يُعد ليكوفورين الكالسيوم Leucovorin Calcium، المعروف أيضاً باسم حمض الفولينيك أو Calcium Folinate، أحد المركبات الدوائية الهامة المشتقة من مجموعة فيتامينات B، ويُستخدم في الطب البشري والبيطري كعامل منقذ لخلايا الجسم خلال العلاج ببعض الأدوية المثبطة لعملية تصنيع حمض الفوليك.
يُقدَّم الدواء على هيئة مسحوق، أو محلول للحقن، أو أقراص فموية، ويتميّز بكونه مركّباً شديد الذوبان في الماء، عديم الرائحة، ويمتلك بنية كيميائية تمثل شكلاً نشطاً من الفولات الجاهزة للاستخدام الخلوي.
وعلى الرغم من عدم توفر منتجات بيطرية مخصّصة للقطط، فإن استخدامه البيطري يتم غالباً اعتماداً على المستحضرات البشرية، وخصوصاً في حالات محددة تتطلب “إنقاذاً” للخلايا من تسمم بعض الأدوية، أو لمعالجة الاضطرابات المرتبطة بنقص الفولات.
محتوى المقال
ما هو ليكوفورين الكالسيوم؟
ليكوفورين الكالسيوم هو الشكل الفعّال من حمض الفولينيك، ويُعد بديلاً جاهزاً لحمض الفوليك دون الحاجة لخطوات التحويل الحيوي داخل جسم الحيوان. كيميائياً، يُعرف أيضاً بعدة أسماء من بينها: folinic acid، citrovorum factor، 5-formyl tetrahydrofolate، وجميعها تشير إلى المركّب ذاته الذي يمثل أحد مشتقات فيتامين B9.
تتجلى أهميته في كونه مضاداً لسمّية بعض العلاجات الكيماوية أو الأدوية التي تمنع تكوين حمض الفوليك الضروري للخلايا السليمة. ولهذا السبب يُستخدم في حالات محددة بدقة، ولا يُعد دواءً شائع الاستخدام مثل بقية فيتامينات B.
آلية عمل الدواء وكيف يؤثر في جسم القطة
يعتمد ليكوفورين الكالسيوم في مفعوله على كونه شكلًا نشطاً من الفولات، مما يتيح له الدخول مباشرة في عمليات تصنيع الأحماض النووية والبروتينات داخل الخلايا.
بخلاف حمض الفوليك التقليدي، لا يحتاج هذا الدواء للتحويل عبر الإنزيمات الكبدية.
أبرز آليات تأثيره:
- إنقاذ الخلايا من سمّية الميثوتركسيت يعمل الدواء على تجاوز تثبيط إنزيم dihydrofolate reductase الناتج عن جرعات الميثوتركسيت السامة، وبذلك يحمي الخلايا السليمة من التضرر، وهي أشيع استخداماته المعروفة طبياً.
- تعويض نقص الفولات النشط في حالات نادرة، قد يستخدم لتحسين تصنيع الحمض النووي في حالات القصور الشديد المرتبط بالفولات.
- تحسين صحة الخلايا سريعة الانقسام مثل خلايا نخاع العظم، وبالتالي يساعد في منع أو معالجة فقر الدم المرتبط بنقص الفولات.
استخدامات ليكوفورين الكالسيوم للقطط ولماذا يتم وصفه
على الرغم من عدم وجود توصيف مباشر لاستخدامه في القطط، إلا أن الدواء يُستخدم بيطرياً في سياقات محدودة جداً، اعتماداً على نفس المبادئ العلاجية المستخدمة في الأنواع الأخرى:
علاج السمية الناتجة عن الميثوتركسيت
يُعطى الدواء لحماية الجسم من الآثار المدمّرة لجرعات مفرطة من الميثوتركسيت المستخدم أحياناً في علاج الأورام أو أمراض المناعة الذاتية.
لابد أن نشير إلى وجوب إعطاء الدواء تحت رعاية المستشفى البيطري في حالات التسمم للسيطرة على السمية الدموية وإنقاذ نخاع العظم.
دعم حالات فقر الدم الناتج عن نقص الفولات
لوحظ استخدامه في الخيول لعلاج فقر الدم الضخم الأرومات المرتبط ببعض الأدوية المثبطة لحمض الفوليك، ما يشير إلى إمكانية الاستفادة منه في القطط في ظروف مشابهة تحت إشراف بيطري دقيق.
متابعة علاج بعض الأمراض التي تتطلب استعادة نشاط الفولات
مثل بعض حالات الجهاز الهضمي الشديدة أو الحالات التي يكون فيها امتصاص الفيتامينات ضعيفاً، إلا أن هذا الاستخدام يبقى نادراً وغير شائع.
طرق إعطاء الدواء للقطط
تتوفر أشكال ليكوفورين الكالسيوم التالية للاستخدام البشري، ويمكن استخدامها بيطرياً عند الضرورة:
الأقراص الفموية
بتركيزات: 5 mg – 15 mg – 25 mg
وتُستخدم عندما تكون حالة القط مستقرة ويمكنه تناول الدواء عن طريق الفم .
2. الحقن الوريدي أو العضلي
يتوفر الدواء كمحلول تركيزه 10 mg/mL، أو كمسحوق يعاد حله قبل الاستخدام.
ويجب التعامل مع هذا النوع بحذر شديد، إذ يتطلب الحقن أن يكون الدواء حديث التحضير إذا كان مذاباً بماء معقم، أو يبقى صالحاً لمدة 7 أيام عند تحضيره بماء بكتريوستاتي يحتوي بنزيل الكحول (غير مناسب للقطط الصغيرة جداً).
3. الحقن عبر التسريب الوريدي
يُخلط الدواء مع محاليل مناسبة مثل:
- Normal Saline.
- Ringer’s Lactate وهي محاليل ثبت في الملفات أنها تحفظ استقرار الدواء لمدة تصل إلى 24 ساعة عند درجة حرارة الغرفة، شريطة عدم خلطه مع محاليل تحتوي على fluorouracil لأنه غير متوافق معها.
الجرعات المناسبة للقطط
الدواء لا يحتوي على منتجات بيطرية رسمية ولا توجد جرعات معتمدة للقطط. كما أن الجرعات المدرجة في المصادر الدوائية البيطرية خاصة بالخيول لعلاج فقر الدم الناتج عن أدوية معينة، وليست مخصصة للقطط بتاتاً. لذلك لا يمكن تحديد جرعة آمنة أو مناسبة للقطط.
ويجب الاعتماد كلياً على الطبيب البيطري لتحديد الجرعة بناء على:
- وزن القطة.
- شدة الحالة.
- طبيعة السمية أو المرض.
- وظيفة الكلى والكبد.
- وجود أدوية أخرى يمكن أن تتداخل معه.
موانع الاستعمال والحالات التي يجب تجنب إعطاء الدواء فيها
- عدم استخدام الدواء خارج المستشفى في حالات تسمم الميثوتركسيت حيث أشير صراحة إلى أنه يجب إعطاؤه فقط داخل مستشفى بيطري بسبب الحاجة للمتابعة المستمرة لحالة الدم ووظائف الجسم.
- الحذر الشديد عند وجود أمراض كلوية أو كبدية متقدمة بسبب تأثير الدواء على عمليات استقلاب الفولات في الجسم.
- عدم خلط الدواء مع مستحضرات غير متوافقة خصوصاً محاليل fluorouracil التي يكون معها غير مستقر.
- تجنّب استعمال الماء البكتريوستاتي المحتوي على البنزيل الكحول في القطط الصغيرة جداً لوجود تحذير عام متعلق بسلامة هذا المذيب مع الحيوانات الصغيرة.
التأثيرات الجانبية المحتملة
لم تُوجد آثار جانبية للقطط تحديداً، إلا أن الآثار المعروفة للمادة عند الحيوانات الأخرى والإنسان قد تشمل:
- اضطرابات معدية بسيطة.
- تغيرات في أنزيمات الدم.
- تفاعلات موضعية عند الحقن.
- أعراض مرتبطة بتغيرات مستويات الفولات.
أما في حالات الاستخدام لإنقاذ الميثوتركسيت، فإن الأثر الجانبي الأول المحتمل هو عدم كفاية الجرعة في منع السمية، ما يستدعي متابعة مخبرية مستمرة.
نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده
- يجب أن يتم إعطاء الدواء فقط بعد تشخيص بيطري دقيق.
- لا يُستخدم الدواء في المنزل مطلقاً في حالات التسمم الدوائي.
- المتابعة المخبرية مطلوبة وخاصة:
- صورة الدم الكاملة CBC.
- مستويات الدواء إذا كان يعطى لعلاج سمية الميثوتركسيت.
- يجب حفظ الدواء بشكل صحيح:
- الأقراص: بين 15–30 درجة مئوية وبعيداً عن الضوء.
- الحقن: في درجة 2–8 مئوية وبعيداً عن الضوء.
- الالتزام التام بمواعيد الجرعات لضمان فعالية العلاج ووقاية الخلايا من الضرر.
أخطاء شائعة عند إعطاء الدواء للقطط وكيفية تجنبها
- استخدام جرعات بشرية دون الرجوع للطبيب البيطري: خطأ خطير قد يؤدي لمضاعفات.
- تحضير الدواء بشكل غير صحيح: إذ إن محلول الحقن يجب أن يستهلك فوراً إذا حُلّ بماء معقم، وقد يبقى 7 أيام فقط في حالة استخدام الماء البكتريوستاتي.
- خلطه مع محاليل غير متوافقة مثل fluorouracil مما يؤدي لتلف الدواء.
- تخزينه بطريقة غير صحيحة مما يقلل فعاليته.
تحذير
لا يجب استخدام دواء ليكوفورين الكالسيوم أو أي دواء مشابه للقطط دون استشارة طبيب بيطري متخصص.
هذا الدواء يُستخدم في سياقات دقيقة، وغالباً ما يكون مرتبطاً بحالات خطيرة مثل التسمم بالميثوتركسيت، ويتطلب مراقبة مستمرة داخل منشأة بيطرية.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم