجة الرخوة: يتميز بتركيزات نسيجية عالية، مما يجعله مناسباً لعلاج التهابات الجلد والأنسجة العميقة.

امتصاص الدواء يتم بشكل جيد فموياً، وأن له مستقلباً نشطاً (14-OH clarithromycin) يساهم أيضاً في التأثير المضاد للبكتيريا.

استخدامات الكلاريثرومايسين العلاجية في القطط ولماذا يتم وصفه

عادةً ما يُلجأ إلى وصف هذا الدواء في القطط في الحالات التالية:

• عدوى المايكوبكتيريوم (Mycobacterium spp): وهي من الحالات المزمنة التي تحتاج إلى معالجة طويلة الأمد بمضادات ماكروليدية فعالة.
• التهابات الجهاز التنفسي البكتيرية: خصوصاً إذا كانت ناتجة عن بكتيريا حسّاسة للماكروليدات، أو إذا كانت القطة لا تتحمل مضادات أخرى.
• التهابات الجلد والأنسجة الرخوة: نظراً لقدرة الدواء على الوصول إلى تركيزات عالية في الجلد.
• علاج بعض التهابات الفم والأسنان: خصوصاً الالتهابات العميقة التي تتطلب مضاداً قوياً طويل المفعول.
• التهابات ناتجة عن بكتيريا مقاومة لمضادات أخرى: عندما تفشل خيارات مثل الأموكسيسيلين أو السيفالوسبورينات.

طرق إعطاء دواء كلاريثرومايسين للقطط

يتم إعطاء الكلاريثرومايسين في الطب البيطري غالباً عن طريق الفم (حبوب أو شراب)، ولا توجد له مستحضرات حقنية مخصصة للقطط في الاستخدام البيطري الروتيني.

أقراص فموية

• يمكن تقسيم الأقراص إذا لزم الأمر.
• يُعطى مع الطعام لتقليل اضطرابات الجهاز الهضمي.

معلق فموي (شراب)

• يُعتبر الأفضل للقطط لأنه يسهل ابتلاعه.
• يجب رجّ العبوة جيداً قبل الاستخدام.

تركيبات صيدلية خاصة (Compounded)

في بعض الدول، يقوم الصيدلي بتحضير تركيبة سائلة بنكهة مرغوبة للقطط.

لا توجد مراهم أو قطرات أو حقن بيطرية تحتوي على كلاريثرومايسين في الاستخدام الروتيني للقطط.

الجرعات المناسبة للقطط واختلافها بحسب الوزن والعمر والحالة

الجرعة القياسية للقطط 7.5 – 15 mg/kg، مرتين يومياً (كل 12 ساعة) فموياً. تختلف الجرعة حسب عدة عوامل:

• وزن القطة: القطط الصغيرة تحت 2 كغ قد تحتاج جرعة أقل داخل نفس النطاق.
• عمر القطة: يُفضّل استخدامه في القطط الرضيعة إلا عند الضرورة وتحت إشراف بيطري.
• الحالة الصحية: القطط التي تعاني من أمراض الكبد أو الكلى قد تحتاج لتعديل الجرعة.
• نوع العدوى: العدوى المزمنة مثل المايكوبكتيريوم قد تتطلب العلاج لأشهر.

الحالات التي يجب تجنب إعطاء الكلاريثرومايسين فيها

• الحساسية تجاه الماكروليدات: يُحذر من استخدام الكلاريثرومايسين في الحيوانات التي تعاني من حساسية دوائية تجاه الأدوية الماكروليدية مثل الأزيثرومايسين أو الإريثرومايسين.
• أمراض الكبد: لأن الدواء يتم استقلابه في الكبد.
• الحمل والرضاعة: يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف بيطري فقط.
• تفاعلات دوائية خطيرة: وجود تداخلات دوائية مهمة مع مثبطات CYP3A مثل السيكلوسبورين وبعض مضادات الفطريات، مما قد يرفع تركيز الدواء ويسبب سمية.

التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها

تشمل الآثار الجانبية للكلاريثرومايسين:

• اضطرابات الجهاز الهضمي:
  • قيء
  • إسهال
  • فقدان شهية وهي الأكثر شيوعاً بسبب طبيعة الماكروليدات.
• زيادة إنزيمات الكبد: بسبب استقلاب الدواء داخل الكبد.
• التسبب في تفاعلات دوائية خطيرة: بسبب تأثيره على إنزيمات الكبد، ما قد يرفع مستويات بعض الأدوية الأخرى.
• طعم مرّ مزعج: قد يجعل القطة ترفض الدواء.

كيفية التعامل مع الآثار الجانبية

• إعطاء الدواء مع الطعام.
• تقسيم الجرعة.
• استخدام المعلق المنكّه بدلاً من الحبوب.
• مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور قيء شديد أو خمول.

نصائح مهمة قبل استخدام الكلاريثرومايسين وبعده

قبل الاستخدام

• إجراء فحص شامل وتحديد سبب العدوى.
• التأكد من عدم وجود حساسية سابقة للماكروليدات.
• إبلاغ الطبيب البيطري بأي أدوية أخرى تتناولها القطة.

أثناء العلاج

• الالتزام بالمواعيد والجرعات بدقة.
• عدم إيقاف العلاج قبل المدة المحددة.
• مراقبة شهية القطة وحالتها العامة.

بعد انتهاء العلاج

• متابعة أي علامات لعودة العدوى.
• إعادة الفحص إذا كانت العدوى مزمنة.

أخطاء شائعة عند إعطاء الكلاريثرومايسين للقطط وكيفية تجنبها

• ✖ إعطاء جرعات بشرية للقطة: يُعد هذا خطيراً لأن تركيز الأقراص البشرية قد يكون عالياً جداً.
• ✖ إيقاف العلاج بمجرد تحسن الأعراض: هذا يؤدي إلى مقاومة بكتيرية خطيرة.
• ✖ تجاهل التداخلات الدوائية: لخطورة التداخل مع بعض الأدوية المثبطة للإنزيمات الكبدية.
• ✖ إعطاء الدواء على معدة فارغة: قد يسبب قيئاً شديداً للقطط الحساسة.

تحذير

يُحذّر بشدة من استخدام أي مضاد حيوي (ومنها الكلاريثرومايسين) إلا بوجود علاقة بيطرية واضحة وتحت إشراف طبيب بيطري مختص، نظراً لاحتمال حدوث آثار جانبية أو تفاعلات خطيرة، ولأن الجرعات البيطرية تختلف تماماً عن الجرعات البشرية.

المصادر

• Merck Veterinary Manual
• Cornell Feline Health Center
• ASPCA Animal Poison Control Center
• Pet Poison Helpline
• Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)

تنويه طبي

تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.

حول كاتب المقال

د. أحمد محلي

طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.

أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.

شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.

بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.