يُعد دواء ليوبروليد Leuprolide أحد الأدوية الهرمونية المهمة في الطب البيطري والإنساني على حد سواء، وينتمي إلى فئة محفّزات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRH agonists).
على الرغم من أن هذا الدواء ليس مخصصاً بشكل مباشر للقطط، ولم تُذكر له استخدامات مسجّلة أو جرعات رسمية، إلا أن التعرف إليه مهم بسبب توسع استخدامه في طب الحيوانات الأخرى وما يمكن أن يمثله من خيارات مستقبلية في علاج بعض الاضطرابات الهرمونية في القطط.
يذكر الدواء في المصادر الدوائية البيطرية كدواء هرموني معتمد في البشر وعدة أنواع من الحيوانات، خصوصاً القوارض الأليفة (ferrets) والطيور، ولا تشير إلى استخدامه المباشر للقطط.
سيتناول هذا المقال آلية عمل الدواء، تحذيراته، تأثيراته الجانبية، وخصائصه الدوائية، مع التأكيد على عدم استخدامه للقطط إلا تحت إشراف طبيب بيطري متخصص.
محتوى المقال
ما هو دواء ليوبروليد؟
دواء ليوبروليد الذي يُعرف أيضاً بأسماء أخرى مثل Lupron®، Eligard®، وLeuplin®—هو ناهض لهرمون GnRH، أي إنه يعمل على تنشيط مستقبلات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية، مما يؤدي بمرور الوقت إلى تثبيط إفراز الهرمونات الجنسية في الجسم. وهو متوفّر بعدة صيغ، منها:
- حقن فورية.
- حقن Depot ممتدة المفعول (شهرية – ثلاثة أشهر – أربعة أشهر). وتشير المصادر أيضاً إلى أن جميع منتجات ليوبروليد المتاحة هي منتجات بشرية، إذ لا توجد مستحضرات بيطرية مُخصّصة للحيوانات.
عادةً ما يُستخدم هذا الدواء في الطب البيطري لعلاج اضطرابات الغدد الصماء، مثل أمراض الغدة الكظرية في القوارض الأليفة، أو للتحكم في وضع البيض عند الطيور.
لكن بالنسبة للقطط، لا توجد دراسات أو جرعات رسمية معتمدة.
آلية عمل ليوبروليد وكيف يؤثر في جسم القطة
يعمل ليوبروليد بطريقة فسيولوجية تعتمد على التحفيز ثم التثبيط. فهو في البداية ينشط مستقبلات GnRH في الغدة النخامية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الهرمونات الجنسية.
لكن مع الاستمرار، يؤدي التحفيز المستمر إلى استنزاف المستقبلات وإيقاف إفراز LH وFSH. ونتيجة لذلك ينخفض مستوى:
- الإستروجين.
- الأندروجين.
في القطط، ونظراً لتشابه فسيولوجيا الجهاز التناسلي مع الأنواع الأخرى، يُتوقع أن يؤدي ليوبروليد إلى تأثير مشابه، وهو تقليل الهرمونات الجنسية. وهذا التأثير قد يكون نظرياً مفيداً في:
- السيطرة على بعض الاضطرابات التناسلية.
- معالجة الأورام الحساسة للهرمونات.
- كبح السلوكيات الجنسية المفرطة في القطط غير المعقمة.
استخدامات ليوبروليد للقطط
- علاج أمراض الغدة الكظرية في القوارض الأليفة (ferrets).
- التحكم في وضع البيض غير المرغوب فيه لدى الطيور.
وعلى الرغم من عدم توثيق هذه الاستخدامات للقطط في المصادر الدوائية البيطرية، قد يكون للدواء تطبيقات محتملة في بعض الحالات البيطرية، إذا تم تحت إشراف طبيب بيطري متخصص، مثل:
- الأمراض ذات الصلة بفرط الهرمونات الجنسية الدواء يقلل من LH وFSH، ما قد يساعد نظرياً في الحالات المرتبطة بارتفاع هرمونات الأنوثة أو الذكورة.
- اضطرابات تناسلية معينة مثل بعض أنواع الأورام الحساسة للهرمونات، أو حالات التكاثر المفرط.
- تنظيم الشهوة والسلوكيات الجنسية غير المرغوبة رغم أن الخيارات التقليدية أكثر أماناً (مثل التعقيم الجراحي).
ومع ذلك، فإن هذه الاستخدامات ليست مثبتة في المصادر، ويجب التعامل معها فقط كاحتمالات طبية تخضع لقرار الطبيب البيطري.
طرق إعطاء الدواء للقطط
جميع صيغ الدواء هي حقن فقط، ولا توجد حبوب أو شراب أو مراهم. تتضمن الأنواع:
- حقن فورية (قابلة للحقن مباشرة).
- حقن Depot ذات المفعول الممتد (30 يوماً، 3 أشهر، 4 أشهر).
ونظراً لعدم وجود منتجات بيطرية في المصادر الدوائية البيطرية، يجب أن يقوم الطبيب البيطري حصراً بالحقن. ولا يُعطى الدواء أبداً عبر الفم.
الجرعات المناسبة للقطط
لا توجد أي جرعة موثقة للقطط في المصادر الدوائية البيطرية. لكن المصادر ذكرت جرعات لأنواع أخرى فقط، مثل:
- القوارض الأليفة (ferrets): 100–200 ميكروغرام/كغ كل 30 يوماً.
- الطيور: جرعات فردية للتحكم في وضع البيض.
وبما أنه لا يوجد أي ذكر لجرعات القطط، فإنه يُمنع تماماً تقدير جرعة للقطط أو تجربة الدواء بدون تعليمات مباشرة من طبيب بيطري. فأي استخدام غير موثق قد يؤدي إلى:
- تثبيط مفرط للغدة النخامية.
- اضطرابات خطيرة في الهرمونات.
- تهديد حياة القطة.
موانع الاستعمال
- مضاد استطباب في الحمل إذ يؤدي إلى تشوهات جنينية خطيرة.
- يجب استخدامه بحذر شديد في الحيوانات المرضعة، إذ لا يُعرف مدى انتقاله عبر الحليب.
ونظراً لعدم وجود بيانات تخص القطط، فإن من موانع الاستعمال المحتملة:
- الحمل أو الاشتباه به.
- الأمراض الهرمونية غير المشخّصة.
- اضطرابات الكبد والكلى (نظراً لتأثير الهرمونات على الأعضاء).
- القطط الصغيرة جداً.
- القطط المتقدمة في العمر دون تقييم شامل.
التأثيرات الجانبية المحتملة
التأثيرات الجانبية الموثقة في الحيوانات الأخرى تشمل:
- ألم أو تهيّج في موقع الحقن.
- خمول أو انخفاض الطاقة.
- صعوبة تنفس (تم توثيقها في القوارض الأليفة).
- انخفاض تدريجي في فعالية الدواء مع الزمن (tachyphylaxis).
ورغم عدم وجود بيانات للقطط، فمن المتوقع نظرياً:
- اضطرابات هرمونية مفاجئة.
- تغيرات في السلوك.
- فقدان الشهية.
- مضاعفات مرتبطة بخلل مستويات الأستروجين أو التستوستيرون.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب التواصل مباشرة مع الطبيب البيطري.
نصائح مهمة قبل الاستخدام وبعده
- لا يُستخدم إلا بقرار من الطبيب البيطري لعدم توفر جرعات آمنة للقطط في الملفات.
- ضرورة تقييم الحالة الهرمونية بالكامل قبل استخدامه خصوصاً عبر تحاليل LH وFSH.
- الالتزام بالحقن داخل العيادة البيطرية فقط لتجنب الألم والتفاعلات في موقع الحقن.
- مراقبة القطة بعد الحقن لرصد أي علامات ضيق تنفس أو خمول شديد.
- المتابعة المستمرة لأن الدواء يؤثر على الجهاز الهرموني بشكل عميق.
أخطاء شائعة وكيفية تجنبها
- إعطاء الدواء دون استشارة بيطرية وهو أخطر الأخطاء بسبب غياب الجرعات الخاصة بالقطط.
- اعتبار جرعات الحيوانات الأخرى مناسبة للقطط وهو أمر غير علمي وقد يكون قاتلاً.
- الاعتماد على الدواء بديلاً للتعقيم الجراحي التعقيم هو الخيار الأكثر أماناً وفعالية للقطط.
- الاحتفاظ بالدواء في المنزل المصادر تؤكد ضرورة التخزين في ظروف خاصة وحمايته من الضوء.
- حقن الدواء في المنزل وهو خطأ كبير بسبب احتمال حدوث تفاعل موضعي شديد أو جرعة زائدة.
تحذير
دواء ليوبروليد ليس دواءً مخصصاً للقطط، ولا توجد جرعات أو استخدامات مثبتة للقطط.وبالتالي يُحظر تماماً استخدام ليوبروليد للقطط دون إشراف طبيب بيطري متخصص.
إن أي استخدام خاطئ لهذا الدواء قد يؤدي إلى اضطرابات هرمونية خطيرة، مضاعفات صحية، أو حتى تهديد حياة القطة.
المصادر
- Merck Veterinary Manual
- Cornell Feline Health Center
- ASPCA Animal Poison Control Center
- Pet Poison Helpline
- Blackwell’s Five-Minute Veterinary Consult (كتاب بيطري مرجعي)
تنويه طبي
تم إعداد هذا المقال لأغراض تثقيفية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص. إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية على قطتك، يُنصح بمراجعة عيادة بيطرية فورًا.
حول كاتب المقال
د. أحمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية.
أتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.
هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم