تُعد مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط من أكثر الحالات الصحية شيوعًا التي يتعرض لها مربوا القطط في حياتهم اليومية.
سواء كان ذلك من خلال تقيؤ عرضي أو إسهال مؤقت، فإن هذه المشاكل قد تكون مؤشرًا على حالة طفيفة أو ربما علامة تحذيرية لأمرٍ أكثر خطورة.
ما الذي يسبب اضطراب الجهاز الهضمي لدى قطتك؟ وكيف يمكنك التفريق بين الحالة الطبيعية والمشكلة التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا؟
في هذا المقال الشامل، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول “مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط“، بما في ذلك الأسباب المحتملة، الأعراض المرافقة، طرق التشخيص والعلاج المناسب لكل حالة، بالإضافة إلى نصائح منزلية عملية للوقاية وتحسين جودة حياة قطتك.
محتوى المقالة
🐾 ما هو الجهاز الهضمي عند القطط؟
الجهاز الهضمي عند القطط هو نظام معقد يتكون من مجموعة من الأعضاء المتصلة ببعضها البعض، وتبدأ من الفم وتنتهي بالمستقيم. ووظيفته الأساسية هي تحويل الطعام إلى عناصر غذائية يمكن للجسم استخدامها، ثم التخلص من النفايات غير القابلة للهضم.
يتضمن الجهاز الهضمي عند القطط الأجزاء التالية:
- الفم: حيث يتم مضغ الطعام وبلعه.
- المريء: الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة.
- المعدة: المسؤولة عن خلط الطعام مع الأحماض والإنزيمات لهضمه.
- الأمعاء الدقيقة: المنطقة الرئيسية لامتصاص العناصر الغذائية.
- الأمعاء الغليظة (القولون): حيث يتم امتصاص الماء ويتم تشكيل البراز.
- الكبد والبنكرياس: يساهما في إنتاج الإنزيمات والسوائل الضرورية لهضم الطعام.
عندما يعمل هذا النظام بشكل متوازن، تتمتع قطتك بصحة جيدة ووزن مثالي وفراء لامع. لكن أي خلل في هذه العمليات قد يؤدي إلى ظهور أعراض هضمية مثل التقيؤ أو الإسهال أو الإمساك.
🐱 ما هو طبيعي وما ليس طبيعي؟
✔️ عادات الأكل الطبيعية
القطط كائنات آكلة للحوم بنسبة عالية، وعادةً ما تأكل كميات صغيرة عدة مرات يوميًا. في حياتها البرية الأولى، تفترس القطط الكائنات الصغيرة كالفئران، مما يجعلها تعتاد على وجبات متكررة ومتقطعة.
إذا لاحظت أن قطتك بدأت تغيّر عاداتها في الأكل، سواء بتناول كميات أقل أو أكثر، أو رفض الطعام تمامًا، فقد يكون ذلك مؤشرًا على مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط. كما أن انخفاض مستوى طاقتها أو تغير سلوكها قد يشيران أيضًا إلى مشكلة صحية داخلية.
❗️ الفرق بين التقيؤ و ارتجاع الطعام
- ارتجاع القطط للطعام: هو عملية طرد الطعام مباشرة بعد بلعه دون جهد كبير، وقد يحدث بسبب الأكل السريع أو وجود انسداد في المريء.
- تقيئ القطط: هو عملية تشارك في إحداثها عدة اعضاء في الجهاز الهضمي تنطوي على الانقباضات العضلية للمعدة، وغالبًا ما يصاحبه سيلان لعاب أو شعور بالغثيان.
التقيؤ العرضي (مرة أو مرتين أسبوعيًا) لا يُعتبر دائمًا أمرًا خطيرًا، خاصة إذا كانت قطتك نشيطة وتتناول طعامها بشكل طبيعي. ولكن إذا استمر التقيؤ لأكثر من يومين، أو ارتبط بفقدان الوزن أو الإسهال، فمن الضروري استشارة الطبيب البيطري.
💩 البراز الطبيعي
البراز الطبيعي عند القطط يكون بني اللون ومتماسك وسهل التخلص منه. يجب أن تذهب قطتك إلى المرحاض مرة أو مرتين يوميًا، وتدفن فضلاتها.
إذا لاحظت تغيرًا في شكل أو قوام البراز (مثل الإسهال أو الإمساك)، أو بدأت قطتك بالتبرز في أماكن غير معتادة على التبرز فيها، فقد تكون هناك مشكلة هضمية أو حتى سلوكية.
🦠 اسباب مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط
🥩 العوامل الغذائية
- تغيير النظام الغذائي للقطط بشكل مفاجئ.
- تناول أطعمة غير مخصصة للقطط (مثل الشوكولاتة أو البصل).
- الحساسية الغذائية (مثل حساسية اللاكتوز).
- الحمية المنخفضة الجودة أو غير المناسبة لعمر القطة.
🔬 الأمراض المعدية
- فيروس البارفوفيرس القططي (FPV) .
- فيروس كورونا القططي (FCoV) .
- البكتيريا مثل كامبيلوباكتر أو اصابة القطط بالسالمونيلا.
- الطفيليات المعوية مثل الديدان الشريطية أو الجيارديا.
🧠 الاضطرابات العصبية
- القولون المتضخم عند القطط (Megacolon) نتيجة ضعف في حركة الأمعاء.
- الارتجاع المريئي بسبب خلل في الأعصاب المسؤولة عن عملية البلع.
⚖️ الأمراض الجهازية
- أمراض الكبد مثل التهاب الكبد أو تراكم الدهون (Hepatic lipidosis).
- التهاب البنكرياس (Pancreatitis).
- امراض الأمعاء الالتهابية (IBD).
- سرطان الجهاز الهضمي.
🧊 السموم والأجسام الغريبة
- ابتلاع أجسام صعبة الهضم مثل الخيوط أو البلاستيك.
- التعرض للنباتات السامة أو مواد التنظيف الكيميائية المنزلية.
🧪 كيف يتم تشخيص مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط؟
تشخيص السبب الحقيقي لـ مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط يتطلب تقييمًا شاملًا من قبل الطبيب البيطري، والذي قد يتضمن:
- فحص سجل الصحة الكامل للقطة.
- تحليل البراز للبحث عن الطفيليات أو البكتيريا.
- تحليل الدم والبول لاستبعاد الأمراض الداخلية.
- تصوير الأشعة أو الموجات فوق الصوتية للتحقق من وجود انسداد أو ورم.
- تنظير الجهاز الهضمي مع أخذ خزعات إن لزم الأمر.
- اختبارات غذائية تجريبية لمعرفة رد فعل الجسم لنظام غذائي معين.
🩺 طرق العلاج المناسبة لمشاكل الجهاز الهضمي
يعتمد العلاج على:
- سبب المشكلة (فيروسية، بكتيرية، غذائية… إلخ).
- عمر القطة وصحتها العامة.
- شدة الأعراض.
✅ العلاجات الشائعة
تتضمن العلاجات الشائعة:
- تعديل النظام الغذائي: مثل اعتماد غذاء خالي من المواد المسببة للحساسية.
- البروبيوتيك والبريبايوتكس: لتنمية البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- العلاج المضاد للالتهابات أو المضادات الحيوية إن لزم الأمر.
- العلاج السوائل الوريدية لحالات الجفاف الشديد.
- الجراحة في حالات الانسداد أو وجود ورم.
- إدارة الإجهاد، خاصة في مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط المزمنة.
🛡️ نصائح للوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط
- اختر طعامًا عالي الجودة مخصصًا للقطط فقط.
- تجنب التغير المفاجئ في النظام الغذائي.
- نظّف وعاء الماء يوميًا.
- احرص على تطعيم قطتك ضد الأمراض المعدية.
- قم بفحص براز قطتك دورياً للكشف المبكر عن الطفيليات.
- قلل من التوتر في بيئة القطة، خاصةً في المنزل المحتوي على حيوانات متعددة.
📝 ختاماً
مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط ليست دائمًا مجرد اضطراب بسيط في المعدة، بل قد تكون دليلًا على حالة طبية تحتاج إلى تدخل سريع.
فهم الأعراض المختلفة، وتحديد مصدر المشكلة بدقة، والتعامل معها بطريقة علمية وفعالة، هو مفتاح الحفاظ على صحة قطتك على المدى الطويل.
سواء كنت مربيًا جديدًا أو محبًا للقطط منذ سنوات، فإن معرفة مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط وأسبابها وطرق علاجها تمنحك الإمكانية اللازمة لرعاية قطتك بشكل أفضل.
تذكّر: القطة لا تستطيع التحدث والشكوى، لكن جسدها يرسل لك إشارات ورسائل عن صحتها… مهمتك هي فهمها.
الأسئلة الشائعة
ما هي أكثر مشاكل الجهاز الهضمي عند القطط شيوعًا؟
أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعًا عند القطط
تُعد أمراض الجهاز الهضمي من المشكلات الشائعة التي تواجه الأطباء البيطريين في ممارسة طب وجراحة القطط، وغالبًا ما تؤثر على جودة حياة الحيوان وحالته الصحية العامة.
فيما يلي أبرز هذه الاضطرابات، مع شرح مبسط للمصطلحات الطبية البيطرية المتعلقة بها:
1. القيء (Emesis)
يعد القيء من أكثر الأعراض شيوعًا في القطط، وقد يكون ناتجًا عن أسباب بسيطة كابتلاع كرة شعر (Trichobezoar) أو تغير النظام الغذائي، وأحيانًا يعكس أمراضًا أكثر خطورة كالتهاب المعدة (Gastritis) أو وجود أجسام غريبة في الجهاز الهضمي.
2. الإسهال (Diarrhea)
الإسهال هو عرض شائع ناتج غالبًا عن اضطرابات الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، مثل التهاب الأمعاء (Enteritis)، الطفيليات الداخلية مثل الجيارديا (Giardia)، أو حتى اختلال التوازن الجرثومي (Dysbiosis). يجب تقييم نمط الإسهال ومدته لتحديد الخطة العلاجية المثلى.
3. الإمساك (Constipation)
الإمساك يحدث عادة نتيجة جفاف البراز أو ضعف حركة القولون (Colonic hypomotility)، وقد يكون مرتبطًا بعوامل مثل النظام الغذائي الفقير بالألياف، قلة النشاط البدني، أو أمراض عصبية تؤثر على حركة الجهاز الهضمي.
4. داء التهاب الأمعاء المزمن (Inflammatory Bowel Disease – IBD)
يُعد من الأمراض المزمنة المعقدة التي تؤدي إلى اضطرابات مستمرة في امتصاص العناصر الغذائية، وذلك نتيجة تفاعل مناعي يؤدي إلى التهابات مزمنة في بطانة الأمعاء.
5. داء الكبد الدهني (Hepatic Lipidosis)
هذه الحالة تصيب القطط وخاصة البدينة منها عند توقفها عن الأكل، إذ يبدأ الكبد بتخزين الدهون بشكل مكثف، ما يسبب خللًا في وظائف الكبد ويؤدي إلى أعراض هضمية حادة مثل القيء والخمول.
ما هي أسباب الإسهال عند القطط؟
أسباب الإسهال عند القطط متعددة وتشمل عوامل غذائية، عدوى، وأمراض جهازية.
أولاً، التغذية غير السليمة تعد من أكثر الأسباب شيوعًا، خصوصًا عند إجراء تغييرات مفاجئة في النظام الغذائي أو تقديم طعام جديد دون مرحلة انتقالية تدريجية.
كذلك، تناول طعام ملوث أو فاسد يؤدي إلى اضطراب في الجهاز الهضمي وحدوث الإسهال.
ثانيًا، الحساسية الغذائية لبعض المكونات يمكن أن تسبب التهيج المعوي والإسهال، إذ تظهر بعض القطط ردود فعل تحسسية تجاه مكونات معينة في الطعام.
ثالثًا، الإصابة بالطفيليات المعوية مثل الديدان المستديرة، الديدان الخطافية، أو الجيارديا تعد من الأسباب الشائعة، وتتسبب في إحداث التهاب وطرد البراز المائي والسيء الرائحة.
رابعًا، العدوى الفيروسية أو البكتيرية تلعب دورًا مهمًا، حيث يمكن لفيروسات مثل فيروس الهربس أو بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية التسبب في الإسهال الحاد.
خامسًا، التوتر والإجهاد البيئي يؤثران على وظيفة الجهاز الهضمي ويسببان تغيرات في حركية الأمعاء تؤدي إلى الإسهال.
سادسًا، توجد أمراض الجهاز الهضمي المزمنة مثل التهاب الأمعاء المزمن (IBD)، وأمراض البنكرياس التي تعيق هضم وامتصاص العناصر الغذائية، مسببة إسهالًا مستمرًا.
كيف أعرف أن قطتي تعاني من مشاكل هضمية خطيرة؟
لمعرفة ما إذا كانت قطتك تعاني من مشاكل هضمية خطيرة، هناك مجموعة من العلامات السريرية التي تستوجب الانتباه الفوري وزيارة الطبيب البيطري لفحص شامل وتشخيص دقيق. أبرز هذه العلامات تتمثل في:
القيء المستمر أو المتكرر، خاصة إذا صاحبه وجود دم أو مادة صفراء رغوية، إذ قد يشير إلى التهاب المعدة أو نزيف داخلي يستدعي تقييمًا سريعًا.
الإسهال المتكرر أو المزمن، خصوصًا إذا كان مائيًا أو يحتوي على دم، وقد يكون علامة على التهابات الأمعاء، الطفيليات، أو أمراض مزمنة كالـ IBD.
فقدان الشهية المفاجئ والمستمر مع انخفاض النشاط العام والخمول، مما يدل على عدم راحة شديدة وتأثير المشكلة على الحالة العامة للقط.
آلام البطن أو رفض لمس منطقة البطن عند الفحص، وهي إشارة إلى التهاب أو انسداد معوي.
الحمى وانخفاض الوزن المفاجئ، يعتبران علامات نظامية لوجود التهاب أو مرض مزمن.
أعراض أخرى مثل الجفاف بسبب فقدان السوائل من القيء أو الإسهال، وفرط إفراز اللعاب، وصعوبة التنفس قد تدل على تسمم أو حالة طارئة.
في حال ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب التوجه للطبيب البيطري فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة مثل تحليل الدم، البراز، الأشعة أو المنظار لتحديد السبب الأساسي وبدء العلاج المناسب. تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة القطة.
هل يمكن أن تسبب الديدان مشاكل هضمية للقطط؟
نعم، الديدان تسبب مشاكل هضمية شائعة عند القطط وتعد من الطفيليات الداخلية التي تستقر غالبًا في الأمعاء، مما يؤثر سلبًا على وظيفة الجهاز الهضمي.
أنواع الديدان مثل الديدان الشريطية، الأسطوانية، والسجقية تسبب أعراضاً مزعجة تتضمن الإسهال المزمن أو المتقطع، القيء، وفقدان الوزن غير المبرر، وهذا نتيجة تهيج جدار الأمعاء وامتصاص الديدان للعناصر الغذائية من القطة.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الإصابة بكميات كبيرة من الديدان إلى مضاعفات خطيرة مثل انسداد الأمعاء بسبب تجمع الطفيليات، أو فقر الدم بسبب نزيف والتصاق الديدان بجدران الأمعاء، خصوصًا في حالة الديدان الخطافية (السجقية). من العلامات الأخرى المصاحبة للإصابة: انتفاخ البطن، فقدان الشهية، الخمول، والحكة حول فتحة الشرج، إذ يمكن رؤية أجزاء من الديدان أحيانًا في البراز أو المحيط الشرجي.
كيف يمكن علاج الإمساك عند القطط؟
لعلاج الإمساك عند القطط بفعالية، يعتمد العلاج على شدة الحالة والسبب الأساسي، ويمكن تلخيص الخطوات العلاجية والنصائح على النحو التالي:
زيادة كمية الماء: شرب الماء بكميات كافية ضروري لترطيب الأمعاء وتسهيل مرور البراز، ويمكن إضافة الماء إلى الطعام الرطب لتعزيز الترطيب.
تعديل النظام الغذائي: يُفضل تقديم أطعمة غنية بالألياف القابلة للذوبان مثل اليقطين أو قشور السيليوم، فهي تحفز حركة الأمعاء وتلين البراز. كذلك يُنصح بالطعام الرطب المعلب الذي يحتوي على ماء ودهون تساعد على تليين الأمعاء.
تشجيع النشاط البدني: الحركة تنشط عضلات الأمعاء وتعزز حركة البراز، لذا تحفيز القطة للعب والحركة من الخطوات المهمة.
استخدام الملينات والمكملات: تحت إشراف الطبيب البيطري يمكن استخدام أدوية مثل اللاكتولوز التي تجذب الماء إلى الأمعاء، أو الزيوت المعدنية وزيت الزيتون/جوز الهند بكميات صغيرة لترطيب الأمعاء وتحفيزها.
العلاج البيطري التدخلي: في الحالات الشديدة يُمكن أن يحتاج الطبيب البيطري لإعطاء حقن شرجية لإزالة البراز أو حتى التدخل الجراحي إذا كان هناك انسداد أو ورم في القولون.
العلاج بالأعشاب: بعض الأعشاب مثل اليانسون والخزامى تساهم في تخفيف الإمساك عبر تحفيز حركة الأمعاء وتخفيف الغازات، مع ضرورة الاستخدام بحذر ومراقبة رد فعل القطة.
مراقبة النظافة: تنظيف صندوق الفضلات باستمرار وتشجيع القطة على استخدامه لتجنب تجنب التغوط الذي قد يزيد الإمساك.
يُعد استشارة الطبيب البيطري أمرًا ضروريًا خصوصًا إذا استمر الإمساك لأكثر من يومين، أو صاحبته أعراض كالقيء المستمر، ضعف عام، أو آلام شديدة، لضمان التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
ما هي الأطعمة التي تسبب اضطرابات هضمية للقطط؟
الأطعمة التي تسبب اضطرابات هضمية للقطط كثيرة، ويجب على المربين تجنبها للحفاظ على صحة القط وسلامة جهازه الهضمي. أهم هذه الأطعمة هي:
البصل والثوم والكراث: تحتوي على مركبات تؤثر على خلايا الدم الحمراء وتسبب تهيج الأغشية المخاطية في المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى الإسهال الشديد والتقرحات، وقد تسبب فقر الدم الانحلالي في الحالات الخطيرة.
الشوكولاتة: تحتوي على مادة الثيوبرومين السامة للقطط، وتتسبب في اضطرابات معوية كالإسهال والقيء، وقد تؤثر على القلب والجهاز العصبي مسببة مضاعفات خطيرة قد تصل للوفاة.
الأسماك النيئة واللحوم النيئة: قد تحمل بكتيريا وطفيليات تسبب تسممًا واضطرابًا هضميًا شديدًا.
الحليب ومنتجات الألبان: كثير من القطط تفتقر إلى إنزيم اللاكتاز اللازم لهضم اللاكتوز، مما يسبب لهم غازات، إسهال، واضطرابات هضمية عند تناول الحليب.
العنب والزبيب: تؤدي حتى كميات صغيرة منها إلى فشل كلوي مفاجئ مصحوبًا بإسهال وخمول وتقلص في إفراز البول.
الأطعمة المالحة والدهنية: تسبب اضطرابات في الكلى وارتفاع ضغط الدم، كما تؤدي إلى الإسهال والقيء.
العجين النيء: يخمر في المعدة مسببا تمددًا وضغطًا قد ينتج عنه انسداد معوي وتلف في الأمعاء.
القرفة والكافيين: تتسبب في تهيج الجهاز الهضمي واضطراباته، فضلاً عن تأثيرها السلبي على القلب والجهاز العصبي.
إجمالًا، القطط جهازها الهضمي حساس ويحتاج إلى نظام غذائي قائم على البروتينات الحيوانية مع تجنب أي من الأطعمة السابقة لضمان صحة جهازها الهضمي ومنع اضطراباته الخطيرة.
متى يكون القيء عند القطط طبيعيًا؟
يُعتبر القيء عند القطط طبيعيًا في حالات معينة ولا يدعو للقلق إذا كان نادرًا ومحدودًا، ومن أبرز هذه الحالات:
القيء الناتج عن جوع المعدة الفارغة، حيث تبدأ المعدة بإفراز العصارات الهضمية في حالة عدم تناول الطعام لفترات طويلة، مما يؤدي إلى قيء سائل أصفر أو رغوي.
طرد كرات الشعر نتيجة تنظيف القطة لفروها باللعق وابتلاع كمية من الشعر الذي يتجمع في المعدة، وهو أمر شائع خاصة في سلالات القطط طويلة الشعر، ويظهر القيء على هيئة كتل شعر مع مخاط.
تناول الطعام بسرعة، مما يسبب ابتلاع الهواء مع الطعام وتهيج المعدة، فيتقيأ القط طعامًا غير مهضوم أو شبه مهضوم مباشرة بعد الأكل.
القيء العرضي غير المصحوب بأعراض أخرى مثل الخمول أو فقدان الشهية، ويكون الاستفراغ متقطعًا، ولا يستمر لأكثر من مرة أو مرتين في الأسبوع.
في المقابل، يصبح القيء مقلقًا وخطيرًا إذا كان مستمرًا، يحتوي دمًا، أو يصاحبه أعراض مثل الإسهال، فقدان الوزن، الخمول، أو تغير في سلوك القط، مما يستدعي استشارة بيطرية عاجلة.
هل القطط المنزلية أقل عرضة لمشاكل الهضم؟
القطط المنزلية قد تكون أقل عرضة لمشاكل هضمية مقارنة بالقطط التي تتنقل في الخارج، وذلك لعدة أسباب متعلقة بالبيئة والنظام الغذائي.
أولًا، القطط المنزلية تحصل على غذاء منتظم ومتوازن وصحي، مما يقلل فرص الإصابة بحساسية غذائية أو تناول أطعمة غير مناسبة تسبب اضطرابات مثل الإسهال أو القيء. كما أن عدم تعرضها لأكل الطعام الفاسد أو بقايا الإنسان يعتبر عاملًا وقائيًا مهمًا.
ثانيًا، القطط المنزلية أقل تعرضًا للعدوى الطفيلية والبكتيرية المنتقلة عبر البيئة الخارجية، مثل الديدان المعوية، الجيارديا، أو التسمم الغذائي الناتج عن تناول مواد ملوثة، وهي من الأسباب الشائعة لمشاكل الجهاز الهضمي.
ومع ذلك، لا يعني ذلك أن القطط المنزلية محصنة كليًا؛ إذ أن التغيرات المفاجئة في النظام الغذائي، الحساسية، الأمراض الجهازية، أو تناول أجسام غريبة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات هضمية حتى في القطط التي تعيش داخل المنزل.
ما هو علاج الانتفاخ والغازات عند القطط؟
لعلاج الانتفاخ والغازات عند القطط بفعالية، يمكن اتباع خطوات منزلية وطبية متكاملة وفقًا لحالة القطة وأسباب المشكلة:
تعديل النظام الغذائي: استبدل الطعام الحالي بأطعمة سهلة الهضم وخالية من الحبوب والمكونات الصناعية، وقدم الوجبات على دفعات صغيرة لتقليل دخول الهواء خلال الأكل. يمكن استخدام أطعمة متخصصة مثل طعام هيلز الطبي المخصص لمشاكل الغازات والانتفاخ لتعزيز الهضم الصحية.
إبطاء سرعة الأكل: استخدم أطباقًا خاصة لتشجيع القطة على تناول الطعام ببطء، وتوفير بيئة هادئة أثناء الأكل لتقليل التوتر.
استخدام أعشاب مهدئة للجهاز الهضمي: يمكن تقديم كميات صغيرة من النعناع، الشمر، البابونج، الزنجبيل، اليانسون، أو الكراوية التي تعمل على تهدئة المعدة وتقليل الغازات، مع الحرص على استشارة الطبيب البيطري قبل الاستخدام لضمان السلامة.
ممارسة النشاط البدني: تحفيز القطة على الحركة واللعب يساعد في تنشيط حركة الأمعاء وتقليل تراكم الغازات.
التخلص من الطفيليات: يجب التأكد من علاج الطفيليات المعوية مثل الديدان لأنها من أسباب الغازات والانتفاخ، وذلك باستخدام الأدوية المضادة للطفيليات بإشراف الطبيب البيطري.
التدليك اللطيف للبطن: عمل تدليك ببطء وبحركات دائرية يساعد على تحريك الغازات داخليًا وتخفيف الشعور بالانتفاخ.
شرب الماء بشكل كافٍ: توفير الماء النظيف باستمرار يساعد في تحسين الهضم ومنع الإمساك الذي قد يزيد الانتفاخ.
في الحالات التي لا تتحسن فيها الأعراض أو يصاحب الانتفاخ ضعف، قيء متكرر، ألم شديد، أو تغييرات سلوكية، يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا لأن الانتفاخ قد يكون علامة على أمراض خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا.
باتباع هذه الإجراءات يمكن السيطرة بفاعلية على مشاكل الانتفاخ والغازات عند القطط وتقليل انزعاجها وتحسين جودة حياتها.
المصادر
Cat Digestive Problems: Symptoms, Diagnosis, and Treatment
Disorders of the Stomach and Intestines in Cats – Cat Owners
Digestive problems in cats | Help and Advice
حول كاتب المقال


د.احمد محلي
طبيب بيطري متخرج من كلية الطب البيطري في حماة – سورية
اتمتع بخبرة واسعة في رعاية الحيوانات الأليفة وتشخيص أمراضها وسلوكها وطرق رعايتها.
شغفي بمهنة الطب البيطري يدفعني لمشاركة معرفتي مع مُربي الحيوانات الأليفة عبر مقالات توعوية تسلط الضوء على أفضل الممارسات للعناية بصحة وسعادة الحيوانات الأليفة.
بفضل خبرتي الممتدة لعدة سنوات، أسعى لجعل المعلومات العلمية البيطرية سهلة الفهم ومتاحة للجميع لضمان حياة أفضل للحيوانات الأليفة.














هل كانت المعلومات التي وردت في مقالتنا مفيدة؟
نهتم كثيراً بآرائكم ومقترحاتكم. شاركونا بالتعليق على المقالة من أجل صحة قططكم القريبة إلى قلوبكم