دواء كلوكساسيلين Cloxacillin هو أحد المضادات الحيوية التابعة لعائلة البيتا-لاكتام، وتحديداً فئة البنسلينات المضادة للستافيلوكوكس. يتميز هذا الدواء بقدرته الفريدة على مقاومة إنزيم البيتا-لاكتاماز الذي تنتجه بعض أنواع البكتيريا، وخاصة الستافيلوكوكس Staphylococcus، ما يجعله خياراً مميزاً في علاج الإصابات الجلدية والعظمية الناجمة عن هذه البكتيريا في الحيوانات.
ورغم أن استخدامه الشائع هو في الأبقار (عبر الحقن داخل الضرع)، إلا أنّه قد يُستخدم أيضاً في القطط لعلاج إصابات معينة، شريطة التشخيص الدقيق والإشراف البيطري المباشر.
المقال التالي يقدم دليلاً تفصيلياً عن هذا الدواء للقطط، بما يشمل آلية عمله، استخداماته، جرعاته، مخاطره، وأهم النصائح لضمان الاستخدام السليم.
محتوى المقال
ما هو دواء كلوكساسيلين؟
الكلوكساسيلين هو مضاد بكتيري من فئة البنسلينات مقاوم للبيتا-لاكتاماز، وهو مصمم خصيصاً لمحاربة البكتيريا المكوّرة العنقودية (Staphylococcus)، خصوصاً تلك التي تنتج إنزيمات تقاوم المضادات الحيوية الأخرى.
يأتي الدواء في عدة أشكال دوائية، أهمها:
- كبسولات 250 و500 ملغ.
- معلق فموي بتركيز 25 ملغ/مل.
يستخدم الدواء بشكل أقل شيوعاً في القطط مقارنة بأدوية أخرى من نفس الفئة، ولكنه يظل خياراً وارداً لبعض الإصابات المستعصية.
آلية عمل كلوكساسيلين وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل الكلوكساسيلين عبر تثبيط تخليق الجدار الخلوي البكتيري، وذلك عن طريق الارتباط بـ البروتينات الرابطة للبنسلين PBPs ومنعها من بناء الجدار الخلوي. وبذلك يؤدي إلى ضعف الغشاء البكتيري وانفجار الخلية وموت البكتيريا.
يمتاز عن غيره من البنسلينات بقدرته على مقاومة التحطيم بواسطة إنزيم البيتا-لاكتاماز الذي تنتجه سلالات عديدة من الستافيلوكوكس.
نطاق فعالية الدواء
- فعال بشكل رئيسي ضد الجراثيم موجبة الغرام.
- ممتاز ضد Staphylococcus بما فيها السلالات المنتجة للبيتا-لاكتاماز.
- غير فعال ضد:
- البكتيريا سالبة الغرام.
- الريكتسيا.
- الميكوبلازما.
- الفطريات.
- الفيروسات كما ورد بوضوح في المصادر البيطرية.
استخدامات كلوكساسيلين العلاجية للقطط ولماذا يتم وصفه
رغم أن الدواء يُستخدم أساساً في الماشية، إلا أن امكانية إمكانية لاستخدامه في القطط في نطاق محدود، خاصة لعلاج الإصابات الناتجة عن المكورات العنقودية التي تُظهر مقاومة لأدوية أخرى.
أبرز الاستخدامات في القطط:
- التهابات الجلد (Pyoderma) الناجمة عن Staphylococcus.
- التهابات موضعية في الجروح.
- التهابات العظام والمفاصل إذا أظهرت نتائج الزراعة البكتيرية حساسية للدواء.
- حالات نادرة من التهابات الأذن الناتجة عن سلالات إيجابية الغرام.
نظراً لمحدودية امتصاصه الفموي وضعف توفر الجرعات البيطرية، لا يُعد الدواء خياراً أولياً في القطط، لكنه قد يكون مناسباً في حالات حساسية البكتيريا له حسب نتائج الزراعة.
طرق إعطاء كلوكساسيلين للقطط
يتوفر الكلوكساسيلين في صيغ فموية فقط للاستخدام في الحيوانات الصغيرة:
- كبسولات 250 و500 ملغ.
- معلق فموي بتركيز 25 ملغ/مل كما ورد في الكتاب الدوائي.
الأقراص والكبسولات
- يمكن فتح الكبسولة وخلط محتواها مع كمية صغيرة من الطعام.
- يفضل إعطاء الدواء على معدة فارغة لتحسين الامتصاص.
الشراب الفموي
- يُعطى بواسطة سرنجة فموية.
- يجب رج العبوة جيداً قبل الاستخدام.
- يمكن حفظ المعلق في الثلاجة لمدة لا تتجاوز 14 يوماً بعد التحضير (حسب قواعد مضادات البيتا-لاكتام المشابهة).
الحقن
لا توجد صيغة دوائية (حقن) مخصصة للقطط في الصيدليات البيطرية.
الصيغ الدوائية الحقنية الموجودة هي للاستخدام داخل الضرع في الأبقار ولا تُستخدم أبداً في القطط.
الجرعات المناسبة للقطط
الجرعة الموصى بها لكل من الكلاب والقطط هي 20 – 40 mg/kg كل 8 ساعات عن طريق الفم.
كيفية حساب الجرعة: قطة بوزن 4 كغ تحتاج بين 80 – 160 ملغ في كل جرعة.
يجب تعديل الجرعة في الحالات التالية:
- القطط الصغيرة أقل من 6 أشهر.
- القطط المصابة بأمراض كلوية.
- القطط التي تعاني من الجفاف بحيث يحدد الطبيب الجرعة المناسبة حسب الحالة الصحية.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
يُمنع إعطاء الدواء في الحالات التالية:
- حساسية البنسلين أو السيفالوسبورين جميع أفراد عائلة البيتا-لاكتام قد تسبب حساسية متقاطعة.
- وجود رد فعل تحسسي سابق لأي مضاد حيوي مشابه.
- الالتهابات التي تسببها بكتيريا غير حساسة للدواء مثل:
- بكتيريا سالبة الغرام.
- المتفطرات.
- الفطريات.
- الميكوبلازما حيث إن الدواء غير فعال ضدها.
- القطط الحوامل (استخدامه آمن نسبياً، لكن يفضل عدم إعطائه إلا عند الضرورة بسبب نقص البيانات).
- القطط المصابة بصدمة أو تعفن دم شديد لأن الامتصاص الفموي قد يكون ضعيفاً جداً.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
معظم الآثار الجانبية للكلوكساسيلين بسيطة، لكن قد تحدث مضاعفات خطيرة في حالات نادرة.
الآثار الشائعة
- إسهال.
- قيء.
- فقدان الشهية.
- اضطرابات بسيطة في الجهاز الهضمي وتحدث غالباً عند إعطاء جرعات عالية أو على معدة ممتلئة.
آثار تحسسية خطيرة (نادرة)
- تورم الوجه.
- صعوبة التنفس.
- طفح جلدي.
- انهيار مفاجئ (تأق).
آثار دموية محتملة
- نقص كريات الدم.
- فقر الدم.
- نقص الصفائح وهي نادرة.
ماذا تفعل إذا ظهرت الأعراض؟
- إيقاف الدواء فوراً.
- التواصل مع الطبيب فوراً.
- في حالات الحساسية الشديدة: علاج طارئ يشمل مضادات هستامين وكورتيزون.
نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده
- إجراء زراعة بكتيرية قبل بدء العلاج لضمان أن البكتيريا حساسة للكلوكساسيلين.
- الالتزام بالجرعة الدقيقة وعدم التوقف مبكراً حتى لو اختفت الأعراض.
- إعطاء الدواء على معدة فارغة لزيادة الامتصاص.
- عدم خلط الدواء مع أدوية أخرى في نفس السرنجة أو الطعام.
- تخزين الدواء في مكان جاف وبارد، وحفظ المعلق في الثلاجة.
- مراقبة القطة يومياً لرصد أي أعراض جانبية.
- إعطاء كميات كافية من الماء خلال فترة العلاج.
أخطاء شائعة عند إعطاء كلوكساسيلين للقطط وكيفية تجنبها
- إعطاء الدواء بدون تشخيص: خطأ شائع جداً، وقد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية أو مضاعفات صحية.
- خلط الدواء مع الطعام بكميات كبيرة: يقلل امتصاص الدواء. يفضل خلطه مع كمية قليلة للطعم فقط.
- استخدام جرعات بشرية خاطئة: الكبسولات البشرية عالية التركيز، وقد تسبب جرعة زائدة خطيرة.
- إيقاف الدواء قبل انتهاء المدة: يسمح للبكتيريا بالعودة بقوة أكبر.
- استخدامه لعلاج التهابات لا يستجيب لها: مثل الالتهابات الفطرية أو الفيروسية أو البكتيريا سالبة الغرام.
تحذير مهم
رغم فعالية دواء Cloxacillin في التعامل مع بعض الإصابات البكتيرية في القطط، إلا أن استخدامه يجب أن يتم فقط بإشراف طبيب بيطري مختص وبعد تشخيص دقيق للعدوى.
الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية قد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية خطيرة ويعرض حياة القطة للخطر. لذا لا تستخدم أي دواء بشري أو بيطري لقطتك من دون استشارة بيطرية مسبقة.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم