يُعد دواء الكليندامايسين (Clindamycin) أحد المضادات الحيوية المهمة المستخدمة في الطب البيطري، خاصة في علاج الالتهابات البكتيرية لدى القطط.
ينتمي هذا الدواء إلى فئة اللينكوساميدات (Lincosamides)، ويتميز بفعاليته العالية ضد العديد من البكتيريا موجبة الغرام وبعض الطفيليات مثل التوكسورلازما غوندي. ويُستخدم بشكل شائع في علاج التهابات الفم والأسنان، والجلد، والعظام، والجروح العميقة، إضافة إلى حالات التوكسوبلازما التي تحتاج إلى علاج متخصص.
يستعرض هذا المقال تعريف الدواء وآلية عمله، إضافة إلى استخداماته، جرعاته، طرق إعطائه، التحذيرات، الآثار الجانبية، الأخطاء الشائعة، ونصائح ضرورية لضمان سلامة القطة أثناء العلاج.
تعريف دواء الكليندامايسين للقطط
الكليندامايسين هو مضاد حيوي ينتمي لمجموعة اللينكوساميدات، ويتوافر بعدة أشكال دوائية منها:
- Clindamycin Hydrochloride.
- Clindamycin Phosphate.
- Clindamycin Palmitate.
وتُسوّق هذه المواد تحت أسماء تجارية شهيرة في المجال البيطري مثل Antirobe، Clindrops، Clintabs، كما توجد نسخ مخصّصة للبشر تحت اسم Cleocin.
يمتاز الكليندامايسين بقدرته على اختراق الأنسجة العميقة، مما يجعله فعالاً في علاج الالتهابات المعقدة، خصوصاً تلك المرتبطة بالعظام والأسنان والأنسجة الرخوة.
آلية عمل الكليندامايسين وتأثيره داخل جسم القطة
يعمل الكليندامايسين عبر منع تصنيع البروتين داخل الخلايا البكتيرية، وذلك من خلال الارتباط بالوحدة 50S من الريبوسوم البكتيري، مما يؤدي إلى وقف نمو البكتيريا وتكاثرها. هذه الخاصية تجعله فعالاً ضد:
- البكتيريا موجبة الغرام مثل Staphylococcus وStreptococcus.
- بعض اللاهوائيات.
- بعض الطفيليات مثل Toxoplasma gondii.
كما يتميز الدواء بقدرته الممتازة على الانتشار في الأنسجة العميقة، بما في ذلك العظام، ويعتبر هذا سببًا رئيسيًا لاختياره في علاج التهاب العظم والنقي (osteomyelitis) لدى القطط.
استخدامات الكليندامايسين للقطط ولماذا يتم وصفه؟
تشمل الاستخدامات الأساسية للكليندامايسين في القطط ما يلي:
علاج التهابات الفم والأسنان
مثل:
- التهاب اللثة.
- خراجات الأسنان.
- التهابات الفم الناتجة عن البكتيريا اللاهوائية ويُعد أحد أشهر المضادات المستخدمة قبل وبعد جراحات الأسنان.
علاج التهابات الجلد والأنسجة الرخوة
منها:
- الخراجات السطحية والعميقة.
- الجروح الملوثة.
- عدوى العضّ من قطط أخرى.
علاج التهابات العظام (Osteomyelitis)
بفضل قدرته على الوصول إلى العظام بتركيزات علاجية جيدة، فهو من الخيارات المفضلة في حالات الالتهاب العظمي.
علاج التوكسوبلازما (Toxoplasmosis)
يُعد الكليندامايسين العلاج الأكثر استخداماً للقطط التي تظهر أعراضًا ناتجة عن الطفيلي T. gondii، خصوصاً في الحالات العصبية أو العينية.
علاج التهابات البطن والصدر
مثل:
- التهاب الصفاق.
- الالتهابات اللاهوائية داخل التجاويف.
الأشكال الدوائية وطرق إعطاء الكليندامايسين للقطط
تتعدد أشكال الدواء بحسب الشركات المنتجة، ومن أشهر طرق الإعطاء المتوفرة للقطط:
الأقراص (Tablets / Clintabs)
- مناسبة للقطط البالغة التي تقبل تناول الحبوب.
- قد يكون من الضروري إخفاؤها داخل الطعام أو استخدام تقنيات إعطاء الحبوب.
الشراب السائل (Oral Suspension / Antirobe Drops)
- الشكل الأكثر استخدامًا وأسهلها للقطط.
- تركيزه غالبًا 25 mg/ml أو 75 mg/5ml حسب النوع.
- يجب رجّ الزجاجة جيدًا قبل الجرعة لضمان تجانس التركيز.
الحقن (Injectable Clindamycin Phosphate)
- تُعطى غالبًا في العيادات البيطرية.
- تستخدم للحالات الشديدة أو للقطط التي ترفض الدواء الفموي.
الجيل أو المستحضرات الموضعية
رغم وجود مستحضرات جلدية للبشر، لا تُستخدم عادةً للقطط دون تقييم بيطري.
الجرعات المناسبة للقطط (حسب الوزن والحالة الصحية)
تعتمد الجرعة على الغرض العلاجي وشدة العدوى:
- الجرعة العامة لعلاج العدوى البكتيرية 5.5 – 11 mg/kg عن طريق الفم كل 12 ساعة أو 11 mg/kg مرة واحدة يومياً.
- جرعة علاج التوكسوبلازما الأعلى مطلوبة في هذا النوع من العدوى 10 – 12.5 mg/kg عن طريق الفم كل 12 ساعة لمدة 2–4 أسابيع.
- جرعة الالتهابات العظمية (Osteomyelitis): غالباً ما تكون 11 mg/kg كل 12 ساعة، وقد يستمر العلاج لأسابيع عدة بناءً على استجابة القطة.
ملاحظات مهمة حول الجرعات
- لا يجوز تعديل الجرعة دون استشارة بيطرية.
- لا يُوقف العلاج قبل المدة الموصى بها حتى لو تحسنت الأعراض.
- يجب تعديل الجرعة للقطط التي تعاني من أمراض الكبد أو الكلى.
متى يجب تجنب إعطاء الكليندامايسين للقطط؟
قبل وصف الدواء، ينبغي للطبيب تقييم الحالات التي يُمنع فيها استخدام الكليندامايسين، وتشمل:
- الحساسية للكليندامايسين أو اللينكومايسين: حيث توجد علاقة تقاطعية بين الدوائين.
- القطط التي تعاني من أمراض الكبد: لأن الدواء يُستقلب في الكبد، وقد تتراكم آثاره.
- أمراض الجهاز الهضمي الشديدة: قد يزيد الدواء من اضطرابات المعدة.
- الحمل والرضاعة: يُستخدم بحذر وتحت إشراف بيطري فقط.
- الاستخدام المتزامن مع بعض الأدوية: مثل:
- الإريثرومايسين.
- الكلورامفينيكول لوجود تفاعل دوائي يؤثر على فعالية كل منها.
التأثيرات الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
رغم أن الكليندامايسين يُعد آمنًا نسبيًا عند الالتزام بالجرعات، إلا أن بعض القطط قد تظهر عليها أعراض جانبية مثل:
- القيء والغثيان: من أكثر الأعراض شيوعًا.الحل: إعطاء الجرعة مع كمية صغيرة من الطعام أو تغيير الشكل الدوائي.
- الإسهال: وقد يحدث بسبب تأثير الدواء على البكتيريا الطبيعية في الأمعاء. ولذلك يجب:
- إيقاف الدواء وإبلاغ الطبيب عند استمرار الإسهال.
- عدم إعطاء أدوية بشرية لعلاج الإسهال.
- فقدان الشهية: قد يكون مؤقتاً، لكن يجب مراقبة القطة.
- الارتباك أو التعب: نادر ولكنه وارد.
- مشاكل الكبد في حالات نادرة: لذلك يجب الحذر عند إعطاء الدواء للقطط التي لديها تاريخ مرضي في الكبد.
نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده
لتضمن فعالية العلاج وسلامة القطة، اتبع ما يلي:
- احرص على اتباع الجرعة بدقة وعدم نسيان أي جرعة.
- رجّ زجاجة الشراب جيدًا قبل الاستخدام.
- استخدم سرنجة القياس المرفقة مع الدواء لضمان دقة الجرعة.
- قدّم كمية قليلة من الطعام قبل الجرعة لتقليل القيء.
- حافظ على فاصل منتظم بين الجرعات (كل 12 ساعة غالبًا).
- أكمل دورة العلاج حتى نهايتها حتى لو اختفت الأعراض.
- خزّن الدواء وفق الإرشادات (عادةً بدرجة حرارة الغرفة).
- راقب القطة يوميًا لاكتشاف أي أعراض جانبية مبكرًا.
- أعد زيارة للطبيب عند الإصابة بعدوى متكررة.
أخطاء شائعة عند إعطاء الكليندامايسين للقطط وكيفية تجنبها
- إيقاف العلاج بمجرد تحسن القطة: هذا أحد أكثر الأخطاء انتشاراً. يسبب مقاومة بكتيرية وعودة المرض.
- عدم قياس الجرعة بدقة: استخدام ملاعق المنزل خطأ كبير يؤدي إلى جرعات غير صحيحة.
- إعطاء الجرعات مع حليب القطط أو منتجات الحليب: قد يسبب اضطرابات هضمية لدى بعض القطط.
- مشاركة دواء قطة مع أخرى: غير آمن إطلاقاً، فقد تختلف الجرعات والحالات الصحية.
- إعطاء الدواء بدون تشخيص: قد تكون العدوى فيروسية أو تحتاج نوعًا آخر من المضادات.
- نسيان رجّ الدواء السائل: اونتيجة لذلك تصبح الجرعات غير متجانسة وتركيز للمادة الدوائية غير صحيح.
تحذير مهم
لا يجب استخدام الكليندامايسين أو أي مضاد حيوي آخر للقطط دون استشارة طبيب بيطري مختص.
التشخيص الخاطئ أو الجرعة غير المناسبة قد يسببا مضاعفات خطيرة، بما في ذلك التسمم الدوائي أو مقاومة البكتيريا للعلاج.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم