اكتشاف وظائف ومكونات لعاب القطط المتعددة يقود الى المعرفة الشاملة حول فهم بعض طبيعة سلوكيات القطط (كتنظيفها لنفسها) إضافة الى تحاشي المخاطر والأمراض التي يمكن أن تنتقل من اللعاب الى الانسان.
إضافة الى أن الفحوصات المخبرية للعاب القطط يمكن ان تكون مؤشراً للعديد من الحالات ومؤشراص قوياً لإصابات معينة للقطط.
في مقالنا سنتجول في شرح تفصيلي عن:
- أهميته حيوية: لعاب القطط ليس مجرد سائل، بل هو مزيج معقد من البروتينات، الإنزيمات، الماء، والفوسفات، أساسي للحفاظ على نظافة الفم، الهضم، وتنظيم حرارة الجسم.
- دوره في التطهير والشفاء: يتميز بخصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للفطريات، مما يساعد القطط في التئام جروحها وتنظيف فرائها بفعالية بفضل حليمات اللسان الخشنة.
- المخاطر المحتملة: على الرغم من فوائده، يمكن للعاب القطط أن ينقل بكتيريا ضارة مثل *Bartonella henselae* (مسببة لمرض خدش القطة) و*Capnocytophaga* إلى البشر، خاصةً لمن يعانون من ضعف المناعة.
محتوى المقالة
ما هو لعاب القطط؟
لعاب القطط هو سائل طبيعي يُفرز من الغدد اللعابية في فم القطط، ويُعد مكونًا حيويًا من أجل صحة القطة العامة. يتكون هذا السائل المعقد التركيب من مزيج فريد من البروتينات، الإنزيمات، الماء، والفوسفات، وتلعب هذه المكونات أدوارًا متعددة وهامة في وظائف الجسم الحيوية للقطة.
من أبرز وظائف لعاب القطط دوره في الهضم الأولي للطعام، حيث تحتوي الإنزيمات الموجودة فيه على مواد تساعد في تكسير جزيئات الطعام الكبيرة، مما يسهل عملية الهضم في الجهاز الهضمي.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم الفوسفات في تنظيم مستويات الحموضة داخل الفم، وهو أمر ضروري للحفاظ على صحة الأسنان واللثة ومنع تراكم البلاك وتكون التسوس وانطلاق رائحة فم القطط كريهه.
إلى جانب دوره الهضمي، يعمل لعاب القطط كمرطب طبيعي للسان والفم، مما يساعد القطط على البلع بسهولة. كما يساهم في ترطيب الجسم بشكل عام، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على التوازن المائي لجسم القطة.
آلية تنظيف ذاتي وتبريد
تُعرف القطط بقدرتها الفائقة على الحفاظ على نظافتها الشخصية، ويُعزى جزء كبير من هذه القدرة إلى لعابها بتركيبته المميزة.
يمتلك لسان القطة بنية تشريحية فريدة تتميز بوجود أشواك صغيرة صلبة تُعرف بالحليمات، تعمل هذه الحليمات كفرشاة دقيقة، تمكّن القطة من توزيع اللعاب بكفاءة عالية على فرائها.
عندما تقوم القطة بلعق فرائها، يعمل اللعاب كمنظف طبيعي، حيث يزيل الأوساخ، الحطام، وحتى الطفيليات العالقة في المعطف. هذه العملية ليست مجرد تنظيف سطحي، بل تساهم في الحفاظ على صحة الجلد والفراء، وتقلل خطر امراض القطط الجلدية.
بالإضافة إلى التنظيف، يلعب لعاب القطط دورًا حيويًا في تنظيم درجة حرارة الجسم. نظرًا لأن القطط تمتلك عددًا قليلاً جدًا من الغدد العرقية (مقارنة بالبشر)، فإنها تعتمد على تبخر اللعاب من فرائها لتبريد أجسامها، خاصة في الأيام الحارة أو بعد قيامها بنشاط بدني. هذه الآلية الطبيعية تساعدها على تجنب ارتفاع درجة الحرارة والحفاظ على درجة حرارة جسم مثالية.
خصائص مضادة للبكتيريا
لا يقتصر دور لعاب القطط على التنظيف والتبريد فحسب، بل يمتلك أيضًا خصائص علاجية ومضادة للميكروبات. إذ يحتوي لعاب القطط على مكونات طبيعية تمنحه قدرة على مكافحة البكتيريا والفطريات، مما يجعله أداة فعالة في حماية صحة الفم ومنع الأمراض مثل التهاب اللثة. من بين هذه المكونات:
- إنزيمات طبيعية مضادة للبكتيريا والفطريات تساعد في قتل الكائنات الضارة وتقليل عدد البكتيريا والجراثيم في الفم، مما يحمي القطط من التهاب اللثة وتلوث الفم ويعزز شفاء الجروح عند لعق المناطق المصابة.
- بروتينات مثل اللاكتوفيرين التي تعمل كمضادات طبيعية للبكتيريا التي قد تسبب امراض القطط الجلدية.
- مركبات مثل النترات التي تسهم في مكافحة الميكروبات الضارة.
- المواد الموجودة في لعاب القطط والتي تساعد أيضاً في تنظيم مستوى الحموضة في الفم، مما يحافظ على صحة الفم والأسنان واللثة.
عندما تلعق القطة جرحًا صغيرًا أو خدشًا، تساهم الإنزيمات والمركبات الموجودة في لعابها في تقليل خطر العدوى بالميكروبات الممرضة.
تعمل هذه المواد على خلق بيئة غير ملائمة لنمو البكتيريا الضارة، مما يعزز بالتالي عملية الشفاء الطبيعية للجروح. هذه الخاصية العلاجية تجعل لعاب القطط جزءًا لا يتجزأ من نظام الدفاع الذاتي للقطة ضد الإصابات البسيطة.
زيادة إفراز اللعاب (الريالة) لدى القطط
في حين أن إفراز اللعاب هو عملية طبيعية للقطط، فإن الزيادة المفرطة في إفرازه، والمعروفة بالريالة أو سيلان اللعاب، يمكن أن تكون مؤشرًا على حالات صحية مختلفة تتطلب الإنتباه والاهتمام.
يمكن تصنيف أسباب الريالة إلى طبيعية، مرضية، وأسباب أخرى متفرقة.
أسباب طبيعية وسلوكية
في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الريالة علامة على الراحة والسعادة لدى القطط. إذ من الشائع أن تلاحظ إزدياد إفراز القطط للعاب أثناء تدليلها أو عندما تشعر بالاسترخاء الشديد. هذا السلوك يعكس حالة من الاطمئنان عند القطط وقد يكون مصحوبًا بالخرخرة.
كما أن القطط الصغيرة في فترة تبديل الأسنان قد تعاني من زيادة مؤقتة في إفراز اللعاب بسبب التهيج الحاصل في اللثة ونمو الأسنان الجديدة.
الأسباب المرضية لزيادة افراز لعاب القطط
تُعد المشاكل الصحية من الأسباب الأكثر شيوعًا وخطورة لزيادة إفراز اللعاب. من هذه المشاكل:
الأمراض الفيروسية
عدوى فيروس الهربس القططي (Feline Herpesvirus-1, FHV-1)
يسبب عادة مرضًا تنفسيًا علويًا شديدًا مع أعراض أولية مثل العطاس، فقدان الشهية، الحمى، يتبعها إفرازات أنفية وعينية.
قد تُشاهد زيادة إفراز اللعاب (drooling, hypersalivation) كعرض مرافق لهذه المرحلة، غالبًا نتيجة التهاب الفم أو القرح الفموية التي (تحدث نادرًا).
عدوى فيروس الكاليسي القططي (Feline Calicivirus, FCV)
يتميز عادة بقرحات فموية، خصوصًا على اللسان، وقد تكون العلامة الوحيدة لهذا المرض في بعض الحالات. القطط المصابة بالقرحات قد تظهر فرط إفراز اللعاب مع بلل الفرو حول الفم، نتيجة الألم وصعوبة البلع.
الأمراض البكتيرية
الالتهابات الفموية (Gingivitis, Stomatitis, Periodontal Disease)
- التهاب اللثة أو التهاب الفم المزمن قد يرتبط بزيادة اللعاب نتيجة الألم والتهيج الموضعي.
- في حالات التهاب الفم اللمفاوي البلازمي المزمن (Feline chronic gingivostomatitis/faucitis) تظهر أعراض مثل: صعوبة البلع، نقص الشهية، رائحة الفم الكريهة، وزيادة إفراز اللعاب (Ptyalism).
أمراض صدرية إنتانية (Pyothorax)
- نصف القطط المصابة بالإنتانات الصدرية قد تتطور عندهاأعراض إنتان دموي (Sepsis).
- فرط إفراز اللعاب مع بطء القلب (bradycardia) يعتبر علامة مرافقة ترتبط بتدهور الحالة المرضية.
الأمراض العصبية والسمية
الكزاز (Tetanus)
في المراحل المتقدمة لهذا المرض، قد يتأثر عمل الأعصاب القحفية واعصاب العضلات الوجهية. مما يؤدي ذلك إلى تشنجات عضلية في الفكين (Trismus)، صعوبة البلع (Dysphagia)، وزيادة إفراز اللعاب بسبب اضطراب وظيفة الأعصاب المستقلة والعضلات البلعومية.
التسمم بالمواد الكيميائية
التعرض لبعض المبيدات أو المواد الكيميائية قد يسبب أعراضًا هضمية (قيء، إسهال، فقدان الشهية) وعصبية (رجفة، ترنح، خمول). فرط إفراز اللعاب يعد من الأعراض المبكرة للتسمم.
عوامل أخرى
يمكن أن تكون الريالة أيضًا نتيجة لتعرض القطط لمواد سامة، حيث يحاول الجسم طرد المادة الضارة.
الغثيان، القلق، أو الخوف الشديد يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة إفراز اللعاب.
إذا استمر سيلان اللعاب أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل فقدان الشهية، تغير في السلوك، أو الخمول، فمن الضروري استشارة الطبيب البيطري فورًا لتشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب وفقاً للمسبب.
هل لعاب القطط مضر للبشر؟
على الرغم من الفوائد العديدة للعاب القطط بالنسبة للقطط نفسها، إلا انه لا يُعتبر معقمًا تمامًا، وقد يحمل مخاطر صحية محتملة على البشر، خاصة في ظروف معينة. قد يحتوي فم القط على مجموعة متنوعة من البكتيريا، بعضها يمكن أن يكون ضارًا عند انتقاله إلى الإنسان عن طريق لعاب القطط.
البكتيريا وانتقال العدوى
تُعد البكتيريا المكون الرئيسي للمخاطر الصحية المرتبطة بلعاب القطط. من أبرز أنواع البكتيريا التي قد تكون موجودة في لعاب القطط وتنتقل إلى البشر:
- Bartonella henselae (بكتيريا مرض خدش القطة): هذه البكتيريا هي المسبب الرئيسي لمرض خدش القطة (Cat Scratch Disease). يمكن للقطط أن تحمل هذه البكتيريا في لعابها دون أن تظهر عليها أية أعراض، وغالبًا ما تنتقل إليها من البراغيث. تنتقل العدوى إلى البشر عندما تلعق القطة فرائها ثم تخدش جلد الإنسان، أو في حالات نادرة عند تعرض الإنسان لعضة قطة. تظهر أعراض المرض عادة على شكل تورم في الغدد الليمفاوية، حمى، وتعب. القطط الصغيرة هي الأكثر عرضة لحمل هذه البكتيريا.
- Capnocytophaga: هذه البكتيريا توجد بشكل طبيعي في أفواه القطط والكلاب. بينما لا تسبب مشاكل صحية للقطط، يمكن أن تسبب أمراضًا شديدة، وحتى الوفاة، للبشر، خاصة أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. تنتقل العدوى عادة من خلال العض، ولكنها يمكن أن تحدث أيضًا إذا لامس اللعاب جرحًا مفتوحًا على جلد الإنسان.
نصائح للوقاية والحذر
لتقليل مخاطر انتقال العدوى من لعاب القطط، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:
- غسل اليدين: اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون بعد لمس القطط، خاصة قبل تناول الطعام أو لمس الوجه.
- تجنب ملامسة الجروح: تجنب السماح للقطط بلعق الجروح المفتوحة أو الخدوش على جلدك.
- الحذر عند العض أو الخدش: إذا تعرضت لعضة أو خدش من قطة، قم بتنظيف الجرح فورًا بالماء والصابون. راقب أي علامات للعدوى أو الإلتهاب مثل الاحمرار، التورم، الألم، أو الحمى. في حال ظهور هذه الأعراض أو إذا كنت تعاني من ضعف في جهاز المناعة، استشر الطبيب فورًا.
- حافظ على صحة قطتك: الحفاظ على صحة قطتك من خلال الفحوصات البيطرية المنتظمة ومكافحة براغيث القطط يمكن أن يقلل من خطر حملها للبكتيريا الضارة.
دور لعاب القطط في التفاعل مع البيئة
يتفاعل لعاب القطط مع البيئة المحيطة بها بطرق متعددة. أحد هذه التفاعلات هو في استخدامه لتنظيف الفراء وإزالة مسببات الحساسية.
على سبيل المثال، هناك أبحاث حديثة تشير إلى أن تناول القطط غذاءً يحتوي على أجسام مضادة خاصة يمكن أن يقلل من إفراز البروتين المسبب للحساسية، وهو ما يقلل بدوره من ردود الفعل التحسسية لدى البشر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام تحليل اللعاب في الطب البيطري لأغراض تشخيصية، مثل اكتشاف حساسية القطط أو التهابات الجلد. فمن خلال قياس مستويات المعادن والمركبات الأخرى في عينة اللعاب، يمكن للأطباء البيطريين الحصول على رؤى قيمة حول صحة القطة.
ماهي الأمراض التي تنتقل عبر لعاب القطط للبشر؟
لتعزيز الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بلعاب القطط، نقدم الجدول التالي الذي يلخص أهم الأمراض البكتيرية التي قد تنتقل إلى البشر.
| المرض / البكتيريا | طريقة الانتقال الرئيسية | الأعراض الشائعة لدى البشر | ملاحظات هامة |
|---|---|---|---|
| مرض خدش القطة (Bartonella henselae) | خدش أو عضة قطة بعد أن تلعق القطة فرائها الملوث بالبكتيريا | تورم الغدد الليمفاوية، حمى، صداع، تعب، فقدان الشهية | القطط الصغيرة أكثر عرضة للحمل، ويمكن الوقاية بمكافحة البراغيث |
| عدوى Capnocytophaga | عضة قطة، أو ملامسة اللعاب لجرح مفتوح | احمرار، تورم، ألم في موقع الإصابة، أعراض تشبه الإنفلونزا، قد تكون خطيرة للمناعة الضعيفة | نادرة ولكنها شديدة، خاصة لدى كبار السن أو مرضى نقص المناعة |
توضح هذه المعلومات أهمية الحذر والوعي بالتعامل مع لعاب القطط، خاصة عند وجود جروح مفتوحة أو ضعف في الجهاز المناعي.
لعاب القطط: الوظائف والمخاطر
لتوضيح العلاقة بين وظائف لعاب القطط والمخاطر المحتملة، نقدم خريطة ذهنية تلخص المكونات الرئيسية والتأثيرات.
تلخص هذه الخريطة الذهنية التفاعلات المعقدة المتعلقة بلعاب القطط، بدءًا من وظائفه الحيوية وانتهاءً بالمخاطر الصحية المحتملة والمؤشرات التي تستدعي الانتباه.
ختاماً
لعاب القطط هو سائل حيوي ومعقد التركيب يؤدي وظائف متعددة ومهمة لصحة القطط ونظافتها الذاتية. إذ يحتوي على مكونات تساعد في الهضم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، ويوفر خصائص مضادة للبكتيريا تساهم في التئام الجروح وحماية صحة الفم للقطة.
مع ذلك، من الأهمية بمكان إدراك أن لعاب القطط ليس معقمًا تمامًا ويمكن أن يشكل خطرًا على صحة البشر في بعض الحالات، خاصة فيما يتعلق بانتقال البكتيريا مثل *Bartonella henselae* و*Capnocytophaga*، والتي يمكن أن تسبب أمراضًا مختلفة.
إن فهم متى يكون سيلان اللعاب طبيعيًا ومتى يشير إلى مشكلة صحية يستدعي التدخل البيطري أمر بالغ الأهمية. توخي الحذر واتباع إجراءات النظافة الشخصية بعد التعامل مع القطط يسهم في تقليل هذه المخاطر والحفاظ على بيئة صحية لكل من الحيوانات الأليفة وأصحابها.
الأسئلة الشائعة
ما هي المكونات الرئيسية في لعاب القطط؟
لعاب القطط يتكون من عدة مكونات رئيسية تلعب أدوارًا مهمة في الحفاظ على صحة الفم والجسم بشكل عام، وأبرزها:
الماء: يشكل الماء الجزء الأكبر من لعاب القطط، وهو ضروري لترطيب الفم، إذ يمنع الجفاف ويساعد في الحفاظ على توازن درجة الحموضة داخل الفم.
البروتينات: يحتوي لعاب القطط على عدة أنواع من البروتينات، وأشهرها بروتين Fel d1، وهو معروف أيضاً بأنه المسبب الرئيسي لحساسية بعض الأشخاص تجاه القطط. هذه البروتينات تساهم في تحلل الطعام ضمن الفم وتوفير طبقة حماية على الغشاء المخاطي.
الإنزيمات: تتضمن إنزيمات مثل الليزوزيم التي تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا، تساعد في تقليل نمو الكائنات الدقيقة الضارة، وتعزز الشفاء من الجروح والتهابات الفم. أيضاً تحتوي على إنزيمات تساهم في تخفيف الروائح وتحافظ على توازن الأقنية التنفسية.
الأملاح المعدنية: كالفسفات التي تضبط الحموضة (pH) داخل الفم، مما يقي الأسنان واللثة من التآكل ويساعد في الحفاظ على صحتها.
الميكروبات المفيدة: يحتوي اللعاب على أنواع من البكتيريا النافعة التي تساهم في التوازن البيئي للفم، مع وجود بعض البكتيريا التي قد تكون ناقلة لأمراض، مثل Pasteurella multocida، التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عبر العض.
لعاب القطط ليس فقط مادة لترطيب، بل يلعب دورًا مهمًا في التنظيف الذاتي للفراء والجلد، إذ أن عملية اللعق تساعد على إزالة الأوساخ والخلايا الميتة، وتحسين لمعان الفرو ويحمي القط من اللحى والطفيليات.
أي تغيّر في تركيبة اللعاب مثل زيادة الإفراز أو تغير ملمس اللعاب قد يدل على أمراض أو اضطرابات صحية تستدعي فحصًا بيطريًا دقيقًا.
هل لعاب القطط معقم حقًا؟
لعاب القطط ليس معقمًا بالكامل، فهو يحتوي على بكتيريا طبيعية، بعضها مطلوب لعمل الجهاز الهضمي والفموي وبعضها قد يكون ضارًا.
يحتوي لعاب القطط على إنزيمات مثل الليزوزيم التي تساعد في مقاومة البكتيريا والفطريات، وتسريع التئام الجروح، وتهدئة الالتهابات الفموية. رغم هذه الخصائص، فإن فم القطط مهيأ لاستضافة مجموعة واسعة من الجراثيم النافعة والضارة على حد سواء بسبب سلوكها في استكشاف البيئة، بما في ذلك تناول الفضلات والقمامة.
وفقًا لتحليلات مختلفة، فإن لعاب القطط يحمل أنواعًا من البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في الفم، مثل العقديات والمكورات العنقودية، لكن هذه الميكروبات لا تعني أن اللعاب معقم أو يمكن استخدامه لتعقيم جروح الإنسان.
بالعكس، لعاب القط مثير للقلق إذا استخدم لتنظيف جروح بشرية لأنه قد يسبب تلوثًا بكتيريًا.
من الناحية السلوكية، تلعق القطط جروحها لتسريع الشفاء، وبالرغم من وجود بكتيريا في فمها، تساعد إنزيمات اللعاب على منع التهابات موضعية. لكن إذا استمر لعق الجرح بشكل مفرط، فقد يؤدي إلى التهاب ثانوي.
إذا لاحظت سيلان لعاب مبالغ فيه أو رائحة كريهة أو لون غير معتاد لعاب قطتك، فهذا قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تحتاج لفحص بيطري.
كيف يساعد لعاب القطط في تنظيف فرائها؟
لعاب القطط يلعب دورًا مهمًا في تنظيف فروها والحفاظ على صحته ولمعانه. عندما تقوم القطة بلعق فروها، فإن لسانها مغطى بزوائد صغيرة تشبه الشعيرات الخشنة تساعد على إزالة الأوساخ العالقة، والغبار، والشعر الميت.
هذا التنظيف الذاتي يفيد في التخلص من الشوائب التي قد تسبب تهيج الجلد أو تكوين العقق (تشابك الشعر) مما قد يؤدي إلى مشاكل جلدية.
إضافة إلى إزالة الأوساخ، يساعد اللعاب على توزيع الزيوت الطبيعية التي تفرزها الغدد الدهنية في جلد القطة، وهو ما يحافظ على رطوبة الفرو ومرونته ويمنع جفافه وتكسره. كما يُسهم اللعاب في تبريد الجسم، خاصة في الفصول الحارة، عبر التبخر من الفراء.
كما يحتوي لعاب القطط على إنزيمات ومواد مضادة للبكتيريا مثل الليزوزيم، التي تساعد على تقليل نمو الميكروبات الضارة على سطح الجلد، مما يدعم صحة الفروة ويقي من الالتهابات.
تنظيف القط لنفسه أيضاً يعزز صحة الجلد عن طريق تحفيز الدورة الدموية، وبالتالي تغذية بصيلات الشعر وتحسين نموه وجودته. يُعتبر التنظيف الذاتي نشاطًا مهدئًا نفسيًا للقطط، فهو يقلل من التوتر ويعزز الشعور بالراحة.
هل يمكن أن يسبب لعاب القطط الحساسية للإنسان؟
لعاب القطط يمكن أن يسبب الحساسية للإنسان، والسبب الرئيسي هو بروتين يُعرف باسم Fel d1، الموجود بشكل أساسي في لعاب القطط. هذا البروتين يلتصق بفرو القط عند تنظيف نفسه، وينتشر في البيئة المحيطة، مما يؤدي إلى استنشاقه أو ملامسته للبشرة، فتتحسس بعض الأشخاص تجاهه. وتظهر أعراض الحساسية عادة على شكل سعال، عطس، طفح جلدي، حكة، واحمرار في العينين، بالإضافة إلى احتقان الأنف وصعوبة التنفس في بعض الحالات.
البعض يعتقد خطأً أن الفراء هو المسبب للحساسية، لكن الدراسات أثبتت أن السبب الحقيقي هو بروتين لعاب القطط الذي ينتقل إلى الفراء، ومن ثم يثير جهاز المناعة لدى أصحاب الحساسية.
بالرغم من وجود إنزيمات مضادة للبكتيريا في لعاب القطط تساعد في تنظيف الفم وتقليل العدوى، إلا أن لعاب القطط ذاته قد ينقل بعض البكتيريا والفيروسات التي قد تسبب أمراضاً للإنسان خاصة إذا تعرض جرحٌ مفتوح لللعاب.
لذلك، يُنصح مرضى الحساسية بتجنب ملامسة القطط بشكل مباشر، وتنظيف المنزل بانتظام لتقليل بقايا البروتينات المسببة للحساسية، واستخدام مرطبات هواء لتنقية الجو، كما يمكن استشارة أطباء مختصين لوصف أدوية مناسبة للتخفيف من الأعراض.
ما فوائد لعاب القطط في التئام الجروح؟
لعاب القطط يحتوي على فوائد مهمة تسهم في التئام الجروح بشكل طبيعي. فهو يحمل خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، إذ يحتوي على إنزيمات مثل الليزوزيم ومثبطات للبروتياز تساعد في تثبيط نمو الميكروبات الضارة، مما يقلل من احتمالية حدوث التهابات في مكان الجرح. كما يحتوي لعاب القط على عوامل نمو طبيعية تعزز إعادة بناء الأنسجة وتحفيز التئام الجروح بسرعة وأمان.
عندما تلعق القطط الجرح، فإن لعابها يرطب المنطقة المصابة ويساعد على إزالة الأوساخ والأنسجة الميتة، ما يسهل تجدد الخلايا الصحية. بالإضافة إلى تأثير المضادات الحيوية الطبيعية في اللعاب التي تسرع شفاء الجرح، فإن عملية اللعق نفسها تهيئ بيئة مناسبة لتكوين البشرة الجديدة والأنسجة الرابطة.
رغم هذه الفوائد، من المهم ملاحظة أن لعاب القطط ليس معقمًا بالكامل، بل يمكن أن يحمل بكتيريا قد تسبب التهابات إذا كان الجرح عميقًا أو ملوثًا بشكل كبير. لذلك إذا استمر القط بلعق جرحه بشكل مفرط فقد يؤدي ذلك إلى تهيج أو تفاقم الحالة.
في المجمل، لعاب القطط يعمل كعامل طبيعي معزز للشفاء الذاتي، يحتوي على مركبات مضادة للميكروبات وعوامل نمو تساعد على تجديد الأنسجة وحماية الجروح من بعض أنواع العدوى مع توفير ترطيب وتنظيف فعال للجرح. لكن يجب مراقبة الحالة بعناية لضمان عدم تطور أي مضاعفات.
لماذا تلعق القطط نفسها باستمرار؟
تلعق القطط نفسها باستمرار لأنها تعتمد على هذا السلوك كوسيلة طبيعية وأساسية للعناية والتمشيط الذاتي.
يقوم لسان القط، المكسو بزوائد تشبه الشعيرات الخشنة، بإزالة الأوساخ والشعر الميت والجلد المتقشر من الفراء، وهو ما يساعد في الحفاظ على نظافة الفراء وصحة البشرة ويمنع تكوّن العقيق أو التشابك الذي قد يسبب مشاكل جلدية.
إضافة إلى التنظيف، تساعد عملية اللعق على توزيع الزيوت الطبيعية التي تفرزها الغدد الدهنية في جلد القطط، وهذا يحافظ على مرونة الفراء ويمنع جفافه وتحطمه، مما يمنحه مظهرًا لامعًا وصحيًا.
كما أن الترويش يحفّز الدورة الدموية تحت الجلد، مما يعزز تغذية بصيلات الشعر ويساعد على نمو شعر جديد وقوي. يُعد التنظيف الذاتي نشاطًا مهدئًا نفسيًا للقطط، يساعدها على تقليل التوتر والقلق، ويُعزز شعورها بالراحة ويدعم التوازن النفسي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تكرار الترويش يساعد في التخلص من الطفيليات والميكروبات الضارة على الجلد، كما يقلل من احتمالية الالتهابات الجلدية.
مع ذلك، يجب مراقبة سلوك الترويش، فإن كثرة اللعق قد تُعد علامة على وجود مشكلة صحية مثل التهيج أو الحساسية أو الالتهابات التي تستوجب الفحص البيطري.
هل لعاب القطط خطير على الأطفال أو كبار السن؟
لعاب القطط قد يحمل بعض المخاطر على الأطفال وكبار السن، خاصةً إذا كانوا يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو حساسية. لعاب القطط يحتوي على بروتينات يمكن أن تسبب حساسية لدى بعض الأشخاص، مسببة أعراض مثل السعال، العطس، الحكة، واحمرار العينين. الأطفال والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة معرضون بشكل أكبر لهذه التأثيرات.
كما يمكن أن ينقل لعاب القطط بعض الأمراض المعدية، مثل مرض خدش القطط (Bartonella henselae) الذي ينتقل عبر الخدوش والعضات، وداء المقوسات الذي قد يؤثر على الحوامل والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. لذلك، من المهم توخي الحذر عند التعامل مع القطط، خصوصًا للأطفال وكبار السن، والحرص على النظافة وغسل اليدين بعد الملامسة.
كيف يؤثر لعاب القطط على صحة أسنانها؟
لعاب القطط يلعب دورًا مهمًا في صحة الفم والأسنان، حيث يحتوي على إنزيمات طبيعية تُساعد في مكافحة البكتيريا الضارة التي تسبب التهابات الفم وأمراض اللثة.
هذه الإنزيمات مثل الليزوزيم تقلل من نمو الجراثيم وتحافظ على توازن البكتيريا المفيدة داخل الفم، مما يُقي القطط من تكون البلاك والجير الذي يؤدي إلى تسوس الأسنان والتهابات اللثة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد لعاب القطط على ترطيب الفم وتنظيفه، ويحتوي على أملاح معدنية مثل الفوسفات التي تساهم في تنظيم درجة الحموضة داخل الفم، مما يمنع تآكل الأسنان ويحافظ على سلامتها. كما أن اللعاب يساهم في إذابة بقايا الطعام، مما يقلل فرصة تكاثر البكتيريا الضارة.
عملية تنظيف القطط لفروها باستخدام لعابها تؤدي أيضًا إلى توزيع الزيوت الطبيعية التي تفرزها الغدد الدهنية، وهذه الزيوت تحمي الفراء والجلد من الجفاف وتحافظ على مرونتهما.
مع ذلك، في القطط المنزلية، قد يؤدي عدم تنظيف الأسنان بشكل منتظم إلى تراكم البلاك والجير، وبالتالي الإصابة بأمراض اللثة. لهذا السبب، يُنصح أصحاب القطط بتنظيف أسنان حيواناتهم البيطرية بشكل دوري لمكافحة هذه المشاكل وتعزيز صحة الفم.
هل يمكن استخدام لعاب القطط في علاجات طبية؟
لعاب القطط يؤثر إيجابيًا على صحة أسنانها بعدة طرق طبية وبيولوجية مهمة. يحتوي لعاب القطط على إنزيمات مثل الليزوزيم التي تمتلك قدرات مضادة للبكتيريا، وتساعد في مكافحة الجراثيم المسببة لأمراض اللثة وتسوس الأسنان.
هذا يؤدي إلى تقليل تراكم البلاك والجير، وبالتالي يقلل من احتمالية الإصابة بالتهابات الفم وأمراض اللثة التي قد تؤدي لفقدان الأسنان.
اللعاب يرطب الفم بشكل مستمر، ما يحافظ على توازن البيئة الفموية ويمنع جفاف الغشاء المخاطي والأسنان. كما يحتوي على أملاح معدنية تساعد على تنظيم درجة الحموضة داخل الفم وتمنع تآكل مينا الأسنان.
عندما تلعق القطط أسنانها، فإنها تساعد في إزالة بقايا الطعام وعوامل التلوث التي تتجمع على السطح السني وكذلك بين الأسنان، مما يحد من تراكم البكتيريا الضارة التي تسبب الرائحة الكريهة وأمراض الفم.
مع ذلك، لعاب القطط وحده لا يكفي للحفاظ على صحة الأسنان بشكل كامل، ولا يغطي الحاجة إلى تنظيف الأسنان الاحترافي والمنتظم الذي يوصي به الأطباء البيطريون. الفشل في العناية بالأسنان قد يؤدي إلى التهاب اللثة، تسوس الأسنان، وأمراض أكثر خطورة تنعكس على صحة القط العامة.
ما الفرق بين لعاب القطط والكلاب من الناحية الصحية؟
الفرق بين لعاب القطط والكلاب من الناحية الصحية يكمن في تركيبة اللعاب وتأثيره على صحة الفم والجهاز الهضمي. لعاب القطط يحتوي على إنزيمات ومركبات مضادة للبكتيريا قوية تساعد في مكافحة الجراثيم التي قد تسبب أمراض الفم والأسنان، كما يلعب دورًا في تعزيز التئام الجروح وتنظيف الفراء من الأوساخ والشعر الميت. تركيبة لعاب القطط تجعلها أقل عرضة للالتهابات الفموية مقارنة ببعض الحيوانات الأخرى.
أما لعاب الكلاب فيحتوي على تركيبة مختلفة قد تكون أكثر كثافة ويحوي أعدادًا أكبر من الميكروبات المتنوعة، التي قد تكون في بعض الأحيان ملوثة، خاصة أن الكلاب تميل لإحداث طرطشة لعابية كبيرة. لعاب الكلاب لا يمتلك نفس الفعالية المضادة للبكتيريا مثل لعاب القطط، ويحتاج الكلب إلى عناية إضافية للحفاظ على صحة الفم والأسنان.
من جهة أخرى، يُلاحظ أن وظيفة اللعاب عند القطط تركز بشكل كبير على التنظيف الذاتي وتوزيع الزيوت الطبيعية على الفرو، فيما يختلف طبيعة الطعام والسلوك الغذائي لكل نوع، مما يؤثر على مكونات لعابهم وأنظمته الصحية.















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم