يُعدّ ليفيتيراسيتام (Levetiracetam المعروف تجاريًا باسم Keppra®) واحدًا من أبرز الأدوية الحديثة المستخدمة في علاج النوبات والتشنجات لدى الحيوانات الأليفة، خصوصًا القطط التي تعاني من الصرع أو اضطرابات عصبية تؤدي إلى تكرار النوبات.
رغم أن الدواء طُوِّر أساسًا للبشر، إلا أن الدراسات البيطرية الحديثة أثبتت فعاليته وقدرته على تقليل شدة النوبات أو تكرارها بشكل ملحوظ في القطط التي لا تستجيب بشكل كافٍ للعلاج التقليدي مثل الفينوباربيتال.
ما هو دواء ليفيتيراسيتام للقطط؟
ليفِتيراسيتام هو دواء مضاد للتشنجات ينتمي إلى فئة حديثة من مضادات الصرع لا تشبه في تركيبها الكيميائي الأدوية التقليدية مثل الفينوباربيتال أو البنزوديازيبينات.
يتميّز الدواء بفعاليته العالية، وأمانه النسبي، وقلة آثاره الجانبية مقارنة بالبدائل الأخرى، مما جعله خيارًا علاجيًا مهمًا في القطط التي تعاني من نوبات متكررة سواء كانت ناتجة عن الصرع مجهول السبب أو اضطرابات عصبية أخرى.
يُعد ليفيتيراسيتام دواءً من الصف الثاني في القطط، يُستخدم غالبًا عندما لا يكفي الفينوباربيتال وحده للسيطرة على النوبات، أو عندما يُظهر الحيوان حساسية أو آثارًا جانبية قوية تجاهه.
محتوى المقال
آلية عمل ليفيتيراسيتام وكيف يؤثر في جسم القطة
رغم أن آلية عمل ليفيتيراسيتام ليست مفهومة بالكامل، إلا أن الدراسات تشير إلى أنه:
- يرتبط ببروتين يدعى SV2A الموجود في نهايات الأعصاب، وهو بروتين يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم إفراز النواقل العصبية.
- يُسهم هذا الارتباط في تقليل فرط النشاط الكهربائي في الدماغ.
- يحدّ من انتشار النوبات عبر الشبكات العصبية.
- يُحسّن من استقرار أغشية الخلايا العصبية ويمنع الاستثارة المفرطة.
هذه الآلية تمنح الدواء قدرة على خفض حدوث النوبات، وتقصير مدتها، وتقليل شدتها دون التسبب في تثبيط عام للجهاز العصبي كما يحدث مع الأدوية الأقدم.
استخدامات ليفيتيراسيتام في القطط ولماذا يتم وصفه
يصف الأطباء البيطريون ليفيتيراسيتام للقطط في عدة حالات، أهمها:
- الصرع مجهول السبب عندما تعاني القطة من نوبات دون سبب عضوي واضح.
- النوبات الناتجة عن اضطرابات عصبية مثل الأورام الدماغية أو الالتهابات أو إصابات الرأس.
- كعلاج تكميلي عندما يكون الفينوباربيتال وحده غير كافٍ للسيطرة على النوبات.
- بديل في حال عدم تحمّل الأدوية التقليدية بعض القطط تُظهر آثارًا جانبية قوية تجاه الفينوباربيتال، وهنا يُستخدم ليفيتيراسيتام كبديل أكثر أمانًا.
- في حالات الطوارئ بعض الأطباء يستخدمونه بعد النوبات القوية أو النوبات العنقودية (Cluster seizures) لتهدئة الجهاز العصبي.
الدواء غالبًا ما يكون خيارًا مناسبًا للقطط لأنه جيد التحمل مقارنة بأدوية أخرى، وتقتصر آثاره الجانبية غالبًا على الخمول المؤقت أو فقدان الشهية البسيط.
الأشكال الدوائية وطرق الإعطاء للقطط
يتوفر ليفيتيراسيتام في عدة أشكال، جميعها مُخصصة للبشر ولكن يمكن استخدامها للقطط تحت إشراف بيطري، وتتضمن:
- أقراص فموية (250–1000 مجم).
- أقراص ممتدة المفعول XR.
- محلول فموي (100 مجم/مل).
- محقن للوريد (100 مجم/مل).
وفي القطط، تُعد التركيبة السائلة (الشراب) الأكثر شيوعًا لسهولة الجرعة ودقتها، بينما تُستخدم الأقراص عند الحاجة بعد تقسيمها بدقة.
أما الحقن الوريدية فتُستخدم حصريًا في المستشفى البيطري، غالبًا في حالات النوبات الحادة أو خلال السيطرة على حالة الصرع (Status epilepticus).
الجرعات المناسبة للقطط
الجرعة المبدئية: 20 مجم/كجم ثلاث مرات يومياً (كل 8 ساعات)، ويمكن زيادة الجرعة تدريجيًا حسب استجابة القطة، بزيادات قدرها 20 مجم/كجم عند الحاجة، وتحت إشراف الطبيب البيطري.
ملاحظات مهمة حول الجرعات
- القطط تحتاج عادة إلى ثلاث جرعات يوميًا لأن عمر النصف للدواء قصير.
- الأقراص ممتدة المفعول غير مناسبة للقطط لأنها لا تتحمل الكسر أو السحق.
- الجرعة قد تختلف في الحالات التالية:
- القطط الصغيرة.
- القطط كبيرة السن.
- القطط المصابة بأمراض كبدية أو كلوية.
- في حالات الطوارئ، قد يستخدم الطبيب البيطري جرعة تحميل وريدية لمنع تكرار النوبات.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
على الرغم من أن ليفيتيراسيتام يعتبر آمنًا عمومًا، إلا أن هناك ظروفًا يجب فيها الحذر:
- القطط المصابة بأمراض الكلى المتقدمة لأن الدواء يُطرح أساسًا عن طريق الكلى، وقد يحتاج تعديلًا دقيقًا للجرعة.
- الحمل والرضاعة لا توجد دراسات كافية، لذا يستخدم عند الضرورة فقط.
- الحساسية تجاه الدواء رغم أنها نادرة جدًا.
- التفاعل الدوائي مع الفينوباربيتال إذ قد يقلل الفينوباربيتال من مستويات ليفيتيراسيتام في الجسم، ما يستدعي تعديل الجرعة.
الآثار الجانبية المحتملة
يعتبر الدواء آمنًا نسبيًا، وأكثر الآثار الجانبية شيوعًا في القطط تشمل:
- الخمول أو النعاس.
- انخفاض الشهية.
- تغيرات طفيفة في السلوك.
- ترنح بسيط عند بداية العلاج.
تم أيضاً ملاحظة أعراض مثل الخمول وضعف الشهية في القطط بشكل رئيسي. عادة ما تكون هذه الآثار مؤقتة في الأيام الأولى للعلاج، وتختفي تدريجيًا مع تكيف الجسم على الدواء.
متى يجب التواصل مع الطبيب فورًا؟
- زيادة غير طبيعية في الخمول.
- استمرار فقدان الشهية لأكثر من 48 ساعة.
- حدوث نوبات أكثر بدلًا من تقليلها.
- ظهور ارتعاشات أو تغيرات مزاجية شديدة.
نصائح مهمة قبل استخدام الدواء وبعده
لضمان استخدام آمن وفعّال لليفِتيراسيتام في القطط، يُفضل اتباع الإرشادات التالية:
- التزم بالجرعات بدقة فالالتزام بتوقيت الجرعات مهم جدًا لأن انخفاض مستوى الدواء في الدم قد يؤدي لعودة النوبات.
- لا توقف الدواء فجأة لأن التوقف المفاجئ قد يسبب زيادة حادة في النوبات.
- سجّل مواعيد حدوث النوبات: يوصى بمتابعة يومية لوصف الاستجابة للدواء مع الزيارات الدورية للطبيب البيطري.
- إجراء فحوصات دورية يُفضّل إجراء فحوص دم كل 6 أشهر للاطمئنان على وظائف الكلى والكبد.
- أعطِ الدواء بعد الطعام عند الحاجة لتخفيف أي آثار جانبية محتملة على المعدة.
- استخدم المحلول الفموي عند الحاجة للدقة في الجرعات خاصة في القطط الصغيرة أو ذات الأوزان المنخفضة.
أخطاء شائعة عند إعطاء ليفيتيراسيتام للقطط
هناك أخطاء يقع فيها بعض المربين يجب التنبه لها:
- استخدام الأقراص ممتدة المفعول XR هذه الأقراص لا يجوز طحنها أو كسرها، وهي غير مناسبة للقطط.
- نسيان جرعات عديدة ما يؤدي إلى انخفاض الدواء في الدم وعودة النوبات.
- وقف الدواء عند تحسن القطة التحكم في النوبات لا يعني الشفاء، وتوقف العلاج يجب أن يكون تدريجيًا وتحت إشراف بيطري.
- عدم إبلاغ الطبيب بالأدوية الأخرى مثل الفينوباربيتال الذي قد يقلل تأثير ليفيتيراسيتام.
- إعطاء جرعات عشوائية غير محسوبة يجب أن تُحدد الجرعة بدقة على أساس وزن القطة.
تحذير مهم
دواء ليفيتيراسيتام من الأدوية الفعّالة لعلاج النوبات في القطط، لكنه دواء متخصص يتطلب إشرافًا بيطريًا دقيقًا. لا يُنصح مطلقًا باستخدامه دون وصفة أو دون فحص القطة سريريًا.
إعطاء الجرعات بشكل عشوائي أو استخدام دواء غير مناسب قد يؤدي إلى تفاقم الحالة أو آثار جانبية خطيرة. لذلك، استشر طبيبًا بيطريًا قبل بدء العلاج، واتبعه بدقة طوال فترة تناول الدواء.
















هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم